Featured Video

عظمة الله تعالى





أسرار عالم النمل

يوجد اليوم أكثر منعشرة آلاف نوع من النمل في العالم. وجميع هذه الأنواع تعيش في مجتمعات منظمة تتعاونوتبني وتدافع وتتكلم وتحس... ولها دماغ وأعصاب .... فسبحان الله!
من خلالمجموعة من الصور الرائعة سوف نرى عظمة الخالق في أضعف مخلوقاته! إنها نملة صغيرة لانكاد نحسّ بها، ولكنها على درجة عالية من التعقيد، فسبحان الله!
حجم النملة
يبلغ طولالنملة من 2 ميليمتر وحتى 25 ميليمتر، للنملة رأس كبير قياساً مع حجم جسمها، ولهابطن بيضاوية وخصر صغير، ولها فكين تستطيع بهما حمل أشياء ثقيلة جداً بالنسبة لها،وتستخدمها أيضاً للحفر. ولها فكان داخليان لمضغ الطعام. كما لها هوائيان تستخدمهمالتحسس الأشياء- للتذوق والشم!

ذكاءالنمل
يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلكجاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)، وذكر فيها المولى تبارك وتعالى قدرةالنمل على التكلم، وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة تتفاهم من خلالها النمل وتتواصلحتى عن بعد، فسبحان الله!
صورة حديثةلدماغ النملة!! A : صورة الدماغ كما يظهر بواسطة الفلور المشع. B : صورة للجزءالخاص بتحليل المعلومات في دماغ النملة. C : منحني يبين استجابة النملة لدى نشررائحة معينة، حيث نلاحظ وجود نشاط في الدماغ تمثله القفزة في المنحني. D : اختبارللنملة بواسطة كرة إلكترونية تظهر ذكاء النمل وسرعة استجابته للمؤثرات.والسؤال: ألاتستحق هذه النملة الذكية أن تُذكر في القرآن؟؟ يقول تعالى في سورة النمل في سياققصة سيدنا سليمان عليه السلام: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَىوَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْلَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَالَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُوَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19].

قوة النملة

تستطيعالنملة حمل أشياء تزن عشرين ضعفاً وزن جسمها، وتصور عزيزي القارئ لو أن رجلاً بهذهالقوة فإنه سيحمل سيارة وزنها ألف كيلو غرام بسهولة، قارن قوة النملة مع قوتك، لتجدأن النملة أقوى منك بعشرين ضعفاً على الأقل

أقدمنملة

أقدم نملة على وجه الأرض تم اكتشافها في حجر في أمريكا عمر هذهالنملة 92 مليون سنة، واكتشفت عام 1998، وقد عاشت هذه النملة في عصر الديناصورات،وسبحان الله ديناصور يزن عشرات الآلاف من الكيلوغرامات قد هلك وانقرض، ولكن نملة لاتزن إلا جزءاً من الغرام باقية تتكاثر كل هذه السنين!

فكّ أقوى مما نتصوّر

صورة لفكالنملة، تستطيع به حفر الأرض ، وتستطيع القتال والدفاع عن نفسها، كما تستطيع أنتأكل وتمضغ الطعام! وتأمل معي هذا التصميم المعجز لفكي النملة، وإذا ما قارنا حجمفكي النملة بحجم فكي تمساح مثلاً نجد أن فك التمساح أكبر بآلاف المرات من فكالنملة، ولكن فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح قياساً إلى حجمها!!
ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه

إن الله تعالى كما هدىالنمل هدى الشجر أيضاً! فقد وجد العلماء نوعاً من أنواع النمل يعيش دائماً في شجرةمحددة هي شجرة الخرنوب، والعجيب أن الغذاء الذي يحبه هذا النوع من النمل تفرزهالشجرة من خلال فتحات خاصة على شكل محلول سكري، يتغذى عليه النمل، بل إن النمليتغذى على أوراق هذه الشجرة لأنه صغير ومناسب لصغارها، ولكن ماذا تستفيد الشجرة منذلك؟وجد العلماء بعد مراقبة طويلة أن الذي يهلك هذه الشجرة هو بعض أنواع الحشراتالضارة، ولكن النمل قد زوده الله تعالى بجهاز معقد يقوم بلسع الحشرات الآتية إلىالشجرة وتحميها من التآكل بفعل هذه الحشرات الضارة، فسبحان الله الذي خلق كل شيءفقدَّره تقديراً!

رأس النملة

صورةلرأس النملة، هذا الرأس يحوي دماغاً معقداً تستطيع النملة به التفكير وإجراءالحسابات اللازمة، وإطلاق الإنذار لدى التعرض للهجوم! ونلاحظ وجود ستة أرجل وقرنياستشعار أو هوائيين.كما أن الله تبارك وتعالى قد زود النملة بالقدرة على إفراز موادكيميائية مطهرة، تستطيع بها تعقيم العش وتطهير اليرقات والبيوض لئلا تهلكهاالبكتريا والفطور، فهي تقوم بتغليف الشرانق بغلاف من هذه المادة يحميها من شرالبكتريا، وتستخدمها أيضاً لتطهير غذائها المختزن لفترات طويلة، ولولا هذه المادةلهلك النمل على الأرض، فسبحان الله! وتستطيع النملة أن تفرز حمض النمليك الذي يعتبرمادة مخدرة للخصم، تستخدمه للدفاع عن نفسها.

عيون النملة

صورة دقيقة تظهر عين النملة، وللنملة عيون مركبةتستطيع بواسطتها أن ترى الأشياء ولكن رؤية ضعيفة بسبب أنها تمضي معظم وقتها فيالظلام تحت التراب. وتأمل معي كيف أن هذه العين محاطة ببعض الشعيرات الدقيقةلحمايتها!
مستعمرات النمل
يمكن أن تشكل عدةنملات فقط مستعمرة، ويمكن أن تكون المستعمرة مؤلفة من ملايين النملات! ولكن معظمالمستعمرة تتألف من النملات العاملات وهذه لا يمكنها التزاوج، إنما تقوم بمعظمالعمل مثل جمع الغذاء ورعاية الصغار والدفاع عن المستعمرة. وهذه صورة لإحدىمستعمرات النمل تضم آلاف النملات.</h3>

أجهزة "الستالايت" عندالنمل

صورة لقرن الاستشعار لدى النملة (الهوائي)، وتأملمعي التعقيد والدقة في التصميم والصنع، مع العلم أن سماكة هذا الهوائي لا تتجاوزأجزاء قليلة من المئة من الميليمتر.وتأمل معي كيف يبرز قرن الاستشعار ويتمفصل معرأس النملة بدقة فائقة تعجز تقنيات القرن الحادي والعشرين عن تقليدها! لقد هيَّأالله للنملة قروناً تستشعر بها وتتحسس وتتذوق الغذاء! وهذان القرنان هما مصدرالمعلومات بالنسبة للنملة وتكون في حالة الحركة عندما تكون النملة نشيطة. ويسميالعلماء هذين القرنين بالهوائيين، لأن لديهما القدرة على تلقي المعلومات عن بعدوإرسالها كذلك

التزاوج عند النمل

إنالملكة هي الوحيدة القادرة على التزاوج ولها أجنحة وهي أكبر من بقية النملات، وهذهالملكة تتزاوج مع النمل المذكر ذي الأجنحة أيضاً، حيث تنتج الملكة البيض ومن ثمستفقس هذه البيض لتكون النمل العامل والملكات الجدد. أما الذكور فلا يقومون بأي دورسوى التزاوج حيث يموتون مباشرة بعد تلقيح الملكة. للذكور خصيتين تنتجان الحيواناتالمنوية، التي تستطيع بها تلقيح الملكة، وللذكر عضو يسمى aedeagus يدخله في فتحةخاصة في جسم الملكة ويلقي بالحيوانات المنوية فيه، وللملكة مبايض لإنتاج البيض،وتضع البيوض من خلال عضو اسمه Eovipositor . وبالتالي فإن هذه البويضات تنتقل فيجسم الملكة حتى تصبح قريبة من مكان التلقيح وتنتج البويضات الملقحة، والتي ستصبحفيما بعد صغار النمل! والعجيب أن البيوض الملقحة سوف تتحول إلى نملات عاملات أوملكات، وهنالك بيوض لا يتم تلقيحها، وعلى الرغم من ذلك سوف تتحول إلى ذكور فيمابعد، فسبحان الله! ما هذا النظام المعقد والمحكم في نملة لا يتجاوز طولها عدة مليمترات!

بيوض النملة

تنتج ملكةالنمل عدداً ضخماً من البيوض يقدر بالملايين، ومن رحمة الله بهذه البيوض الضعيفةوالصغيرة والتي لا نكاد نشعر بوجودها أنه زوَّد النملة بالقدرة على إفراز موادمطهرة ومعقمة تخرج من قنوات دقيقة، لتحفظ هذه البيوض سليمة من أي بكتريا أو مكروهقد يصيبها، والسؤال: من الذي زوَّد هذه النملة بهذه المادة ومن الذي سخر لها الطريقعبر شبكة أنابيب دقيقة لتفرزها، ومن الذي هداها وعلمها وأخبرها أن هذه المادة يجبأن تعقم بها بيوضها؟؟ فسبحان القائل في كتابه وعلى لسان نبيه موسى عليه السلاممخاطباً فرعون عندما سأله من ربُّك يا موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى) [طه: 50]النمل والبيئةإن النمل ضروري جداً للحفاظ على البيئة، فهيتأكل الحشرات وتقلّب التربة فيدخل الهواء إليها، وهي غذاء مهم للعديد من الحشرات،وتلقح الزهور أحياناً، وتحرك المادة العضوية في التربة، وتعتبر النملة من أهمالحشرات المفترسة للحشرات الأخرى وبالتالي تحدث توازناً في عالمالحشرات.


أرجل النملة

صورةلرجل نملة!!! تأمل معي التصميم الدقيق والمرن لهذا العضو الذي لا يكاد يُرى، وتأملكيف زوَّد الله هذه الأرجل بشعيرات صغيرة لدفع الضرر عن النملة، ومساعدتها علىالمشي بكافة الاتجاهات والتسلق وغير ذلك. وللنملة ستة أرجل تنتهي بمخالب، وتستعملللمشي ولتنظيف الجسم والهوائيات ومعالجة الغذاء.

رحمةالنمل


ومن عجائب ما رآه العلماء أن بعض أنواع النمل تعيش مع عبيدلها، تجبرهم على جمع العلف اللازم للغذاء، وتأكل معاً، ولكن هذه النملات حريصة علىإطعام "العبيد" ولكن إذا غابت العبيد أو أصابهم مكروه تمتنع النملات عن الأكل حتىولو كان الغذاء موجوداً وتستمر كذلك حتى يعود العبيد أو أنها تموت جوعاً!!! وسبحانالله من الذي جعل في قلبها هذه الرحمة! ومن الذي علمها أن تحافظ على عبيدها وتطعمهممما تأكل؟؟


فم النملة



صورة لفمالنملة، تقوم النملة بهضم الطعام بعد تحويله للحالة السائلة، حيث تخلطه بعصائرهاضمة باستخدام لسانها، وهنالك آلية تمنع دخول الجزيئات الصلبة من الغذاء إلىالمنطقة الهضمية، ويمكن أن يبقى الغذاء في المنطقة الهضمية للنملة لفترات طويلة قبلأن تستخدمه كغذاء، فسبحان الله! وللنملة قلب على شكل أنبوب يدفع العضلات وبالتالييندفع الدم عديم اللون في جسمها، وجهاز للهضم وجهاز للتناسل، وللنملة مجموعة أنابيبتدفع الهواء خلال جسدها وهي بمثابة الرئتين للتنفس.


عمر النمل وأعداده



صورةلنملة كبيرة تسمى ملكة النار، وتعيش ملكة نملة النار سبع سنوات بينما تعيش النملاتالعاملات بحدود من 50 إلى 150 يوماً فقط. هنالك مستعمرات تبلغ مساحتها أكثر من 2.7كيلو متر مربع، وتحتوي على أكثر من مليون ملكة، وأكثر من 300 مليون عاملة، تعيش فيأكثر من 45 ألف عش، وقد اكتُشفت هذه المستعمرة في اليابان عام 2002. وتقوم ملكةنملة النار بإنتاج البيوض، وتضع هذه الملكة 100 بيضة في الساعة الواحدة باستمرار،وتنتج ملايين البيوض.

أعشاش النمل

يبني النمل أعشاشه عادة تحت التراب على عمق 10 أمتار، حيث تكوندرجة الحرارة مناسبة له طيلة أيام السنة، وقد زود الله النمل بذكاء كاف لصيانةمنزلهم من الأعشاب الضارة وبقايا الطعام، وترتيب المنزل بشكل جيد، فمن أين لهاالقدرة على ذلك؟ إنه الله تعالى القائل على لسان موسى عليه السلام عندما أنكر فرعونوجود الله وسأله من ربك يا موسى فرد عليه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى) [طه: 50]. فالله تعالى هو من أعطى هذه النملة خلقها وشكلها وزودهابالأجهزة المناسبة ثم هداها كيف تقوم بأعمالها دون تقصير أو خلل أو ملل.</h3>

إن النملبنّاء ماهر وذكي جداً، ففي هذا العش الذي يظهر في الصورة رفع النمل مدخل العش فوقمستوى سطح الأرض خوفاً من الأمطار والمياه، مع العلم أن العش تحت سطح التراب ولكنالذي يظهر في الصورة هو مدخل العش فقط!

مَن الذي هدىالنملة وعلًّمها؟

يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشألا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيديهديها إلى الطريق الصحيح، والسؤال: أليس هذا هو ما تعنيه الآية: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى)؟!

نظام المرورعند النمل

اكتشافات جديدة تأتي دائماً لتصدق ما جاء في القرآن قبل أربعةعشر قرناً، لنتأمل هذه اللطائف في عالم النمل وكيف تحدث عنهاالقرآن......
دأب المشككون على نقد أي شيء في هذا القرآن ليوهمواالمسلمين بأن القرآن لا يتفق مع العلم والمنطق والعقل. فتراهم يلجأون إلى الآياتالمتشابهة التي يصعب تفسيرها في ظل المعرفة المتوافرة، فيقولون إن القرآن يعرضالأساطير والخرافات، ولذلك فقد علم الله تعالى بأمثال هؤلاء وحدثنا عنهم قبل أربعةعشر قرناً!! يقول سبحانه وتعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىعَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5].

ومن الانتقادات التي قرأتها على مواقعهم أنالقرآن يحوي قصصاً خرافية حول حشرات تتكلم مثل قصة الملك سليمان عندما تحدثت النملةمع رفيقاتها وفهم كلامها، ويقولون إن النمل لا يمكن أن يصدر عنه أي صوت ولا يمكنلأحد أن يكلم النمل.

في البداية لنقرأ الآية الكريمة ونتأمل ما فيها،يقول تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام في قصته عندما قدم إلى وادي النمل معجنوده: (حَتَّى إِذَاأَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوامَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. إن هذه الآية تدل على أن النمليتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجهالإنذارات لدى وجود أي خطر، وتخاطب النمل بلغة يفهمونها، وأنه من الممكن إدراك هذهاللغة، لأن سيدنا سليمان أدركها وفهم عليها وتبسم من قولها. وهذا ما ينتقده بعض المشككين.

وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الانتقادات الموجهة للقرآننستعرض ما كشفه العلماء مؤخراً حول مجتمع النمل. فقد درس العلماء هذا المجتمعالمحير لقرون واستعان بالمجاهر والوسائل والمختبرات لإجراء التجارب على النمل وخرجبنتائج مذهلة تبين أن النمل مجتمع كامل بكل معنى الكلمة، وهو يتخاطب ويقوم بكلالأعمال والمهارات وهو يتعلم تقنيات جديدة وغير ذلك.
لقد أمضى الباحثGraham Currieالسنتينالماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل، وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيمحركته لتجنب الفوضى أو الهلاك. وقال بعد هذه الأبحاث: إن النمل يتفوق على البشر فيتنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمليستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أواصطدام أو خلل.
النملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها (طرق سريعة freeways ) لاتسلكه بقية النملات وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق فيالوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريق على الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملاتالمحمَّلة، كل هذا يحدث بنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحانالله!
ويؤكد الباحثون الأوربيون أن النمل يوزع الأعمال، فهناك نملاتمهمتها إعطاء التعليمات ومخاطبة مجتمع النمل وتحذيره وإرشاده ماذا يعمل في الحالاتالطارئة (أشبه بعمال الطوارئ)! وهناك لغة واضحة يتخاطب بواسطتها مجتمعالنمل.
يعتبر دماغ النملة الأكبر بين الحشرات قياساً لحجمها، وهو يحوي أكثرمن 250000 خلية عصبية في دماغ النملة لا زالت مجهولة من قبل العلماء، وبعض الباحثينيؤكدون أن دماغ النملة يعمل أفضل من أي كمبيوتر في العالم! هذه الخلايا العصبية لهامهمة إرسال الرسائل والتواصل والتخاطب.
تبين الدراسات أيضاً أن المهمةالوحيدة لذكور النمل هي التزاوج مع الملكة، أما مهام الدفاع والتحذير وتنظيم المروروغير ذلك فهي مهمة النملة الأنثى، وهنا ندرك دقة التعبير القرآني بقوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) بالمؤنث ليدلنا علىأن النملة هي التي تتولى مهمة الدفاع والتحذير من الأخطار.
لقد خلق الله للنملة عيوناً فيها الكثير من العدسات، وخلقلها قلباً يضخ الدم الذي لا لون له، ولها جهاز عصبي وغير ذلك من الأجهزة التيتجعلها من أكثر الحشرات نجاحاً في البقاء والاستمرار، ولذلك ذكرها الله في كتابه فيسورة عظيمة هي سورة النمل.

تعمل النملة على تنظيف البيئة، وعلى تربيةصغارها والاعتناء بهم بشكل مذهل، وتعمل على الدفاع عن نفسها وعن مستعمراتها، وتقومبانتقاء الأنواع المفيدة من الطعام، وفي دراسة جديدة تبين أن النمل لا يأخذ أي طعاميصادفه، بل يقوم بتخزين الأغذية ويركز على الأنواع الدسمة من الطعام ليستفيد منهافي الشتاء!
كما تبين الدراسات الجديدة في علم تشريح الحشرات أن النملة تتمتعبغلاف صلب وقوي يحمي جسدها من الأخطار، ولذلك فإن النملة عندما تواجه عدواً وهي علىشجرة مثلاً ترمي بنفسها وتطير طيراناً موجهاً وتنزلق انزلاقاً على النباتات تجنباًلتحطم هذا الغلاف الصلب، ولذلك حذَّرت النملة رفيقاتها بكلمة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْسُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ)، لأنك عندما تدوس على نملة مثلاً فإن غلافها الخارجي يتحطم كما يتحطم الزجاج!
يعتبر عالم النمل أكثر المخلوقات انتشاراً علىالأرض، حيث يوجد عشرين ألف نوع منه، وكل نوع يوجد منه الملايين!! ووجد العلماء أنمجتمع النمل يستجيب لأي نداء يوجه إليه من النملة التي تحذر من الأخطار، لدرجة أنالنمل يلبي النداء على الفور.
تستطيع النملة حمل ثقل يساوي عشرين ضعف وزنها، وتمتلك مهارات عالية،ولديها وسائل وخطط عسكرية للدفاع عن نفسها، لديها درجة من الأمن حيث تطلق الإنذاراتلدى الإحساس بأدنى خطر.
قام العلماء بمراقبة النملات وهي تعمل، وذلك بعد أن قاموابوضع علامة مميزة لكل نملة، فوجدوا أن النمل يقسم نفسه إلى فرق، كل طائفة تقوم بعملمحدد لعدة أسابيع، أي أن النملة التي تقوم بإنذار النملات لدى وجود خطر هي ذاتها،والنملات التي تعتني بالأطفال الصغار هي ذاتها، والنملات التي تتولى مهمة الدفاع عنالمستعمرة هي ذاتها، ولكن بعد عدة أسابيع تتبادل المهمات لتكتسب كل منها مهاراتجديدة.
والآن هذا ما يقوله العلم عن النمل، إنه أكثر من مجرد أن نملةتتكلم، فالنمل يقوم بالزرع وحراثة الأرض، ويقوم بتربية الأطفال، كذلك التعليم حيثتقوم النملات لتعليم صغارها كل شيء تقريباً، لدى النمل وسائل للتحكم بدرجة حرارةالمسكن، وبالتالي تحافظ على درجة حرارة مناسبة لها ولصغارها. كذلك لدى مجتمع النملتخصصات للعمل، فكل مجموعة تقوم بعمل محدد، تقوم بأعمال بناء كالبشر، كذلك يعتبرالنمل مهندساً بارعاً في البناء. وكذلك لديها تقنيات للحفاظ على الطعام وتخزينه وفقأفضل الشروط. والشيء المهم أن النمل يقوم بعمله طواعية وليس مكرهاً، فسبحان الله!
والسؤال: هل القرآن يحوي قصصاً خرافية أم أنه كتاب علم ينطقبالحق؟ إن العلماء يؤكدون أن النمل سبق البشر في كثير من المهارات، وأنه مجتمع قائمبذاته كالبشر، ولذلك فإن الله تعالى أكد أن النمل هو أمة مثلنا فقال: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِيالْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَافَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
ولذلك فإن القرآنعندما تحدث عن لغة للنمل تتخاطب بها فهذا متفق مع العلم الحديث، وعندما تحدث عنمعجزة لنبي كريم هو سيدنا سليمان الذي كان يفهم لغة النمل، فهذا ممكن علمياً، لأنالعلماء أثبتوا أن النمل يصدر مواد كيميائية يتخاطب بها، ويصدر ترددات كهرطيسيةيتواصل مع بقية النمل، والله تعالى أعطى لسيدنا سليمان القدرة على معرفة هذه اللغة،فالله تعالى خالق النمل وخالق البشر وهو يعطي من المعجزات ما يشاء لأنبيائه، نسألالله تعالى أن يزيدنا علماً وإيماناً وتسليماً، إنه نعم المولى ونعمالنصير.

بناء الجسور عند النمل: مثال رائع للتضحية والتعاون

إنه عالم عجيب وغريب لا نهايةلأسراره ... إنه عالم النمل ... ففي كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً يظهر روعةهذا المخلوق الصغير الذي يستحق فعلاً أن ينزل الله سورة يسميها باسمه،لنقرأ....
كلما حاول المشككون الاستهزاء بهذا القرآن وقدموا مثالاً علىذلك، سخر الله لهذا القرآن من يكشف معجزاته وعجائبه التي ترد على الملحدين قولهم،وقد استهزأ الكفار ومنذ نزول القرآن بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) يذكر في كتابه الحشرات ومنها النمل!
وسبحان الله! يأتي اليوم بعض المشككين ليرددوانفس الكلام ويقولون إن القرآن مليء بالأساطير ويضربون مثالاً على ذلك أن محمداًيسمي السور بأسماء الحشرات. ولكن الله تعالى يقول: (وَلَنْيَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. ولذلك فإن الذي يتأمل اكتشافات العلماء يلاحظ أنهم في حيرة من أمرهم، بليقفون مندهشين أمام هذا المخلوق الصغير ألا وهو النمل.
يقول العلماءإن وزن دماغ النملة هو جزء من مئة من الغرام، وإن دماغ الحوت الكبير أكبر بمئة ألفمرة من دماغ النملة، وعلى الرغم من ذلك فإن النملة تقوم بمهام وأعمال ذكية تتفوقبها على هذا الحوت! وهذا ما يثير تعجب العلماء وحيرتهم، ولكنهم لو فكروا قليلاًواطلعوا على كتاب الله تعالى، لوجدوا أن الله هو من خلق هذا النمل وهو من علَّمهوهداه إلى الطريق الصحيح، وهو القائل عن نفسه: (بَدِيعُالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُصَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُرَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَوَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 101-103].

في كل يوم يصرح العلماء بأن عالم الحشرات وبخاصة النمل هو من الأمورالمعقدة جداً، ومن غير المنطقي أن تكون النملة قد طورت نفسها بنفسها، لأن دماغالنملة المحدود لا يكفي لمعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات التي تستخدمه النملةأثناء أداء مهامها. نرى في الصورة رأس نملة وبداخله الدماغ الصغير لها والذي يحويبحدود 300000 خلية عصبية، إن دماغ الإنسان يحوي أكثر من تريليون خلية أي أكثر منخلايا دماغ النملة بمئات الآلاف من المرات، وعلى الرغم من هذا الدماغ الصغير نجدهيتمكن من معالجة كل المعلومات التي تحتاجها النملة، بشكل يدل على وجود برنامج مسبقفي هذا الدماغ.
راقب العلماء عالم النمل طويلاً وظنوا في البداية أنهعالم محدود لا يفكر ولا يعقل ولا يتكلم! ولكن تبين أخيراً أن النمل هي أمة مثلناتماماً، له قوانينه وحياته وذكاؤه، وتبين أن هندسة البناء عند النمل أقدم بكثير منالبشر، حيث يقوم النمل منذ ملايين السنين ببناء المساكن وحديثاً كشف العلماء طريقةبناء الجسور عند النمل.
فقد جاء في دراسة جديدة (حسب موقع رويترز) أنالطريقة التي يعتمد عليها النمل لعبور الحُفر هي بناء الجسور بالأجساد! فقد ذكرباحثان بريطانيان أن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها تضحي بالبعضمنها في سبيل الباقين حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنعمسار أكثر انسيابية لباقي السرب.
وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً منأنواع النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجمأجسادها حجم الحفرة المراد سدها. وذكرا في تقرير نشرته مجلة السلوك الحيواني أنهربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر!

تأملوا معي هذا الجسر الحي وكيف قامت بعض النملات بالتضحية في سبيلالآخرين، ويقول العلماء إن النملات التي تصنع من أجسادها هذا الجسر تتألم كثيراًأثناء مرور النمل فوقها، ولكنها تصبر وتتحمل وتبقى متماسكة كالجسر الحقيقي حتى تمرآخر نملة!
ودرس سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمليسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أمريكا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصلالى 200 ألف نملة!
ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلالطابور طويل من النمل. لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمرأفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات.
نرى في هذه الصورة كيف يتمسك النمل بعضه ببعض ليبني جسراً متيناً،هذا الجسر يستخدم لعبور النملات عليه من ضفة لأخرى، ويؤكد العلماء الذين درسوا هذهالظاهرة أن النمل يختار بعناية فائقة الأحجام المناسبة للنملات التي ستضحي بنفسهاوتصنع هذا الجسر!
يقوم عدد قليل من النمل بملء الفجوات ليصنع مساراًسلساً. ويقول العلماء: إن النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لإصلاح الطرق،وأضاف باول: عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفروتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة. بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكاً بسيطاً تؤديهبكثير من الإتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي إلىفائدة تعم المستعمرة ككل.

يقول الباحث James Traniello بعد أبحاثأجراها في جامعة بوسطن حول علم أعصاب النمل: إن هذا السلوك المعقد للنمل مبرمج، فكلنملة تعرف مسبقاً ما يجب عليها القيام به، فالنملة الصغيرة لها مهام محدودة تناسبحجمها، ولكن النملة الشابة والقوية تقوم بمهام الدفاع عن المستعمرة وجمع الطعاموغير ذلك من المهام الصعبة، أما النملة كبيرة السن فتُعزل وتحظى بالرعايةوالاهتمام!

لقد أجرى فرانكس وباول تجارب في المختبر لإظهار هذاالسلوك. وقال فرانكس وضعنا ألواحاً خشبية مليئة بثقوب من أحجام مختلفة في مساراتالنمل لنرى كيف ستتوافق أحجام النمل المختلفة مع أحجام الثقوب المختلفة. في الحقيقةتصرف النمل بصورة رائعة. فقد كان النمل يختار الطريقة الأنسب لبناء الجسر بشكل يحيرالعلماء ويجعلهم يتساءلون: كيف تعلمت النملة هذه التقنية في البناء، في حين نجد أنالبشر ليبنوا جسراً مماثلاً فإن ذلك يتطلب حسابات هندسية معقدة.
يقول الدكتور Scott Powell عندما يصادف النمل حفرة لايستطيع عبورها فإنه يختار مجموعة من النملات ذوات الحجم المناسب للحفرة، وتضحيبنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجسر الحي من أجسادها، لتعبر عليه بقية النملات! وتقوم النملات بعدة تجارب قبل بناء الجسر حتى تجد أفضل النملات المناسبة من حيثحجمها وقوتها لتحمّل أوزان النمل الذي سيعبر على ظهورها!
ويقول العلماءالذين أجروا هذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من النملات لبناء الجسر ولكنه يجنيفوائد عظيمة في تأمين المرور اللازم لآلاف النملات، وهذا النظام الاجتماعي تقوم بهالنملة بكل طواعية وسرور، بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسباً لبناءهذا الجسر الحي!
وسبحان الله! إن هذا التكافل والتراحم موجود في عالمالنمل، فكيف بنا نحن البشر؟! لقد صوَّر لنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حالةالمؤمن عندما أكد أن المؤمنين أشبه بالبنيان المرصوص في تعاونهم وتضحيتهم، فإذا كانالنمل يتعاون ويضحي من أجل معيشته، أليس الأجدر بنا أن نتعاون ونضحي من أجل اللهتبارك وتعالى؟!
إن هندسة بناء الجسور عند النمل تعتبر تقنية متطورة جداًوبدون تكاليف، فقط بقليل من التضحية والتعاون، والذي يستغربه العلماء هذه الطاقةالكبيرة التي يقدمها النمل أثناء صنعه للجسر الحي، ويعجبون من صبره وبذله لهذاالجهدالكبير والمبرمج، ولذلك يؤكدون أن النملة تتمتع بذكاء عالٍ وحب لأخواتهاالنملات، وهنا أتوقف قليلاً وأتذكر قول الحبيب الأعظم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحبلأخيه ما يحب لنفسه) انظروا كيف تطبق النملات قول هذا النبي الأمي عليه الصلاةوالسلام، فماذا عنا نحن المؤمنين الذين ندعي محبة هذا النبي الرحيم وأننا نطبقأوامره؟
وهنا نتذكر دائماً البيان الإلهي الذي أكد أن النمل وغيره منالمخلوقات الحية هو أممٌ أمثالنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْدَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌأَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْيُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
وأخيراً نتمنى من أي ملحد يطلععلى هذه الاكتشافات أن يفسر لنا سر عالم النمل ومَن الذي علَّمه وهداه إلى هذهالتقنيات الرائعة، ونقول له الجواب مسبقاً: إنه الله تعالى القائل على لسان نبيهموسى عليه السلام في حواره مع فرعون: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَايَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى) [طه: 49-50[size=3]].

الحسد عندالنمل: سبحان الله

اكتشاف علمي جديد يؤكد التقارب الكبير بينمجتمع البشر ومجتمع النمل، وهذا التشابه هو ما تحدث عنه القرآن قبل مئات السنين،لنقرأ هذه المقالة القصيرة....

طالما نظرنا إلى عالم النمل على أنه عالميمثل النظام والتعاون والبناء، وأن مجتمع النمل هو مجتمع مثالي وهذا ما يميزه عنمجتمع البشر المليء بالحقد والفساد والمشاكل والفوضى.
ولكن الاكتشافالجديد الذي قدمه الدكتور Bill Hughes للأكاديمية الوطنية للعلوم، يؤكد أن مجتمعالنمل وعلى الرغم من النظام الفائق إلا أنه يتمتع بالخداع والفساد والاحتيالوالحسد!! وقد وجد بعد دراسة مطولة لعدة مستعمرات للنمل أن مجتمع النمل يشبه إلى حدكبير مجتمع البشر في كل شيء تقريباً!
ففي مجتمع النمل هناك أنظمةللبناء والرعاية وتربية صغار النمل ونظام للمرور ونظام للدفاع عن المستعمرة، ونظامللتخاطب وغير ذلك. وبنفس الوقت هناك نوع من الغش والخداع تمارسه بعض النملات لكسبالرزق ومزيد من الطعام! وهناك مشاكل وقتال بين النمل في سبيل الحصول على غذاءما.
إن هذه الميزات موجودة في المجتمع البشري، حيث نرى أنظمة للبناءوالتعاون، وبنفس الوقت نرى الغش والخداع والحسد والقتل...

ويقول الدكتور Hughes :

إنك إذا تعمقت أكثر في عالم النمل سوف ترى بالإضافةإلى التعاون والنظام أن هناك مجتمع موبوء بالفساد والنزاع والقتال والغش، ومنالواضح أن المجتمع الإنساني يعتبر نموذجاً لذلك".
وعندما نبحث فياكتشافات العلماء الذين راقبوا مجتمعات النحل ومجتمعات الطيور وغيرها من الحيوانات،نرى بأنهم دائماً يتحدثون عن مجتمعات منظمة ولها لغتها الخاصة، وبنفس الوقت توجدفيها نزاعات وخداع وغير ذلك تماماً مثل المجتمعات الإنسانية.
من خلالهذه الاكتشافات نلاحظ أن العلماء يلاحظون التقارب الكبير بين الأمم البشرية والأمممن عالم النمل والنحل وغيره من الدواب وحتى الطيور وبقية المخلوقات على وجه الأرض،وهذا ما تحدث عنه القرآن قبل 14 قرناً في آية شديدة الوضوح، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُبِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْشَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. انظروا معي إلىدقة التعبير البياني: (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) فالنمل يشبهنا في كل شيء تقريباً!

فعلماء الغرب، وبعد آلاف التجاربوأكثر من مئة سنة من الدراسات والأبحاث في عالم النمل، يقولون بالحرف الواحد: إنمجتمع النمل هو نسخة طبق الأصل عن المجتمع الإنساني، والقرآن يقول: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُبِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) فهل هناك أبلغ من كلمات الله تعالى؟!
وإلى هذه الصور من حياة النمل التي لا تقل أهمية عن حياةالبشر، لننظر ونتأمل ونقرأ ونسبح الله تعالى:
نملتان تتصارعان من أجل شيء ما! إن هذه المخلوقات على الرغم من صغرهاإلا أنها تملك ذكاء فائقاً، وتقوم بعملية القتال بحرفية عالية، فسبحان الله!
فك النملة قوي جداً وحين تطبقه على فريستها يُسمع له صوت نقرة تسجلهالأجهزة الحساسة، ويقول العلماء إن سرعة انطباق فك النملة أسرع من أي حيوان منالحيوانات! وقياساً لحجمها يعتبر فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح! فتأمل هذه القوة الخارقة التي تتمتع بها نملة!
نملة تحاول اصطياد صرصور صغير بفكيها فتهاجمه وترعبه وتستخدمتقنيات شبيهة بتلك التي يستخدمها البشر في اصطيادهم للحيوانات!
معركة حامية الوطيس بين نملتين تُستخدم فيها أدوات حادة جداً هي "الفك"،ويقول الخبراء في عالم النمل إن لدى النمل استراتيجيات في القتال ربما يتفوق بهاعلى عالم البشر، أو على الأقل يشبه عالم البشر.
جسر حي من النمل، حيث تقوم النملات بطريقة هندسية تشبه تلكالطريقة التي نصمم بها الجسور، يقومون بجميع الحسابات الضرورية ويقيمون جسراً تعبرعليه النملات الأخريات، وهذه التقنية معقدة جداً، ولا يمكن تفسيرها إلا إذا اعتبرناأن النمل عالم ذكي جداً ومتطور مثلنا تماماً!
حرب كيميائية! صدقوا أو لا تصدقوا، فالنملة الصغيرة السوداءتفرز مادة كيميائية على شكل رغوة تظهر في الصورة، تضع هذه المادة السامة على رأسالنملة الكبيرة الحمراء، وتقضي عليها بهذه الطريقة. إن النمل يستخدم هذه التقنيةمنذ مئات الملايين من السنين، ولكن البشر لم يستخدموها في الحروب إلا منذ مئةسنة!!
انظروا معي إلى هذا التصميم المحكم لفكي النملة، إنها تستطيع مهاجمة أيفريسة والقضاء عليها بضربة واحدة فقط! وسؤالي: ألا تستحق هذه المخلوقات الذكية أنتُذكر في القرآن؟ لقد سخر بعض الملحدين من أن القرآن يذكر النمل والنحل والعنكبوت،ولكنهم بنفس الوقت يعترفون بأن هذه الكائنات على درجة عالية من التعقيد، بل إنهميحاولون الاستفادة من خبرات النمل في البناء وتنظيم المرور والتأقلم بشكل عام!
تملك النملة عيون تميز بها الكثير من الأشياء من حولها، ولاتزال الكثير من الأشياء مجهولة في عالم النمل، ويؤكد الباحثون أن النمل يتمتع بقدرةعالية على الخداغ، و"الحسد" والغش والمراوغة، تماماً مثل الإنسان، وهذه الاكتشافاتلم يكن أحد يعلمها من قبل.
معركة بين نملتين، تستخدم فيها كل نملة فكيها بطريقة فنية، وأثناء هذهالمعركة تمكنت أجهزة تسجيل العلماء رصد أصوات عنيفة تشبه أصوات التحطم التي نسمعهافي المعارك بين البشر، سبحان الله، حتى في الأصوات التي تصدرها تشبه البشر!!!
نملة تعتدي على صديقتها لتنتزع منها فريستها، يقول العلماء: لا يقتصروجود الشر بين البشر، بل هو موجود أيضاً في عالم النمل، ويقولون أيضاً: إن النمليستخدم وسائل للخداع والغش والتزييف من أجل الحصول على طعامه، ومنهم من لا يستخدمهذه الوسائل، بكلمة أخرى: الخير والشر موجود عندالنمل مثلناتماماً!
وهنا نود أن نكرر قولنا لأولئك المستهزئين بهذا النبي الأعظمعليه الصلاة والسلام: من أين جاء هذا الرسول بتعبير علمي دقيق جداً في زمن لم يكنأحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن هذه المخلوقات الصغيرة؟!
فسبحانالله الذي أحكم هذه الآيات وجعلها نوراً لكل مؤمن، وحجة على كلملحد
عندما يتكلم النمل لا نملك إلا أن نقولسبحان الله
في هذه المقالة نستمع لصوت النمل كما سجله أحدالباحثين بعد مراقبة طويلة، تبين بنتيجتها أن النمل يتكلم كلاماً حقيقياً أي يصدرترددات صوتية في المجال المسموع، إلا أن هذه الترددات تحتاج لأجهزة دقيقة من أجلالتقاطها وتسجيلها.....
لقد أنفق الباحث الدكتور Robert Hickling سنواتطويلة في مراقبة الحشرات ورصد الترددات الصوتية التي تطلقها، ولكن لم يكن هناكإمكانية لتأكيد ذلك إلا عندما تمكن من تسجيل الأصوات التي يصدرها النمل! وقد كانالهدف هو تتبع وجود النمل في المحاصيل الزراعية فلم يجدوا طريقة أجدى من تتبع صوت النمل!
ولكن الذي أدهش ذلك العالم أن الترددات الصوتية التي يصدرهاالنمل تختلف من نملة لأخرى ومن جنس لآخر ومن موقف لآخر! فهناك 12 ألف نوع من النملفي العالم، وعدد النمل على الأرض يفوق عدد البشر بأضعاف مضاعفة، وأمام هذا التعدد يحتار الباحثون كيف يتعاملون مع هذه الأصوات.
لقد تمكن من تسجيلأصوات مختلفة للنمل، ونشرت هذه الأبحاث على مجلة Journal of Sound and Vibration عام 2006، وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها الإنسان صوتاً حقيقياً للنمل!
لقد نشر هذا الباحث العديد من الأبحاث وأهمها بحث حول التواصل عندالنمل بعنوان Analysis of acoustic communication by ants على مجلة The Journal of the Acoustical Society of America وقد تبين بنتيجة هذه الأبحاث أن النمل يتفوقعلينا في حاسة السمع ويتوقع العلماء أن النملة تستخدم قرون الاستشعار من أجل بثواستقبال الترددات الصوتية، تقوم النملة بتضخيم الإشارة الصوتية القادمة إليها مثلأجهزة الاستقبال الحديثة، بل وتقوم بإزالة مختلف التأثيرات أي تقوم بعملية فلترة أوتنقية للصوت، لتمييزه عما سواه! وهذا نظام متطور جداً للاتصال كان مجهولاً للعلماء،ولم يكتشفوه إلا منذ سنوات قليلة، ولكن القرآن العظيم فقد تحدث عن هذا الأمروأخبرنا أن النمل يتكلم، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْاعَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوامَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ) [النمل: 18].
ففي هذه الآية إشارة واضحة إلىوجود لغة للنمل تتفاهم بها، وأن الله أعطى سيدنا سليمان القدرة على سماع هذهالأصوات وفهمها، واليوم يحاول العلماء فهم هذه الإشارات الصوتية التي يطلقها النمل،ولكنهم ميزوا أربعة أنواع من هذه الأصوات، وذلك بعد مراقبة استمرت سنواتطويلة.
يستخدم النمل إشارات صوتية خاصة يطلقها أثناء إحساسه بالخطر، فنجد أنإحدى النملات تتولى مهمة التحذير، فتطلق نداءً تستقبله صديقاتها وتفهمه، وتستجيب لهعلى الفور، استمع معي إلى صوت النملة وهي تحذر بقية النمل من خطر ما،للاستماع اضغط هنا.
يؤكد العلماء أن النمل يشبهنا، فهو يقوم بأعماله على أكمل وجه،وأثناء العمل يتكلم النمل مع بعضه، ويتحادثون مثل البشر، ونجد أن إحدى النملات تنظمعملية جمع الطعام وتنظم المرور وغير ذلك من خلال أصوات وتعليمات وأوامر تصدرهافتسمعها بقية النملات وتستجيب لها! وهذا صوت لنملة أثناء حياتها الطبيعية في حالةالعمل والحركة وجمع الطعام،اضغط هناللاستماع.
عندما تهاجم النملة إحدى اليرقات فإنها تصدر أصواتاً مرعبةبالنسبة لليرقة، وهذه الأصوات كانت مجهولة تماماً وهي تشبه المعركة التي يخوضهاالبشر، عندما يحاولون إخافة الأعداء، استمع لصوت نملة تهاجم يرقة، وسبح الله تعالى! للاستماع اضغط هنا.
تطلق النملة إشارات استغاثة أيضاً عندما تكون في حالة خطر،فهي مثل البشر تماماً تستغيث بغيرها من النمل، ويستطيع النمل التقاط هذه الأصوات بلومعرفة مكان النملة المستغيثة، وربما تحديد نوع المعونة المطلوبة، فسبحان الذي علمهذه النملة لغة الكلام. للاستماع إلى صوت نملة تستغيث اضغط هنا.
المرجع R. Hickling and R. L. Brown, "Analysis of acoustic communication by ants" Journ. Acoust. Soc. Amer.,Vol. 108, No. 4, pp 1920-1929, 2000.
لقد وجد الباحث Phil DeVries أن الحشرات تصدر اهتزازات صوتية ضعيفةيستطيع النمل تمييزها، وبالتالي فإن حشرة المن التي تفرز مادة سكرية يحبها النمل،تبث أثناء عملها اهتزازات تلتقطها النملة فتأتي مسرعة لرزقها! وبالتالي فإنالترددات الصوتية هي وسيلة التواصل بين الحشرات، ولذلك قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].

ويقول الباحث Robert Hickling إن النملة لا تتجاوب مع الأصواتالإنسانية ولا تتأثر بها، ولكن عندما نوجه لها الترددات المناسبة فإنها تتأثر بهاوترد عليها! وهذا يعني أن النمل يتمتع بلغة خاصة به يتفاهم بها، تماماً مثل البشر،ونتذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِيالْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَافَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. ومن هنا ندرك أن القرآن يتفق مع العلم الحديث وليس كما يدعيالمشككون أنه لا يتفق مع العقل والعلم.

لغةالكيمياء عند النمل

من المعروف في عالم النمل أن هناك لغة يتخاطب بهاالنمل من خلال الإشارات الكيميائية التي يطلقها النمل، وبالتالي فهي لغة جديرةبالاهتمام، بل يتفوق النمل على البشر في هذا النوع من أنواع التخاطر!

وقدلفت انتباهي أحد الإخوة المتخصصين في عالم النمل إلى أن اللغة المتعارف عليهاللتخاطب عند النمل هي لغة الروائح وليس الترددات الصوتية لأنه لم يثبت يقيناً أنالنمل يبث ترددات صوتية إلا ببحث أو بحثين فقط.
وأقول يا أحبتي! إن أي بحثعلمي لابد أن يبدأ بداية متواضعة، فالعالم الذي سجَّل صوت النمل أنفق عشرين سنة علىهذا الاكتشاف، ولم يصبح هذا الاكتشاف حقيقة يقينية بعد، إلا أن منهجي في البحثيعتمد على قاعدة ثابتة وهي أن كل ما يتفق مع القرآن هو الحق، وكل ما يخالف القرآنهو الباطل.
وهناك الكثير من النظريات العلمية لا تزال مجرد نظريات ولكنهاتتفق مع ما جاء في كتاب الله تعالى، ولذلك ينبغي أن نأخذ بها بعد التثبت جيداً أنالآية الكريمة تحتمل هذا المعنى، فالقرآن والسنة هما الأساس الذي نعتمد عليهعلمياً. ولذلك يمكن أن نتحدث عن كلام حقيقي للنمل ونفهم الآية على هذا الأساس عندماقال تعالى: (قالت نملة) أي تكلمت كلاماً حقيقياً كماجاء في بعض التفاسير، والله أعلم.

أكبر مستعمرةنمل في العالم

لم أكن أتصور أن مستعمرة نمل واحدة يمكن أن تمتدمن إيطاليا إلى إسبانيا!! وعلى مسافة ستة آلاف كيلو متر، إنه أمر عجيب فعلاً،ولكنها قدرة الله تتجلى في هذه المخلوقات، لنتأمل....

اكتشف علماء منالدانمرك وفرنسا وسويسرا أكبر مستعمرة نمل في العالم حيث بلغ طولها 6000 كيلو متر،وتبدأ من إيطاليا وتنتهي بإسبانيا!! حيث يعيش فيها مليارات النمل وتعمل في منظومةواحدة . والعجيب أن العلماء عندما جاءوا بنمل من مستعمرة أخرى ووضعوه في هذهالمستعمرة قاموا بمهاجمته وقتله على الفور. ولكن عندما وضعوا نملات من نفسالمستعمرة لم يظهروا أي سلوك عدواني!!
هذهليست تلة أو مرتفعاً، إنه مسكن للنمل يقول عنه العلماء إنه من أفضل المساكن، ففيهفتحات تهوية وهو مرتفع عن الأرض لتجنب الأمطار والسيول، وفي داخله غرف مخصصة لحضانةصغار النمل وفي مستودعات ومخازن... فسبحان الله الذي علم هذه المخلوقات كيف تهتديفي عملها. يقول تعالى على لسان موسى عليه السلام: (قَالَرَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].
ونتساءل: ما هي وسائل الاتصال بين أسراب النمل على مدى آلافالكيلومترات؟ وما هو حجم التعقيد الذي يربط أفراد هذه المستعمرة التي تعدبالمليارات... وكيف يتمكن النمل من بناء هذه المستعمرة العملاقة التي تحتاج إلىجهود يقدرها العلماء بأنه فوق طاقة البشر؟ إنها قدرة الله تعالى القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَاتَفْعَلُونَ) ]النمل: 88].

أسرار عالم النمل

يوجد اليوم أكثر من عشرة آلاف نوع من النمل في العالم. وجميع هذه الأنواع تعيش في مجتمعات منظمة تتعاونوتبني وتدافع وتتكلم وتحس... ولها دماغ وأعصاب .... فسبحان الله!

من خلالمجموعة من الصور الرائعة سوف نرى عظمة الخالق في أضعف مخلوقاته! إنها نملة صغيرة لانكاد نحسّ بها، ولكنها على درجة عالية من التعقيد، فسبحان الله!

حجم النملة



يبلغ طولالنملة من 2 ميليمتر وحتى 25 ميليمتر، للنملة رأس كبير قياساً مع حجم جسمها، ولهابطن بيضاوية وخصر صغير، ولها فكين تستطيع بهما حمل أشياء ثقيلة جداً بالنسبة لها،وتستخدمها أيضاً للحفر. ولها فكان داخليان لمضغ الطعام. كما لها هوائيان تستخدمهمالتحسس الأشياء- للتذوق والشم!


ذكاءالنمل
يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلكجاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)، وذكر فيها المولى تبارك وتعالى قدرةالنمل على التكلم، وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة تتفاهم من خلالها النمل وتتواصلحتى عن بعد، فسبحان الله!


صورة حديثةلدماغ النملة!! A : صورة الدماغ كما يظهر بواسطة الفلور المشع. B : صورة للجزءالخاص بتحليل المعلومات في دماغ النملة. C : منحني يبين استجابة النملة لدى نشررائحة معينة، حيث نلاحظ وجود نشاط في الدماغ تمثله القفزة في المنحني. D : اختبارللنملة بواسطة كرة إلكترونية تظهر ذكاء النمل وسرعة استجابته للمؤثرات.والسؤال: ألاتستحق هذه النملة الذكية أن تُذكر في القرآن؟؟ يقول تعالى في سورة النمل في سياققصة سيدنا سليمان عليه السلام: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَىوَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْلَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَالَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُوَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19].

قوة النملة



تستطيعالنملة حمل أشياء تزن عشرين ضعفاً وزن جسمها، وتصور عزيزي القارئ لو أن رجلاً بهذهالقوة فإنه سيحمل سيارة وزنها ألف كيلو غرام بسهولة، قارن قوة النملة مع قوتك، لتجدأن النملة أقوى منك بعشرين ضعفاً على الأقل

أقدمنملة

أقدم نملة على وجه الأرض تم اكتشافها في حجر في أمريكا عمر هذهالنملة 92 مليون سنة، واكتشفت عام 1998، وقد عاشت هذه النملة في عصر الديناصورات،وسبحان الله ديناصور يزن عشرات الآلاف من الكيلوغرامات قد هلك وانقرض، ولكن نملة لاتزن إلا جزءاً من الغرام باقية تتكاثر كل هذه السنين!


فكّ أقوى مما نتصوّر



صورة لفكالنملة، تستطيع به حفر الأرض ، وتستطيع القتال والدفاع عن نفسها، كما تستطيع أنتأكل وتمضغ الطعام! وتأمل معي هذا التصميم المعجز لفكي النملة، وإذا ما قارنا حجمفكي النملة بحجم فكي تمساح مثلاً نجد أن فك التمساح أكبر بآلاف المرات من فكالنملة، ولكن فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح قياساً إلى حجمها!!
ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه


إن الله تعالى كما هدىالنمل هدى الشجر أيضاً! فقد وجد العلماء نوعاً من أنواع النمل يعيش دائماً في شجرةمحددة هي شجرة الخرنوب، والعجيب أن الغذاء الذي يحبه هذا النوع من النمل تفرزهالشجرة من خلال فتحات خاصة على شكل محلول سكري، يتغذى عليه النمل، بل إن النمليتغذى على أوراق هذه الشجرة لأنه صغير ومناسب لصغارها، ولكن ماذا تستفيد الشجرة منذلك؟وجد العلماء بعد مراقبة طويلة أن الذي يهلك هذه الشجرة هو بعض أنواع الحشراتالضارة، ولكن النمل قد زوده الله تعالى بجهاز معقد يقوم بلسع الحشرات الآتية إلىالشجرة وتحميها من التآكل بفعل هذه الحشرات الضارة، فسبحان الله الذي خلق كل شيءفقدَّره تقديراً!


رأس النملة



صورةلرأس النملة، هذا الرأس يحوي دماغاً معقداً تستطيع النملة به التفكير وإجراءالحسابات اللازمة، وإطلاق الإنذار لدى التعرض للهجوم! ونلاحظ وجود ستة أرجل وقرنياستشعار أو هوائيين.كما أن الله تبارك وتعالى قد زود النملة بالقدرة على إفراز موادكيميائية مطهرة، تستطيع بها تعقيم العش وتطهير اليرقات والبيوض لئلا تهلكهاالبكتريا والفطور، فهي تقوم بتغليف الشرانق بغلاف من هذه المادة يحميها من شرالبكتريا، وتستخدمها أيضاً لتطهير غذائها المختزن لفترات طويلة، ولولا هذه المادةلهلك النمل على الأرض، فسبحان الله! وتستطيع النملة أن تفرز حمض النمليك الذي يعتبرمادة مخدرة للخصم، تستخدمه للدفاع عن نفسها.

عيون النملة

صورة دقيقة تظهر عين النملة، وللنملة عيون مركبةتستطيع بواسطتها أن ترى الأشياء ولكن رؤية ضعيفة بسبب أنها تمضي معظم وقتها فيالظلام تحت التراب. وتأمل معي كيف أن هذه العين محاطة ببعض الشعيرات الدقيقةلحمايتها!
مستعمرات النمل
يمكن أن تشكل عدةنملات فقط مستعمرة، ويمكن أن تكون المستعمرة مؤلفة من ملايين النملات! ولكن معظمالمستعمرة تتألف من النملات العاملات وهذه لا يمكنها التزاوج، إنما تقوم بمعظمالعمل مثل جمع الغذاء ورعاية الصغار والدفاع عن المستعمرة. وهذه صورة لإحدىمستعمرات النمل تضم آلاف النملات.</h3>

أجهزة "الستالايت" عندالنمل

صورة لقرن الاستشعار لدى النملة (الهوائي)، وتأملمعي التعقيد والدقة في التصميم والصنع، مع العلم أن سماكة هذا الهوائي لا تتجاوزأجزاء قليلة من المئة من الميليمتر.وتأمل معي كيف يبرز قرن الاستشعار ويتمفصل معرأس النملة بدقة فائقة تعجز تقنيات القرن الحادي والعشرين عن تقليدها! لقد هيَّأالله للنملة قروناً تستشعر بها وتتحسس وتتذوق الغذاء! وهذان القرنان هما مصدرالمعلومات بالنسبة للنملة وتكون في حالة الحركة عندما تكون النملة نشيطة. ويسميالعلماء هذين القرنين بالهوائيين، لأن لديهما القدرة على تلقي المعلومات عن بعدوإرسالها كذلك

التزاوج عند النمل


إنالملكة هي الوحيدة القادرة على التزاوج ولها أجنحة وهي أكبر من بقية النملات، وهذهالملكة تتزاوج مع النمل المذكر ذي الأجنحة أيضاً، حيث تنتج الملكة البيض ومن ثمستفقس هذه البيض لتكون النمل العامل والملكات الجدد. أما الذكور فلا يقومون بأي دورسوى التزاوج حيث يموتون مباشرة بعد تلقيح الملكة. للذكور خصيتين تنتجان الحيواناتالمنوية، التي تستطيع بها تلقيح الملكة، وللذكر عضو يسمى aedeagus يدخله في فتحةخاصة في جسم الملكة ويلقي بالحيوانات المنوية فيه، وللملكة مبايض لإنتاج البيض،وتضع البيوض من خلال عضو اسمه Eovipositor . وبالتالي فإن هذه البويضات تنتقل فيجسم الملكة حتى تصبح قريبة من مكان التلقيح وتنتج البويضات الملقحة، والتي ستصبحفيما بعد صغار النمل! والعجيب أن البيوض الملقحة سوف تتحول إلى نملات عاملات أوملكات، وهنالك بيوض لا يتم تلقيحها، وعلى الرغم من ذلك سوف تتحول إلى ذكور فيمابعد، فسبحان الله! ما هذا النظام المعقد والمحكم في نملة لا يتجاوز طولها عدةمليمترات!

بيوض النملة


تنتج ملكةالنمل عدداً ضخماً من البيوض يقدر بالملايين، ومن رحمة الله بهذه البيوض الضعيفةوالصغيرة والتي لا نكاد نشعر بوجودها أنه زوَّد النملة بالقدرة على إفراز موادمطهرة ومعقمة تخرج من قنوات دقيقة، لتحفظ هذه البيوض سليمة من أي بكتريا أو مكروهقد يصيبها، والسؤال: من الذي زوَّد هذه النملة بهذه المادة ومن الذي سخر لها الطريقعبر شبكة أنابيب دقيقة لتفرزها، ومن الذي هداها وعلمها وأخبرها أن هذه المادة يجبأن تعقم بها بيوضها؟؟ فسبحان القائل في كتابه وعلى لسان نبيه موسى عليه السلاممخاطباً فرعون عندما سأله من ربُّك يا موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى) [طه: 50]النمل والبيئةإن النمل ضروري جداً للحفاظ على البيئة، فهيتأكل الحشرات وتقلّب التربة فيدخل الهواء إليها، وهي غذاء مهم للعديد من الحشرات،وتلقح الزهور أحياناً، وتحرك المادة العضوية في التربة، وتعتبر النملة من أهمالحشرات المفترسة للحشرات الأخرى وبالتالي تحدث توازناً في عالمالحشرات.


أرجل النملة



صورةلرجل نملة!!! تأمل معي التصميم الدقيق والمرن لهذا العضو الذي لا يكاد يُرى، وتأملكيف زوَّد الله هذه الأرجل بشعيرات صغيرة لدفع الضرر عن النملة، ومساعدتها علىالمشي بكافة الاتجاهات والتسلق وغير ذلك. وللنملة ستة أرجل تنتهي بمخالب، وتستعملللمشي ولتنظيف الجسم والهوائيات ومعالجة الغذاء.

رحمةالنمل


ومن عجائب ما رآه العلماء أن بعض أنواع النمل تعيش مع عبيدلها، تجبرهم على جمع العلف اللازم للغذاء، وتأكل معاً، ولكن هذه النملات حريصة علىإطعام "العبيد" ولكن إذا غابت العبيد أو أصابهم مكروه تمتنع النملات عن الأكل حتىولو كان الغذاء موجوداً وتستمر كذلك حتى يعود العبيد أو أنها تموت جوعاً!!! وسبحانالله من الذي جعل في قلبها هذه الرحمة! ومن الذي علمها أن تحافظ على عبيدها وتطعمهممما تأكل؟؟


فم النملة



صورة لفمالنملة، تقوم النملة بهضم الطعام بعد تحويله للحالة السائلة، حيث تخلطه بعصائرهاضمة باستخدام لسانها، وهنالك آلية تمنع دخول الجزيئات الصلبة من الغذاء إلىالمنطقة الهضمية، ويمكن أن يبقى الغذاء في المنطقة الهضمية للنملة لفترات طويلة قبلأن تستخدمه كغذاء، فسبحان الله! وللنملة قلب على شكل أنبوب يدفع العضلات وبالتالييندفع الدم عديم اللون في جسمها، وجهاز للهضم وجهاز للتناسل، وللنملة مجموعة أنابيبتدفع الهواء خلال جسدها وهي بمثابة الرئتين للتنفس.


عمر النمل وأعداده



صورةلنملة كبيرة تسمى ملكة النار، وتعيش ملكة نملة النار سبع سنوات بينما تعيش النملاتالعاملات بحدود من 50 إلى 150 يوماً فقط. هنالك مستعمرات تبلغ مساحتها أكثر من 2.7كيلو متر مربع، وتحتوي على أكثر من مليون ملكة، وأكثر من 300 مليون عاملة، تعيش فيأكثر من 45 ألف عش، وقد اكتُشفت هذه المستعمرة في اليابان عام 2002. وتقوم ملكةنملة النار بإنتاج البيوض، وتضع هذه الملكة 100 بيضة في الساعة الواحدة باستمرار،وتنتج ملايين البيوض.


أعشاشالنمل

يبني النمل أعشاشه عادة تحت التراب على عمق 10 أمتار، حيث تكوندرجة الحرارة مناسبة له طيلة أيام السنة، وقد زود الله النمل بذكاء كاف لصيانةمنزلهم من الأعشاب الضارة وبقايا الطعام، وترتيب المنزل بشكل جيد، فمن أين لهاالقدرة على ذلك؟ إنه الله تعالى القائل على لسان موسى عليه السلام عندما أنكر فرعونوجود الله وسأله من ربك يا موسى فرد عليه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى) [طه: 50]. فالله تعالى هو من أعطى هذه النملة خلقها وشكلها وزودهابالأجهزة المناسبة ثم هداها كيف تقوم بأعمالها دون تقصير أو خلل أو ملل.</h3>



إن النملبنّاء ماهر وذكي جداً، ففي هذا العش الذي يظهر في الصورة رفع النمل مدخل العش فوقمستوى سطح الأرض خوفاً من الأمطار والمياه، مع العلم أن العش تحت سطح التراب ولكنالذي يظهر في الصورة هو مدخل العش فقط!

مَن الذي هدىالنملة وعلًّمها؟


يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشألا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيديهديها إلى الطريق الصحيح، والسؤال: أليس هذا هو ما تعنيه الآية: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى)؟!





نظام المرورعند النمل

اكتشافات جديدة تأتي دائماً لتصدق ما جاء في القرآن قبل أربعةعشر قرناً، لنتأمل هذه اللطائف في عالم النمل وكيف تحدث عنهاالقرآن......

دأب المشككون على نقد أي شيء في هذا القرآن ليوهمواالمسلمين بأن القرآن لا يتفق مع العلم والمنطق والعقل. فتراهم يلجأون إلى الآياتالمتشابهة التي يصعب تفسيرها في ظل المعرفة المتوافرة، فيقولون إن القرآن يعرضالأساطير والخرافات، ولذلك فقد علم الله تعالى بأمثال هؤلاء وحدثنا عنهم قبل أربعةعشر قرناً!! يقول سبحانه وتعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىعَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5].

ومن الانتقادات التي قرأتها على مواقعهم أنالقرآن يحوي قصصاً خرافية حول حشرات تتكلم مثل قصة الملك سليمان عندما تحدثت النملةمع رفيقاتها وفهم كلامها، ويقولون إن النمل لا يمكن أن يصدر عنه أي صوت ولا يمكنلأحد أن يكلم النمل.

في البداية لنقرأ الآية الكريمة ونتأمل ما فيها،يقول تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام في قصته عندما قدم إلى وادي النمل معجنوده: (حَتَّى إِذَاأَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوامَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. إن هذه الآية تدل على أن النمليتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجهالإنذارات لدى وجود أي خطر، وتخاطب النمل بلغة يفهمونها، وأنه من الممكن إدراك هذهاللغة، لأن سيدنا سليمان أدركها وفهم عليها وتبسم من قولها. وهذا ما ينتقده بعضالمشككين.

وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الانتقادات الموجهة للقرآننستعرض ما كشفه العلماء مؤخراً حول مجتمع النمل. فقد درس العلماء هذا المجتمعالمحير لقرون واستعان بالمجاهر والوسائل والمختبرات لإجراء التجارب على النمل وخرجبنتائج مذهلة تبين أن النمل مجتمع كامل بكل معنى الكلمة، وهو يتخاطب ويقوم بكلالأعمال والمهارات وهو يتعلم تقنيات جديدة وغير ذلك.

لقد أمضى الباحثGraham Currieالسنتينالماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل، وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيمحركته لتجنب الفوضى أو الهلاك. وقال بعد هذه الأبحاث: إن النمل يتفوق على البشر فيتنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمليستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أواصطدام أو خلل.

النملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها (طرق سريعة freeways ) لاتسلكه بقية النملات وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق فيالوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريق على الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملاتالمحمَّلة، كل هذا يحدث بنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحانالله!

ويؤكد الباحثون الأوربيون أن النمل يوزع الأعمال، فهناك نملاتمهمتها إعطاء التعليمات ومخاطبة مجتمع النمل وتحذيره وإرشاده ماذا يعمل في الحالاتالطارئة (أشبه بعمال الطوارئ)! وهناك لغة واضحة يتخاطب بواسطتها مجتمعالنمل.

يعتبر دماغ النملة الأكبر بين الحشرات قياساً لحجمها، وهو يحوي أكثرمن 250000 خلية عصبية في دماغ النملة لا زالت مجهولة من قبل العلماء، وبعض الباحثينيؤكدون أن دماغ النملة يعمل أفضل من أي كمبيوتر في العالم! هذه الخلايا العصبية لهامهمة إرسال الرسائل والتواصل والتخاطب.

تبين الدراسات أيضاً أن المهمةالوحيدة لذكور النمل هي التزاوج مع الملكة، أما مهام الدفاع والتحذير وتنظيم المروروغير ذلك فهي مهمة النملة الأنثى، وهنا ندرك دقة التعبير القرآني بقوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) بالمؤنث ليدلنا علىأن النملة هي التي تتولى مهمة الدفاع والتحذير من الأخطار.

لقد خلق الله للنملة عيوناً فيها الكثير من العدسات، وخلقلها قلباً يضخ الدم الذي لا لون له، ولها جهاز عصبي وغير ذلك من الأجهزة التيتجعلها من أكثر الحشرات نجاحاً في البقاء والاستمرار، ولذلك ذكرها الله في كتابه فيسورة عظيمة هي سورة النمل.

تعمل النملة على تنظيف البيئة، وعلى تربيةصغارها والاعتناء بهم بشكل مذهل، وتعمل على الدفاع عن نفسها وعن مستعمراتها، وتقومبانتقاء الأنواع المفيدة من الطعام، وفي دراسة جديدة تبين أن النمل لا يأخذ أي طعاميصادفه، بل يقوم بتخزين الأغذية ويركز على الأنواع الدسمة من الطعام ليستفيد منهافي الشتاء!

كما تبين الدراسات الجديدة في علم تشريح الحشرات أن النملة تتمتعبغلاف صلب وقوي يحمي جسدها من الأخطار، ولذلك فإن النملة عندما تواجه عدواً وهي علىشجرة مثلاً ترمي بنفسها وتطير طيراناً موجهاً وتنزلق انزلاقاً على النباتات تجنباًلتحطم هذا الغلاف الصلب، ولذلك حذَّرت النملة رفيقاتها بكلمة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْسُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ)، لأنك عندما تدوس على نملة مثلاً فإن غلافها الخارجييتحطم كما يتحطم الزجاج!

يعتبر عالم النمل أكثر المخلوقات انتشاراً علىالأرض، حيث يوجد عشرين ألف نوع منه، وكل نوع يوجد منه الملايين!! ووجد العلماء أنمجتمع النمل يستجيب لأي نداء يوجه إليه من النملة التي تحذر من الأخطار، لدرجة أنالنمل يلبي النداء على الفور.

تستطيع النملة حمل ثقل يساوي عشرين ضعف وزنها، وتمتلك مهارات عالية،ولديها وسائل وخطط عسكرية للدفاع عن نفسها، لديها درجة من الأمن حيث تطلق الإنذاراتلدى الإحساس بأدنى خطر.

قام العلماء بمراقبة النملات وهي تعمل، وذلك بعد أن قاموابوضع علامة مميزة لكل نملة، فوجدوا أن النمل يقسم نفسه إلى فرق، كل طائفة تقوم بعملمحدد لعدة أسابيع، أي أن النملة التي تقوم بإنذار النملات لدى وجود خطر هي ذاتها،والنملات التي تعتني بالأطفال الصغار هي ذاتها، والنملات التي تتولى مهمة الدفاع عنالمستعمرة هي ذاتها، ولكن بعد عدة أسابيع تتبادل المهمات لتكتسب كل منها مهاراتجديدة.

والآن هذا ما يقوله العلم عن النمل، إنه أكثر من مجرد أن نملةتتكلم، فالنمل يقوم بالزرع وحراثة الأرض، ويقوم بتربية الأطفال، كذلك التعليم حيثتقوم النملات لتعليم صغارها كل شيء تقريباً، لدى النمل وسائل للتحكم بدرجة حرارةالمسكن، وبالتالي تحافظ على درجة حرارة مناسبة لها ولصغارها. كذلك لدى مجتمع النملتخصصات للعمل، فكل مجموعة تقوم بعمل محدد، تقوم بأعمال بناء كالبشر، كذلك يعتبرالنمل مهندساً بارعاً في البناء. وكذلك لديها تقنيات للحفاظ على الطعام وتخزينه وفقأفضل الشروط. والشيء المهم أن النمل يقوم بعمله طواعية وليس مكرهاً، فسبحانالله!

والسؤال: هل القرآن يحوي قصصاً خرافية أم أنه كتاب علم ينطقبالحق؟ إن العلماء يؤكدون أن النمل سبق البشر في كثير من المهارات، وأنه مجتمع قائمبذاته كالبشر، ولذلك فإن الله تعالى أكد أن النمل هو أمة مثلنا فقال: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِيالْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَافَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْيُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].

ولذلك فإن القرآنعندما تحدث عن لغة للنمل تتخاطب بها فهذا متفق مع العلم الحديث، وعندما تحدث عنمعجزة لنبي كريم هو سيدنا سليمان الذي كان يفهم لغة النمل، فهذا ممكن علمياً، لأنالعلماء أثبتوا أن النمل يصدر مواد كيميائية يتخاطب بها، ويصدر ترددات كهرطيسيةيتواصل مع بقية النمل، والله تعالى أعطى لسيدنا سليمان القدرة على معرفة هذه اللغة،فالله تعالى خالق النمل وخالق البشر وهو يعطي من المعجزات ما يشاء لأنبيائه، نسألالله تعالى أن يزيدنا علماً وإيماناً وتسليماً، إنه نعم المولى ونعمالنصير.




بناء الجسور عند النمل: مثال رائع للتضحية والتعاون

إنه عالم عجيب وغريب لا نهايةلأسراره ... إنه عالم النمل ... ففي كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً يظهر روعةهذا المخلوق الصغير الذي يستحق فعلاً أن ينزل الله سورة يسميها باسمه،لنقرأ....

كلما حاول المشككون الاستهزاء بهذا القرآن وقدموا مثالاً علىذلك، سخر الله لهذا القرآن من يكشف معجزاته وعجائبه التي ترد على الملحدين قولهم،وقد استهزأ الكفار ومنذ نزول القرآن بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) يذكر في كتابهالحشرات ومنها النمل!

وسبحان الله! يأتي اليوم بعض المشككين ليرددوانفس الكلام ويقولون إن القرآن مليء بالأساطير ويضربون مثالاً على ذلك أن محمداًيسمي السور بأسماء الحشرات. ولكن الله تعالى يقول: (وَلَنْيَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. ولذلك فإن الذي يتأمل اكتشافات العلماء يلاحظ أنهم في حيرة من أمرهم، بليقفون مندهشين أمام هذا المخلوق الصغير ألا وهو النمل.

يقول العلماءإن وزن دماغ النملة هو جزء من مئة من الغرام، وإن دماغ الحوت الكبير أكبر بمئة ألفمرة من دماغ النملة، وعلى الرغم من ذلك فإن النملة تقوم بمهام وأعمال ذكية تتفوقبها على هذا الحوت! وهذا ما يثير تعجب العلماء وحيرتهم، ولكنهم لو فكروا قليلاًواطلعوا على كتاب الله تعالى، لوجدوا أن الله هو من خلق هذا النمل وهو من علَّمهوهداه إلى الطريق الصحيح، وهو القائل عن نفسه: (بَدِيعُالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُصَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُرَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَوَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 101-103].

في كل يوم يصرح العلماء بأن عالم الحشرات وبخاصة النمل هو من الأمورالمعقدة جداً، ومن غير المنطقي أن تكون النملة قد طورت نفسها بنفسها، لأن دماغالنملة المحدود لا يكفي لمعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات التي تستخدمه النملةأثناء أداء مهامها. نرى في الصورة رأس نملة وبداخله الدماغ الصغير لها والذي يحويبحدود 300000 خلية عصبية، إن دماغ الإنسان يحوي أكثر من تريليون خلية أي أكثر منخلايا دماغ النملة بمئات الآلاف من المرات، وعلى الرغم من هذا الدماغ الصغير نجدهيتمكن من معالجة كل المعلومات التي تحتاجها النملة، بشكل يدل على وجود برنامج مسبقفي هذا الدماغ.

راقب العلماء عالم النمل طويلاً وظنوا في البداية أنهعالم محدود لا يفكر ولا يعقل ولا يتكلم! ولكن تبين أخيراً أن النمل هي أمة مثلناتماماً، له قوانينه وحياته وذكاؤه، وتبين أن هندسة البناء عند النمل أقدم بكثير منالبشر، حيث يقوم النمل منذ ملايين السنين ببناء المساكن وحديثاً كشف العلماء طريقةبناء الجسور عند النمل.

فقد جاء في دراسة جديدة (حسب موقع رويترز) أنالطريقة التي يعتمد عليها النمل لعبور الحُفر هي بناء الجسور بالأجساد! فقد ذكرباحثان بريطانيان أن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها تضحي بالبعضمنها في سبيل الباقين حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنعمسار أكثر انسيابية لباقي السرب.

وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً منأنواع النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجمأجسادها حجم الحفرة المراد سدها. وذكرا في تقرير نشرته مجلة السلوك الحيواني أنهربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر!

تأملوا معي هذا الجسر الحي وكيف قامت بعض النملات بالتضحية في سبيلالآخرين، ويقول العلماء إن النملات التي تصنع من أجسادها هذا الجسر تتألم كثيراًأثناء مرور النمل فوقها، ولكنها تصبر وتتحمل وتبقى متماسكة كالجسر الحقيقي حتى تمرآخر نملة!

ودرس سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمليسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أمريكا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصلالى 200 ألف نملة!
ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلالطابور طويل من النمل. لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمرأفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات.

نرى في هذه الصورة كيف يتمسك النمل بعضه ببعض ليبني جسراً متيناً،هذا الجسر يستخدم لعبور النملات عليه من ضفة لأخرى، ويؤكد العلماء الذين درسوا هذهالظاهرة أن النمل يختار بعناية فائقة الأحجام المناسبة للنملات التي ستضحي بنفسهاوتصنع هذا الجسر!

يقوم عدد قليل من النمل بملء الفجوات ليصنع مساراًسلساً. ويقول العلماء: إن النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لإصلاح الطرق،وأضاف باول: عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفروتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة. بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكاً بسيطاً تؤديهبكثير من الإتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي إلىفائدة تعم المستعمرة ككل.

يقول الباحث James Traniello بعد أبحاثأجراها في جامعة بوسطن حول علم أعصاب النمل: إن هذا السلوك المعقد للنمل مبرمج، فكلنملة تعرف مسبقاً ما يجب عليها القيام به، فالنملة الصغيرة لها مهام محدودة تناسبحجمها، ولكن النملة الشابة والقوية تقوم بمهام الدفاع عن المستعمرة وجمع الطعاموغير ذلك من المهام الصعبة، أما النملة كبيرة السن فتُعزل وتحظى بالرعايةوالاهتمام!

لقد أجرى فرانكس وباول تجارب في المختبر لإظهار هذاالسلوك. وقال فرانكس وضعنا ألواحاً خشبية مليئة بثقوب من أحجام مختلفة في مساراتالنمل لنرى كيف ستتوافق أحجام النمل المختلفة مع أحجام الثقوب المختلفة. في الحقيقةتصرف النمل بصورة رائعة. فقد كان النمل يختار الطريقة الأنسب لبناء الجسر بشكل يحيرالعلماء ويجعلهم يتساءلون: كيف تعلمت النملة هذه التقنية في البناء، في حين نجد أنالبشر ليبنوا جسراً مماثلاً فإن ذلك يتطلب حسابات هندسية معقدة.

يقول الدكتور Scott Powell عندما يصادف النمل حفرة لايستطيع عبورها فإنه يختار مجموعة من النملات ذوات الحجم المناسب للحفرة، وتضحيبنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجسر الحي من أجسادها، لتعبر عليه بقية النملات! وتقوم النملات بعدة تجارب قبل بناء الجسر حتى تجد أفضل النملات المناسبة من حيثحجمها وقوتها لتحمّل أوزان النمل الذي سيعبر على ظهورها!

ويقول العلماءالذين أجروا هذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من النملات لبناء الجسر ولكنه يجنيفوائد عظيمة في تأمين المرور اللازم لآلاف النملات، وهذا النظام الاجتماعي تقوم بهالنملة بكل طواعية وسرور، بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسباً لبناءهذا الجسر الحي!

وسبحان الله! إن هذا التكافل والتراحم موجود في عالمالنمل، فكيف بنا نحن البشر؟! لقد صوَّر لنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حالةالمؤمن عندما أكد أن المؤمنين أشبه بالبنيان المرصوص في تعاونهم وتضحيتهم، فإذا كانالنمل يتعاون ويضحي من أجل معيشته، أليس الأجدر بنا أن نتعاون ونضحي من أجل اللهتبارك وتعالى؟!

إن هندسة بناء الجسور عند النمل تعتبر تقنية متطورة جداًوبدون تكاليف، فقط بقليل من التضحية والتعاون، والذي يستغربه العلماء هذه الطاقةالكبيرة التي يقدمها النمل أثناء صنعه للجسر الحي، ويعجبون من صبره وبذله لهذاالجهدالكبير والمبرمج، ولذلك يؤكدون أن النملة تتمتع بذكاء عالٍ وحب لأخواتهاالنملات، وهنا أتوقف قليلاً وأتذكر قول الحبيب الأعظم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحبلأخيه ما يحب لنفسه) انظروا كيف تطبق النملات قول هذا النبي الأمي عليه الصلاةوالسلام، فماذا عنا نحن المؤمنين الذين ندعي محبة هذا النبي الرحيم وأننا نطبقأوامره؟

وهنا نتذكر دائماً البيان الإلهي الذي أكد أن النمل وغيره منالمخلوقات الحية هو أممٌ أمثالنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْدَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌأَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْيُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].

وأخيراً نتمنى من أي ملحد يطلععلى هذه الاكتشافات أن يفسر لنا سر عالم النمل ومَن الذي علَّمه وهداه إلى هذهالتقنيات الرائعة، ونقول له الجواب مسبقاً: إنه الله تعالى القائل على لسان نبيهموسى عليه السلام في حواره مع فرعون: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَايَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى) [طه: 49-50].

[size="5"]الحسد عندالنمل: سبحان الله

اكتشاف علمي جديد يؤكد التقارب الكبير بينمجتمع البشر ومجتمع النمل، وهذا التشابه هو ما تحدث عنه القرآن قبل مئات السنين،لنقرأ هذه المقالة القصيرة....

طالما نظرنا إلى عالم النمل على أنه عالميمثل النظام والتعاون والبناء، وأن مجتمع النمل هو مجتمع مثالي وهذا ما يميزه عنمجتمع البشر المليء بالحقد والفساد والمشاكل والفوضى.

ولكن الاكتشافالجديد الذي قدمه الدكتور Bill Hughes للأكاديمية الوطنية للعلوم، يؤكد أن مجتمعالنمل وعلى الرغم من النظام الفائق إلا أنه يتمتع بالخداع والفساد والاحتيالوالحسد!! وقد وجد بعد دراسة مطولة لعدة مستعمرات للنمل أن مجتمع النمل يشبه إلى حدكبير مجتمع البشر في كل شيء تقريباً!

ففي مجتمع النمل هناك أنظمةللبناء والرعاية وتربية صغار النمل ونظام للمرور ونظام للدفاع عن المستعمرة، ونظامللتخاطب وغير ذلك. وبنفس الوقت هناك نوع من الغش والخداع تمارسه بعض النملات لكسبالرزق ومزيد من الطعام! وهناك مشاكل وقتال بين النمل في سبيل الحصول على غذاءما.

إن هذه الميزات موجودة في المجتمع البشري، حيث نرى أنظمة للبناءوالتعاون، وبنفس الوقت نرى الغش والخداع والحسد والقتل...

ويقولالدكتور Hughes :

إنك إذا تعمقت أكثر في عالم النمل سوف ترى بالإضافةإلى التعاون والنظام أن هناك مجتمع موبوء بالفساد والنزاع والقتال والغش، ومنالواضح أن المجتمع الإنساني يعتبر نموذجاً لذلك".

وعندما نبحث فياكتشافات العلماء الذين راقبوا مجتمعات النحل ومجتمعات الطيور وغيرها من الحيوانات،نرى بأنهم دائماً يتحدثون عن مجتمعات منظمة ولها لغتها الخاصة، وبنفس الوقت توجدفيها نزاعات وخداع وغير ذلك تماماً مثل المجتمعات الإنسانية.

من خلالهذه الاكتشافات نلاحظ أن العلماء يلاحظون التقارب الكبير بين الأمم البشرية والأمممن عالم النمل والنحل وغيره من الدواب وحتى الطيور وبقية المخلوقات على وجه الأرض،وهذا ما تحدث عنه القرآن قبل 14 قرناً في آية شديدة الوضوح، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُبِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْشَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. انظروا معي إلىدقة التعبير البياني: (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) فالنمل يشبهنا في كل شيء تقريباً!

فعلماء الغرب، وبعد آلاف التجاربوأكثر من مئة سنة من الدراسات والأبحاث في عالم النمل، يقولون بالحرف الواحد: إنمجتمع النمل هو نسخة طبق الأصل عن المجتمع الإنساني، والقرآن يقول: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُبِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) فهل هناك أبلغ من كلمات اللهتعالى؟!

وإلى هذه الصور من حياة النمل التي لا تقل أهمية عن حياةالبشر، لننظر ونتأمل ونقرأ ونسبح الله تعالى:

نملتان تتصارعان من أجل شيء ما! إن هذه المخلوقات على الرغم من صغرهاإلا أنها تملك ذكاء فائقاً، وتقوم بعملية القتال بحرفية عالية، فسبحانالله!

فك النملة قوي جداً وحين تطبقه على فريستها يُسمع له صوت نقرة تسجلهالأجهزة الحساسة، ويقول العلماء إن سرعة انطباق فك النملة أسرع من أي حيوان منالحيوانات! وقياساً لحجمها يعتبر فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح! فتأمل هذهالقوة الخارقة التي تتمتع بها نملة!



نملة تحاول اصطياد صرصور صغير بفكيها فتهاجمه وترعبه وتستخدمتقنيات شبيهة بتلك التي يستخدمها البشر في اصطيادهم للحيوانات!

معركة حامية الوطيس بين نملتين تُستخدم فيها أدوات حادة جداً هي "الفك"،ويقول الخبراء في عالم النمل إن لدى النمل استراتيجيات في القتال ربما يتفوق بهاعلى عالم البشر، أو على الأقل يشبه عالم البشر.

جسر حي من النمل، حيث تقوم النملات بطريقة هندسية تشبه تلكالطريقة التي نصمم بها الجسور، يقومون بجميع الحسابات الضرورية ويقيمون جسراً تعبرعليه النملات الأخريات، وهذه التقنية معقدة جداً، ولا يمكن تفسيرها إلا إذا اعتبرناأن النمل عالم ذكي جداً ومتطور مثلنا تماماً!

حرب كيميائية! صدقوا أو لا تصدقوا، فالنملة الصغيرة السوداءتفرز مادة كيميائية على شكل رغوة تظهر في الصورة، تضع هذه المادة السامة على رأسالنملة الكبيرة الحمراء، وتقضي عليها بهذه الطريقة. إن النمل يستخدم هذه التقنيةمنذ مئات الملايين من السنين، ولكن البشر لم يستخدموها في الحروب إلا منذ مئةسنة!!

انظروا معي إلى هذا التصميم المحكم لفكي النملة، إنها تستطيع مهاجمة أيفريسة والقضاء عليها بضربة واحدة فقط! وسؤالي: ألا تستحق هذه المخلوقات الذكية أنتُذكر في القرآن؟ لقد سخر بعض الملحدين من أن القرآن يذكر النمل والنحل والعنكبوت،ولكنهم بنفس الوقت يعترفون بأن هذه الكائنات على درجة عالية من التعقيد، بل إنهميحاولون الاستفادة من خبرات النمل في البناء وتنظيم المرور والتأقلم بشكلعام!

تملك النملة عيون تميز بها الكثير من الأشياء من حولها، ولاتزال الكثير من الأشياء مجهولة في عالم النمل، ويؤكد الباحثون أن النمل يتمتع بقدرةعالية على الخداغ، و"الحسد" والغش والمراوغة، تماماً مثل الإنسان، وهذه الاكتشافاتلم يكن أحد يعلمها من قبل.

معركة بين نملتين، تستخدم فيها كل نملة فكيها بطريقة فنية، وأثناء هذهالمعركة تمكنت أجهزة تسجيل العلماء رصد أصوات عنيفة تشبه أصوات التحطم التي نسمعهافي المعارك بين البشر، سبحان الله، حتى في الأصوات التي تصدرها تشبهالبشر!!!

نملة تعتدي على صديقتها لتنتزع منها فريستها، يقول العلماء: لا يقتصروجود الشر بين البشر، بل هو موجود أيضاً في عالم النمل، ويقولون أيضاً: إن النمليستخدم وسائل للخداع والغش والتزييف من أجل الحصول على طعامه، ومنهم من لا يستخدمهذه الوسائل، بكلمة أخرى: الخير والشر موجود عندالنمل مثلناتماماً!

وهنا نود أن نكرر قولنا لأولئك المستهزئين بهذا النبي الأعظمعليه الصلاة والسلام: من أين جاء هذا الرسول بتعبير علمي دقيق جداً في زمن لم يكنأحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن هذه المخلوقات الصغيرة؟!

فسبحانالله الذي أحكم هذه الآيات وجعلها نوراً لكل مؤمن، وحجة على كلملحد

عندما يتكلم النمل لا نملك إلا أن نقولسبحان الله

في هذه المقالة نستمع لصوت النمل كما سجله أحدالباحثين بعد مراقبة طويلة، تبين بنتيجتها أن النمل يتكلم كلاماً حقيقياً أي يصدرترددات صوتية في المجال المسموع، إلا أن هذه الترددات تحتاج لأجهزة دقيقة من أجلالتقاطها وتسجيلها.....

لقد أنفق الباحث الدكتور Robert Hickling سنواتطويلة في مراقبة الحشرات ورصد الترددات الصوتية التي تطلقها، ولكن لم يكن هناكإمكانية لتأكيد ذلك إلا عندما تمكن من تسجيل الأصوات التي يصدرها النمل! وقد كانالهدف هو تتبع وجود النمل في المحاصيل الزراعية فلم يجدوا طريقة أجدى من تتبع صوتالنمل!

ولكن الذي أدهش ذلك العالم أن الترددات الصوتية التي يصدرهاالنمل تختلف من نملة لأخرى ومن جنس لآخر ومن موقف لآخر! فهناك 12 ألف نوع من النملفي العالم، وعدد النمل على الأرض يفوق عدد البشر بأضعاف مضاعفة، وأمام هذا التعدديحتار الباحثون كيف يتعاملون مع هذه الأصوات.

لقد تمكن من تسجيلأصوات مختلفة للنمل، ونشرت هذه الأبحاث على مجلة Journal of Sound and Vibration عام 2006، وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها الإنسان صوتاً حقيقياً للنمل!

لقد نشر هذا الباحث العديد من الأبحاث وأهمها بحث حول التواصل عندالنمل بعنوان Analysis of acoustic communication by ants على مجلة The Journal of the Acoustical Society of America وقد تبين بنتيجة هذه الأبحاث أن النمل يتفوقعلينا في حاسة السمع ويتوقع العلماء أن النملة تستخدم قرون الاستشعار من أجل بثواستقبال الترددات الصوتية، تقوم النملة بتضخيم الإشارة الصوتية القادمة إليها مثلأجهزة الاستقبال الحديثة، بل وتقوم بإزالة مختلف التأثيرات أي تقوم بعملية فلترة أوتنقية للصوت، لتمييزه عما سواه! وهذا نظام متطور جداً للاتصال كان مجهولاً للعلماء،ولم يكتشفوه إلا منذ سنوات قليلة، ولكن القرآن العظيم فقد تحدث عن هذا الأمروأخبرنا أن النمل يتكلم، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْاعَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوامَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ) [النمل: 18].

ففي هذه الآية إشارة واضحة إلىوجود لغة للنمل تتفاهم بها، وأن الله أعطى سيدنا سليمان القدرة على سماع هذهالأصوات وفهمها، واليوم يحاول العلماء فهم هذه الإشارات الصوتية التي يطلقها النمل،ولكنهم ميزوا أربعة أنواع من هذه الأصوات، وذلك بعد مراقبة استمرت سنواتطويلة.

يستخدم النمل إشارات صوتية خاصة يطلقها أثناء إحساسه بالخطر، فنجد أنإحدى النملات تتولى مهمة التحذير، فتطلق نداءً تستقبله صديقاتها وتفهمه، وتستجيب لهعلى الفور، استمع معي إلى صوت النملة وهي تحذر بقية النمل من خطر ما،للاستماع اضغط هنا.

يؤكد العلماء أن النمل يشبهنا، فهو يقوم بأعماله على أكمل وجه،وأثناء العمل يتكلم النمل مع بعضه، ويتحادثون مثل البشر، ونجد أن إحدى النملات تنظمعملية جمع الطعام وتنظم المرور وغير ذلك من خلال أصوات وتعليمات وأوامر تصدرهافتسمعها بقية النملات وتستجيب لها! وهذا صوت لنملة أثناء حياتها الطبيعية في حالةالعمل والحركة وجمع الطعام،اضغط هناللاستماع.

عندما تهاجم النملة إحدى اليرقات فإنها تصدر أصواتاً مرعبةبالنسبة لليرقة، وهذه الأصوات كانت مجهولة تماماً وهي تشبه المعركة التي يخوضهاالبشر، عندما يحاولون إخافة الأعداء، استمع لصوت نملة تهاجم يرقة، وسبح الله تعالى! للاستماع اضغط هنا.

تطلق النملة إشارات استغاثة أيضاً عندما تكون في حالة خطر،فهي مثل البشر تماماً تستغيث بغيرها من النمل، ويستطيع النمل التقاط هذه الأصوات بلومعرفة مكان النملة المستغيثة، وربما تحديد نوع المعونة المطلوبة، فسبحان الذي علمهذه النملة لغة الكلام. للاستماع إلى صوت نملة تستغيثاضغطهنا.

المرجع R. Hickling and R. L. Brown, "Analysis of acoustic communication by ants" Journ. Acoust. Soc. Amer.,Vol. 108, No. 4, pp 1920-1929, 2000.

لقد وجد الباحث Phil DeVries أن الحشرات تصدر اهتزازات صوتية ضعيفةيستطيع النمل تمييزها، وبالتالي فإن حشرة المن التي تفرز مادة سكرية يحبها النمل،تبث أثناء عملها اهتزازات تلتقطها النملة فتأتي مسرعة لرزقها! وبالتالي فإنالترددات الصوتية هي وسيلة التواصل بين الحشرات، ولذلك قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].

ويقول الباحث Robert Hickling إن النملة لا تتجاوب مع الأصواتالإنسانية ولا تتأثر بها، ولكن عندما نوجه لها الترددات المناسبة فإنها تتأثر بهاوترد عليها! وهذا يعني أن النمل يتمتع بلغة خاصة به يتفاهم بها، تماماً مثل البشر،ونتذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِيالْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَافَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. ومن هنا ندرك أن القرآن يتفق مع العلم الحديث وليس كما يدعيالمشككون أنه لا يتفق مع العقل والعلم.

لغةالكيمياء عند النمل

من المعروف في عالم النمل أن هناك لغة يتخاطب بهاالنمل من خلال الإشارات الكيميائية التي يطلقها النمل، وبالتالي فهي لغة جديرةبالاهتمام، بل يتفوق النمل على البشر في هذا النوع من أنواع التخاطر!

وقدلفت انتباهي أحد الإخوة المتخصصين في عالم النمل إلى أن اللغة المتعارف عليهاللتخاطب عند النمل هي لغة الروائح وليس الترددات الصوتية لأنه لم يثبت يقيناً أنالنمل يبث ترددات صوتية إلا ببحث أو بحثين فقط.

وأقول يا أحبتي! إن أي بحثعلمي لابد أن يبدأ بداية متواضعة، فالعالم الذي سجَّل صوت النمل أنفق عشرين سنة علىهذا الاكتشاف، ولم يصبح هذا الاكتشاف حقيقة يقينية بعد، إلا أن منهجي في البحثيعتمد على قاعدة ثابتة وهي أن كل ما يتفق مع القرآن هو الحق، وكل ما يخالف القرآنهو الباطل.

وهناك الكثير من النظريات العلمية لا تزال مجرد نظريات ولكنهاتتفق مع ما جاء في كتاب الله تعالى، ولذلك ينبغي أن نأخذ بها بعد التثبت جيداً أنالآية الكريمة تحتمل هذا المعنى، فالقرآن والسنة هما الأساس الذي نعتمد عليهعلمياً. ولذلك يمكن أن نتحدث عن كلام حقيقي للنمل ونفهم الآية على هذا الأساس عندماقال تعالى: (قالت نملة) أي تكلمت كلاماً حقيقياً كماجاء في بعض التفاسير، والله أعلم.

أكبر مستعمرةنمل في العالم

لم أكن أتصور أن مستعمرة نمل واحدة يمكن أن تمتدمن إيطاليا إلى إسبانيا!! وعلى مسافة ستة آلاف كيلو متر، إنه أمر عجيب فعلاً،ولكنها قدرة الله تتجلى في هذه المخلوقات، لنتأمل....

اكتشف علماء منالدانمرك وفرنسا وسويسرا أكبر مستعمرة نمل في العالم حيث بلغ طولها 6000 كيلو متر،وتبدأ من إيطاليا وتنتهي بإسبانيا!! حيث يعيش فيها مليارات النمل وتعمل في منظومةواحدة . والعجيب أن العلماء عندما جاءوا بنمل من مستعمرة أخرى ووضعوه في هذهالمستعمرة قاموا بمهاجمته وقتله على الفور. ولكن عندما وضعوا نملات من نفسالمستعمرة لم يظهروا أي سلوك عدواني!!

هذهليست تلة أو مرتفعاً، إنه مسكن للنمل يقول عنه العلماء إنه من أفضل المساكن، ففيهفتحات تهوية وهو مرتفع عن الأرض لتجنب الأمطار والسيول، وفي داخله غرف مخصصة لحضانةصغار النمل وفي مستودعات ومخازن... فسبحان الله الذي علم هذه المخلوقات كيف تهتديفي عملها. يقول تعالى على لسان موسى عليه السلام: (قَالَرَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].

ونتساءل: ما هي وسائل الاتصال بين أسراب النمل على مدى آلافالكيلومترات؟ وما هو حجم التعقيد الذي يربط أفراد هذه المستعمرة التي تعدبالمليارات... وكيف يتمكن النمل من بناء هذه المستعمرة العملاقة التي تحتاج إلىجهود يقدرها العلماء بأنه فوق طاقة البشر؟ إنها قدرة الله تعالى القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَاتَفْعَلُونَ) ]النمل: 88].

تم بحمد الله

0 التعليقات :

إرسال تعليق