Featured Video

الرئيس السوري يظهر بين مناصريه لدقائق في ساحة الأمويين مذكرا بإطلالات القذافي

مناصروه هتفوا: «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد».. ومعارضون تحدثوا عن إعداد مسبق لظهوره
الأسد يتوجه بخطاب مقتضب للسوريين في ساحة الأمويين بدمشق أمس (أ.ب)
القذافي يخطب في الليبيين في الساحة الخضراء فبراير (شباط) الماضي (أرشيف تلفزيوني)
لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
للمرة الأولى منذ تبوئه سدة الرئاسة، تخلى الرئيس السوري بشار الأسد عن مخاطبة شعبه من داخل القاعات المغلقة، ونزل إلى الشارع ليخاطبه وجها لوجه، بعد أن اعتاد الأسد الابن على مدى 12 عاما على إلقاء خطاباته إما في مجلس الشعب وإما في جامعة دمشق، ليقتصر جمهور مشاهديه عن قرب على قيادات حزب البعث ومسؤولي الدولة.
وبدا واضحا أن خروج الأسد أمس، في ساحة الأمويين وسط دمشق مصطحبا زوجته أسماء واثنين من أولاده الصغار، قد تم «التخطيط له مسبقا بدقة من قبل أجهزة النظام السوري»، وفقا لما أكده ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، إذ «تم حشد مسيرة مؤيدة عبر إصدار تعميمات لجميع الدوائر الحكومية تجبر الموظفين على المشاركة في التجمع الذي تم الإعداد له منذ الصباح الباكر».
وأحاطت مجموعات من المشاركين، بينهم فتيات بالمنصة الرئيسية، التي ألقى منها الأسد خطابه، مما جعل جمهور ساحة الأمويين ينقسم وفق أحد الناشطين إلى قسمين: «الأول ممن أجبروا على الحضور من موظفين وعاملين في مؤسسات الدولة، والثاني من (الشبيحة) الذين تحلقوا حول الأسد وهتفوا له».
وتندر سوريون كثر على إطلالة الأسد وخطابه، وربطوا بينها وبين مشهد العقيد الليبي معمر القذافي، عندما وقف في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، قبل أشهر على انتصار الثورة الليبية، على أحد الأسطح المقابلة للساحة الخضراء، حيث ألقى خطابا حماسيا، مؤكدا الاستمرار في مواجهة من سماهم آنذاك «بالجرذان الضالة».
وعلى غرار قول القذافي لمناصريه آنذاك: «نحن العزة والكرامة والتاريخ التي ركعت إيطاليا، وابننا عمر المختار رجل الغابة والثورة، والتي جعلت ليبيا في القمة والعلاء علي شعوب العالم»، راح الأسد يتفاخر بمدينة دمشق واصفا إياها «بعاصمة المقاومة والتاريخ، ولمن لا يقرأ التاريخ ليتعلم منها وعاصمة الحضارة، التي تعطي الحضارة لمن لا يمتلكها».
وأضاف الأسد في خطابه الذي لم يتجاوز الدقائق: «أردت أن أكون معكم لأوجه الشكر لكم ولأبنائكم وأبث محبتي لكل مواطن سوري خرج في كل ساحة وفي كل حي وكل جامع ومدرسة وجامعة»، ليختم كلامه قائلا «نحن نمتلك الثقة بالمستقبل وأمتلكها بكم، ومن خلالكم لأننا سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة».
وخلال إلقاء الأسد كلمته، هتفت مجموعات من الملتفين حوله «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد»، و«بالروح بالدم نفديك يا بشار»، في هتافات لم تختلف عن تلك التي أطلقتها عناصر «كتائب القذافي»، مهللة ومعاهدة «بالولاء له حتى الموت».
وجاء ظهور الأسد في ساحة الأمويين بعد 24 ساعة على إلقائه خطابا تلفزيونيا في جامعة دمشق، خيب خلاله آمال السوريين، الذين كانوا ينتظرون إعلان تنحيه.
وقال محمد، أحد أعضاء تنسيقية ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ظهور الأسد في هذا الوقت تحديدا، وسط مسيرة مؤيدة، هو دليل دامغ على أن النظام السوري في المرحلة الأخيرة من سقوطه»، مشيرا إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الأسد مع مناصريه، وهذه إشارة للمأزق الذي وصلت له الدائرة الحاكمة في دمشق».
وأعرب عن اعتقاده أن «ثمة قرارا بالمواجهة اتخذه النظام السوري بعد أن أوقع البلد في أزمة عصية على الحل، بسبب سياساته الغبية وممارساته الوحشية ضد الشعب السوري». واعتبر أن «الظهور الشعبي للرئيس ما هو إلا إحدى علامات أسلوب المواجهة التي سيتبعه نظام الأسد بطرق أشد شراسة من السابق»، مشددا على أن «الأسد اختار الظهور وفق سيناريو مدروس من قبل الأجهزة الأمنية، ورغم ذلك لم يتجرأ على الوقوف أمام شعبه سوى بضع دقائق، وبوجود حماية أمنية مكثفة».
وسأل أحد الناشطين السوريين: «لماذا لا يظهر الأسد في مدينة حمص في بابا عمرو أو في دير بعلبة حيث تقتل عناصره الأطفال وتنكّل بالأهالي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا اختار دمشق وساحة الأمويين المحاصرة من قبل عناصر الأمن؟»، ليستنتج أنه «لم يبق للأسد في سوريا سوى ساحة صغيرة والقليل من الشبيحة الذين يحمونه ويقفون معه بدافع المصلحة، لأن الشعب ضده في المدن كلها، والثورة السورية انتصرت ونظام الأسد يتحشرج كميت يلفظ أنفاسه الأخيرة».
وفي حين احتفى الإعلام السوري الرسمي بظهور الأسد، معتبرا أنه «فاجأ مناصريه» وأكد «الانتصار على المؤامرة ضد سوريا»، شن معارضون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» هجوما ساخرا على الأسد، حيث اعتبر أحدهم أن «الأسد يقلد حسن نصر الله حين يظهر فجأة أمام مناصريه ويخطب لهم»، مشيرا إلى أن «عدم وضعه كرافتة محاولة لتقليد أحمدي نجاد، الحليف الوحيد».
وكتب ناشط آخر: «سننتظر ظهور الأسد وهو يحمل المظلة ويقول: أنا هنا، كما فعل القذافي». ونصح معارض ثالث الرئيس السوري بأن «يبدأ ببث خطاباته بالصوت فقط، لأن مكانه في المرحلة المقبلة، لن يكون معروفا، والشعب السوري سيلاحقه ويحاكمه هو وعائلته المجرمة».
«شبيحة للأبد نحن جنودك يا أسد»، بذلك هتف مؤيدو الرئيس السوري بشار الأسد المحتشدون في ساحة الأمويين في مسيرة دعت إليها فعاليات اقتصادية عبر رسائل «إس إم إس» وفي صفحات «فيس بوك».
وكان لافتا أن تنقل الشاشات السورية أصوات هتافات المسيرة الحاشدة في الأمويين وهم يعلنون الولاء للرئيس الأسد ولابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف الذي لا يشغل أي منصب رسمي بالإضافة لإعلان الوفاء لإيران وحزب الله من خلال الشعارات التي رددها المحتشدون.
واعتبر ناشطون ظهور الأسد مع عائلته في ساحة الأمويين وترداد الحشود لهتافات التشبيح وشرب الدماء وشعارات تؤكد الولاء لرامي مخلوف رجل الأعمال الذي لا يشغل منصبا رسميا «اعترافا من النظام بأنه نظام عصابات عائلي»، بحسب ما كتبه ناشط على صفحته في موقع «فيس بوك»، بينما رأى الناشط بكر، أن «الأسد يكرر سيناريو القذافي من حيث الظهور في الساحة الخضراء». واقترح أحمد على الأسد، أن يكون موجودا عفويا بين شعبه في الخالدية أو بابا عمرو.. أو بين مشيعي الشهداء الـ18 أمس في دير الزور».
----------
الشرق الأوسط

0 التعليقات :

إرسال تعليق