Featured Video

حاملة طائرات أميركية وقطع بحرية أوروبية بمضيق هرمز في مواجهة التهديدات الإيرانية


علنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن حاملة طائرات أميركية عبرت، أول من أمس (الأحد)، مضيق هرمز، وباتت موجودة في الخليج، في خضم التوترات مع إيران، التي هددت بالتعرض للسفن الأميركية العابرة للمضيق.. بينما أشارت وزارة الدفاع البريطانية من جانبها إلى أن فرقاطة بريطانية وسفينة عسكرية فرنسية في عداد القطع العسكرية التي تواكب حاملة الطائرات الأميركية لدى عبورها المضيق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «(يو إس إس إبراهام لينكولن) أجرت عبورا روتينيا لمضيق هرمز في 22 يناير (كانون الثاني) بهدف قيادة العمليات الأمنية البحرية»، موضحا أن اجتياز المضيق حصل «من دون حوادث». ويرافق حاملة الطائرات، التي بإمكانها حمل ما يصل إلى 80 طائرة ومروحية، الطراد «يو إس إس كايب سانت جورج»، ومدمرتان. وإذا ما كانت سفن حليفة تشارك غالبا في تمارين مع البحرية الأميركية أو تشكل أحيانا مجموعات بحرية مشتركة، فإن وجود سفن بريطانية وفرنسية يوجه على ما يبدو رسالة إلى طهران بشأن تصميم الغربيين على الحفاظ على حرية التحرك في مضيق هرمز.
وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن بريطانيا وأميركا وفرنسا قامت بإرسال 6 قطع بحرية إلى مضيق هرمز، أول من أمس، في تحد للتهديدات الإيرانية السابقة بشأن إغلاق المضيق.
لفت بيان وزارة الدفاع البريطانية إلى أن وجود قطع بحرية (فرقاطة «إتش إم إس أرغيل» البريطانية وسفينة عسكرية فرنسية لم تكشف اسمها) إلى جانب مجموعة تابعة للبحرية الأميركية «يشير إلى الالتزام الدولي بالإبقاء على حق العبور (في مضيق هرمز) تماشيا مع القانون الدولي».
وقالت متحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي إن الحاملة لينكولن أكملت عبورا «عاديا وروتينيا» للمضيق، وفقا لما كان مقررا من قبل و«دون حوادث».
و«لينكولن»، التي كانت ترافقها مجموعة من السفن الحربية، تعد أول حاملة طائرات أميركية تدخل الخليج منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، وكانت في مهمة تناوب روتينية كي تحل محل حاملة الطائرات «جون سي ستينيس».
وشجع رحيل «ستينيس» قائد الجيش الإيراني، عطاء الله صالحي، على التهديد بالقيام بعمل إذا عادت الحاملة إلى الخليج، وقال صالحي: «أؤكد وأوصي حاملة الطائرات بألا تعود إلى الخليج.. إننا في العادة لا نحذر أكثر من مرة». وأدى هذا التهديد إلى جولة من تصعيد التصريحات بين الجانبين، التي تسببت في فزع أسواق النفط، وأثارت شبح حدوث مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة. وهددت إيران كذلك بإغلاق مضيق هرمز الحيوي (أهم ممر ملاحي نفطي في العالم)، إذا تعرضت لعقوبات نفطية على خلفية برنامجها النووي المثير للشكوك، في حين حذرت الولايات المتحدة من أن مثل هذه الخطوة ستتطلب ردا من واشنطن، التي تقوم بدوريات روتينية في القنوات البحرية الدولية لضمان بقائها مفتوحة.
لكن كلا الجانبين حاول تهدئة اللهجة الخطابية الأسبوع الماضي على ما يبدو، حيث خففت إيران من تحذيراتها السابقة يوم السبت، مع إبلاغ حسين سلامي، نائب قائد فرق الحرس الثوري الإيراني، وكالة الأنباء الإيرانية، أن «السفن الحربية الأميركية والقوات العسكرية موجودة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط منذ سنوات، وقرارها الخاص بنشر سفينة حربية جديدة ليس قضية جديدة، ويجب تفسيره على أنه جزء من وجودها الدائم».
وامتنع مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية عن التعليق بشكل مباشر على تصريحات سلامي، ولكنهم أكدوا أن استمرار الوجود الأميركي في المنطقة يعكس الجدية التي توليها واشنطن لالتزاماتها الأمنية لشريكاتها من دول المنطقة، ولضمان حرية تدفق التجارة العالمية.
كما شدد البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة لإجراء محادثات دولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، حتى مع نفيها للتأكيدات الإيرانية بأن مناقشات تجري بشأن استئناف حوار. ولم يؤكد البيت الأبيض أو ينفِ تقارير إيرانية قالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسالة إلى الزعماء الإيرانيين، ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قال إن أي اتصالات مع طهران كانت ستدعم البيانات التي تعلنها واشنطن. وتؤيد الولايات المتحدة المحادثات بين إيران وما يسمى بمجموعة 5 + 1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إلى جانب ألمانيا. وحث كارني إيران على الرد على الرسالة التي بعثت بها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، باسم المجموعة.
وقال كارني، في بيان صحافي بالبيت الأبيض: «لو كان الإيرانيون جادين بشأن استئناف المحادثات، فعليهم حينئذ أن يردوا على تلك الرسالة.. هذه هي القناة التي ستستأنف من خلالها هذه المحادثات».
-------------------------
 « الشرق الأوسط »

0 التعليقات :

إرسال تعليق