Featured Video

إيران تحذر واشنطن من عودة حاملة طائراتها.. وأميركا ترفض التهديد


قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إنها لا تسعى لمواجهة مع إيران بشأن المرور في مضيق هرمز، رغم رفضها لتهديد عسكري إيراني استهدف إبقاء حاملات الطائرات الأميركية خارج الخليج، وبينما أعربت تقارير إسرائيلية عن زيادة المخاوف من هجمات تستخدم فيها صواريخ إيرانية الصنع، أكدت مصادر روسية أن إيران لا تمتلك التقنيات اللازمة لإنتاج صواريخ بعيدة المدى، لا في الحاضر ولا في المستقبل القريب.
وبعد يوم واحد من انتهاء مناورتها البحرية «ولاية 90»، والتي استمرت لمدة عشرة أيام بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة لحركة تصدير النفط، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس عن قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي قوله إن إيران ستتخذ إجراء إذا عادت حاملة طائرات أميركية إلى الخليج، بعد أن كانت قد غادرت المنطقة بسبب مناورات بحرية إيرانية. وقال صالحي إن «إيران لن تكرر تحذيرها.. حاملة طائرات العدو حركت إلى بحر عمان بسبب مناوراتنا. أوصي وأكرر لحاملة الطائرات الأميركية بألا تعود إلى الخليج»، مضيفا: «نعتقد أننا لن نبدأ بأي عمل غير منطقي لكننا مستعدون لمواجهة أي تهديد.. أنصحهم وأوصيهم وأحذرهم (الأميركيين) من عودة حاملة الطائرات الخاصة بهم إلى الخليج، لأن ليس من عادتنا التحذير أكثر من مرة».
ورغم أن صالحي لم يذكر حاملة الطائرات بالاسم، ولم يقدم تفاصيل التحرك الذي قد تتخذه إيران في حال عودتها، فإن خبراء أكدوا أن حاملة الطائرات المعنية هي «جون سي ستينيس»، وتعد واحدة من أكبر السفن البحرية الأميركية. وكانت الحاملة قد عبرت المضيق باتجاه الشرق عبر خليج عمان قبيل المناورات الإيرانية، فيما أكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها «رحلة روتينية».
وفي أول رد فعل أميركي على تلك التصريحات، قالت الليفتانت ريبيكا رباريتش، المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي: إنه ليس في وسعها الرد على الفور. لكن جورج ليتل، المتحدث باسم البنتاغون، قال لاحقا: «مصلحتنا في مرور بحري مضمون وآمن للسفن العابرة لمضيق هرمز.. هذه رغبتنا»، مضيفا: «لا يسعى أحد في هذه الحكومة للمواجهة بشأن مضيق هرمز.. من المهم خفض الحرارة».
وذلك بعد تصريحه في وقت سابق أمس بأن «الوجود العسكري الأميركي في الخليج سيستمر، كما هو الحال منذ عقود»، وأن تحركات حاملات الطائرات في الخليج وفي مضيق هرمز نابعة من التزام عسكري أميركي قديم لضمان سلامة العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة، وأيضا لضمان تطبيق القوانين الدولية التي تنظم حركة التجارة البحرية.
وتأتي تلك التصريحات بعد يوم واحد من استكمال إيران لمناورات بحرية استمرت عشرة أيام في الخليج أول من أمس، وقال رامين مهمانباراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، للصحافيين أمس في طهران: «المناورات كانت تهدف فقط لتعزيز الأمن في الخليج».. مضيفا أن «الرسالة الأساسية للمناورات هي أنه يتعين تحقيق هذا الأمن بواسطة دول المنطقة دون أي تدخل أجنبي».
وقال عدد من مسؤولي إيران وقادتها العسكريين أثناء المناورات إنها «قد تغلق مضيق هرمز» إذا فرضت قوى أجنبية عقوبات على صادراتها من النفط الخام، وهو ما أثار مبارزة من التهديدات بين طهران والغرب، أكد خلالها الأسطول الخامس الأميركي، ومقره البحرين، أنه لن يسمح بإعاقة حركة الشحن في المضيق. وختمت إيران مناوراتها بما قالت إنه «اختبارات ناجحة لصاروخين طويلي المدى عابرين للقارات»، إلا أن موسكو شككت في حقيقة ذلك، مؤكدة على لسان فاديم كوفال، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن «إيران لا تملك التكنولوجيا الضرورية لإنتاج صواريخ عابرة للقارات متوسطة أو بعيدة المدى»، وأنها «ليست كافية حتى لصنع نماذج أولية».
وأضاف كوفال أنه حتى في حال بناء طهران لصواريخ متوسطة أو طويلة المدى، فإنها لن تكون جاهزة للاستخدام في القتال في وقت قريب.
وهو تأكيد على ما ذهب إليه خبراء عسكريون، وسبق وأشارت له «الشرق الأوسط» أمس، من أن إيران تحاول خداع العالم عبر عرض صواريخ يصل مداها إلى 200 كيلومتر، مما يصنفهم في فئة الصواريخ القريبة المدى، على أنها بعيدة المدى أو عابرة للقارات.
ورغم ذلك، أعربت تقارير إعلامية إسرائيلية عن زيادة مخاوف تل أبيب من تعرض مدن، من بينها القدس، لهجمات صاروخية إيرانية الصنع. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس أن هذه التوقعات تضمنها تقرير «سيناريوهات التهديد» الذي تعده «قيادة الجبهة الداخلية» في الجيش بناء على معلومات استخباراتية حول «نوايا أعداء إسرائيل وإمكانياتهم». وأوضح التقرير أن المخاوف تتعلق باعتقادات في امتلاك حركات إسلامية، مثل حزب الله وحماس والجهاد، لصواريخ إيرانية الصنع قادرة على إصابة القدس والمناطق المجاورة.
------------
 « الشرق الأوسط » 

0 التعليقات :

إرسال تعليق