Featured Video

أكاديمي سعودي -- المملكة مستهدفة من تجار المخدرات.. ودول تنتهج «الإرهاب بالتخدير»


اعتبر أكاديمي سعودي أن الكميات الهائلة التي تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة في السعودية وبعض دول الخليج تظهر لنا بجلاء أننا إزاء مرحلة جديدة، ننتقل عبرها من مرحلة يمكن نعتها بـ«التكسب بالتخدير» إلى مرحلة يقترح تسميتها «الإرهاب بالتخدير».
وأشار الدكتور عبد الله البريدي أستاذ السلوك التنظيمي في جامعة القصيم في حديثه  إلى أن هذا الانتقال لا يعني اضمحلال عمليات التكسب من المخدرات، خاصة أن المخدرات تشكل منفذا كبيرا للربحية والإثراء السريع، فمثلا قدرت القيمة السوقية للمخدرات التي تم كشفها بالسعودية في العام الماضي بما يزيد على 5 مليارات ونصف المليار من الريالات السعودية (قرابة مليار ونصف دولار)، نافيا الزعم بأن «الإرهاب بالتخدير» ظاهرة جديدة، بل هي مستخدمة من قبل دول وجماعات كثيرة في العالم في الفترات الزمنية السابقة، ولكن الذي يعنينا هنا تسليط الضوء على ظاهرة نمو استخدام المخدرات في مسرح الإرهاب الدولي بطريقة يتوهم المتورطون بها أنهم يحققون أهدافهم البشعة.
ويمضي الدكتور البريدي القول «في ضوء ظاهرة الإرهاب بالتخدير وما يتوافر من أدلة وبراهين ومؤشرات حول تورط بعض الدول والكيانات السياسية، فإنني أرى ضرورة إخضاع تلك الظاهرة وكل ما يتعلق بها من عوامل وأسباب ونتائج لدراسة معمقة من جوانب كثيرة، ومن أهمها (الأبعاد القانونية الدولية)، فنحن على علم بأن القوانين الدولية تجرم استخدام المخدرات بكافة أشكاله وتجهز المجتمع الدولي بتشريعات وآليات من شأنها مكافحة المخدرات ومجابهة المتعاملين بها، أيا كانوا». ويشدد البريدي على ضرورة تكليف فريق من الخبراء في المخدرات والقانون الدولي ضمن منهجية علمية دقيقة، مع المطالبة بإسراع إتمام هذا العمل.
ويواصل الدكتور البريدي في حديثه عن مشروع الدراسة المعمقة لظاهرة «الإرهاب بالتخدير» قائلا: «أعتقد أن هذه الدراسة لن تكون مفيدة للسعودية أو لدول الخليج فحسب بل ستحمل منافع كبيرة لكافة الدول، وذلك أنها تدشن أسلوبا جديدا لمكافحة أساليب استخدام المخدرات كسلاح إرهابي دولي، وذلك أنها سوف تنجح في صناعة مفاتيح العلاج، ومنها: تحديد القنوات والأساليب للدول المتورطة في (الإرهاب بالتخدير)، وتحديد الآثار المترتبة على ذلك المسلك الإرهابي الخطير، والتعاون مع الجهات القضائية الدولية المعنية بالمخدرات على المسرح الدولي وفق آلية مقننة وفعالة، الدفع باتجاه حراك دبلوماسي دولي لمواجهة هذا الداء لاتخاذ ما يلزم من قبل المجتمع الدولي ضد الدول المتورطة».
وفي الختام يؤكد الدكتور عبد الله البريدي أن «السعودية قادرة على حماية شبابها وأجيالها من داء المخدرات واتخاذ التدابير الداخلية والخارجية بطريقة توهن قدرات المروجين والكيانات السياسية التي تتورط في أعمال إرهابية باستخدام المخدرات، وأدعو إلى تكاتف الجميع في هذا المسلك النبيل، حفاظا على وجودنا ومستقبلنا».
-----------------
«الشرق الأوسط»

0 التعليقات :

إرسال تعليق