Featured Video

سلفا كير يرفض وثيقة وساطة أفريقية لحل أزمة النفط والعودة إلى الحرب


كشف رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت عن مقترح تقدمت به الوساطة الأفريقية تنص على أن تقوم جوبا بمد الخرطوم بـ35 ألف برميل يوميا من النفط يتم استقطاع قيمتها من مبلغ يصل لنحو 5.4 مليار دولار يفترض أن تدفعه دولته مقدما إلى السودان وفق الترتيبات الاقتصادية الانتقالية. وشدد على أنه رفض المقترح ووصفه بأنه غير عادل ومجحف في حق شعبه، رابطا التفاوض مع الخرطوم بحل كافة القضايا العالقة، مجددا رفض بلاده العودة إلى الحرب مع دولة الشمال.
وقال كير في أول مؤتمر صحافي له في جوبا بعد انهيار المفاوضات بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور الرئيس الكيني مواي كيباكي ورئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي، إن مسودة المقترحات التي قدمتها الوساطة الأفريقية غير صالحة لتحقيق الشراكة والسلام الدائم بين دولتي السودان وجنوب السودان. وأضاف أن المقترح بأن تمد دولته المصافي السودانية بـ35 ألف برميل يوميا من نفط الجنوب على أن يتم استقطاع قيمته من الترتيبات الاقتصادية الانتقالية بين الدولتين والمقدر بمبلغ 5.4 مليار دولار تدفعها دولة الجنوب إلى السودان مقدما وأن يتم دفع قيمة النفط الذي استقطعته الخرطوم بذات المعادلة من مقترح الترتيبات الاقتصادية الانتقالية. وتابع «نحن موقفنا أن هذا المقترح لم يكن مقبولا بالنسبة لنا لأنه يؤسس لأن تصبح دولتنا اتكالية في البنى التحتية الخاصة بالسودان كما أنها تمنع جنوب السودان من التحكم في وسائل تصدير نفطه وتحد من قدراته للبحث عن طرق جديدة للتصدير»، وقال إنه «يفتح بابا للتدخلات الخارجية ويهدد أمن بلادنا». وقال كير إن المسودة تؤسس لصراعات مباشرة مستقبلا حول الأرض والشعب والنفط إلى جانب تضييق فرص جنوب السودان في إدارة موارده الطبيعية وإمكانياته الاقتصادية. وأضاف «من الصعب أن نقبل بصفقة تجعل شعب جنوب السودان في موقف الضعف والاتكال، وأن ندفع مليارات لا تستحقها الخرطوم ولن يكون عادلا لشعبي أن نوافق على اتفاق يتجاوز جوهر الأزمة ويخلق مزيدا منها بفشله في مخاطبة جذورها»، مجددا تأكيده على رفض العودة إلى الحرب بين دولته والسودان، وقال «إن دائرة المواجهات والمعاناة الإنسانية لا بد أن تكسر»، وقال إن المسودة تطالب دولته بمعاودة انسياب نفطها عبر الأنابيب السودانية واستخدام بنايات النفط السودانية، وقال إن هذه الخطوة تؤشر لرغبة الوساطة في تعطيل الجنوب ومنعه من تشييد أنابيب خاصة به أو البحث عن طرق أخرى لتصدير نفطه. وأضاف أن المسودة فشلت في حفظ حقوق جنوب السودان بخصوص شركة «سودابت» العاملة في مجال النفط، واصفا وثيقة الوسطاء بأنها اتفاقية حاولت تضييق خيرات جنوب السودان، وقال «إنها تتيح للخرطوم حق السيطرة على صناعة النفط الجنوبي مستقبلا وهذا لا نقبله إطلاقا». وأضاف قائلا إن مسودة وساطة الاتحاد الأفريقي لم تقنع جنوب السودان بخصوص أزمة النفط ولم تقدم أيضا رؤية واضحة حول الملفات الأخرى كملف قضيتي منطقة أبيي وترسيم الحدود، مقللا من خطوة إفراج الخرطوم عن شحنة النفط التي كانت تحتجزها، لكنه جدد التزام بلاده في التفاوض مع الخرطوم عبر الوساطة الأفريقية وبحضور من سماهم الأصدقاء الدوليين بغية الوصول إلى اتفاق مرض، وقال «لا نريد اتفاقا يرتكز فقط على النفط بل لا بد أن يشمل كافة القضايا العالقة في ترسيم الحدود وأبيي ويضمن سلاما دائما بين الدولتين». إلى ذلك، طلبت الأمم المتحدة من أكبر مسؤوليها في إقليم دارفور السوداني إبراهيم قمباري تجنب مقابلة الرئيس عمر البشير، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في دارفور، وذلك على خلفية رسالة احتجاج منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان أرسلتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن قمباري ظهر في صورة مع البشير يتحدث إليه خلال حفل زفاف الرئيس التشادي إدريس ديبي في الخرطوم من ابنة الزعيم المفترض للجنجويد موسى هلال في الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي للصحافيين أمس «جرى لفت انتباه إبراهيم قمباري مبعوث الأمم المتحدة لدارفور إلى الرسالة وضرورة تجنب مثل تلك المقابلات في المستقبل، رغم أن هذه المقابلة بشكل خاص ربما كانت غير مقصودة»، وتنص توجيهات الأمم المتحدة على أنه ينبغي للمسؤولين أن يقصروا اتصالاتهم مع الأشخاص المتهمين من قبل المحاكم الدولية على «ما تشتد إليه الحاجة لتنفيذ الأنشطة الحاصلة على تفويض من الأمم المتحدة، وتجنب حضور مراسم شرفية معهم». وقال المدير التنفيذي لـ«هيومان رايتس» كينيث روث «حضور مراسم حفل زفاف لا يمكن تبريره من وجهة نظرنا باعتباره تشتد إليه الحاجة وتجاهل تلك التوجيهات يثير شكوكا بشأن مصداقية الأمم المتحدة ويبعث برسالة مروعة لضحايا الجرائم الشنيعة في دارفور». وأضاف في رسالته أن إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أبلغت «هيومان رايتس ووتش» أن ديبي وجه الدعوة إلى قمباري، وهو وزير سابق للخارجية في نيجيريا لحضور حفل الزفاف ولا سيطرة له على قائمة الضيوف، لكن المنظمة قالت إنه كان ينبغي لقمباري توقع حضور البشير. وكان حفل الزفاف عقد في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي للرئيس التشادي إدريس ديبي وعروس سودانية. وتحسنت العلاقات بين الجارين في 2009 بعد سنوات من العداء.
------------
الشرق الأوسط

0 التعليقات :

إرسال تعليق