Featured Video

الأسطول الخامس الأميركي يقول إنه لن يسمح بتعطيل الملاحة في هرمز


فيما كرر قائد البحرية الإيرانية أمس التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة ناقلات النفط العالمية، قائلا إن ذلك «سيكون أسهل من شربة ماء» إذا رأت طهران ضرورة لذلك.. أكد الأسطول الخامس الأميركي أنه لن يسمح بأي تعطيل لحركة الملاحة في المضيق.
وقال متحدث باسم الأسطول، الذي يتخذ من البحرين قاعدة له، في رد على استفسارات من وكالة رويترز بخصوص احتمال إغلاق طهران للمضيق «الحركة الحرة للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز ذات أهمية حيوية للرخاء الإقليمي والعالمي. وكل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي.. ولن نقبل بأي تعطيل».
وفي غضون ذلك، قال حبيب الله سياري، قائد البحرية الإيرانية لقناة تلفزيونية رسمية أمس: إن إغلاق إيران مضيق هرمز أمام ناقلات النفط سيكون «أسهل من شربة ماء» إذا رأت طهران ضرورة لذلك.
وتابع قائلا لقناة «برس تي في»: «إغلاق القوات المسلحة الإيرانية مضيق هرمز سهل فعلا، أو كما يقول الإيرانيون سيكون أسهل من شربة ماء.. لكن في الوقت الحالي لسنا في حاجة لإغلاقه، لأن بحر عمان تحت سيطرتنا ونستطيع أن نسيطر على الممر».
ولم يتضح على الفور ما الذي يعنيه سياري، الذي يقود مناورات عسكرية في المنطقة تستغرق 10 أيام، بالسيطرة على بحر عمان.. لكن البحرية الإيرانية تزيد من وجودها في المياه الدولية منذ عام 2010 من أجل عمليات مكافحة القرصنة وأيضا لاستعراض قوتها البحرية.
من جهته، قال مندوب إيران في منظمة أوبك أمس في تصريحات صحافية: إنه يتعين على الغرب أن يتراجع عن خططه لفرض عقوبات على النفط الإيراني لأن هذه الخطوة ستضر السوق وتدفع طهران للرد بمنع مرور صادرات النفط من الدول الخليجية في أوبك عبر مضيق هرمز.
ويرى المراقبون أنه ومن حيث المبدأ، لا تبدو عملية إغلاق المضيق أمرا عصيا أو صعبا، لكن استمرار الإغلاق هو الأمر الأكثر صعوبة، فهو بمثابة «انتحار سياسي» يفتح جبهة حرب بين إيران من جهة والغرب والخليج والصين واليابان ودول أخرى من جهة ثانية.
ويعتقد الخبراء أن إيران تدرك تبعات مثل هذا التصرف، وهو ما يجعلهم يستبعدون حدوثه، وإن كان واردا بنسب ضئيلة جعلت بعض دول الخليج تفكر في بدائل لنقل إمداداتها النفطية، كما فعلت الإمارات بإنشاء خط نفطي ينقل نفطها بعيدا عن المضيق.
ويرى الخبير الاستراتيجي رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، أن خطوة إغلاق المضيق أقل ما يمكن أن توصف به أنها «انتحارية»، ولن تنتهي إلا بإسقاط النظام الإيراني.. لأنه يعد بمثابة إعلان حرب ويهدد مصالح إقليمية ودولية، ويعتدي على مياه دولية.
وفي حال تم إغلاق المضيق، يقول قهوجي: «وفقا لمعلوماتي الخاصة، فإن القوى العظمى ستعمل على فتحه.. وهناك سيناريوهات عدة لعملية مثل تلك، قد تستهدف القوة البحرية والمنشآت العسكرية الإيرانية، مع احتمال احتلال غالبية الجزر الإيرانية في المنطقة».
من جهته يرى الخبير العسكري الدكتور عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أن الجنرال الإيراني الذي يتحدث عن سهولة إغلاق المضيق «لا يدرك تماما ما هو الخليج العربي، فالإيرانيون لا يملكون القدرة على إغلاق المضيق سواء بالصواريخ مكشوفة المنصات أو بالألغام، وحتى باستخدام الزوارق التي يمكن رصدها»، مضيفا أن استخدام الألغام الراسية أو الطافية يمكن التعامل معها؛ خاصة أن دول الخليج تمتلك كاسحات لهذا النوع من الألغام البحرية.
إلى ذلك، حثت فرنسا إيران أمس على الالتزام بالقانون الدولي والسماح بحرية الملاحة في مضيق هرمز بعد التهديد الذي صدر عنها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو في إفادة صحافية: «ندعو السلطات الإيرانية لاحترام القانون الدولي، وبشكل خاص حرية الملاحة في المياه الدولية والمضايق». وتابع قائلا إن «مضيق هرمز هو مضيق دولي، ومن ثم فإن من حق كافة السفن - بغض النظر عن جنسيتها - العبور بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982 بشأن البحار والملاحة الدولية».
وأدى إعلان طهران احتمال إغلاق مضيق هرمز إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية؛ لكنها انخفضت أمس في معاملات محدودة بعد أن اعتبرت الأسواق التهديد مجرد كلام أجوف.
وقال توربيورن باك ينزن، محلل النفط في مؤسسة غلوبال ريسك مانيجمنت لاستشارات المخاطر: «تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز دعم أسواق النفط أمس (أول من أمس)، لكن الأثر يتراجع لأنها في الغالب تهديدات جوفاء؛ لأنهم لا يستطيعون وقف التدفق لفترة طويلة بسبب كم السفن (الحربية) الأميركية بالمنطقة».
وتقول وزارة الطاقة الأميركية إن مضيق هرمز هو «أهم نقطة عبور نفطية في العالم»، فيما قالت وزارة الخارجية إن «التهديد أجوف نوعا ما»، وأكدت أن الولايات المتحدة التي تجوب سفنها الحربية المنطقة ستدعم تدفق النفط بحرية.
وقال محلل إيراني لوكالة رويترز الإخبارية، طالبا عدم نشر اسمه، إن القيادة (الإيرانية) فشلت في الوصول إلى تسوية مع الغرب بشأن أنشطتها النووية، لأن «هذا سيضر بهيبتها بين مؤيديها»، مضيفا: «المسؤولون الإيرانيون يكشرون عن أنيابهم لمنع عملية عسكرية».. وموضحا أن «إغلاق مضيق هرمز سيضر باقتصاد إيران، وسيكون هذا خطيرا جدا على المؤسسة قبل الانتخابات البرلمانية».
-------- 
 « الشرق الأوسط »

0 التعليقات :

إرسال تعليق