Featured Video

ولي عهد بريطانيا يدشن رسميا معرض «الحج.. رحلة إلى قلب الإسلام»

في احتفال رفيع أقيم في المتحف البريطاني بلندن
الأمير تشارلز والأمير محمد بن نواف والأمير عبد العزيز بن عبد الله أمام مجسم لتوسعة الحرم الشريف ونيل مكروغر مدير المتحف البريطاني (يمين) يرافق الأمير تشارلز والأمير محمد بن نواف والأمير عبد العزيز بن عبد الله أثناء الجولة داخل المعرض (تصوير: حاتم عويضة)
من الكتب النادرة في المعرض وشاهد قبر أثري من مقتنيات المتحف الوطني بالرياض
الأمير تشارلز أمام المحمل المصري وجانب من المعرض يظهر فيه بعض أعمال السعوديين عبد الناصر الغارم وشادية عالم
لندن: عبير مشخص
تشهد العاصمة البريطانية هذه الأيام، اهتماما خاصا بمعرض «الحج.. رحلة إلى قلب الإسلام» الذي يستضيفه المتحف البريطاني حاليا، فحسب تقارير الصحف ومتابعات الإعلام أثار المعرض الكثير من الاهتمام والفضول؛ فهو يعتبر أضخم معرض عالمي يدور حول الحج ويضم عددا ضخما من المعروضات التي استعارها المتحف من جميع أنحاء العالم من المقتنيات العامة والخاصة.
وبالأمس أعلن الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا من خلال حفل رفيع أقيم بالمتحف عن الافتتاح الرسمي للمعرض الذي يستمر حتى 15 أبريل (نيسان) المقبل.
وكان في استقبال الأمير تشارلز لدى وصوله إلى المتحف الأمير محمد بن نواف السفير السعودي بالمملكة المتحدة والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز ونيل ماكروغر مدير المتحف البريطاني. وقام الأمير تشارلز بعدها بجولة خلال المعرض استغرقت 20 دقيقة توقف خلالها أمام عدد من القطع الهامة ومنها أقدم مصحف مكتوب ويعود إلى القرن الثامن وهو من ممتلكات المكتبة البريطانية. كما استرعى المحمل الضخم الذي احتل جانبا هاما من المعرض اهتمام الأمير تشارلز الذي عبر عن انبهاره به قائلا «جميل جدا». وخلال الجولة توقف الأمير تشارلز أمام خزانة تضم ملابس الإحرام واستفسر عن الحزام الذي يرتديه الحجاج الرجال ويضعون فيه نقودهم ومتعلقاتهم الشخصية.
وقامت القيمة على المعرض فينيشيا بورتر بمرافقة الأمير تشارلز خلال الجولة وألقت الضوء على جوانب المعرض والأعمال المعروضة فيه التي تستعرض تاريخ وأهمية الحج من العصور الإسلامية الأولى إلى الوقت المعاصر.
وبعد الجولة ألقى الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز كلمة للحضور قال فيها: «تأتي مشاركةُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في هذا المعرضِ الثقافي لإبراز الجوانبِ الإنسانيةِ لرحلةِ الحج، وعرض ما تحتويه متاحفُها من قطعٍ متخصصةٍ ونادرة، وشواهدَ تحكي المعاني الإنسانيةِ لدى المسلمينْ من جميعِ الحضاراتِ والثقافاتِ في أبهى صورِها». ثم ألقى الأمير تشارلز كلمة أعلن من خلالها افتتاح المعرض بشكل رسمي للزوار وقال فيها: «أعتقد أنكم ستشاركونني الإحساس هنا بأن المعرض قام عبر جمع هذا العدد من الكنوز من جميع أنحاء العالم بإحياء قصص أجيال قامت بأداء فريضة الحج من سنغافورة إلى إسطنبول ومن نانجينغ إلى مومباسا. وعبر الصور والقطع الغنية بالحياة الموضوعة أمامنا يقوم المعرض بإبراز الجانب العالمي للحج».
نيل ماكروغر مدير المتحف قال في كلمة له: «هذا المعرض جذب اهتماما غير مسبوق، فلم نشهد من قبل هنا هذا العدد من الحضور في افتتاح أي معرض ولم نر مثل العدد من الصحافيين الذين حضروا في اليوم المخصص للصحافة. وبالنسبة لنا فإن ذلك هو الهدف، فإن الحج وفهمه مهم جدا لفهم العالم الذي نعيشه. فالمتحف البريطاني قد أنشأ منذ أكثر من 250 عاما لمساعدة المواطنين في فهم العالم وأعتقد أن جزءا مهما من محاولة فهم العالم اليوم يتضمن فهم رحلة الحج. ونتمنى أن يعكس المعرض جزءا يسيرا من أهمية الرحلة إلى مكة».
وأشاد مكروغر خلال كلمته بالدعم الذي تلقاه المعرض من الأمير تشارلز والجهات التي أقرضت المتحف القطع المعروضة وخص بالشكر دكتور الخليلي الذي أقرض المتحف مجموعة ضخمة من المنسوجات الهامة ومنها المحمل. كما أشاد مكروغر بالجهد الذي بذله الأمير محمد بن نواف والسفارة السعودية في لندن لتسهيل إقامة المعرض.
حضر حفل الافتتاح الأمير سلطان بن خالد الفيصل، والأمير سلطان بن فهد بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير فيصل بن تركي الفيصل، والأمير فيصل بن تركي بن بندر بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن محمد بن عبد الله الفيصل، والأمير سلطان بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن منصور بن مشعل بن عبد العزيز، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل، والأمير سلمان بن محمد بن نواف بن عبد العزيز، والأمير فهد بن نايف بن عبد الله بن سعود، والأمير خالد بن محمد بن سعود بن خالد.
كما حضر الحفل المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، فيصل بن معمر، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي الدكتور عبد العزيز بن سلمة، ووكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبد الله الموسى، ونائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الدكتور عبد الكريم الزيد، ومدير المركز الثقافي الإسلامي في لندن الدكتور أحمد الدبيان، وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين والملاحق ومديرو المكاتب السعودية في المملكة المتحدة، وعدد من أعضاء البرلمان البريطاني والسفراء وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون لدى المملكة المتحدة.
وعقب الافتتاح الرسمي أتيح للحضور مشاهدة أرجاء المعرض وتبادل التعليقات حول المشاهدات، وضم الحضور خليطا من الفنانين العرب والبريطانيين وأيضا جمعا من المهتمين بالفنون في العالم. ومن ضمن الحضور كان هناك الفنان البريطاني أنثوني غورملي الذي أبدى اهتماما خاصا بالأعمال الحديثة لفنانين سعوديين وعرب، كما وجد عدد من الفنانين السعوديين المشاركين في المعرض عبر أعمالهم ومنهم رجاء وشادية عالم ومها الملوح وأحمد ماطر وأيضا عدد من المشتغلين بالفنون في السعودية. المعرض يروي تاريخ رحلة الحج عبر أربعة مسارات مختلفة إلى مكة المكرمة في العصور القديمة أولها من بغداد وثانيها من الصحراء الكبرى عبر القاهرة وثالثها من إسطنبول عن طريق دمشق ورابعها من المحيط الهندي إلى ميناء جدة.
المعروضات شديدة التنوع وتعكس حضارات مختلفة. وحسب ما أشارت بورتر فإن المتحف قام بالاستعارة من 40 جهة من جامعي الأعمال الفنية والتاريخية، سواء كانوا أفرادا أم مؤسسات، وهناك أيضا المكتبات العامة مثل المكتبة البريطانية واستعان المتحف بشكل كبير بمجموعة الخليلي، التي أسهمت بنحو 50 في المائة من قطع المعرض وهي من ضمن مقتنيات مجموعة الصندوق التي تحمل عنوان «فنون عالم الإسلام». أما بالنسبة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض فقد قامت بالتنسيق بين المتاحف والمؤسسات السعودية التي شاركت في المعرض وكانت النتيجة 51 قطعة من المملكة العربية السعودية.
ضم المعرض أيضا كتبا لرحالة قاموا بأداء فريضة الحج وسجلوها في مذكراتهم، ومن هؤلاء الرحالة البريطاني ريتشارد بيرتون الذي زار مكة متخفيا، وأيضا مذكرات أول حاج بريطاني، وهناك أيضا كتاب «مرآة الحرمين» لإبراهيم باشا، وكتاب صادق بيه الذي ضم أول الصور الفوتوغرافية للحج. ويستعين المعرض بعدد من الأفلام القديمة الوثائقية التي تمثل رحلة المحمل وتصور الحجاج من الصين وجنوب شرقي آسيا والهند وهم في السفن المغادرة من ميناء جدة.
المنسوجات تمثل جانبا مهما من المعرض، فهنا نجد عددا كبيرا منها سواء كانت ستائر للكعبة منسوجة بخيوط الفضة والذهب أو من كسوة الكعبة التي صنعت في القاهرة وفي مكة بعد ذلك. كما نجد عددا من الستائر التي كانت توضع في داخل الكعبة وسيستضيف المتحف خلال الشهر المقبل مجموعة من عمال مصنع الكسوة المشرفة لاستعراض مهارتهم وطريقة نسج الكسوة في عرض خاص لجمهور المتحف.
ومن مكة أيضا نجد مفتاح الكعبة الذي استعاره المتحف من الدوحة ونماذج من «الزمزميات» التي حمل الحجاج فيها بعضا من ماء زمزم، والطريف أن المعرض يضم أيضا قلنسوة لملك هندي غسلت بماء زمزم اعتقادا منه أن ذلك سيمنحه القوة وكتب ذلك بالخيط في داخلها.
--------------
 « الشرق الأوسط » 

0 التعليقات :

إرسال تعليق