Featured Video

المواطنة والهوية


المواطنة تتعلق بالانتماء لوطن ما(قرن ونيف ) أما الهوية فجملة من
العادات والمعتقدات والقوانيين التي ترسبت وتظل سائرة بين الأجيال لتعبر عن هويتهم الممتدة من زمن بعيد.






المواطنة في اللغة

يعود أصل كلمة المواطنة ومدلولها إلى عهد الحضارة اليونانية القديمة ، والكلمة من ( Polis ) وكانت تعني المدينة باعتبارها بناء حقوقيا ومشاركة في شؤون المدينة .
كما تستعمل كلمة المواطنة كترجمة لكلمة الفرنسية ( Citoyenneté ) ، وهي مشتقة من كلمة ( Cité ) .
وتقابلها باللغة الإنجليزية كلمة ( Citizenship ) المشتقة من كلمة ( City ) ، أي المدينة .
أما المواطنة بمعناها اللغوي العربي، فهي مشتقة من وطن ، وهو بحسب كتاب لسان العرب لابن منظور " الوطن هو المنزل الذي تقيم فيه ، وهو موطن الإنسان ومحله … ووطن بالمكان واوطن أقام ، وأوطنه اتخذه وطنا ، والموطن … ويسمى به المشهد من مشاهد الحرب وجمعه مواطن، وفي التنزيل العزيز ، لقد نصركم الله في مواطن كثيرة … واوطنت الأرض ووطنتها واستوطنتها أي اتخذتها وطنا، وتوطين النفس على الشيء كالتمهيد " أنظر ابن منظور " لسان العرب " دار صادر بيروت . 1968 ، المجلد 13 ص 451.

المواطنة في الاصطلاح

المواطنة في الاصطلاح هي صفة المواطن الذي له حقوق وعليه واجبات تفرضها طبيعة انتمائه إلى وطن. ومن هذه الحقوق على سبيل المثال لا الحصر : حق التعليم ، حق الرعاية الصحية ، حق العمل …
أما الواجبات ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر كذلك : واجب الولاء للوطن والدفاع عنه ، وواجب أداء العمل، وإتقانه … وهلم جر.
وبناء عليه فالمواطنة علاقة الفرد بدولته ، علاقة يحددها الدستور والقوانين المنبثقة عنه والتي تحمل وتضمن معنى المساواة بين من يسمون مواطنين .
وتحيل المواطنة باعتبارها مفهوم قانوني إلى شرطين :
1 – شرط الدولة الوطنية : وما يستتبع ذلك من إقامة مجتمع وطني يقوم على اختيار إرادة العيش المشترك بين أبنائه .

2 – شرط النظام الديمقراطي : ومتطلباته للتوازن بين الحقوق والواجبات ، بين الخاص والعام ، بين الخصوصيات والشمول .
وباختصار ، " فالمواطنة مفهوم تاريخي شامل ومعقد له أبعاد عديدة ومتنوعة منها ما هو مادي قانوني ، ومنها ما هو ثقافي سلوكي، ومنها أيضا ما هو وسيلة أو غاية يمكن بلوغه تدريجيا ، لذلك فإن نوعية المواطنة في دولة ما تتأثر بالنضج السياسي والرقي الحضاري" أنظر بهذا الشان بشير نافع ، سمير الشميري ، علي خليفة الكواري ( " المواطنة والديمقراطية في البلدان العربية " مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 2001 ص 27 ) .
واضح إذن ، أن المواطنة ، خيار ديمقراطي اتخذته مجتمعات معينة ، عبر مراحل تاريخية طويلة نسبيا ، فهي كما قال المفكر المصري السيد ياسين : " ليست المواطنة جوهرا يعطي مرة واحدة وللأبد " انظر السيد ياسين " المواطنة في زمن العولمة " الدار المصرية للطباعة . القاهرة . السنة 2002 ص 22 .
قيم تمثل الابعاد التالية للمواطنة؟
* البعد القانوني للمواطنة.
* البعد السياسي للمواطنة.
* البعد الاداري للمواطنة.
* البعد الاجتماعي للمواطنة.

يقصد بالمواطنة العضوية الكاملة والمتساوية في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهو ما يعني أن كافة أبناء الشعب الذين يعيشون فوق تراب الوطن سواسية بدون أدنى تمييز قائم على أي معايير تحكمية مثل الدين أو الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي والموقف الفكري، ويرتب التمتع بالمواطنة سلسلة من الحقوق والواجبات ترتكز على أربع قيم محورية هي:

أولا- قيمة المساواة:

التي تنعكس في العديد من الحقوق مثل حق التعليم، والعمل، والجنسية، والمعاملة المتساوية أمام القانون والقضاء، واللجوء إلى الأساليب والأدوات القانونية لمواجهة موظفي الحكومة بما في ذلك حق اللجوء إلى القضاء، والمعرفة والإلمام بتاريخ الوطن ومشاكله، والحصول على المعلومات التي تساعد على هذا.

ثانيا- قيمة الحرية:

 تنعكس في العديد من الحقوق مثل حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، وحرية التنقل داخل الوطن، وحق الحديث والمناقشة بحرية مع الآخرين حول مشكلات المجتمع ومستقبله، وحرية التأييد أو المعارضة أو الاحتجاج على قضية أو موقف أو سياسة ما، حتى لو كان هذا الاحتجاج موجهآ ضد الحكومة، وحرية المشاركة في المؤتمرات أو اللقاءات ذات الطابع الاجتماعي أو السياسي.

ثالثا- قيمة المشاركة:

 تتضمن العديد من الحقوق مثل الحق في تنظيم حملات الضغط السلمي على الحكومة أو بعض المسئولين لتغيير سياساتها أو برامجها أو بعض قراراتها، وممارسة كل أشكال الاحتجاج السلمي المنظم مثل التظاهر والإضراب كما ينظمها القانون، والتصويت في الانتخابات العامة بكافة أشكالها، وتأسيس أو الاشتراك في الأحزاب السياسية أو الجمعيات أو أي تنظيمات أخرى تعمل لخدمة المجتمع أو لخدمة بعض أفراده، والترشيح في الانتخابات العامة بكافة أشكالها.

رابعا - المسئولية الاجتماعية:

التي تتضمن العديد من الواجبات مثل واجب دفع الضرائب، وتأدية الخدمة العسكرية للوطن، واحترام القانون، وإحترام حرية وخصوصية الآخرين.

مفهوم المواطنة :

المواطنة نسبة إلى الوطن وهو مولد الإنسان والبلد الذي هو فيه، ويتسع معنى المواطنة ليتمثل التعلق بالبلد والانتماء إلى تراثه التاريخي ولغته وعاداته.
يشكل مفهوم المواطنة في سياق حركة المجتمع وتحولاته، ومن صلب هذه الحركة تنسج العلاقات وتتبادل المنافع وتخلق الحاجات وتبرز الحقوق وتتجلى الواجبات والمسؤوليات، ومن تفعيل كل هذه العناصر يتولد موروث مشترك من المبادئ والقيم والعادات والسلوكيات،والتى بدورها تسهم في تشكيل شخصية المواطن ويمنحها خصائص تميزها عن غيرها. وبهذا يصبح الموروث المشترك حماية وأمانا للوطن والمواطن.
فالمواطنة حقوق وواجبات وهي أداة لبناء مواطن قادر على العيش بسلام وتسامح مع غيره على أساس المساواة وتكافؤ الفرص والعدل، قصد المساهمة في بناء وتنمية الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه، ولمفهوم المواطنة أبعاد متعددة تتكامل و تترابط في تناسق تام:
* بعد قانوني يتطلب تنظيم العلاقة بين الحكام والمحكومين استنادا إلى عقد اجتماعي يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع.
* بعد اقتصادي اجتماعي يستهدف إشباع الحاجيات المادية الأساسية للبشر ويحرص على توفير الحد الأدنى اللازم منها ليحفظ كرامتهم وإنسانيتهم.
* بعد ثقافي حضاري يعنى بالجوانب الروحية والنفسية والمعنوية للأفراد والجماعات على أساس احترام خصوصية الهوية الثقافية والحضارية ويرفض محاولات الاستيعاب والتهميش والتنميط.
وفي كلمة واحدة يمكن اعتبار المواطنة مجموعة من القيم المشتركة ويمكن تحديد أهم تجليات المواطنة في أربعة محاور:
1- الانتماء: أي شعور الإنسان بالانتماء إلى مجموعة بشرية ما وفي مكان ما (الوطن) على اختلاف تنوعه العرقي والديني والمذهبي، مما يجعل الإنسان يتمثل ويتبنى ويندمج مع خصوصيات وقيم هذه المجموعة.
2 - الحقوق: التمتع بحقوق المواطنة الخاصة والعامة كالحق في الأمن والسلامة والصحة والتعليم والعمل والخدمات الأساسية العمومية وحرية التنقل والتعبير والمشاركة السياسية ...
3 - الواجبات: كاحترام النظام العام والحفاظ على الممتلكات العمومية والدفاع عن الوطن والتكافل والوحدة مع المواطنين والمساهمة في بناء و ازدهار الوطن.
4- المشاركة العامة : المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية (الانتخاب والترشيح) وتدبير المؤسسات العمومية والمشاركة في كل ما يهم تدبير ومصير الوطن.
التربية على المواطنة:
إن المواطنة  حاضنة للهوية وللخصوصيات الحضارية، وتستلهم وضعها من محيطها الإقليمي والدولي عن طريق الانفتاح على كل الأوطان، والاطلاع على تجارب الآخرين، فالانغلاق يؤدي إلى الجمود والاضمحلال والاندماج والتلاقح المتزن يؤدي إلى التطور والازدهار وغاية المواطنة على المواطن أن تمكن إنسان السودان من آليات التنمية الذاتية والانفتاح  ، والمواطنة التي نريدها لا ينبغي أن نختزل في الشكليات ببطاقة الهوية والرقم الوطني أو جواز السفر. وإنما يجب أن تجسد في الغيرة على الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والمشاركة الفعالة في مختلف نواحيه بالتنمية  الفاعلة وتبدأ بإنسان السودان  ، وتأصيل التربية الوطنية على المواطنة  حتي تعيد التوازن بين ما هو محلي وما هو كوني للتخفيف من وطأة قيم العولمة وما يترتب عنها من انهيار للحدود بين الثقافات المحلية والعالمية وما يصاحب ذلك من أثار سلبية. وذلك للمحافظة على الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية بشكل يضمن الانتماء الذاتي والحضاري للمواطن.
وتتجلى أهمية التربية الوطنية ، كونها ترسخ الهوية الحضارية بمختلف روافدها في وجدان المواطن، كما ترسخ حب الوطن والتمسك بمقدساته تعزيزآ للرغبة في خدمته وفي تقوية قيم التسامح والتعاون والتكافل  والإيثار، وكل تلك القيم  تشكل الدعامة الأساسية للنهوض بإنسان السودان.



تعريف الهوية 

في اللغة: الهوية هي حقيقة الشيء أو الشخص وماهيته التي تميزه عن غيره.
وفي الاصطلاح :” هي العقيدة التي ينطلق منها الفرد، والقيم العالية المطلقة التي يؤمن بها المجتمع التي تتمثل في أهداف الإنسان في الحياة ونظرته للوجود والأخلاقيات والسلوكيات”. وبعبارة أخرى : هي تراكم المعارف والثقافات والتجارب والأفكار التي تشكل في النهاية المرجعية الأساسية للشعوب والأمم. 

أهمية الهوية 

إن الهوية تعتبر عنصرا هاما واستراتيجيا بالنسبة لأمن الأمم والدول في إدارتها للصراع الحضاري مع الأمم والدول الأخرى .





مفهوم الهوية  

• الهوية هي الإعلاء من شأن الفرد.
• الهوية هي الوعي بالذات الثقافية والاجتماعية ، وهي لا تعتبر ثابتة و إنما تتحول تبعا لتحول الواقع .
• الهوية عبارة عن سمات تميز شخصاً عن غيره أو مجموعة عن غيرها.
• الهوية هي الخصوصية والذاتية وهي ثقافة الفرد و لغته و عقيدته و حضارته و تاريخه.
الهوية جزء لا يتجزأ من منشأ الفرد ومكان ولادته حتى ولم يكن اصله من نفس المنشأ 

الهوية في اللغة 

الهوية في اللغة مشتقة من الضمير هو . أما مصطلح الهو هو المركب من تكرار هو فقد تمّ وضعه كاسم معرّف ب أل ومعناه (( الإتحاد بالذات)). ويشير مفهوم الهوية إلى ما يكون به الشيء هو هو ، أي من حيث تشخصه وتحققه في ذاته وتمييزه عن غيره ، فهو وعاء الضمير الجمعي لأي تكتل بشري ، ومحتوى لهذا الضمير في نفس الآن ، بما يشمله من قيم وعادات ومقومات تكيّف وعي الجماعة وإرادتها في الوجود والحياة داخل نطاق الحفاظ على كيانها

مبادىء الهوية 

• أن تكون الهوية منسجمة مع معطيات الفكر القانوني والسياسي، الذي يستند إلى قانون المواطنة بوصفها معيارا ً جوهريا ً لتحقيق المساواة.
•أن تعبر الهوية عن الواقع، أي أن تكون انعكاسا ً لتصور فئة ما دون غيرها.

مكونات الهوية 

• موقع جغرافي.
• ذاكرة تاريخية وطنية مشتركة.
• ثقافة شعبية موحدة
• حقوق وواجبات مشتركة.
• اقتصاد مشترك.

المفهوم الفلسفي للهوية 

الذات هي ما يسميه الفلاسفة بالهوية . فذات الانسان هي هويته . و هي كل ما يشكل شخصيته من مشاعر و احاسيس و قيم و آراء و مواقف و سلوك ، بل و كل ما يميزه عن غيره من الناس . و قد عرف اريكسون الهوية الشخصية ، او الذات ، بانها الوعي الذاتي ، ذو الاهمية بالنسبة للاستمرارية الايديولوجية الشخصية، وفلسفة الحياة التي يمكن ان توجه الفرد ، وتساعده في الاختيار، بين امكانيات متعددة ، وكذك توجه سلوكه الشخصي . اما هنري تاشفيل ، وجون تيرنر ( باحثان انجليزيان في علم النفس الاجتماعي) فاستعملا مصطلح الهوية الشخصية ، مقابل الهوية الاجتماعية . وكان القصد لمصطلح الذاتية ، التي تعرف الفرد بالمقارنة مع الآخرين .


1 التعليقات :

إرسال تعليق