Featured Video

تلوث مياه النيل يهدد مليوني مواطن في الخرطوم بالسرطان والفشل الكلوي


إن هذا التحقيق يحمل الدرجة القصوى من الخطورة




 إن الموت يفتك بمليوني شخص بولاية الخرطوم تحت مسمع ومرأى وصمت مجلس الوزراء...إن الجريمة تطال كل النظام ويتحمل مامون حميدة وعبدالرحيم محمد حسين ووزير البنى التحتية المسؤولية من الدرجة الأولى ما لم يقدموا استقالاتهم فورا.
على وزارة الدفاع إغلاق ونقل مصنع اليرموك فورا من وسط المناطق المأهولة بالسكان.
 على اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية وبقية المنظمات الأممية ذات الصلة التدخل عاجلا لحماية شعب السودان من الفناء.. إن نظام الخرطوم يهدي العالم الايبولا 2 اطوارا متقدمة من الكوليرا...
 على الدول المعنية بسلامة مياه النيل التدخل فورا لدرء اخطار هذه الكارثة...فالاوبئة لا تسبح مع التيار فحسب بل تنتقل بفعل عدة وسائط ناقلة ابرزها الكائنات المائية عكس التيار نحو المنابع نفسها مما يهدد كل منطومة حوض النيل.
*** الموت المباشر يحيط بسكان مايو والعزوزاب والكلاكلات ومناطق اخرى وعموم الشريط النيلي الواقع شمال مصنع اليرموك للأسلحة.
 التأثير يطال حتى آكلي الاسماك والسابحين في النيل وكل من يقترب منه بشرب او اكل او سباحة كما يطال كل المناطق التي تحيط ببحيرات الصرف الصحي الواردة في التحقيق ادناه.

تضامنا مع مليوني مواطن بولاية الخرطوم اطالب كل المواطنين المتضررين الواردين في التحقيق ادناه لاتخاذ كل ما يلزم لحماية انفسهم والزام النظام بتعويضهم وعرض انفسهم للحماية والوصاية الدولية امام هؤلاء المجرمين العابثين بأمن الوطن القومي وحياة المواطنين.  

اليكم الكارثة التي قادت لاعتقال الصحفية هبة عبد العظيم التي اجرت التحقيق :
علاء الدين الدفينة.
(السوداني) تكشف عن كارثة كبرى
مياه النيل الأبيض بالخرطوم (ملوثة)!
 يتأثر بتلوث مياه النيل الأبيض أكثر من مليونَيْ مواطن
 ألجمت الصور ونتائج تحليل المياه التي قام بها حميدة أعضاء مجلس الوزراء، إلا أن والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، قطع سكونهم بضرورة معالجة عاجلة لهذه الأزمة، مهما كلف الأمر.
 ظهرت التفاعلات والتخمرات والغازات المُختزلة برائحتها الكريهة في مياه الصرف الصحي بالبحيرات السِّت في منطقة مايو، ومصرف اليرموك، مما تسبب في كثير من أمراض الجهاز التنفسي بالمناطق المتأثرة.
 مأمون حميدة: ليس من العدل ولا الأخلاق السكوت على أمر كهذا يقتل ويفتك بمواطن الولاية.


تحقيق: هبة عبد العظيم
كشف تقريرٌ أعدته وزارة الصحة عن تلوث مياه النيل الأبيض بولاية الخرطوم، بمواد كيميائية خطرة، وبمعادن الرصاص والكروم، وتخوفات من تضرر أكثر من مليونَيْ مواطن، وسط تخوفات من تسرب المواد الملوثة والمعادن الثقيلة إلى المياه الجوفية، التي تُعتبر مصدراً مهمَّاً من مصادر مياه الشرب لبعض المناطق.
وقال وزير الصحة بالخرطوم، بروفيسور مأمون حميدة، في تقرير مصوَّر عرضه أمام مجلس وزراء الولاية -في رمضان الماضي- إنه أخذ عينات من مياه النيل الأبيض جنوب منطقة العزوزاب وفحصها بمعامل داخل البلاد وخارجها. وجاءت النتيجة متطابقة بأن "المياه ملوثة" بأنواع معينة من الباكتيريا الضارة والجراثيم مع وجود مواد كيميائية ومعادن الكروم والرصاص المسببة لسرطان الجهاز الهضمي والكبد الوبائي والبلهارسيا، وأن التلوث الكيميائي من شدة تأثيره على مياه النيل الأبيض فصل مياه الصرف الصحي والنيل داخل مجرى النيل الأبيض بخط مستقيم واضح للعين المجردة. ورصدت كاميرا (السوداني) رغوة تشبه رغوة الصابون بأسفل مصرف اليرموك عند نقطة المصب بالنيل جنوب كوبري الدباسين، ويقول تقرير حميدة إنها ناتجة عن المواد الكيميائية بالمياه.
المتأثرون بالتلوث
يتأثر بتلوث مياه النيل الأبيض أكثر من مليونَيْ مواطن، بكلٍّ من (7) قرى بالريف الجنوبي لمحلية أم درمان، تقع على الشريط النيلي، وعدد كبير من أحياء محلية جبل أولياء شرق وغرب النيل الأبيض، ومنطقتي العزوزاب وأبو آدم، التي يفصل بينهما المصرف الرئيسي للصرف الصحي الذي يختلط في مسيرته نحو النيل من الناحية الجنوبية لكوبري الدباسين بمخلفات مصنع اليرموك الحربي.
وأدى التلوث لظهور أمراض غريبة ومتكررة بتلك المناطق ما جعل وزارة الصحة تبحث عن أسبابها. وتوصل الفريق العامل على ذلك البحث، إلى وجود مواد كيميائية، ومعادن الكروم، والرصاص، وديدان، وفيروسات، وباكتيريا ضارة لا تُحلَّل بيولوجيا؛ تسببت - وفقاً للتقرير - في ظهور حُمِّيَّات وإسهالات وحالات تسمم وبلهارسيا وكبد وبائي وسرطان الجهاز الهضمي وأمراض جلدية ودسنتاريا.
بينما ظهرت التفاعلات والتخمرات والغازات المُختزلة برائحتها الكريهة في مياه الصرف الصحي بالبحيرات السِّت في منطقة مايو، ومصرف اليرموك، مما تسبب في كثير من أمراض الجهاز التنفسي بالمناطق المتأثرة.
حميدة يدق ناقوس الخطر


حمل حميدة تقريره في (فلاش) وحضر إلى اجتماع مجلس الوزراء. وقبل بداية العرض، نبَّه حميدة إلى أن درجة خطورة التقرير تصل لأقصى درجاته القصوى ودق ناقوس الخطر. ودعم حميدة التقرير بمشاهد ولقطات حية لكل العناصر والمركبات والباكتيريا الموجودة بالمياه والتي التقطتها كاميرات مراقبة دقيقة وضعت بالمناطق المتأثرة؛ كشفت عن تفريغ عربات شفط الآبار والصرف الصحي في أحواض بمنطقة مكشوفة بحي مايو جنوب الخرطوم بالقرب من محطة الصرف الصحي بمدينة الأزهري، وأن هذه المحطات توفر معالجات ضعيفة غير قادرة على عزل المواد الضارة بهذه المياه التي يتم توجيهها عقب المعالجة الضعيفة لتصب في النيل عبر مصرف اليرموك الشهير، والذي يمتد لعشرات الكيلومترات من منطقة مايو الشاحنات وحتى المصب بالنيل الأبيض جنوب كوبري الدباسين.
ألجمت الصور ونتائج تحليل المياه التي قام بها حميدة أعضاء مجلس الوزراء، إلا أن والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، قطع سكونهم بضرورة معالجة عاجلة لهذه الأزمة مهما كلف الأمر، وطالب حميدة برفع تصور عاجل عن الحلول خلال (48) ساعة؛ إلا أن التصور حتى تاريخه لم يرفع لرئاسة الولاية، ومضى على الاجتماع أكثر من شهرين، فيما قلل وزير البنى التحتية المهندس أحمد قاسم من القضية، وقال إن وزارته كانت على علم بالأمر منذ فترة طويلة، وفكَّرت في وضع بعض الحلول؛ إلا أن ضعف الإمكانيات حال دون ذلك، ولام حميدة على تضخيمه للأمر، وأنه كان يجب عليه أن يعرض عليه الأمر باعتبار أن وزارته هي المعنية بالأمر.
من جانبه أجاب حميدة بأنه ليس من العدل ولا الأخلاق السكوت على أمر كهذا، يقتل ويفتك بمواطن الولاية، وقال إنه يتعيَّن على الجهاز التنفيذي بالولاية أن يعطي هذا الأمر الأولوية القصوى، لأنها مسؤولية يُسألون عنها يوم الحساب، لافتاً إلى أن التقارير ونتائج التحاليل التي وردت إليه والأمراض الناتجة عن ذلك التلوث أقضّت مضجعه وأثقلت ضميره، وجعلته يشعر بهول الأمر، محذراً من أمراض وأوبئة تفتك بالأطفال والشيب والشباب بمناطق التلوث، ولم يفت عليه أن يذكّر بالصعوبة الفعلية في المعالجة مهما كثفت الجهود.
الصيد والسباحة في بحيرة الصرف الصحي
على ضفاف بحيرات الصرف الصحي السِّت اتخذ عدد من المواطنين سكناً لهم ومعاشاً؛ ومنها يمارسون صيد الأسماك والسباحة. وكشفت جولة ميدانية لـ(السوداني) بمنطقة مايو جنوب الخرطوم، عن قيام وزارة الصحة قبل نحو شهر بحملة وزعت خلالها أدوية محددة مجاناً في شكل حبوب. وأخطرت الأتيام المنفذة للحملة من أطباء وممرضين، مواطني المنطقة المستهدفين بالحملة بأن هذه الحبوب عبارة عن علاج للبلهارسيا عقب ظهور تقارير طبية أثبتت إصابة عدد كبير من مواطني المنطقة بمرض البلهارسيا. وقالت الطفلة أمنية التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، إن الممرضين أوقفوها أثناء عودتها هي وزميلاتها من المدرسة إلى منازلهن بالطريق العام، وقاموا بقياس أطوالهن بمسطرة طويلة – على حد تعبيرها - وقالت أمنية إنها لاحظت أن الممرضين يعطونهم الحبوب حسب طولهم وأنها منحت ثلاث حبات بيضاء طويلة بها خط رفيع مفصولة على جزءين؛ ألزمتها الممرضة بتناولها دفعة واحدة أمامها، مشيرة إلى أن الفريق الطبي كان يحمل حفاظات مياه باردة وأكواباً ورقية، وأن الممرضة تقدم الحبوب ومعها كوب الماء لتناولها وأنها أخطرتها بأنها علاج للبلهارسيا. وتروي أمنية أنها حين عودتها للمنزل وجدت أن أهلها أخذوا الجرعة باستثناء أختها التي لم تكمل عامها الأول. وتقول أمنية بحزن إنها تمنت أن يعطوا أختها جرعة لأنها مريضة وتعاني من حالة إسهال واستفراغ لم تفارقها منذ شهور والأطباء لم يعرفوا حالتها وأضافت: "بقت ضعيفة شديد".

سكان الدباسين يحتسبون
اكتسبت مياه بحيرات الصرف الصحي مقومات البيئة الخصبة لتكاثر الأحياء الميكروبية، وتغذت الحشائش التي نبتت على طرفي المصرف على المواد الموجودة بالمياه وشكلت هذه الحشائش التي يفوق طولها المترين سياجاً متيناً يمنع رؤية المياه الخضراء؛ إلا أن رائحتها الكريهة تكشف عن مكانها. كل هذه المقومات خلقت بيئة صالحة لسكن أسراب البعوض الذي يهاجم سكان منطقتي الدباسين وأبو آدم مربع (3). ويقول الحاج نصر الشاب الثلاثيني إن غالبية سكان المنطقة أصبحوا من سكان المستشفيات نتيجة إصابتهم بالأمراض، وخاصة مرض جرثومة المعدة والملاريا طوال العام، "وأن الذباب يهاجمهم نهاراً؛ ويستلم منه البعوض وردية الليل"، وأنهم كمتضررين قاموا بتحليل مياه مصرف اليرموك الذي يصب في النيل بمعامل معترف بها. وأكدت التحاليل وجود باكتيريا وجراثيم تتسبب في أمراض الجهاز الهضمي.
اجرت التحقيق الصحفية هبة عبدالعظيم. وهي معتقل الآن لدى جهاز الأمن الوطني


0 التعليقات :

إرسال تعليق