Featured Video

هل يصبح السودان ساحة صراع بعد إنفصال الجنوب؟


هل يصبح السودان ساحة صراع بعد إنفصال الجنوب؟
د. يوسف نور عوض

يتحدث الكثيرون عن السودان كبلد متعدد الأعراق والثقافات، وإذا أرادوا أن يخرجوا من هذا التعريف العشوائي قالوا إن السودان يقع في إطار واقعين، أحدهما في الشمال حيث تسود ثقافة عربية إسلامية وثانيهما في الجنوب حيث تسود ثقافة مسيحية أو وثنية، أما إذا تكلموا عن اللغات التي يتحدثها شعب السودان فقالوا إنها تزيد عن أربعمئة لغة، وإذا نظرنا إلى كل هذه التقسيمات وجدنا أنها تنطلق من دوافع خاصة لا تصب في مجملها في مصلحة السودان، ذلك أن السودان حين نال استقلاله لم يكن عدد سكانه قد تجاوز العشرة ملايين، وبصرف النظر عن كون بعض هؤلاء مسلمين أو غير مسلمين فالحقيقة هي أن معظم سكان البلاد كانوا يخضعون لثقافة متقاربة في تكويناتها تمثل جوهر الواقع الثقافي السوداني دون حاجة لتسميته بالعربي الإسلامي أو الزنجي الوثني، غير أن ذلك لا ينفي وجود نزعات قبلية في البلاد واتجاهات نحو الانتماء لواقع عرقي وعقدي لا يمثل حقيقة الحياة الثقافية في السودان ،وهو واقع غير معترف به أصلا خارج حدود السودان، ولا نشك في أن الكثيرين ممن لا تهمهم مصلحة السودان حاولوا استغلال هذا الواقع من أجل تحقيق أغراض خاصة بهم وهو ما يبدو بشكل واضح في مشكلة جنوب السودان التي هي أكبر تحد أمام سلامة هذا الوطن، وذلك ما يدفعنا لاستجلاء طبيعة هذه المشكلة والأسباب التي تجعلها تتسم بالخطورة.
ونقول في ذلك إن الحركة الوطنية في السودان بدأت في فترة مبكرة خلال القرن العشرين، و بلغت هذه الحركة أوجها خلال الأربعينيات من القرن الماضي، وكانت في مجملها تسير في اتجاهين رئيسيين، الأول، اتحادي ظل يحتمي بمصر التي كانت إحدى دولتي الحكم الثنائي، أما الثاني وهو حزب الأمة فقد كان ينادي بالاستقلال التام رغم احتمائه بالبريطانيين ،وكان ذلك أمرا طبيعيا لأن الإنكليز كانوا هم العنصر الأقوى في حكم السودان بينما كان الوجود المصري شكليا، إلا أنه لم تظهر خلافات كبيرة بين الاتحاديين وحزب الأمة عندما جاء وقت الخيار لمستقبل الحكم، إذ وافق الاتحاديون على استقلال السودان، وبالتالي لم يكن هناك كبير فرق من حيث التوجه بينهم وبين حزب الأمة. و حتى تلك المرحلة كان صوت الجنوبيين مغيبا إذ لم يكن لهم تأثير يذكر في مجريات السياسة السودانية بل لم تكن هناك رؤية واضحة حول الدور الذي يمكن أن يلعبوه مستقبلا. وقد أدى المستقبل الغامض للجنوب بعد الاستقلال إلى قيام أول حركة تمرد في جنوب السودان عام 1955 عندما تمردت حامية ‘توريت’ وكان تمردا دمويا بمعنى الكلمة حيث تعرضت كثير من الأسر الشمالية في الجنوب للقتل، وكان سبب التمرد واضحا، وهو قلق القوى الجنوبية مما سيؤول إليه الحال بعد الاستقلال، ذلك أنه خلال مرحلة الحكم الانكليزي كان الجنوبيون يعيشون في بيئة يطلق عليها المناطق المقفولة التي يمنع فيها الاحتكاك مع الشماليين حماية لهم، وهذا وضع أدرك الجنوبيون أنه لن يكون ممكنا في ظل عهد الاستقلال، وقد استمرت حركة التمرد حتى عام ألف وتسعمئة واثنين وسبعين عندما قامت حركة تحرير السودان بتوقيع اتفاق مع حكومة الرئيس الراحل جعفر نميري، وكان مصيرهذا الاتفاق محتوما لأن الرئيس نميري كان يريد فقط وقف الحرب وليس تأسيس نظام ديمقراطي حديث يستوعب كل العناصر في داخله، وقد زاد الوضع صعوبة عندما تبنى الرئيس نميري مشروع تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وهو مشروع وإن كان يؤيده الكثيرون في الشمال فإن معظم الجنوبيين لم يكونوا معنيين به، وخلال هذه الفترة بدأت البلاد تمر بأزمات اقتصادية أدت إلى كثير من الإضرابات والمظاهرات الشعبية، وظن الرئيس نميري أن اكتشاف النفط في جنوب السودان سوف يساعد على تحسين الأوضاع السياسية ،لكن اتضح في ما بعد أن النفط لم يكن أكثر من قنبلة موقوتة تحرك المشاعر الجهوية في البلاد، وكان ذلك سببا رئيسيا في تحالف النميري مع الإسلاميين من أجل اكتساب القوة والدعم، وقد أدى هذا التحالف إلى ظهور ما عرف في ذلك الوقت بقوانين سبتمبر التي أعادت الحرب الأهلية إلى جنوب السودان من جديد، غير أن الحرب التي دعمها نظام إثيوبيا المدعوم من الاتحاد السوفييتي اتخذت في هذه المرة منحى دينيا لم يكن معهودا على هذا النحو من قبل، وقد أدى تفاقم الأحوال في جنوب السودان والظروف الاقتصادية إلى ثورة شعبية أطاحت نظام النميري من خلال انقلاب عسكري رتب على عجل في عام ستة وثمانين ليأتي بحكومة تآلف حزبي في نهاية الأمر ولكنه تآلف لم يستمر طويلا إذ انقلب عليه الجيش مرة أخرى وأتى بحكومة الإنقاذ التي مازالت تمارس سلطتها حتى اليوم،وعلى الفور تكونت جبهة الهيئات الوطنية التي شملت أحزاب المعارضة الشمالية وكان من بينها الجيش الشعبي لتحرير السودان، الذي ظل يواصل اتصالاته بالحكومة من أجل بحث مسألة تقرير المصير ودور الدين في سياسة الدولة. ولكن مواقف الجنوبيين لم تكن كلها تسير في خط واحد إذ نشأت كثير من النزاعات التي أدت إلى قتال بين الفصائل الجنوبية، وظلت الحكومة في الشمال دائما تعتقد أن مثل هذه النزاعات هي الضمان لاستمرار تيار الوحدة مع الشمال في جنوب السودان، ولكن هذه رؤية ضيقة لأنها أهملت المصالح الخارجية في استمرار النزاعات السودانية.
ولا نريد أن نحصر المصالح الأجنبية في النواحي الاقتصادية وحدها خاصة بعد اكتشاف النفط في جنوب السودان، إذ أصبح مؤكدا للولايات المتحدة أن السودان الذي زاد عمر استقلاله عن خمسين عاما لن يكون بحال من الأحوال صديقا لها بكونه فشل خلال سنوات الاستقلال في تحقيق هذه الصداقة بسبب التوجهات الثقافية التي سيطرت على نظم الحكم في هذا البلد، وبالتالي فقد بدا واضحا أن الانحياز لإقليم جنوب السودان قد يحقق مصالح للولايات المتحدة أكبر من تلك التي تتحقق بالانحياز لشمال السودان، وقد وجدت إسرائيل في هذه السياسة خدمة لمصالحها خاصة أن تفكيك دولة السودان سوف يضعف مصر مستقبلا وسيجعلها دولة لا تشكل خطرا على وجود إسرائيل في المستقبل، وبالتالي شجعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة فكرة أن يكون هناك استفتاء في جنوب السودان، وهو استفتاء غير ضروري إذ لا يوجد بلد في العالم يتجه نحو استفتاء يعرف سلفا أنه سيؤدي إلى تمزيقه، غير أن حكومة شمال السودان لم تفكر بإمعان في هذا الاستفتاء وتعتقد أنه إجراء طبيعي ،وحتى لو جاءت نتيجته لصالح دعاة الانفصال فإن ذلك سوف يزيح عنها عبئا، وهو تفكير خطأ لأن حكومة السودان لم تفكر في تداعيات قرار الانفصال خاصة مع وجود دعوات انفصالية أخرى في دارفور وبعض مناطق شرق السودان، وهو ما ينذر بأن السودان قد يصبح ساحة قتال بعد الاستفتاء المقبل، ومع ذلك فإن جامعة الدول العربية الميتة أصلا لم تحرك ساكنا ولم تتخذ أي خطوات من أجل إخراج السودان من محنته، أما الولايات المتحدة فهي مستمرة في تقديم الإغراءات للحكومة السودانية بأن تترك الأمور تسير على هواها مع وعود برفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وتقديم المساعدات له، وكل تلك وعود زائفة لأن هدف الولايات المتحدة هو تدمير السودان وليس مساعدته، وفي رأيي فإنه من الضرورة عند هذه المرحلة أن توقف حكومة السودان هذا الاستفتاء بأي ثمن وتحافظ على وحدة البلاد، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال ظلم أهل الجنوب بل لا بد من النظر في إعطائهم كامل الحقوق السياسية والاقتصادية التي يستحقونها حتى لا تجد في ذلك العناصر المعادية للسودان ذريعة في تفكيك هذا البلد الذي يصعب أن يستمر آمنا دون أن يكون موحدا. وإذا لم تتخذ إجراءات سريعة لتدارك الموقف في جنوب السودان فالأغلب أن تتحول البلاد إلى ساحة صراع لن يكون بالإمكان السيطرة عليها.
================================
http://nabeel2.yoo7.com/

هل تطبق الإنقاذ النظام الفدرالي فى السودان ؟



بسم الله الرحمن الرحيم

هل تطبق الإنقاذ النظام الفدرالي فى السودان ؟

 من الانظمة السائدة في هذا العصر النظام الفيدرالي ,  وقد أثبت هذا النظام نجاحه الكبير في العديد من الدول المتقدمة ,  وتعد أقوى دولة في العالم  وهي الولايات المتحدة الاميركية من العاملين بهذا النظام الذي يجمع تحت لوائه خمسون دولة أو ولاية  تسمى الولايات المتحدة الأمريكية ,وجميع الولايات القومية السودانية يحدوهم الأمل  في الوصول بالوطن إلى المستويات العالية المطلوبة من الرقي والتقدم واشاعة مفاهيم الحرية والديمقراطية ,  وبعد عقود طويلة من الاستبداد  والإحتكار .
 ان أقوى دولة في العالم الآن هي الولايات المتحدة الأميركية تعمل بهذا النظام ومنذ أكثر  من  200 عام , وهناك ما يقارب من  25 دولة ,  أو أكثر  تعتبر من الدول المتقدمة  علمياً وادارياً وسياسياً .
وهذا النظام قديم وموجود من عهود الحكم من الدول التي  قامت  في صدر  الأسلام  من حكم الخلفاء وحكم الدولة الاموية  والدولة العباسية والحكم العثماني ..
 كان نظام هذه الدول قائماً على نظام الولايات في عهد الحكم العثماني .
وسأحاول انشاء وبحسب ما يتيسر لدي من المصادر المطلوبة في البحث في هذا المجال  .
وبما أن تجرية الولايات المتحدة الأمريكية هي الأبرز والانجح في عصرنا الراهن  سأحاول البحث حولها , وحول بعض الدول الآخرى التي تتبنى هذا المنهاج السياسي والإدراي في  بلادها  مثل سوسيسرا وبلجيكا ..

وفي هذا البحث الذي سأسعى جاهداً من خلاله أن أكون قد قدمت  ولو الحد الأدنى من الفائدة  المرجوة في سبيل تشييد صرح البناء الإداري والسياسي  لمستقبل السودان الجديد
في هذا الطريق الطويل والشائك , طريق الحرية ودولة القانون  واحترام الرأى الآخر . 
تعريف  الفدرالية

الفدرالية ومجمل تطبيقاتها في العالم .. 

الفدرالية في الولايات المتحدةالأمريكية.  

الفدرالية في بعض الدول الاوربية .. 

الفدرالية وجذورها في الدولةالاسلامية الاولى من خلال الإمبراطورية الاسلامية التي تعاقبت على حكم الدول الاسلامية والبلاد والممالك التي كانت تحت سيطرة هذه الامبراطورية .. 
  
تعريف الفدرالية

((  فيما يخص الفيدرالية، هناك أنواع منها، مثلاً الفيدرالية الأمريكية هي أشبه بإتحاد دول، لذلك تسمى بالإنكليزي United States of America ,أي إتحاد الدول الأمريكية وترجمت خطأ إلى العربية (الولايات المتحدة الأمريكية) فهي دول وليست ولايات. على أي حال، يقول المثل (خطأ شائع خير من صحيح مهجور). أغلب الدول الديمقراطية هي فيدراليات، مثل ألمانيا وسويسرا وبريطانيا والهند وماليزيا وروسيا وغيرها ))  .
((  نظرا لأنه لايوجد تمييز لفظي في اللغة العربية بين الدولة الفدرالية كمجموع و بين الدول الجزئية التي تؤلف باتحادها هذه المجموع ، كما في الأنكليزية    ( حيث  يميز بين federal  للمجموع و federate  للدولة الجزئية ) و كما في الفرنسية ( حيث يميز ايضا بين المجموع federal  و بين الجزء federe ) ، اذ يقال باللغة العربية (دولة فدرالية أو إتحادية للمجموع و لأجزاء هذا المجموع )

 ويذكر في موقع آخر :  وتسمى الجمهوريات الأتحادية في الولايات المتحدة بالدول ( States ) و في كندا بالولايات و هي دول متحدة  فيما بينها ، بل أن إسم أميركا الرسمي هو ( الدول المتحدة ) United States و ليس ( الولايات المتحدة ) كما ترجم الى العربية . وكلمة الولاية ( Province ) و هي أيضا دول إتحادية كما في كندا ، يمكن ترجمتها بكلمة ( الأقليم). وکندا دولة مستقلة تماماً بدون رئيس خاص بها فرئيسها هو ملکة بريطانيا ولهذه (حاكم) يمثلها سلطته رمزية فقط . ولكن الشخص الذي يمثل كندا في المؤتمرات والقمم الدولية هو رئيس وزراء كندا المنتخب أو وزراؤه وسفراؤه , كما في المملكة المتحدة, وليس الملكة البريطانية)).  

الدول الفدرالية في العالم..

يقطن اليوم ما يقارب 40% من سكان العالم في أكثر من 25 جمهورية فدرالية وأتحادية ومنها   
ـ الارجنتين 
ـ أستراليا 
ـ بلجيكا 
ـ بوصنيا و هرتسوكوفينا 
ـ البرازيل 
ـ أثيوبيا 
ـ الامارات العربية المتحدة 
الهند 
ـ كندا 
ـ ماليزيا 
ـ المكسيك 
ـ نيجيريا 
ـ باكستان 
ـ روسيا 
ـ سويسرا 
صربيا و الجبل الاسود(مونتينيكروا) 
ـ أسبانيا 
ـ جنوب أفريقيا 
ـ الما نيا 
ـ الولايات المتحدة 
ـ فنزويلا 
النمسا 

أنواع الفدراليات

الفدراليات ككل القوانين والعلاقات السياسية تتطور عبر المكان والزمان في شتى أنحاء العالم  وأهم الفدراليات التي يمكن ذكرها 0 

 فدرالية تعاونية - ويتكون هذا التحالف بالتعاون بين المقاطعات الفدرالية والحكومة المركزية وذلك لحل المشاكل المشتركة حسب القدرات والامكانيات المتواجدة على المستوى الحكومي والاقليمي .  

كندا..

 تعتبر واحدة من البلدان التي تعمل بشكل جدي نحو هذا النوع من الفدرالية فدرالية حقوقية (متساوية في سن القوانين)-  يسند  هنا للفدرالية مسئولية وصلاحية غير محدودة في سن القوانين على جميع المستويات ذات العلاقة بمصالح الفدرالية . هذا النوع من الفدرالية يمكن أيجادها في أغلب الدول ذات الطابع الفدرالي في الحكم وبشكل خاص في المانيا والنمسا

فدرالية متباينة :ـــــــــــــ

حينما تكون المقاطعات الفدرالية تختلف في مؤهلاتها (محتوياتها السياسية والقومية والجغرافية) عندئذ يتم الاتفاق بين الحكومة الفدرالية "المركزية والمقاطعات على شكل فيدرالي أداري معين معتمدا على الواقع في أمكانيات ومتطلبات  كل مقاطعة لادارة قضاياها .
أسبانيا تمثل هذا الشكل من الحكم الفدرالي بقدر كبير رغم عدم تعريف الدولة لنفسها  بذلك رسميا . 

التعريف الاسلامي  للفدرالية

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ – 5-

هذه الآية بحسب عقيدتي من الآيات التي يمكن الإستدلال بها على وجود أساس فكرة الفدرالية  في القرآن الكريم  , فالتقسيم الذي يوجد في هذه الآية الكريمة  يدل على  أن  تقسيم البشر الى قوميات وأمم  هو سنة إلهية  , والحكمة منها ليسهل التعامل  بين  بني  البشر  
 (( «و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا »)) و هي جمع شعب  وقبيلة  ، مثل مضر و ربيعة و قبائل هي دون الشعوب كبكر من ربيعة و تميم من مضر هذا قول أكثر المفسرين و قيل الشعوب دون القبائل و إنما سميت بذلك لتشعبها و تفرقها عن الحسن و قيل أراد بالشعوب الموالي و بالقبائل العرب في رواية عطا عن ابن عباس و إلى هذا ذهب قوم فقالوا الشعوب من العجم و القبائل من العرب و الأسباط من بني إسرائيل و روي ذلك عن الصادق (عليه السلام) «لتعارفوا» أي جعلناكم كذلك لتعارفوا فيعرف بعضكم بعضا بنسبه و أبيه و قومه و لو لا ذلك لفسدت المعاملات و خربت الدنيا و لما أمكن نقل حديث))
وجاء في تفسير الميزان أيضاً ...

(( الشعوب جمع شعب بالكسر فالسكون و هو على ما في المجمع الحي العظيم من الناس كربيعة و مضر، و القبائل جمع قبيلة و هي دون الشعب كتميم من مضر.

و قيل: الشعوب دون القبائل و سميت بها لتشعبها، قال الراغب: الشعب القبيلة المنشعبة من حي واحد، و جمعه شعوب، قال تعالى: «شعوبا و قبائل» و الشعب من الوادي ما اجتمع منه طرف و تفرق طرف فإذا نظرت إليه من الجانب الذي تفرق أخذت في وهمك واحدا يتفرق، و إذا نظرت من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا فلذلك قيل: شعبت إذا جمعت، و شعبت إذا فرقت )) 0 
 يمكننا أن نستدل من خلال هذا التقسيم القرآني إلى وجود  ضروري  إلى  فكرة التقسيمات القبائلية والشعوبية للإنسانية  , ويعبر عن هذا القرآن الكريم بالشعوب والقبائل كا جاء فى القرآن الكريم .
وإن كان جاء من باب التأكيد على ضرورة التعارف  والتفاهم بين بني الشر ,  فالحاجة إلى وضع نظام سياسي أولى لتسيير أمور المجتمع من خلال هذه التقسيمات ..
  
الفيدرالية هى :ــــــ  نوع من انواع التقسيم البشري والجغرافي للإنسانية ليسهل أمر الحكم بين الناس وتنظيم مصالحهم .
فأي حكم يقوم على النظر إلى الميزات  والأعراق والجغرافيا  أيضاً لإقامة حكم إنساني شامل  ينفع الناس  هو أمر طبيعي تقره الشرائع والأعراف ولا تنكره العقائد الدينية إضافة إلى  نجاحها عملياً على ارض الواقع .  
ويمكن من خلال النظر الى شكل الحكم في الدولة الاسلامية في عهد الخلفاء أن نأخذ فكرة أولية عن مبدأ الفيدرالية في زمان الحكومات الاسلامية , وبالذات في عهد الامام علي عليه السلام  . 
ومنها النظرات الاولية لدى الامام علي عليه السلام في عهده للقائد الاسلامي الكبير مالك الاشتر (رض) . ومن الأقوال الخالدة قول الامام عليه السلام :  
(( إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة فإنهم أعوان الأثمة وإخوان الظلمة وأنت واجد منهم خيرالخلف من له مثل آرائهم ونفاذهم وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم ممن لم يعاون ظالماً على ظلمه ولا آثماً على إثمه .))
والمطلب الذي نستفيده من هذا التصريح هو إن الإمام عليه السلام  يعطي الخطوط العريضة للوالي مالك الأشتر  في أخطر الأمور وأهمها وهي تعيين الوزراء والقيادات الكبيرة المهمة في تلك الولاية أو الأقليم , وبدون تدخل مباشر من الإمام علي عليه السلام في هذه التعيينات.  
ومن خلال هذه الخطوط العريضة التي تبين إن الامام ما كان ليقبل على نفسه التدخل في الشؤون الكبيرة فمن باب أولى أن لا يتدخل في القضايا التي هي أقل اهمية من هذه القرارات الخطيرة   
الكونفدرالية ؟؟ 

   وإن كان مفهوم الكونفدرالية  ليس محل بحثنا إلا إنها ترتبط بالفدرالية  من جهة ما ,  فالكونفدرالية كما يفهمها ويعرفها السياسيون  هي اتحاد كونفدرالي بين دولتين مستقلتين ذات نظام سياسي متشابه سواء كان جمهوريا أم ملكياً .. 
وهذه من النظم التي يمكن تطبيقها في بلاد معينة ولا يمكن تطبيقها في بلاد أخرى بحسب الظروف الجغرافية السياسية والعرقية ,  وكذلك المعتقدات والافكار الدينية والعقائدية . 
 من الممكن على سبل المثال تطبيق الكونفدرالية بين دول الخليج العربي  للتشابه الكبير بين سياسات وعقائد وأفكار هذه الدول , إضافة إلى  التشابه  والتقارب  الجغرافي .. 
مثال على ذلك الاتحاد الذي حصل وما زال بين الامارات العربية السبعة  بقيادة المرحوم الشيخ زايد بن آل نهيان . 
 ما هي الكونفدرالية 

. وهنالك نوع من الدول هي ( الكونفدرالية confederation ) وهذه تختلف عن الدول الفدرالية حيث أنها تتألف من دول مستقلة و لكنها تتفق فيما بينها لتأسيس Confederation الكونفدرالية ، أي حلف لحماية مصالحها و تتخذ قراراتها الكونفدرالية بالأجماع ، بينما الدولة الفدرالية هي دولة واحدة بالرغم من توزيع الصلاحيات عموديا و افقيا . وإسم الدولة السويسرية مازال كونفدرالية رسميا إشارة لأصولها الكونفدرالية ، مع أنها أصبحت دولة فدرالية منذ عام 1848 و تتألف من دول إتحادية تسمى كانتونات canton (عددها حاليا 26 بين كانتون و نصف كانتون).
وقد كانت هناك اطروحات لتطبيق الكونفدرالية بين اسرائيل وفلسطين والاردن , ولكنها وجدت اعتراضات كبيرة وكثيرة من السياسين والمفكرين الفلسطينيين و الاردنيين وغيرهم ,  وممن كتب في هذا الباحث الدكتور أحمد مطر حيث قال :
(( لذلك فان الكونفدرالية الوحيدة المتاحة ضمن موازين القوى الحالية هي كونفدرالية بين سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في قطاع غزة وبعض التجمعات السكنية في الضفة الغربية وبين المملكة الاردنية الهاشمية وهي بهذا الشكل ليست (كونفدرالية) بالمعنى الدستوري والقانوني لهذه الكلمة ولكنها صيغة ضبابية مضللة لكل من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي اهدافه الخاصة منها وذلك على حساب الطرف الاردني شعبا وارضا ودولة.))

الفيدرالية الأمريكية :ــــــــــ

 سأحاول أن أتحدث عن الحالة الامريكية من خلال التعليق على مقالة ديفيد بود نهايمر  , وهي مقالة تحيط بجوانب كثيرة من الحالة الفدرالية الامريكية وهي بعنوان  
الفدرالية والديمقراطية
(( بقلم ديفيد بودنهايمر:
الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات هما في الواقع وكيلتان وقيّمتان على الشعب، لكنهما مختلفتان، ولهما صلاحيات مختلفة، وتهدفان لتحقيق غايات مختلفة.
((جيمس ماديسون، مجلة الفدرالي، العدد 46))  

يستدل الكاتب الامريكي ببداية مقالته مستشهداً بحديث جيمس ماديسون القائل بأن الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات مختلفتان من حيث الصلاحيات , بل وحتى إن غاياتهم مختلفة على حد قول بود نهايمر , وهذه حقيقة نراها ونسمعها من خل إطلاعنا على أخبار الولايات المتحدة الأمريكية  حيث نرى ان هناك على سبيل المثال اختلافاً بالقوانين القضائية والجزائية بين ولاية وولاية أخرى في داخل الولايات
 الأمريكية  . 

ويضيف الكاتب الامريكي شارحاً الوضع في بلاده : 

(( كانت الانتخابات الرئاسية العام 2000 إحدى أكثر الانتخابات تقارباً للنتائج، والأكثر مدعاة للإرباك في التاريخ الأميركي. ولم يتم التأكد، إلا بعد أكثر من شهر من اقتراع الناخبين، من أن المرشح الجمهوري جورج دبليو. بوش هو الذي فاز بتلك الانتخابات ليصبح الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة. في غضون ذلك، كان العالم يراقب فيما المعركة على أصوات فلوريدا تتنقل تكراراً بين المحاكم المحلي ومحاكم الولاية والمحاكم الفدرالية، إلى أن بتّت المحكمة العليا القضية. وما وجده الكثير من المراقبين الأجانب محيّراً هو الاختلاف الكبير في المعايير الانتخابية بين مكان وآخر، وكيف يمكن لمسؤولين محليين أن يلعبوا مثل هذا الدور الهام في انتخابات قومية  )) -10- 

إذن حتى بعض المعاير الانتخابية كانت مختلفة في هذا العصر , وبالذات في أيام انتخاب جورج دبليو بوش , وليس معنىهذا أن الاختلاف هو اختلاف جذري وجوهري , إنما الأمر يدل على وجود الأساليب المختلفة في وسائل الدعاية ووسائل الفرز ووسائل التطبيق الآلي والجماهيري للإنتحابات لأمريكية بين ولاية وأخرى ,  :كما إن للمسؤلين المحليين سياساتهم واساليبهم الخاصة بهم  في إجراء العملية الإنتخابية  , وكل في ولايته التي يشرف عليها. 

وكل هذا يدور في فلك السياسة المركزية العليا للولايات االمتحدة الأميركية , وعلى أن تبت المحكمةالعليا الأمريكية في نتائج الإنتخابات في الرحلة النهائية , وذلك في عملية رائعة من التوافق والتنسيق والتوافق بين السلطات المركزية والسلطات الصلاحيات المحلية لكل ولاية من الولايات الأمريكية  . 

 ويضيف الكاتب  ديفيد بودنهايمر :

(( وقد يكون المواطنون الأميركيون فوجئوا أيضاً باختلاف الإجراءات الانتخابية بين ولاية وأخرى، ولكن التداخل بين صلاحيات الحكومات المحلية، وحكومات الولايات، والحكومة الفدرالية نادراً ما بدا أمراً غير عادي. تكاد لا تمر بضعة أيام لا يتعامل بها ناس عاديون في الولايات المتحدة مع قوانين أو إجراءات تتعلق بهذه المستويات الثلاثة من الحكم. فوضع مخططات للمناطق، وتنظيم السير، والنظافة العامة، والإدارة التربوية، وإصلاح الطرق، ومئات من الخدمات الأخرى هي أعمال يقوم بها أساساً مسؤولون محليون بموجب صلاحيات تمنحهم إياها حكومة الولاية. 

أما حكومات الولايات فتتولى الكثير من شؤون السياسة التربوية، والقضاء الجزائي ، وتنظيم الأعمال والمهن ،  والصحة العامة، وعدد من المجالات الأخرى الهامة. كما أن ما تقوم به الحكومة الفدرالية، من الدفاع عن البلاد، وإدارة الشؤون الخارجية، إلى السياستين الاقتصادية والنقدية، وإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية، فهو ما تتناوله الأخبار يومياً نظراً لتأثيره الكبير على الشعب مع أن القليل جداً من الناس أدرك الأمر في ذلك الوقت، فإن مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إضافة إلى أحداث أخرى عديدة تتعلق بالحياة اليومية، جرت على مسرح أقامه واضعو الدستور الأميركي قبل أكثر من 200 سنة )) -11-  

يذكر الكاتب هنا أن الكثير من المواطنين الأميركيين فوجئوا باختلاف الاجراءات الانتخابية بين ولاية وأخرى ,  والحقيقة أن كل العالم يقف مندهشاً من النظام الأمريكي المتميز في إجراء الإنتخابات .. 

 واللطيف ان حتى الرؤساء الأمريكان والمقربين منهم  لا يستطيع الجزم بالنتائج النهائية للإنتخابات الأمريكية حتى اللحظة الأخيرة , ويبقى الجميع  في حالة من الإنتظار والترقب  لما ستسفر عنه النتائج النهائية  , وهي مواقف لا تخلوا من الإثارة والحماس القومي . ذلك الحماس الذي يتأتى من خلال شعور الفرد الأمريكي بأهميته في هذه العملية المصيرية . 
وأكاد أجزم أن شعوراً بالغيظ وربما بالحسد  يصيب أكثر البشرية في أنحاء الكرة الأرضية سيما من أولئك الذين يعيشون في بلاد تهيمن عليها الديكتاتوريات البغيضة ..  
ويتسائل المواطن في الدول العربية والكثير من دول العالم الثالث وهو يرى هذه الإثارة  والناس تعيش في كرنفال بهيج والمظاهر المصحوبة بالراحة واللذة الإنسانية العميقة لدى المواطن سواء كان في اوروبا أو سائر ألعالم الغربي .. يتسائل إن كان بالإمكان أن يرى في بلده مثل هذه الديمقراطية  الموجودة ؟

طبعاً لا يوجد الكمال المطلق ,  والكمال لله وحده , ولكنا نحكم  بالمنظار النسبي  .  
نبقى مع  مع هذا البحث الذي يبين أن المواطن الأمريكي دائماً مايرى بعض الإختلافات في الولايات التي يزورها أو يريد العمل والإقامة بها ,وهذا بسبب الصلاحيات الموجودة في تلك الولايات  , فيجد الخلاف  مثلاً في طرق وقوانين السير والخدمات العامة ,  وهذه القوانين تقوم بسنها واجرائها السلطات المحلية في الولايات .

       السلطات المحلية لها دور من الإستقلالية في أعمالها , وهي وظائف تختلف عن الوظائف التي تقوم بها الحكومات لتلك الولايات .
فالحكومات تلتزم بواجبات القضاء والقوانين الجزائية والعقوبات التي تقرر من قبل تلك السلطات الموجودة في كل ولاية على حدة , وتنظيم الأعمال والإشراف على شؤون الصحة العامة .
      حيث يكون من واجب الحكومة الفدرالية المركزية الدفاع عن البلاد، وإدارة الشؤون الخارجية، وإدارة السياسات الاقتصادية والنقدية، وإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية . وكل هذا يتم في ضمن النسيج العام للولايات المتحدة لأمريكية في عملية توافقية بديعة ورائعة تبين مدى التقدم الإداري الكبير الذي وصلت إليه السياسة الأميركية في إدارة شؤون بلادها.
ويذكر   ديفيد بودنهايمر أن هذه الأحداث التي تقع على مسرح أسمه النظام الإداري  الفدرالي السياس الأمركي قدوضعه الآباء المؤسسون للدستور الأمريكي قبل 200 عام .  
والحقيقة أن الأميركان التزموا بهذه المبادئ الفيدرالية الأساسية , وأضافوا لها الشئ الكثير بحسب متطلبات العصر, والتقدم والتغييرات الهائلة التي طرأت على الإنسانية , أي لم يصيبهم الجمود والسكون  . 
يكتب تحت عنوان دراسة في التطور بود نهايمر : 
 دراسة في التطور
((كيف نجح النظام الفدرالي في الولايات المتحدة؟ ليس هناك من جواب بسيط عن هذا السؤال. فالفدرالية هي في الواقع إطار عمل دينامي للحكم، وهذه صفة تلائم تماماً الطبيعة المتغيرة للمجتمع الأميركي نفسه. منذ العمل به قبل 200 عام، تغيّر فصل السلطات في ظل النظام الفدرالي الأميركي عدة مرّات من ناحيتي القانون والممارسة. الدستور الأميركي وثيقة مرنة، قُصد به أن يتيح للدولة أن تستجيب لأوضاع متغيرة. في بعض الأوقات، أعطت التعديلات الدستورية الحكومة المركزية وحكومات الولايات أدواراً تختلف عن تلك التي كانت مقصودة لها أصلاً؛ وفي أحيان أخرى، قدّمت المحاكم تفسيرات مختلفة لتلك الأدوار. إن التوازن الصحيح بين سلطات الحكومة القومية وحكومات الولايات هو على الدوام موضع نقاش في الحياة السياسية الأميركية. وهذه قضية لا يمكن أن يحلها "رأي أو جيل واحد"، كما لاحظ الرئيس وودرو ويلسون (1913-1920). وأضاف إن التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية، والتحولات في القيم السياسية، ودور الدولة الأميركية في العالم أمور تطلبت جميعها من كل جيل جديد أن يعامل الفدرالية وكأنها "مسألة جديدة )) -12- 

إذن  ليست الفيدرالية بالضرورة أن تكون على نمط واحد لا يتبدل على مر العصور, وفي كل مكان  بل إنها عملية دينامية كما يعبر عنها بود نهايمر ( أي متحركة بصورة متواصلة وتلقائية)   . 
ومن الممكن  أن تكتسي بعض الخصوصيات بين بلد وآخر ,فمن الممكن جداً أن تكون هناك فروقات بين النظام الفيدرالي في الولايات المتحدة الاميركية وبين الوضع في السودان بالعديد من التفاصيل. 
وهي على كل حال نظام سياسي المطلوب منه أن ينظم أمور البلاد الشاسعة والقوميات والأديان الطوائف المختلفة بما يجعل من العيش المشترك أكثر أماناً ويفسح المجال لكل فئة باظهار خصوصياتها والعمل بها دون التضارب مع الآخرين .

*************************************** 
المصادر

1- من رسالة للدكتور عبد الخالق حسين .. باحث وكاتب عراقي . مقيم في لندن

-2- الكاتب والباحث العراقي - عصمت شريف وانلي . مقيم في سويسرا

-3- المصدر السابق

-4- المصدر السابق

-5- سورة الحجرات - 13

-6- مجمع البيان في تفسير القرآن - أمين الدين أبو علي الفضل الطبرسي

-7- تفسير الميزان – محمد حسين الطباطبائي-

-8- نهج البلاغة - الشيخ محمد عبده –ص- 82 -  المجلد الثاني 

-9- بقلم عصمت شريف وانلي / لوزان ، سويسرة ، في 9 حزيران 2003

-10- مقال ديفيد بودنهايمر موقع http://medlem.spray.se/zarabud/

-11- المصدر السابق 

-12- المصدر السابق