Featured Video

مشايخ سوريون ينتفضون على علماء السلطة ويلتحقون بـ«الشعب المظلوم»


أعلنت مجموعة من علماء الدين المسلمين في مدينة إدلب (شمال سوريا)، انشقاقهم عن المؤسسة الدينية الموالية للنظام السوري، ووقوفهم إلى جانب الشعب الأعزل، مطلقين على أنفسهم اسم «هيئة العلماء الأحرار».
وقال المشايخ الذين ظهروا في شريط على موقع «يوتيوب» إنه «نظرا للمجازر اليومية التي يرتكبها النظام وأزلامه وشبيحته ضد شعبنا السوري الأعزل، وردا على علماء السلطة الساكتين عن هذه المجازر، التي يرتكبها هذا النظام، فإننا نعلن بكل صراحة ووضوح الوقوف إلى جانب شعبنا السوري الأعزل ومطالبه المحقة في سبيل نيل حريته». وأضافوا: «نقول لعلماء السلطة المتخاذلين، كحسون (مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون) وغيره، والله لن ينفعكم النظام وشبيحته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». وطالبوا من سموهم «أهل العلم والفضل» بأن «ينضموا إلى الهيئة والوقوف إلى جانب الشعب المظلوم».
ويأتي هذا الانشقاق بعد أسابيع من إعلان الشيخ عبد الجليل السعيد مدير مكتب مفتي سوريا أحمد حسون انشقاقه عن المؤسسة الدينية. حيث قال آنذاك: «إن المؤسسة الدينية ستشهد انشقاقات كثيرة خلال الأيام المقبلة». ووفقا لمراقبين فإن «هذا الانشقاق يعد الأول من نوعه من جهة عدد المشايخ الذين أعلنوا انضمامهم للثورة السورية بشكل صريح، ويعتبر الأول الذي يحصل بشكل جماعي، الأمر الذي سيحرج النظام أكثر». وسألوا: «هل سيتهم النظام هؤلاء العلماء بأنهم عصابات مسلحة؟».
ومعلوم أن النظام السوري يمسك بقرار المؤسسة الدينية في البلاد منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة، حيث فقدت هذه المؤسسة شخصيتها كفاعل أساسي في المجتمع بعد أن عمد الأسد، الأب، إلى تعيين مفتين موالين له، يمنحهم الامتيازات ويمنحونه الصمت والولاء السياسي. ويعد مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون الذي ورد اسمه في بيان علماء إدلب المنشقين، من أبرز الشخصيات الدينية الموالية للأسد، ويتحدر من مدينة حلب، وبعد عقد من معارضة النظام والتضييق عليه جراء خلاف شخصي مع مدير أوقاف حلب السابق صهيب الشامي المعروف بفساده وقربه من النظام، انقلب فجأة المفتي حسون وتبدلت مواقفه، وتدرج في هرم السلطة الدينية، إذ عين مفتيا لحلب في عام 2002، وعضوا في مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، وعضوا في مجلس الشعب للدورتين التشريعيتين السابعة والثامنة، وخطيبا في جامع الروضة في حلب، وهو ينتهج المنهج الصوفي ويحمل إجازة في الأدب العربي، ودكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الأزهر.
ويرى ناشط معارض مقرب من المؤسسة الدينية أن «عدم حدوث انشقاقات على صعيد المفتين في هذه المؤسسة، لا يعني أن الخطباء ومشايخ القرى والمناطق لا ينشقون وينضمون إلى الثوار». ويستشهد الناشط بالشيخ محمد سويد، خطيب أحد مساجد مدينة حمص الذي «انضم إلى الثورة في وقت مبكر، وأصدر جريدة بعنوان (الثورة)، كما أسس تجمع أحياء حمص المعارضة قبل أن يذهب إلى تركيا، بسبب ملاحقة النظام الحاكم له». ويذكر الناشط بأن «خطيب المسجد العمري في مدينة درعا الشيخ أحمد الصياصنة، أعلن انضمامه إلى الثورة السورية في بداياتها، إلا أن النظام السوري الذي قتل ابنه، خلال اقتحام المدينة. تمكن من القبض عليه. وإجباره على الظهور عبر شاشات الإعلام الرسمي، ليقول إن عصابات مسلحة أجبرته على اتخاذ هذا الموقف
-----------------
 « الشرق الأوسط » 

0 التعليقات :

إرسال تعليق