جون برندر قاست يدعو الى تغيير النظام في الخرطوم
دعا جون برندرقاست- مسؤول سابق في ادارة كلينتون الديمقراطية ، ومدير منظمة (ايناف) (كفاية) الى تغيير النظام في الخرطوم .
وقال في حديث مع دويل ماكمانس Doyle McManus   بصحيفة لوس انجلوس تايمز 17 يوليو ، انه بدلاً من ملاحقة مفاوضات بالقطعة  مع نظام غير مستساغ حول نزاعاته مع الاقاليم المختلفة ، يمكن للادارة  الامريكية التركيز على تغيير النظام نفسه .
وأضاف ( لقد حان وقت التحرك في اتجاه أكثر  جذرية ) ( المشكلة هي النظام في الخرطوم . ولقد اتخذنا اجراءات في مصر، وفي  ليبيا، والآن في سوريا . ويجب ان يكون الهدف التالي السودان).
ولكن الصحفي دويل ، متبنياً خط السيناتور  جون كيري والمبعوث الامريكي برنستون ليمان ، علق بان تغيير النظام  استراتيجية عالية المخاطر ، وعالية التكلفة ، ولذلك غير عملية .
وقال انه بين غير العملي (تغيير النظام)  وغير المستساغ ( قبول النظام كما هو ) ، فان الخيار المتاح استمرار التفاوض  مع النظام ورفع اسمه من لائحة الارهاب اذا نفذ الاشتراطات الامريكية بحل  القضايا الخلافية مع الجنوب  .
وعلق محلل سياسي لـ (حريات)  ان تغيير نظام الخرطوم لا يتطلب تدخل (قوات المارينز) ، فقوى المقاومة  السودانية قادرة على ذلك ، لو ان الدول الغربية الرئيسية فرضت حظراً جوياً  على دارفور وجبال النوبة ، فما يعصم النظام حالياً قواته الجوية وليس قواته  على الارض .
وأضاف انه على عكس ما يدعى فان كلفة الابقاء  على نظام الخرطوم أعلى من تكلفة تغييره ، فتكلفة الاغاثة الناجمة عن حروبه  ما لا يقل عن مليار دولار سنوياً . وتكلف قوات وبعثة الامم المتحدة في  السودان – وهي الاكبر في تاريخ الامم المتحدة – ما يزيد عن (2) مليار دولار  سنوياً . والآن فان حراسة الحدود مع الجنوب بـ (8) ألف جندي ، ومراقبة وقف  اطلاق النار في أبيي بـ (4) آلاف جندي تكلف أكثر من أي استراتيجية لتغيير  النظام . وبالطبع تكلف أكثر وبكثير من تكلفة فرض حظر جوي على دارفور وجبال  النوبة ، في الوقت الذي تتواجد فيه أصلاً طائرات الاطلنطي فوق سماء ليبيا .  وفرض هذا الحظر غض النظر عن اندراجه في استراتيجية لتغيير النظام ضرورة  لحماية المدنيين الذين يتعرضون لمذابح لا يمكن مقارنتها بما يجري في ليبيا .
وأضاف المحلل السياسي ان هذه الحسابات واضحة  وبديهية ، ولكن يبدو ان هناك دوائر محددة تريد الابقاء على نظام عمر  البشير الى حين فراغه من تفكيك السودان ، والحاق جبال النوبة والنيل الازرق  ودارفور وشرق السودان بذات مصير الجنوب .
وقال ان هذه الاستراتيجية قصيرة النظر لأنها  تريد الاستعاضة بتغيير ديمقراطي في الخرطوم بتفكيك السودان ، وتؤكد  التجربة في افغانستان والصومال ان دول صغيرة وفقيرة يمكن ان تهدد الأمن  والسلم العالميين . وخرطوم البشير التي تنفك عن كل الاقاليم الاخرى ستكون  خرطوم طالبانية ، أي دولة متطرفة وعدوانية ، وستهدد على المدى البعيد أمن  المنطقة كله ، خصوصاً أمن دولة الجنوب ودول اريتريا واثيوبيا وتشاد  وافريقيا الوسطى وليبيا ومصر .
الله - الوطن - إنسان السودان الممتهن
0 التعليقات :
إرسال تعليق