عمر البشير.. وداد بابكر امبراطورة السلطة والمال.. علي عثمان..انهيار السودان..!!. رأس الدبلوماسية على كرتي يعين زوجته سفيرةً لجمهورية السودان بايطاليا،!ا أشاعوا فيها الفساد..
عمر البشير.. وداد بابكر..علي عثمان..انهيار السودان..!!.
خالد ابواحمد
يظل المشهد السوداني على حاله يتحكم فيه شخوص بعينهم أوصلوا البلاد لحافة الهاوية ولم يرف لهم جفن، لكن التاريح السياسي الحديث للسودان سيكتب ان الذين تسيدوا الأمر في بلادنا العزيزة أشاعوا فيها الفساد، وتركوها نهباً لعصابات الحزب الحاكم، هم المسؤولون عن ما حدث لأكبر بلد في القارة الأفريقية والمنطقة العربية وأكثرها شهرة في كافة المجالات.
ليس غريباً ألبتة أن يكون رئيس البلاد هو المسؤول الأول عن ما صار إليه الحال، لكن الذين يتكسبون منه ويُسبحون بحمده هم الوحيدون الذين يسعدوا غاية السعادة عندما يطل عليهم الرئيس من على الشاشة وهو يصنع كل مبررات الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، أما الباقون من أمثالنا الذين هجروا القنوات الفضائية السودانية ليمنعوا أنفسهم من رؤية تلك الوجوه القترة، وأي وجوه تلك.. ؟!!.. الحاقدة على أهل الهامش والأطراف، لأنهم لا ينتمون للشريط النيلي ولا للقبائل التي أصبحت تتحكم في مصير شعوب السودان الأخرى.
الصدفة وحدها أوقعتني لمشاهدة الفضائية السودانية، وأنا أقلب لاختيار قناة أجد فيها سلوتي والعالم من حولنا يمور بالأحداث الجسام، وقفت عند ذلك الوجه المتجهم وكأن جيفة نتنة قد وضعت أمامه، يكذب ويتحرى الكذب ولم يصدق أبداً في إجابة واحدة على أسئلة صحفيي القصر ، تحدث عن قوة الاقتصاد السوداني، وعن مشكلة الجنوب وكأن شيئاً لم يحدث.. ولم ينفصل الجنوب ولم تقتطع أجزاء عزيزة من الوطن، ولم ترحل عن عالمنا ملايين الأنفس في حرب ليس فيها كاسب، واصفاً الأوضاع في السودان بأنها على ما يرام..!!.
وأخبار السودان في وسائل الإعلام الخارجي ليس فيها ما يبشر بخير..وتصريحات على شاكلة "سنقطع رأس.. ونقتل.. ونضرب بيد من حديد..ونُسّيل دم..وتهديد ووعيد بفتح جبهات الحرب ومواصلة القتال.." إلخ...!!!.
وداد بابكر..امبراطورية السلطة والمال..!!
عندما نشرت في هذا الموقع (الراكوبة) قبل فترة تقريراً عن مليارات الرئيس عمر البشير في بنك لويدز الخاص في سويسرا وأكدنا المعلومات بذكر أسماء أحياء يرزقون، بعضهم سفراء للسودان في دول عربية وأجنبية، وبعضهم قادة في الحزب الحاكم وفي قمة السلطة، قامت الجهات الأمنية بتوجيه كل الوسائل الاعلامية والصحافية التي تضع يدها عليها بأن لا تتطرق لماذا ذكرته حول مليارات الرئيس، لكن الشعب السوداني بفطنته ووعيه أدرك الحقيقة.
وقبل سنوات قليلة وفي مقال طويل رداً على الدكتور محمد وقيع الله كنت قد ذكرت معلومة عن املاك السيدة وداد بابكر زوجة السيد الرئيس لمنتجعات في بعض الدول الآسيوية وعن امتلاكها عقارات في مشروع النخلة بدولة الامارات العربية، ومشاريع داخل الخرطوم، أيام قليلة وتأكد للناس صحة المعلومات من مصادر ليس لها علاقة مباشرة بالسودان.
وفي الاسبوع الماضي ذكرت تقارير أخبارية أن لوداد بابكر ثروة طائلة تم وضعها في مصرف بريطاني تأميناً للمستقبل، والغريبة أن السيدة وداد كانت قد وصفت قيادات المؤتمر (الوطني) بـ(التماسيح) وأنها لهذا السبب "لا تتعامل معهم"، قالت ذلك لمهندس سوداني مرموق يعمل في الخارج كان قد أوتي به لتنفيذ مشروعات تخصها وفي معرض حديثها معه ذكرت له هذه العبارة الأمر الذي جعله يعدل عن فكرة التعامل معها خوفاً من صراع (التماسيح) مع زوجة الرئيس في حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل..!!.
بينما تصف قادة الحزب الحاكم الذي يرأسه زوجها بالتماسيح تقوم هي بنهب أموال الشعب السوداني نهاراً جهاراً، وقد عرفت بالبساطة عندما كانت زوجةً لابراهيم شمس الدين الذي لم تعرف له أي عقارات ولا ممتلكات، كنا نعرفه ونعرف أقرب الأقرب إليه بشكل خاص ساعده الأيمن الأخ علي بدري وسائقه الخاص الاخ بانقا التوم، وهما يعرفان تماماً هذه الحقيقة.
وداد كانت تسكن في إحدى البيوت الحكومية القريبة من جهاز الأمن، وهو سكن متواضع للغاية، وفي الغالب زوجها لم يمكث معها طويلاً، فقد كان أغلب وقته في مناطق العمليات العسكرية ..فمن أين لوداد بهذه الثروات المنقولة والمشاريع العقارية والمنتجعات السياحية..؟!.
للسيدة وداد مستشارين ماليين يعملون معها لزيادة أرصدتها المالية على مستوى الدول ذات الصبغة المصرفية.
للسيدة وداد بابكرمنتجعات في عدد من الدول من بينها ماليزيا.
للسيدة وداد بابكر عقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
للسيدة وداد بابكر مشاريع عقارية داخل العاصمة الخرطوم.
وكان نشر بعض المعلومات عن ثروتها وتداول الناس حولها بشكل كبير أغضب عليها زوجها وحسب روايات متنفذين في الحزب الحاكم أنه قد طلقها، ولكن ما لبث أن أرجعها بثمن غال زاد من وجعة الاقتصاد السوداني وحرمان المرضى من العلاج كما زاد من الجوع والمسغبة..لم تكن مجرد ملايين بل مليارات ومعها أبنية..!!.
قد يتساءل القاري الكريم ما هي الخدمة التي تقدمها السيدة وداد بابكر لزوجها حتى تمتلك كل هذه الأموال..؟!.
تسببت السيدة وداد بنهبها خزينة الدولة في إفقار الشعب وتشرده بين الأمصار ودخوله السجون والمعتقلات، ونتج ذلك عن دمار كامل وشامل لكل مقومات الدولة في السودان، وكذلك ضياع القيم الاخلاقية السودانية، وانتشرت الدعارة وتضاعفت بشكل خيالي أعداد الأبناء مجهولي الوالدين، وحدث شرخ كبير في بنية المجتمع السوداني، وأصبحت الدولة السودانية في مهب الريح اليوم أكثر من أي وقت مضى في تاريخ السودان الذي لم يشهد تطبيقاً فعلياً لتجزئة البلاد.
ثم ماهي الخدمة التي تقوم بها السيدة وداد للشعب السوداني وللدولة السودانية حتى تتصدر قائمة أغنياء البلاد إن لم يكن قائمة نساء الرؤساء في العالم العربي..!!.
لكن في واقع الأمر حتى زوج السيدة وداد نفسه مغلوب على أمره مثل الشعب السوداني فهي كثيرة التسفار كثيرة الطلبات..كثيرة المشاكل التي تتسبب بها لنا جميعاً شعباً ورئيساً، أما الحكومة التي يقودها (التماسيح) والعهدة على السيدة وداد مشغولة بترتيبات المراحل المقبلة للأوضاع في السودان، فقد جاءت قبل أيام الأنباء تشير إلى أن وزارة الخارجية قد عينت مؤخراً السيدة اميرة داؤود قرناص سفيرةً لجمهورية السودان بايطاليا، والسيدة قرناص هي إحدى زوجات السيد علي كرتي وزير الخارجية المبجل، تاجر الأسمنت، ولمعلومية القراء الكرام أن عدداً غير قليل من المسؤولين في الحكومة من الدرجة الأولى والثانية قد عينوا زوجاتهم بوزارة الخارجية..رأيتم كيف أن الدبلوماسية السودانية أصبحت كسيحة..؟!.
لماذا إسوّد وجه علي عثمان..؟!!!
قبل فترة تساءل الناس عن زيادة سواد وجه النائب علي عثمان محمد طه..البعض ارجعها للمرض وآخر للكُبر، لكن المتأمل في سيرة الرجل منذ بداية الحكم ا(الانقاذي) بإمكانه أن يجد تفسيرات لهذا السواد والحالة النفسية التي يعيشها، إذا ذكرنا حادثة واحدة فقط قد يجد فيها القارئ الكريم السبب.. وهي حادثة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اثيوبيا عام 1995م وقد اعترفت بها الحكومة رسمياً وبعد الثورة المصرية، وقد كان كاتب هذه السطور يذكر هذه الحادثة وأبعادها وتأثيرها على السودان استراتيجياً واقتصادياً،كان الكثير من الذين يناكفون يحاولوا إلصاق تهمة الكذب على الكاتب.
المهم أن محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري السابق راح ضحيتها من السودانيين 5 أشخاص من بينهم 2 اثنين كانا في العاصمة أديس أبابا في ذلك الوقت وكانا على صلة بالمحاولة وعندما فشلت عملية الإغتيال قامت المخابرات السودانية بتصفيتهما حتى لا تجد المخابرات الأثيوبية أي معلومات حول الفاعلين، أما الثلاث الآخرين تم تصفيتهم في الخرطوم وبأشكال مختلفة، وبالطبع أن الجميع الآن يعرف أن هذه المحاولة قام بالتخطيط لها علي عثمان محمد طه وبتنفيذ صلاح قوش عندما كان متنفذاً.
أتصور أن علي عثمان محمد طه لا بد أنه يتأثر بالدماء التي أريقت بسبب محاولة الاغتيال لتحقيق مآرب ذاتية خاصة وأن القتلى السودانيين جميعهم من جيل الشباب وفي مقتبل العمر، وقد كان سعادته صاحب الفكرة والدينمو المحرك لها، ولم يسمع كلام أخوانه عندما حذروه مراراً وتكراراً بأن يعدل عن الفكرة التي يعمل على تنفيذها عندما شاهدوه كثيراً يقابل مجموعة من المصريين أحياناً في بيته بمدينة الطائف ومن بينهم قيادي معروف في الجماعة الاسلامية المصرية، ولم يكن أخوان علي عثمان في التنظيم يعلمون بأن العملية هي إغتيال (الفرعون) وهو اسم العملية وفي وقتها تأكد للجميع الذين كانوا داخل السلطة أن رئيس الجمهورية عمر البشير ود. حسن الترابي كان لا يعرفان شيئاً عن ما حدث وكانا يستميتان في النفي ورد التهمة عن السودان.
هذه الأرواح التي زهقت لا محالة ستطارد علي عثمان أين ما حل وهو يعلم ذلك، وكل طاغية تسبب في قتل الناس ستطارده اللعنات أين ما يحل، فإن التسبب في انتهاء حياة البشر ليس بالأمر الهين، وقد قال المولى سبحانه وتعالى " مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً "..صدق الله العظيم.
علي عثمان وكراهية الأقران..!!.
علي عثمان محمد طه في عهد (الانقاذ) والسطوة التي وجدها مكنته من تصفية حسابات كثيرة مع العديد من الرفقاء داخل الحركة، وأولها مع شيخه د. حسن الترابي الذي لم يراع فيه إلا ولا ذمة وأسرته الذين كانوا أقرب الناس لشخصه، ويعرف الكثير منا دور السيدة وصال المهدي في زواجه من إحدى الأسرة المهداوية العريقة، إن علي عثمان محمد طه تنكر لكل ما قام به الترابي في اعتلاءه هرم السلطة أن جعل منه قيادياً شاباً يشار إليه بالبنان، ويذكر الجميع الهجمة القوية التي جابهها حسن الترابي عندما اختار علي عثمان لزعامة المعارضة في البرلمان (1986-1989م) مما يسمى بالزعامات التاريخية أمثال يسين عمر الأمام وعثمان خالد مضوي، وابراهيم السنوسي وغيرهم، وقالوا له بالحرف الواحد" إن علي عثمان لم يلبس يوماً واحداُ قاشاً في صلبه، ولم يعيش حياة الأحراش في أثيوبيا وليبيا ومشقة التدريب والعمل العسكري، وعلي عثمان الوحيد من كل أجيال الحركة الذي لم يعتقل يوماً واحداً ولم يقاتل أبداً كما قاتلت غالبية أجيال الحركة في العديد من الجبهات، وعلي عثمان لم تختبر إرادته وشخصيته في أي مواقف صعبة"..!!.
والملاحظ أن علي عثمان محمد طه في سطوته تلك لم يُشرك في الحُكم الغالبية العظمي من الكوادر التنظيمية التي شاركته العمل في فترة من الفترات، بل أبخس حق الكثيرين وخاصة رؤساء الاتحادات الطلابية الجامعية أمثال ربيع حسن أحمد (استضاف منزله الاجتماع الشهير لوضع الترتيبات الاخيرة لتنفيذ انقلاب يونيو 1989م)، وكذلك الفقيد أحمد عثمان مكي، والاستاذ علي عبدالله يعقوب ورجل الأعمال محمد عبدالله جار النبي، وغيرهم من الذين يبغضهم علي عثمان بغضاً شديداً مُتفهاً اسهاماتهم التي لا ينكرها أحد.
كنت قد سألت أحد الاخوة قبل سنوات عن سبب كراهية الرجل للعديد من أعضاء الحركة وخاصة من الكوادر التي يُعتمد عليها.. رد عليّ الأخ قائلاً "أن علي عثمان لديه عقدة النقص فإن الغالبية من كادر الحركة (الاسلامية) بعد دراستهم بجامعة الخرطوم نالوا الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه في الخارج بين بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وكندا، وتقلدوا المناصب في الاتحادات الطلابية العالمية، بينما علي عثمان لم يبرح السودان كأقرانه"، لذا يشعر بعقدة نفسية تجاه الآخرين.
وأتذكر أن حسين خوجلي رئيس تحرير صحيفة (ألوان) كان قد وصف علي عثمان بالمحامي "الفاشل" ولم يكن حسيناً يتخيل أن الرجل سيغضب كل هذا الغضب، ويقول خوجلي "بالفعل لم يمارس المحاماة وعمل فترة قصيرة بديوان النائب العام، كما عمل بمجلس الشعب أبان الإتحاد الإشتراكي"، وكان دائما يرى نفسه الأقل شأناً فكان يُكمل هذا النقص بالتفكير والعمل الدائمين على اعتلاء سدة السلطة، وقد تحقق له ذلك بعد ضربة هاشم بدرالدين للدكتور الترابي في كندا، ومنذ تلك اللحظة أصبح ممسكاً بتلابيب الحكم من خلال السيطرة الفعلية على مؤسسات الحركة (الاسلامية)..!!..
وبعد انقلاب 4 رمضان والانشقاق الشهير الذي لعب فيه علي عثمان الدور الرئيسي والكبير بمعاونة د. مجذوب الخليفة وصلاح قوش ود. نافع..إلخ ناصب علي عثمان العداء ما يسميهم دائماً بـ (أولاد الترابي) وهم أمين حسن عمر وغازي صلاح الدين وأحمد أبراهيم الطاهر، وقال ذات مرة في الأيام الأولى لانقلاب رمضان أن "أولاد الترابي مهما حصل سيرجعوا لشيخهم"، لذا نجده لا يتعامل معهم البتة إلا تقيةً، مثلاً شخص كأمين حسن عمر لا يُعطي أي منصب رسمي وقد كان ملء البصر والفؤاد كان حلقة الوصل بين الرئيس والشيخ أيام (العسل) وكان هو مندوب زعيم الحركة (الاسلامية) في السودان للحركات الاسلامية الأخرى، ويتم إبعاده دائماً فيما يتم تعين وزراء من صغار القوم أمثال حاج ماجد سوار وعفاف عبدالرحمن وسناء حمد وهم بمثابة أبناء لأمين حسن عمر من حيث السن والتجربة التنظيمية والمعرفة الفقهية والعلمية، والأمر المهم أن شخصية علي عثمان عنصرية من الدرجة الأولى تكره أبناء الغرب بشكل غريب، شخصياً كنت أستغرب هذه المسألة لأن أبناء غرب السودان في الحركة الكثيرين منهم أفنوا زهرة شبابهم في العمل التنظيمي والدعوي لم يعرفوا الطريق للتوزير وهم ليس من النوعية التي تجري وراء السطوع والأضواء الكاشفة، ويمكننا كذلك أن نأخذ مثالاً آخراً هو الاعلامي البارز عوض جادين المؤسس للكثير من الأقنية الاعلامية في (الإنقاذ)، يُتنقل به من الإذاعة لوكالة الأنباء، وهو الخبير الذي علم الأجيال الاعلامية العمل الإذاعي والتلفزيوني، وجادين هو الذي قام بتسجيل البيان رقم (واحد) للإنقلاب من استديوهات منظمة الدعوة الاسلامية بالرياض الخرطوم قبل اسبوعين من التنفيذ) عموماً أن أبناء الجنوب والنوبة والنيل الأزرق لا تجد من بين صفوفهم وكوادرهم من يعمل مع علي عثمان محمد طه..!!.
سيلعنكم التاريخ..!!
آلمنا شديداً ما يتعرض له أهلنا في جنوب كردفان من إبادة جماعية، كما تألمنا من قبل ولا زلنا نتألم لما حدث في دارفور، فأي لغة هذه التي تعبر عن المأساة وعن عظم المسؤولية التي تقع على عاتقنا جميعاً ولا سيما وأن أبناء جلدتنا من أهل الشمال والأواسط ومن الذين يطلق عليهم أصحاب الدرجات العلمية الرفيعة قد أدمنوا السكوت والغياب الكبير في مكان الحضور الوطني.. آلام كثيرة وفواجع قاتلة يتعرض لها الشعب السوداني وتحديات جسيمة لم يمر بها السودان من قبل.
إن الغياب الكبير للصوت الوطني الرافض لممارسات الحزب الحاكم في السودان مّكن هذه الشرزمة من أن تقوم بما قامت به من تصفيات جسدية ومن إبادة جماعية وتطهير عرقي، وللأسف حتى المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا متواطئة في هذه الجريمة النكراء، لذا لم يكن غريباً أن يقول المجرم أحمد هارون "سنستخدم كل أنواع الأسلحة وكل الوسائل في جنوب كردفان"..!!.
أعداد القتلى والجرحى تتزايد كا يوم، وإرهاصات انتقال موجات العنف الحكومي لمناطق النيل الأزرق ومع زيادة القتل والحرق بالطائرات يقابل ذلك سكوت مخزي وتجاهل لصرخات المنكوبين، فهذا السكوت إما يكوت توافق مع الحكومة على الإبادة، أو هزيمة نفسية وجبن وعار فإن الله سبحانه كتب للأنسان أن يعيش عزيزاً مكرماً فإن ضاقت الأرض بما رحبت فهناك الكثير من الخيارات ومنها ما هو.. أضعف الايمان..!!.
فإن النار التي تأكل أبناء شعبنا في دارفور وجبال النوبة الآن لا محالة ستصل لبيوت كل الذين إرتضوا الخنوع والسكوت على الباطل..
الساكتون على الإبادة أين ستهربون من لعنات الثكالى والأرامل وأسر الشهداء..!!.
خلاصة القول أن البلاد التي يحكمها رئيس لا يدري ما يقول.. ولا ينصت لصوت العقل من الطبيعي أن تراق الدماء على جنباته، ويتشرد أبناءه، وتتقسم البلاد لكنتونات يأكل فيها القوي الضعيف..
حسبنا الله ونعم الوكيل.
خالد ابواحمد
abuahmed153@gmail.com
عمر البشير.. وداد بابكر..علي عثمان..انهيار السودان..!!.
خالد ابواحمد
يظل المشهد السوداني على حاله يتحكم فيه شخوص بعينهم أوصلوا البلاد لحافة الهاوية ولم يرف لهم جفن، لكن التاريح السياسي الحديث للسودان سيكتب ان الذين تسيدوا الأمر في بلادنا العزيزة أشاعوا فيها الفساد، وتركوها نهباً لعصابات الحزب الحاكم، هم المسؤولون عن ما حدث لأكبر بلد في القارة الأفريقية والمنطقة العربية وأكثرها شهرة في كافة المجالات.
ليس غريباً ألبتة أن يكون رئيس البلاد هو المسؤول الأول عن ما صار إليه الحال، لكن الذين يتكسبون منه ويُسبحون بحمده هم الوحيدون الذين يسعدوا غاية السعادة عندما يطل عليهم الرئيس من على الشاشة وهو يصنع كل مبررات الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، أما الباقون من أمثالنا الذين هجروا القنوات الفضائية السودانية ليمنعوا أنفسهم من رؤية تلك الوجوه القترة، وأي وجوه تلك.. ؟!!.. الحاقدة على أهل الهامش والأطراف، لأنهم لا ينتمون للشريط النيلي ولا للقبائل التي أصبحت تتحكم في مصير شعوب السودان الأخرى.
الصدفة وحدها أوقعتني لمشاهدة الفضائية السودانية، وأنا أقلب لاختيار قناة أجد فيها سلوتي والعالم من حولنا يمور بالأحداث الجسام، وقفت عند ذلك الوجه المتجهم وكأن جيفة نتنة قد وضعت أمامه، يكذب ويتحرى الكذب ولم يصدق أبداً في إجابة واحدة على أسئلة صحفيي القصر ، تحدث عن قوة الاقتصاد السوداني، وعن مشكلة الجنوب وكأن شيئاً لم يحدث.. ولم ينفصل الجنوب ولم تقتطع أجزاء عزيزة من الوطن، ولم ترحل عن عالمنا ملايين الأنفس في حرب ليس فيها كاسب، واصفاً الأوضاع في السودان بأنها على ما يرام..!!.
وأخبار السودان في وسائل الإعلام الخارجي ليس فيها ما يبشر بخير..وتصريحات على شاكلة "سنقطع رأس.. ونقتل.. ونضرب بيد من حديد..ونُسّيل دم..وتهديد ووعيد بفتح جبهات الحرب ومواصلة القتال.." إلخ...!!!.
وداد بابكر..امبراطورية السلطة والمال..!!
عندما نشرت في هذا الموقع (الراكوبة) قبل فترة تقريراً عن مليارات الرئيس عمر البشير في بنك لويدز الخاص في سويسرا وأكدنا المعلومات بذكر أسماء أحياء يرزقون، بعضهم سفراء للسودان في دول عربية وأجنبية، وبعضهم قادة في الحزب الحاكم وفي قمة السلطة، قامت الجهات الأمنية بتوجيه كل الوسائل الاعلامية والصحافية التي تضع يدها عليها بأن لا تتطرق لماذا ذكرته حول مليارات الرئيس، لكن الشعب السوداني بفطنته ووعيه أدرك الحقيقة.
وقبل سنوات قليلة وفي مقال طويل رداً على الدكتور محمد وقيع الله كنت قد ذكرت معلومة عن املاك السيدة وداد بابكر زوجة السيد الرئيس لمنتجعات في بعض الدول الآسيوية وعن امتلاكها عقارات في مشروع النخلة بدولة الامارات العربية، ومشاريع داخل الخرطوم، أيام قليلة وتأكد للناس صحة المعلومات من مصادر ليس لها علاقة مباشرة بالسودان.
وفي الاسبوع الماضي ذكرت تقارير أخبارية أن لوداد بابكر ثروة طائلة تم وضعها في مصرف بريطاني تأميناً للمستقبل، والغريبة أن السيدة وداد كانت قد وصفت قيادات المؤتمر (الوطني) بـ(التماسيح) وأنها لهذا السبب "لا تتعامل معهم"، قالت ذلك لمهندس سوداني مرموق يعمل في الخارج كان قد أوتي به لتنفيذ مشروعات تخصها وفي معرض حديثها معه ذكرت له هذه العبارة الأمر الذي جعله يعدل عن فكرة التعامل معها خوفاً من صراع (التماسيح) مع زوجة الرئيس في حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل..!!.
بينما تصف قادة الحزب الحاكم الذي يرأسه زوجها بالتماسيح تقوم هي بنهب أموال الشعب السوداني نهاراً جهاراً، وقد عرفت بالبساطة عندما كانت زوجةً لابراهيم شمس الدين الذي لم تعرف له أي عقارات ولا ممتلكات، كنا نعرفه ونعرف أقرب الأقرب إليه بشكل خاص ساعده الأيمن الأخ علي بدري وسائقه الخاص الاخ بانقا التوم، وهما يعرفان تماماً هذه الحقيقة.
وداد كانت تسكن في إحدى البيوت الحكومية القريبة من جهاز الأمن، وهو سكن متواضع للغاية، وفي الغالب زوجها لم يمكث معها طويلاً، فقد كان أغلب وقته في مناطق العمليات العسكرية ..فمن أين لوداد بهذه الثروات المنقولة والمشاريع العقارية والمنتجعات السياحية..؟!.
للسيدة وداد مستشارين ماليين يعملون معها لزيادة أرصدتها المالية على مستوى الدول ذات الصبغة المصرفية.
للسيدة وداد بابكرمنتجعات في عدد من الدول من بينها ماليزيا.
للسيدة وداد بابكر عقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
للسيدة وداد بابكر مشاريع عقارية داخل العاصمة الخرطوم.
وكان نشر بعض المعلومات عن ثروتها وتداول الناس حولها بشكل كبير أغضب عليها زوجها وحسب روايات متنفذين في الحزب الحاكم أنه قد طلقها، ولكن ما لبث أن أرجعها بثمن غال زاد من وجعة الاقتصاد السوداني وحرمان المرضى من العلاج كما زاد من الجوع والمسغبة..لم تكن مجرد ملايين بل مليارات ومعها أبنية..!!.
قد يتساءل القاري الكريم ما هي الخدمة التي تقدمها السيدة وداد بابكر لزوجها حتى تمتلك كل هذه الأموال..؟!.
تسببت السيدة وداد بنهبها خزينة الدولة في إفقار الشعب وتشرده بين الأمصار ودخوله السجون والمعتقلات، ونتج ذلك عن دمار كامل وشامل لكل مقومات الدولة في السودان، وكذلك ضياع القيم الاخلاقية السودانية، وانتشرت الدعارة وتضاعفت بشكل خيالي أعداد الأبناء مجهولي الوالدين، وحدث شرخ كبير في بنية المجتمع السوداني، وأصبحت الدولة السودانية في مهب الريح اليوم أكثر من أي وقت مضى في تاريخ السودان الذي لم يشهد تطبيقاً فعلياً لتجزئة البلاد.
ثم ماهي الخدمة التي تقوم بها السيدة وداد للشعب السوداني وللدولة السودانية حتى تتصدر قائمة أغنياء البلاد إن لم يكن قائمة نساء الرؤساء في العالم العربي..!!.
لكن في واقع الأمر حتى زوج السيدة وداد نفسه مغلوب على أمره مثل الشعب السوداني فهي كثيرة التسفار كثيرة الطلبات..كثيرة المشاكل التي تتسبب بها لنا جميعاً شعباً ورئيساً، أما الحكومة التي يقودها (التماسيح) والعهدة على السيدة وداد مشغولة بترتيبات المراحل المقبلة للأوضاع في السودان، فقد جاءت قبل أيام الأنباء تشير إلى أن وزارة الخارجية قد عينت مؤخراً السيدة اميرة داؤود قرناص سفيرةً لجمهورية السودان بايطاليا، والسيدة قرناص هي إحدى زوجات السيد علي كرتي وزير الخارجية المبجل، تاجر الأسمنت، ولمعلومية القراء الكرام أن عدداً غير قليل من المسؤولين في الحكومة من الدرجة الأولى والثانية قد عينوا زوجاتهم بوزارة الخارجية..رأيتم كيف أن الدبلوماسية السودانية أصبحت كسيحة..؟!.
لماذا إسوّد وجه علي عثمان..؟!!!
قبل فترة تساءل الناس عن زيادة سواد وجه النائب علي عثمان محمد طه..البعض ارجعها للمرض وآخر للكُبر، لكن المتأمل في سيرة الرجل منذ بداية الحكم ا(الانقاذي) بإمكانه أن يجد تفسيرات لهذا السواد والحالة النفسية التي يعيشها، إذا ذكرنا حادثة واحدة فقط قد يجد فيها القارئ الكريم السبب.. وهي حادثة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اثيوبيا عام 1995م وقد اعترفت بها الحكومة رسمياً وبعد الثورة المصرية، وقد كان كاتب هذه السطور يذكر هذه الحادثة وأبعادها وتأثيرها على السودان استراتيجياً واقتصادياً،كان الكثير من الذين يناكفون يحاولوا إلصاق تهمة الكذب على الكاتب.
المهم أن محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري السابق راح ضحيتها من السودانيين 5 أشخاص من بينهم 2 اثنين كانا في العاصمة أديس أبابا في ذلك الوقت وكانا على صلة بالمحاولة وعندما فشلت عملية الإغتيال قامت المخابرات السودانية بتصفيتهما حتى لا تجد المخابرات الأثيوبية أي معلومات حول الفاعلين، أما الثلاث الآخرين تم تصفيتهم في الخرطوم وبأشكال مختلفة، وبالطبع أن الجميع الآن يعرف أن هذه المحاولة قام بالتخطيط لها علي عثمان محمد طه وبتنفيذ صلاح قوش عندما كان متنفذاً.
أتصور أن علي عثمان محمد طه لا بد أنه يتأثر بالدماء التي أريقت بسبب محاولة الاغتيال لتحقيق مآرب ذاتية خاصة وأن القتلى السودانيين جميعهم من جيل الشباب وفي مقتبل العمر، وقد كان سعادته صاحب الفكرة والدينمو المحرك لها، ولم يسمع كلام أخوانه عندما حذروه مراراً وتكراراً بأن يعدل عن الفكرة التي يعمل على تنفيذها عندما شاهدوه كثيراً يقابل مجموعة من المصريين أحياناً في بيته بمدينة الطائف ومن بينهم قيادي معروف في الجماعة الاسلامية المصرية، ولم يكن أخوان علي عثمان في التنظيم يعلمون بأن العملية هي إغتيال (الفرعون) وهو اسم العملية وفي وقتها تأكد للجميع الذين كانوا داخل السلطة أن رئيس الجمهورية عمر البشير ود. حسن الترابي كان لا يعرفان شيئاً عن ما حدث وكانا يستميتان في النفي ورد التهمة عن السودان.
هذه الأرواح التي زهقت لا محالة ستطارد علي عثمان أين ما حل وهو يعلم ذلك، وكل طاغية تسبب في قتل الناس ستطارده اللعنات أين ما يحل، فإن التسبب في انتهاء حياة البشر ليس بالأمر الهين، وقد قال المولى سبحانه وتعالى " مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً "..صدق الله العظيم.
علي عثمان وكراهية الأقران..!!.
علي عثمان محمد طه في عهد (الانقاذ) والسطوة التي وجدها مكنته من تصفية حسابات كثيرة مع العديد من الرفقاء داخل الحركة، وأولها مع شيخه د. حسن الترابي الذي لم يراع فيه إلا ولا ذمة وأسرته الذين كانوا أقرب الناس لشخصه، ويعرف الكثير منا دور السيدة وصال المهدي في زواجه من إحدى الأسرة المهداوية العريقة، إن علي عثمان محمد طه تنكر لكل ما قام به الترابي في اعتلاءه هرم السلطة أن جعل منه قيادياً شاباً يشار إليه بالبنان، ويذكر الجميع الهجمة القوية التي جابهها حسن الترابي عندما اختار علي عثمان لزعامة المعارضة في البرلمان (1986-1989م) مما يسمى بالزعامات التاريخية أمثال يسين عمر الأمام وعثمان خالد مضوي، وابراهيم السنوسي وغيرهم، وقالوا له بالحرف الواحد" إن علي عثمان لم يلبس يوماً واحداُ قاشاً في صلبه، ولم يعيش حياة الأحراش في أثيوبيا وليبيا ومشقة التدريب والعمل العسكري، وعلي عثمان الوحيد من كل أجيال الحركة الذي لم يعتقل يوماً واحداً ولم يقاتل أبداً كما قاتلت غالبية أجيال الحركة في العديد من الجبهات، وعلي عثمان لم تختبر إرادته وشخصيته في أي مواقف صعبة"..!!.
والملاحظ أن علي عثمان محمد طه في سطوته تلك لم يُشرك في الحُكم الغالبية العظمي من الكوادر التنظيمية التي شاركته العمل في فترة من الفترات، بل أبخس حق الكثيرين وخاصة رؤساء الاتحادات الطلابية الجامعية أمثال ربيع حسن أحمد (استضاف منزله الاجتماع الشهير لوضع الترتيبات الاخيرة لتنفيذ انقلاب يونيو 1989م)، وكذلك الفقيد أحمد عثمان مكي، والاستاذ علي عبدالله يعقوب ورجل الأعمال محمد عبدالله جار النبي، وغيرهم من الذين يبغضهم علي عثمان بغضاً شديداً مُتفهاً اسهاماتهم التي لا ينكرها أحد.
كنت قد سألت أحد الاخوة قبل سنوات عن سبب كراهية الرجل للعديد من أعضاء الحركة وخاصة من الكوادر التي يُعتمد عليها.. رد عليّ الأخ قائلاً "أن علي عثمان لديه عقدة النقص فإن الغالبية من كادر الحركة (الاسلامية) بعد دراستهم بجامعة الخرطوم نالوا الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه في الخارج بين بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وكندا، وتقلدوا المناصب في الاتحادات الطلابية العالمية، بينما علي عثمان لم يبرح السودان كأقرانه"، لذا يشعر بعقدة نفسية تجاه الآخرين.
وأتذكر أن حسين خوجلي رئيس تحرير صحيفة (ألوان) كان قد وصف علي عثمان بالمحامي "الفاشل" ولم يكن حسيناً يتخيل أن الرجل سيغضب كل هذا الغضب، ويقول خوجلي "بالفعل لم يمارس المحاماة وعمل فترة قصيرة بديوان النائب العام، كما عمل بمجلس الشعب أبان الإتحاد الإشتراكي"، وكان دائما يرى نفسه الأقل شأناً فكان يُكمل هذا النقص بالتفكير والعمل الدائمين على اعتلاء سدة السلطة، وقد تحقق له ذلك بعد ضربة هاشم بدرالدين للدكتور الترابي في كندا، ومنذ تلك اللحظة أصبح ممسكاً بتلابيب الحكم من خلال السيطرة الفعلية على مؤسسات الحركة (الاسلامية)..!!..
وبعد انقلاب 4 رمضان والانشقاق الشهير الذي لعب فيه علي عثمان الدور الرئيسي والكبير بمعاونة د. مجذوب الخليفة وصلاح قوش ود. نافع..إلخ ناصب علي عثمان العداء ما يسميهم دائماً بـ (أولاد الترابي) وهم أمين حسن عمر وغازي صلاح الدين وأحمد أبراهيم الطاهر، وقال ذات مرة في الأيام الأولى لانقلاب رمضان أن "أولاد الترابي مهما حصل سيرجعوا لشيخهم"، لذا نجده لا يتعامل معهم البتة إلا تقيةً، مثلاً شخص كأمين حسن عمر لا يُعطي أي منصب رسمي وقد كان ملء البصر والفؤاد كان حلقة الوصل بين الرئيس والشيخ أيام (العسل) وكان هو مندوب زعيم الحركة (الاسلامية) في السودان للحركات الاسلامية الأخرى، ويتم إبعاده دائماً فيما يتم تعين وزراء من صغار القوم أمثال حاج ماجد سوار وعفاف عبدالرحمن وسناء حمد وهم بمثابة أبناء لأمين حسن عمر من حيث السن والتجربة التنظيمية والمعرفة الفقهية والعلمية، والأمر المهم أن شخصية علي عثمان عنصرية من الدرجة الأولى تكره أبناء الغرب بشكل غريب، شخصياً كنت أستغرب هذه المسألة لأن أبناء غرب السودان في الحركة الكثيرين منهم أفنوا زهرة شبابهم في العمل التنظيمي والدعوي لم يعرفوا الطريق للتوزير وهم ليس من النوعية التي تجري وراء السطوع والأضواء الكاشفة، ويمكننا كذلك أن نأخذ مثالاً آخراً هو الاعلامي البارز عوض جادين المؤسس للكثير من الأقنية الاعلامية في (الإنقاذ)، يُتنقل به من الإذاعة لوكالة الأنباء، وهو الخبير الذي علم الأجيال الاعلامية العمل الإذاعي والتلفزيوني، وجادين هو الذي قام بتسجيل البيان رقم (واحد) للإنقلاب من استديوهات منظمة الدعوة الاسلامية بالرياض الخرطوم قبل اسبوعين من التنفيذ) عموماً أن أبناء الجنوب والنوبة والنيل الأزرق لا تجد من بين صفوفهم وكوادرهم من يعمل مع علي عثمان محمد طه..!!.
سيلعنكم التاريخ..!!
آلمنا شديداً ما يتعرض له أهلنا في جنوب كردفان من إبادة جماعية، كما تألمنا من قبل ولا زلنا نتألم لما حدث في دارفور، فأي لغة هذه التي تعبر عن المأساة وعن عظم المسؤولية التي تقع على عاتقنا جميعاً ولا سيما وأن أبناء جلدتنا من أهل الشمال والأواسط ومن الذين يطلق عليهم أصحاب الدرجات العلمية الرفيعة قد أدمنوا السكوت والغياب الكبير في مكان الحضور الوطني.. آلام كثيرة وفواجع قاتلة يتعرض لها الشعب السوداني وتحديات جسيمة لم يمر بها السودان من قبل.
إن الغياب الكبير للصوت الوطني الرافض لممارسات الحزب الحاكم في السودان مّكن هذه الشرزمة من أن تقوم بما قامت به من تصفيات جسدية ومن إبادة جماعية وتطهير عرقي، وللأسف حتى المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا متواطئة في هذه الجريمة النكراء، لذا لم يكن غريباً أن يقول المجرم أحمد هارون "سنستخدم كل أنواع الأسلحة وكل الوسائل في جنوب كردفان"..!!.
أعداد القتلى والجرحى تتزايد كا يوم، وإرهاصات انتقال موجات العنف الحكومي لمناطق النيل الأزرق ومع زيادة القتل والحرق بالطائرات يقابل ذلك سكوت مخزي وتجاهل لصرخات المنكوبين، فهذا السكوت إما يكوت توافق مع الحكومة على الإبادة، أو هزيمة نفسية وجبن وعار فإن الله سبحانه كتب للأنسان أن يعيش عزيزاً مكرماً فإن ضاقت الأرض بما رحبت فهناك الكثير من الخيارات ومنها ما هو.. أضعف الايمان..!!.
فإن النار التي تأكل أبناء شعبنا في دارفور وجبال النوبة الآن لا محالة ستصل لبيوت كل الذين إرتضوا الخنوع والسكوت على الباطل..
الساكتون على الإبادة أين ستهربون من لعنات الثكالى والأرامل وأسر الشهداء..!!.
خلاصة القول أن البلاد التي يحكمها رئيس لا يدري ما يقول.. ولا ينصت لصوت العقل من الطبيعي أن تراق الدماء على جنباته، ويتشرد أبناءه، وتتقسم البلاد لكنتونات يأكل فيها القوي الضعيف..
حسبنا الله ونعم الوكيل.
خالد ابواحمد
abuahmed153@gmail.com
0 التعليقات :
إرسال تعليق