العالم الإسلامي يحتفي غدا بأول أيام عيد الأضحى.. والكعبة المشرفة تستبدل ثوبها
|
يقف قرابة ثلاثة ملايين من حجاج بيت الله الحرام اليوم على صعيد عرفات الطاهر، متجهين إلى المولى عز وجل بقلوب وجلة مفعمة بالإيمان، بأن يغفر لهم ذنوبهم ويتجاوز عنهم سيئاتهم ويتقبل نسكهم، ويرحم موتاهم ويشفي مرضاهم.
وكان ضيوف الرحمن قد توافدوا إلى عرفات منذ الساعات الأولى من منتصف الليلة الماضية، ومع إطلالة فجر هذا اليوم (السبت)، إلى عرفات للوقوف على الصعيد الطاهر، بعد قضاء يوم التروية في منى اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تابع الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، كل تنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، وسط تأكيداته على تسخير المملكة العربية السعودية والجهات المعنية بالحج جميع الإمكانات، خاصة الصحية والأمنية وخدمات السلامة والخدمات الأخرى لضيوف الرحمن، فيما تابع الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، من جانبه وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج كل تحركات الحجاج منذ وصولهم إلى مكة المكرمة وحتى اكتمال تصعيدهم إلى المشاعر المقدسة.
وكان الحجاج قد باتوا ليلة أمس في منى، واقترن توافد مواكب ضيوف الرحمن تحفهم عناية الرحمن بالهدوء والسكينة، وارتفعت أصواتهم بالتلبية «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك»، متجهين إلى الله قلبا وقالبا، تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».
بينما يحتفي المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وحجاج بيت الله الحرام، غدا بأول أيام عيد الأضحى المبارك، في وقت يشهد فيه بيت الله الحرام اليوم مراسم استبدال كسوة جديدة بكسوة الكعبة المشرفة الحالية، جريا على العادة السنوية، حيث تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام باستبدال ثوب جديد تتم صناعته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة من الحرير الخالص والذهب، بثوب الكعبة. وتبلغ التكلفة الإجمالية لكسوة الكعبة المشرفة 20 مليون ريال، وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود.
وقد تميزت المرحلة الأولى من التصعيد من مكة المكرمة إلى منى باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة، وأسهم أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد الحجاج ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وقد اكتملت في مشعر منى الذي سيقضي فيه الحجاج نحو خمس ليال، جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن، حيث أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني، إضافة إلى مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية.
وبعد مغرب هذا اليوم سيقوم حجاج بيت الله الحرام، تحيط بهم العناية الإلهية، بالنفرة من صعيد عرفات إلى مشعر مزدلفة، والذي سيبيتون فيه، كما يؤدون فيه صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويؤدون فيه كذلك صلاة الفجر، بعدها سيقومون بالنزول إلى منى، حيث يقومون برمي الجمرة الكبرى (العقبة) وذبح أضاحيهم وهديهم، ويتحللون التحلل الأصغر حيث يلبسون ملابسهم العادية بدلا من ثياب الإحرام.
من جانب آخر، أعلنت وزارة التجارة والصناعة السعودية عن توافر جميع السلع الغذائية والتموينية في المشاعر المقدسة، وكانت الوزارة أوضحت في بيان صحافي أمس أن الجولات الرقابية لفرقها في المشاعر المقدسة نجم عنها ضبط وإتلاف آلاف من المواد الغذائية منتهية الصلاحية، كما تم ضبط وإتلاف عدد من السلع غير الغذائية لعدم مطابقتها للمواصفات القياسية. ويعمل عدد من الفرق الميدانية في فروع وزارة التجارة والصناعة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة للتأكد من توافر السلع التموينية والغذائية في المشاعر المقدسة.
وكان مئات الآلاف من ضيوف الرحمن أدوا أمس صلاة الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة حجاج بيت الله في أجواء روحانية سادها الأمن والأمان والراحة والاستقرار، وقد شهد الحرم المكي الشريف توافد حجاج بيت الله الحرام منذ الصباح الباكر، حيث امتلأت أروقته وأدواره وبدرومه وساحاته بالمصلين، وامتدت صفوفه إلى الساحات والطرق المؤدية إلى الحرم المكي.
وقامت قوة أمن المسجد الحرام من جانبها بمتابعة الحالة الأمنية داخل المسجد الحرام وساحاته من خلال أفرادها ومن خلال أكثر من 700 كاميرا، وكذلك التعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في عملية تنظيم الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوجيه وإرشاد الحجاج ومراقبة عمليتي السعي والطواف وتنظيمهما، وكذلك مراقبة ما قد يحدث من ظواهر سلبية من بعض ضعفاء النفوس مثل النشل والافتراش للطرقات والمشايات المؤدية إلى المسجد الحرام وغيرها من ظواهر سلبية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق