اعتبرت تحركها روتينيا ولا يرتبط بأحداث المنطقة
شكل الإعلان الروسي عن إرسال مجموعة من السفن الحربية الروسية، التي تضم حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف»، إلى ميناء طرطوس السوري، مفاجأة لها دلالاتها في مسار الأزمة السورية خصوصا والوضع في المنطقة عموما، وبعث برسائل قوية باتجاه الجامعة العربية أولا والأميركيين والأوروبيين ثانيا، مفادها أن موسكو لن تتخلى عن ورقتها السورية من دون أي ثمن، وهو ما تقاطع مع آراء خبراء استراتيجيين أكدوا أن «روسيا تبحث عن ثمن كبير تقايض به الملف السوري، انطلاقا من مسلمة أن الدول العظمى تعمل وفق المصالح وليس وفق المبادئ».
وبعد جدل احتدم طويلا حول حقيقة وصول ثلاث بوارج حربية روسية إلى ميناء طرطوس حاولت بعض القوى الموالية للنظام السوري تصويره وكأنه إعلان عن حماية روسية ضد احتمالات التدخل الأجنبي وإصرار من جانب وزارة الدفاع الروسية على عدم التعليق على مثل هذه الأخبار، كشفت المصادر الروسية الرسمية عن أن مجموعة من السفن الحربية منها حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» سوف تتوجه إلى هذا الميناء السوري في ربيع العام المقبل وليس كما قيل قبل ذلك إنها وصلت بالفعل إلى مركز الخدمات الروسي في ميناء طرطوس. وكانت صحيفة «إزفيستيا» الروسية نقلت عن الأدميرال فيكتور كرافتشينكو الرئيس السابق للبحرية الروسية تصريحه حول أن زيارة السفن الروسية لا ترتبط بما يجرى من أحداث في سوريا وإن أشار آخرون إلى أن وجودها قد يحول دون نشوب أي نزاع مسلح في المنطقة. وقالت إزفيستيا» إن زيارة السفن الحربية البحرية الروسية لا علاقة لها بالأوضاع الراهنة في سوريا، فيما أشارت إلى أن الزيارة مخطط لها منذ عام مضى.
ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم البحرية الروسية قوله إن البوارج الحربية لن تقتصر على زيارة طرطوس وحدها؛ بل سوف تتوقف في مينائي بيروت وجنوا وكذلك في قبرص، كما أن قرار إرسالها إلى مياه البحر المتوسط كان مقررا منذ عام 2010 أي قبل اندلاع الأحداث في سوريا. ومن المنتظر أيضا أن تتحرك حاملة الطائرات من بحر بارينتس في الشمال الروسي في مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل ترافقها سفينة مكافحة الغواصات «الأدميرال تشابانينكو» في اتجاه البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق على أن تلتحق بهما سفينة الحماية «لادني» من مياه البحر الأسود عبر مضيقي البوسفور والدردنيل.
وعلق عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي على التحرك الروسي، فأوضح أن «روسيا لا تعمل اليوم على حماية النظام السوري، بقدر ما تبحث عن صفقة وثمن ما تريده من الأميركيين والأوروبيين والعرب». وأكد الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»، أن «موسكو هي اليوم أكثر استعدادا من أي وقت مضى لبيع النظام السوري الحالي لأنها تدرك أن هذا النظام آيل إلى الزوال، لكنها تبحث عن ثمن باهظ تريد الحصول عليه عاجلا وقبل فوات الأوان، وهي لذلك تستخدم أقوى أوراق الضغط التي لديها، وهذا أمر متوقع».
0 التعليقات :
إرسال تعليق