في نهاية القرن العشرين، كانت نسبة مشاركة النساء في الاختراعات الجديدة 10% فقط. وعندما تجمع قائمة الاختراعات الأكثر شهرة في القرون القليلة الماضية، ستجد عدد قليل من النساء شاركن في هذه الاختراعات. عدم قدرة المرأة على الإبداع ليس السبب في هذه النتيجة، ولكن بسبب العديد من العقبات التي واجهتها للتعبير عن أفكارها.
فيما يلي قائمة بأبرز 10 إختراعات من إبداع النساء حول العالم.
ألياف كيلفر
عملت ستيفاني كوليك في شركة دوبونت عام 1946، وهذا مكنها من توفير أموال كافية للالتحاق بكلية الطب. وفي نفس العام، أعادت البحث عن كيفية تحويل البوليمرات إلى ألياف اصطناعية. واعتقدت كوليك أن هذه المادة ستجعل المادة أقوى. رغم أن البوليمرات من الصعب جداً أن تتحلل. وكانت خطوتها التالية تشغيله عن طريق مغزل، وهي آلة تنتج الألياف. ولكن الآلة لم تقبل هذه المادة وأوشكت أن تدمر المغزل. ولكنها استمرت في العمل وأنتجت أليافاً قوية كالصلب أطلق عليها اسم كليفر، واستخدمت في تصنيع الفرامل وكابلات الجسور المعلقة والخوذ وأدوات التنزه والتخييم.
عقار Nystatin
عملتا راشيل فولر براون وإليزابيث هازن في وزارة الصحة الأميركية في الأربعينيات واختبرت هازن عينات من التربة لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على فطريات أو تساعد على تكوينها، وقامت بإرسال تلك العينة إلى براون التي قامت بدورها بتحليل العينات وبعد سلسلة من المراسلات أثبتت معظم العينات أنها سامة جداً للاستخدام البشري ولكن في النهاية حصلتا براون وهازن على دواء فعال لقتل الفطريات عام 1950. وأطلقا على الدواء اسم Nystatin وهو يساعد على الشفاء من الأمراض الفطرية التي تصيب الجلد.
مساحة الزجاج الأمامية
في أوائل القرن العشرين، ذهبت ماري أندرسون إلى نيويورك لأول مرة. كانت مختلفة تماماً عن الآن. لم تكن هناك آلاف السيارات التي تتنافس للحصول على مكان تقف فيه. وخلال رحلتها، ركبت ماري الترام في المدينة التي تغطيها الثلوج. لاحظت أن السائق يوقف الترام كل بضع دقائق لإزالة الثلوج ثم يعود مرة أخرى، كان جميع السائقين يقومون بذلك في حالة الثلوج أو الأمطار. عندما عادت ماري إلى المنزل أحضرت ممسحة مطاطية على مغزل وربطته بمؤشر السيارة. وقالت إن السائق سيضع يده ببساطة على مقبض أمامه لتتحرك المساحات وتزيل الثلوج أو الأمطار. وحصلت ماري على براءة الاختراع عام 1903. وبعد 10 أعوام استخدمه آلاف الأميركيين الذين يملكون سيارات ثم انتشرت الفكرة في العالم كله.
غسالة الأطباق
قد تعتقد أن من اخترع غسالة الأطباق ظل يعاني سنين في غسيل الأطباق وتحسر على الوقت الذي أضاعه في ذلك. ولكن في الواقع، لم تنفق جوزفين كوشران، التي حصلت على براءة اختراع غسالة الأطباق، الكثير من الوقت في غسل الأطباق. وكان الدافع الحقيقي وراء هذا الابتكار هو أن خادمتها كسرت أطباقاً صينية فاخرة. وكانت كوشران شخصية بارزة في المجتمع، ولكن بعد وفاة زوجها عام 1883، لم يتبق لها إلا ديون هائلة. وركزت على الآلة التي تسهل على ربات البيوت غسيل الأطباق. وتعتمد الآلة على ضغط المياه الساخنة بقوة على رف معدني يحمل الأطباق، وحصلت على براءة اختراع عام 1886. وقالت كوشران إن صعوبة ترويج الغسالة مماثلاً لصعوبة ابتكارها. فبداية، كانت هناك مشكلة لدى المستهلكين، حيث لا تتوافر المياه الساخنة اللازمة لتشغيلها في جميع المنازل. فقامت بذكاء بعرض منتجها على الفنادق والمطاعم الكبيرة، التي أقبلت عليها ونجحت في تسويقه.
نظام إنارة بالألوان
عندما ترملت مارثا كوستون عام 1847، كان عمرها 21 عاماً. كان لديها 4 أطفال ولم تكن تعلم ماذا ستفعل. كانت تقلب في مذكرات زوجها عندما وجدت خطط لنظام إنارة يمكن أن تستخدمه السفن للتواصل في الليل. وطلبت كوستون اختبار النظام ولكنها فشلت. لم يؤثر ذلك على كوستون التي استمرت لمدة 10 سنوات في تنقيح وإتقان تصميم زوجها لنظام الإنارة الملون. تشاورت مع علماء وضباط جيش، ولكنها لم تكن تعرف كيفية إنتاج إضاءة تكون ساطعة وتستمر لفترة حتى يمكن استخدامها. وفي إحدى الليالي أخذت كوستون أطفالها لمشاهدة عرضاً للألعاب النارية، وجاءتها فكرة لتطبيق ذلك عن طريق تكنولوجيا الألعاب النارية، وهو ما نجح وأدى إلى شراء البحرية الأميركية هذا الاختراع الذي استخدم على نطاق واسع خلال الحرب الأهلية الأميركية. وللأسف لم يكن ابتكار كوستون طريقة لإعالة أسرتها، فوفقاً لوثائق عسكرية، أنتجت كوستون مليون و200 ألف مشعل إنارة للبحرية خلال الحرب الأهلية وقالت إنها ستبيعها بسعر التكلفة. ولكن البحرية الأميركية دفعت لها 15 ألف دولار فقط من أصل 120 ألف دولار. وكتبت كوستون في مذكراتها أن سبب ذلك أنها كانت "امرأة".
الأكياس الورقية لحمل الخضروات
لم تخترع مارغريت نايت كيساً من الورق، ولكنها اخترعت الأكياس التي تفيدنا في حمل الخضروات والفواكه وغيرها. وهذا ما جعلها شيئاً أساسياً لدى محلات البقالة إلى الآن. لذلك علينا أن نشكر نايت، فقد أدركت أن الورق يجب أن يكون مربعاً من الأسفل لأن الوزن يتركز في هذا المكان، وهو ما يمكن الكيس من استيعاب أحمال ثقيلة. وفي عام 1870، صنعت نايت آلة خشبية لوضع غراء وتقوية الأكياس الورقية. وأثناء سعيها للحصول على براءة اختراع، اكتشفت أن رجل آخر سرق تصميمها يدعى تشارلز عنان، الذي رأى آلتها من شهور. فقامت برفع دعوى قضائية واستخدمت مذكراتها وكراساتها لإثبات خلاف ذلك، ومنحت براءة الاختراع عام1871.
مترجم لغة الكمبيوتر (COBOL)
عندما نفكر في مراحل تطول أجهزة الكمبيوتر، يخطر على بالنا أسماء رجال مثل تشارلز باباج وآلان تورينغ وبيل غيتس. ولكن الأميرال جريس هوبر موراي تستحق الثناء لدورها في صناعة الكمبيوتر. فقد درست في جامعة هارفارد وانضمت إلى الجيش عام 1943، وعملت في برنامج "IBM's Harvard Mark I"، وهو الأول من نوعه في الولايات المتحدة. كانت الشخص رقم 3 في هذا البرنامج، واخترعت جهازاً يترجم الأوامر باللغة الإنكليزية إلى رموز الكمبيوتر. ويعني هذا الجهاز أن المبرمجين يمكن أن يخلقوا رموزاً بسهولة وبعدد أقل من الأخطاء. وأشرفت الأميرال أيضاً على تطوير اللغة الموجهة نحو الأعمال التجارية المشتركة (COBOL)، وهي واحدة من أولى لغات برمجة الحاسوب. وتلقت موراي العديد من الجوائز لعملها وأطلق اسمها على سفينة حربية أميركية.
سائل التصحيح
لم تكن بيت سميث غراهام تكتب بشكل جيد على الآلة الكاتبة، ومع ذلك ترقت في المناصب حتى أصبحت رئيس مجلس إدارة أحد البنوك بولاية تكساس. كان ذلك في الخمسينيات عندما تم اختراع الآلة الكاتبة الكهربية، وكانت تستخدم الكربون في الكتابة والذي يصعب محوه وبالتالي يصبح من الصعب تصحيح الأخطاء. وفي أحد الأيام شاهدت غراهام العمال وهم يكتبون على نافذة البنك بهذه الآلة ولاحظت أنه كلما أخطأوا محوا هذا الخطأ بالطلاء. ورأت أنه يمكن تجنب هذا عن طريق تصميم تقنية فيها تقوم بذلك. وباستخدام خلاط، مزجت غراهام بين طلاء مع صبغة عليه علامة شركتها، ثم أخذته إلى العمل، وباستخدام فرشاة لألوان مائية جميلة كانت قادرة على محو الأخطاء على الجدران بسرعة. وأخذ باقي الموظفين يطالبون بهذا الطلاء التي استمرت غراهام تنتجه في مطبخها. لقد رفدت غراهام من عملها بسبب قضائها كثير من الوقت تحضر هذا الطلاء إلا أنها استمرت ونجحت في تطويره إلى أن حصلت على براءة اختراع عام 1958. ورغم تطور الآلات الكاتبة، إلا أن العديد من الناس لا يزال لديهم زجاجة أو اثنين للسائل الأبيض الذي اخترعته غراهام.
رقائق الكوكيز بالشوكولا
كانت روث ويكفيلد تعمل محاضرة تغذية وقد حولت هي وزوجها منزلهما إلى فندق ومطعم. وفي عام 1930، بدأت ويكفيلد في تقديم رقائق الكوكيز بالشوكولا للنزلاء والزبائن. فقد جاءت بشوكولا نستله وقطعتها إرباً في قطعة من العجين حتى تذوب إلى أن تصبح رقائق. واكتسبت هذه الرقائق شهرة واسعة بين المسافرين والنزلاء في الفندق.
المنشار المستدير
في أواخر القرن الثامن عشر، ظهرت طائفة دينية عرفت باسم Shakers. كانت هذه الجماعة تعيش على مبادئ عامة مثل المساواة بين الجنسين والعمل الشاق. وكانت تابيثا بابيت واحدة من أفرادها بولاية ماساشوستس. وفي عام 1810، قالت إن لديها طريقة لتخفيف العبء عن إخوتها. فقد رأت إخوتها يعانون من قطع الخشب، فوضعت نموذجاً لمنشار مستدير يسهل عليهم قطع الخشب. ولم تتقدم بابيت بطلب للحصول على براءة اختراع.
0 التعليقات :
إرسال تعليق