ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن سقوط أكثرمن 400 قتيل في مدينة حمص منذ يوم الجمعة الماضي، جراء المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين السوريين، وحوالي 100 قتيل سقطوا يوم أمس، متوقعا ارتفاع الأعداد نتيجة وجود حالات حرجة جدا في صفوف الجرحى وافتقار المستشفيات الميدانية للمواد الطبية الأساسية وتردد المصابين في اللجوء للمستشفيات الحكومية خوفا من التعرض للاعتقال. وأكد عبد الرحمن أن عددا كبيرا من المدن السورية تقصف وينكل بأبنائها، لافتا إلى أنه من الظلم حصر المشهد ككل في مدينة حمص، قائلا : هناك مناطق ملتهبة على الحدود السورية - الأردنية كما يتم ضرب أريحا في إدلب بالدبابات، كما أن مناطق ريف حلب وريف دمشق ودرعا تتحرك.
وكانت أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة وكرم الزيتون وحي الرفاعي ووادي العرب في مدينة حمص تعرضت أمس ومنذ ساعات الصباح الأولى لإطلاق نار وقصف صاروخي وبغزارة، مما أدى وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لمقتل أكثر من 50 بينهم 3 عائلات يبلغ عدد أفرادها 20 شخصا «استشهدت ليل الثلاثاء - الأربعاء على يد الشبيحة في أحياء السبيل والنازحين». وأوضح المرصد أن «إحدى هذه العائلات مكونة من 5 أشخاص بينهم فتاة (15 عاما) وطفلان (5 و7 سنوات)»، مضيفا أن «العائلة الثانية مكونة من سبعة أشخاص، فيما تتكون الثالثة من ثمانية أفراد». وتابع أن «القتلى سقطوا برصاص الشبيحة» الذين اقتحموا منازلهم في كرم الزيتون والسبيل المتاخمة للأحياء المعارضة في حمص.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله أن أفراد هذه العائلات «ذُبحوا بالسكاكين وطعنوا بأدوات حادة على يد عناصر الأمن والشبيحة الذين اقتحموا منازلهم في حي السبيل». وأضاف أن الأشخاص ينتمون إلى عائلات غنطاوي وتركاوي وزامل.
ووصف رئيس المجلس الأعلى للثورة السورية وليد فارس الوضع الإنساني في حمص بـ«المخيف للغاية»، قائلا «صراخ الأطفال والنساء يملأ الأرجاء»، متحدثا عن «نقص في المواد الإسعافية بالإضافة إلى الكادر الطبي والمواد الغذائية». وأضاف «الناس تعاني من قسوة البرد لعدم توافر مواد للتدفئة كما أن التواصل بين الأحياء في مدينة حمص صعب للغاية بسبب استمرار القصف العنيف وعمليات القنص، والشهداء دفنوا في مقابر جماعية وفي الأحياء لصعوبة التنقل خارجها».
وصعد الجيش السوري النظامي من عملياته العسكرية في عدة أحياء من مدينة حمص لليوم الرابع على التوالي، وذلك بالتوازي مع تصعيد في تلبيسة والرستن ودرعا والزبداني وإدلب، حيث سجل قصف يوم أمس كثيف في تلك المناطق، وفي حصيلة أولية، قال ناشطون إن عدد ضحايا نهار أمس تجاوز الـ70 قتيلا بينهم 20 طفلا خديجا في حاضنات مشفى الوليد الذي تم قطع الكهرباء عنه عمدا. من جانبها استمرت وسائل الإعلام الرسمية في نفي تلك الأنباء، والحديث عن عمليات إرهابية تقوم بها مجموعات إرهابية مسلحة ضد قوات حفظ النظام في حمص وأريحا في إدلب والرستن، وأن تلك المجموعات قامت بقصف قذائف «هاون» على مصفاة البترول في حمص وقامت بعمليات نهب وتكسير للمحلات في حي بابا عمرو، كما نفت وزارة الصحة السورية عبر التلفزيون السوري وفاة 20 طفلا خديجا، وقالت «لا صحة إطلاقا لما تروجه بعض القنوات التحريضية عن حدوث 20 حالة وفاة لأطفال خدج في حمص نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ونقص الأكسجين».
ميدانيا، جددت قوات الجيش النظامي القصف على حيي بابا عمرو والخالدية في حمص منذ الصباح الباكر يوم أمس، مستخدمة قذائف «الهاون» والصواريخ، التي أصابت مدنيين في الحيين، بحسب ما قاله ناشطون أكدوا أن قوات الجيش النظامي قامت أمس باقتحام حي الإنشاءات وشنت حملة تمشيط للحي، وبعد الظهر عادت قذائف الهاون للتساقط مجددا مع تسجيل انسحاب لقوات الجيش مسافة نصف كيلومتر من الحي من جميع الجهات، وذلك بعد محاولته اقتحام حي بابا عمرو، حيث دوت انفجارات القذائف المدفعية في كل أرجاء المدينة. وتساقطت عدة قذائف «هاون» على مصفاة البترول في حمص وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها، وقال ناشطون إن أكثر من «800 شهيد سقطوا في حيي بابا عمرو والخالدية منذ بدء الأحداث»، وعن الأوضاع في حمص، ذكرت مصادر محلية من السكان أن مداهمات جرت لحي السبيل وجرت هناك «تصفيات لعائلات بأكملها في أعمال انتقامية».
ووجه طبيب في مشفى ميداني نداء للصليب الأحمر والهلال الأحمر للمجيء إلى حمص للمساعدة في إنقاذ الجرحى، قال هناك متطوعون مدنيون يساعدون في إنقاذ الجرحى، ولكن الإمكانيات المتوفرة شحيحة جدا ونضطر لبتر أطراف المصابين لعدم توفر الإمكانيات، وقد تعطلت الأجهزة الطبية بسبب استهداف المشافي الميدانية، كما أن انقطاع الكهرباء يزيد الأمور تعقيدا، كما لا يمكن نقل الجرحى إلى أماكن أخرى خارج حيي بابا عمرو والخالدية لصعوبة ذلك بسبب وجود قناصة وتربص قوات الأمن التي تقوم باعتقال حتى جثث الموتى». وفي السياق ذاته، تحدث سكان عن استهداف الأفران ومصادرة الأغذية من المخازن والبيوت، لفرض حالة من التجويع على السكان لتعاطفهم مع «الجيش الحر».
وشهدت مدينة الرستن القريبة من حمص قصفا مدفعيا عنيفا بعد ظهر يوم أمس، وقال ناشطون إن مدينة الرستن قصفت «بمدفعية الميدان وراجمات الصواريخ الموجودة قرب تلبيسة وتساقطت عشرات القذائف على الكثير من المباني المدنية والحكومية في محاولة لاستهداف (الجيش الحر) الذي سيطر على المدينة وأسفر القصف عن إصابة العشرات من المدنيين رغم نزوح عدد كبير من السكان من المناطق المستهدفة».
وفي حوران، جنوب البلاد، تعرضت الكثير من بلدات ريف درعا لقصف مدفعي أمس، وقال ناشطون إن النظام راح يقصف في درعا بعض القرى لتشتيت التركيز على حمص، حيث تجري العمليات الأعنف.
وقامت قوات الأمن والجيش النظامي أمس باقتحام قرية عدوان، وسط إطلاق نار كثيف، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من القرية، وقيل إن عمليات حرق لممتلكات الأهالي جرت هناك، وفي بلدة تسيل قتل شخص برصاص قوات الأمن والجيش النظامي وأصيبت عشرات المنازل بقصف عشوائي أطلق من الرشاشات الثقيلة على البلدة، وقدر عدد الدبابات التي حاصرت بلدة تسيل أمس بـ45 دبابة، حيث تعرضت لقصف مدفعي هي وطفس ونوى، من مسافات بعيدة كانت كافية لإحداث ضرر في الكثير من المنازل والمحال التجارية. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة جرت في بلدة طفس مع «الجيش الحر»، وتم تدمير دبابة بالكامل بمن فيها من جنود، أما باقي البلدات فقد تم قصفها من بعيد، وقد نزح الكثير من السكان باتجاه الحدود مع الأردن. كما لفت الناشطون إلى أنه تم تغيير الكادر الطبي في مشفى الصنمين، حيث احتل من قبل عناصر من الجيش النظامي، وذلك بعد إغلاق العيادات الطبية الخارجية، وزيادة عدد سيارات الإسعاف وناقلات الجرحى في قسم الإسعاف، وإخلاء المشفى من المدنيين والجرحى، فيما يبدو تحضيرا لعمل عسكري كبير.
وفي ريف دمشق، استمر سماع أصوات القصف في محيط مدينة الزبداني المحاصرة من الخارج بينما ينتشر «الجيش الحر» بالداخل بأسلحة خفيفة بعد نزوح غالبية السكان، مع انقطاع للمياه والكهرباء والاتصالات الجوالة، وقال ناشطون إن أشخاصا حاولوا أمس تهريب مساعدات إنسانية للمدنية تم استهدافهم بقصف أسفر عن إصابة 50 شخصا بجروح، وفي إصرار على تشديد الحصار على الزبداني قامت قوات الأمن أمس باعتقال صاحب فرن آلي مع عماله لأنه حاول فتح الفرن وتشغيله.
وتحدث مصادر إعلامية في الثورة السورية، عن سقوط أكثر من 150 قذيفة على الأحياء السكانية في الحي الغربي من الزبداني، وعن تمكن «الجيش الحر» من تدمير 3 دبابات وعدد من سيارات «الزيل» العسكري التابعة للجيش، ومقتل العشرات من عناصره ومصادرة أسلحتهم، بينهم الضابط علي حبيب حمدان واعتقال ضابط آخر. إلا أن التلفزيون السوري نفى ما قيل عن قصف الزبداني بـ100 قذيفة، وقال إن «الأصوات التي تسمع هي لقذائف الهاون التي تستخدمها العصابات المسلحة»، وقال ناشطون إن شخصا قتل في مضايا وآخر بالزبداني جراء القصف.
وفي مدينة المعضمية في ريف دمشق، جرت عمليات دهم واعتقالات ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف في أرجاء المدينة.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب) جرى قصف على مدينة أريحا في وقت وصلت فيه تعزيزات عسكرية كبيرة إلى بلدة حاس استعدادا لفرض حصار عليها، وفي مدينة كفر نبل أصيب العشرات نتيجة إطلاق نار عشوائي أمس.
----------------
صحف
0 التعليقات :
إرسال تعليق