حكومة البشير تكشف عن أن الخطة «ب» ضد جوبا بالضغط الاقتصادي ودعم المتمردين
بدأت دولتا السودان وجنوب السودان الخطوات العملية للدخول في مواجهة مسلحة بينهما، حيث رفع رئيس الدولة حديثة الاستقلال سلفا كير ميارديت درجة الاستعداد القصوى وسط كل الوحدات العسكرية للجيش الشعبي، داعيا لتعبئة الشعب لمواجهة المهددات والمخاطر التي تحيط بالبلاد، بعد إعلان الرئيس السوداني عمر البشير أن الأجواء بين الدولتين أصبحت أقرب للحرب من السلام، محذرا الخرطوم من خوض حرب ضد بلاده، في وقت كشفت الخرطوم عن أن الخطة «ب» التي كان قد أعلن عنها وزير الخارجية السوداني علي كرتي تعتمد على الضغط الاقتصادي ودعم المتمردين الجنوبيين.
وقال كير الذي خاطب جيش دولته في القيادة العامة في قاعدة «بلفام» أمس إن الجيش سيبدأ انتشاره على طول الحدود المشتركة مع دولة السودان، داعيا الجيش والقوات النظامية الأخرى وشعب الجنوب لتوخي الحذر والاستعداد للدفاع عن أراضي البلاد وسيادتها ومواردها، معتبرا أن تلويح البشير بالحرب يعني إعلانها بشكل رسمي من جانب الخرطوم. وقال إن البشير يحشد قواته على حدود دولة الجنوب لغزوها بهدف إعادة ضمها إلى دولة السودان بالقوة بعد أن فقد النفط. وأضاف أن البشير يواجه مشكلات اقتصادية وحروبا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وعليه أن يحل أزماته الداخلية بعيدا عن دولة الجنوب. وتابع «إذا أدخل البشير قواته إلى جوبا فأين سيضعها؟ وإذا جاءت قواته بالسيارات ودخلت منطقة جودة في الحدود فإنها ستواجه قواتنا هناك، وإذا حاولت القوات المسلحة الدخول عبر جنوب كردفان فإنها ستواجه قوات عبد العزيز الحلو هناك وبعدها ستواجه قواتنا»، وقال إن بلاده ستدافع عن حدودها وسيادتها بجنودها وشعبها كما دافعت عن أراضيها خلال الحرب الأهلية لخمسين عاما مضت إلى أن نال الشعب استقلاله في يوليو (تموز) الماضي.
وحذر كير الخرطوم من خوض الحرب ضد بلاده، وقال إن الحرب ليست في مصالحة الشعب السوداني أو الإقليم، وأضاف «على البشير الابتعاد عن طريق الحرب وأن يوقف دعم الميليشيات الجنوبية وأن يحل مشكلاته في دارفور والمناطق السودانية الأخرى وليس خوض الحرب ضد الجنوب»، داعيا شعب جنوب السودان إلى احترام السودانيين المقيمين في دولته وعدم المساس بهم وبمصالحهم في الجنوب مهما كان، وتابع «سنقدم حكومة السودان والشركات التي اشترت نفط بلادنا الذي سرقته الخرطوم إلى المحكمة».
من جانبه كشف الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح في تصريحات صحافية عن تفاصيل الخطة «ب» للتعامل مع دولة جنوب السودان في حال عدم استجابتها للخطة «أ» التي يتم التعامل بها حاليا، وقال إن الخطة «ب» تعتمد على الضغط الاقتصادي ودعم المتمردين، وأضاف أن الخطة الجديدة تتعلق بأن يلجأ السودان إلى الضغط اقتصاديا على دولة جنوب السودان ومساندة متمردي الدولة الجديدة، وذلك في حال استمرار حكومة جوبا في دعم الحركات المتمردة على السودان، مشيرا إلى أن بلاده تعتزم إطلاع دول الإقليم على جهودها من أجل إقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية وحسن جوار مع دولة جنوب السودان طيلة الفترة الماضية لإشهاد العالم على النوايا الحسنة للسودان، وقال إن بلاده بذلت كل ما تستطيع ولم تكافأ إلا بالعمل ضدها من قبل الدولة الوليدة.
إلى ذلك قال متمردون سودانيون يوم الاثنين إنهم سيفرجون «قريبا» عن 29 عاملا صينيا احتجزوهم في ولاية جنوب كردفان الحدودية حيث يقاتل الجيش المتمردين منذ شهور.
وكان متمردون من الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) قد اختطفوا عمال البناء الصينيين الشهر الماضي في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط والمتاخمة لجنوب السودان الذي حصل على استقلاله مؤخرا. وقال ارنو نجوتولو لودي المتحدث باسم المتمردين «سيتم الإفراج عن العمال الصينيين قريبا والمحادثات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) والحكومة الصينية مستمرة»، وأضاف أن الغارات الجوية التي يشنها الجيش السوداني تعرقل الإفراج عن الرهائن، مشيرا إلى أن حركته تنتظر الآن اتفاقا بين السودان والصين لترتيب تسليمهم. ولم يتسن الاتصال بالجيش السوداني للتعقيب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين للصحافيين في بكين إن دبلوماسيي السفارة على اتصال بالعمال عن طريق الهاتف، وأضاف «في الوقت الحالي المختطفون في صحة جيدة وحالتهم المعنوية لا بأس بها وجهود إنقاذهم جارية. الصين تستخدم قنوات متنوعة وتتخذ كل الإجراءات اللازمة حتى تبدأ عمليات الإنقاذ لكنني لا أستطيع الكشف عن التفاصيل لأسباب أمنية .-----------------
الشرق الأوسط
0 التعليقات :
إرسال تعليق