Featured Video

إرسال تعزيزات عسكرية موالية للقذافي إلى المناطق المحاذية لجنوب تونس

آلاف الفارين يحدثون فوضى في رأس جدير * مفوضية اللاجئين: الوضع الإنساني بلغ مرحلة الأزمة

ضابط تونسي يحاول أن يهدئ من روع مصريين على المعبر الحدودي رأس جدير هربوا من ليبيا بسبب الاضطرابات فيها (رويترز)
طرابلس - رأس جدير - لندن: «الشرق
الأوسط»
أفاد شهود عيان بأن تعزيزات عسكرية موالية للزعيم الليبي معمر القذافي أرسلت أمس إلى 
المناطق المحاذية لجنوب تونس، بعد أن كانت القوات الموالية للقذافي غادرت هذه المنطقة الأحد والاثنين الماضيين.
وأفاد ثلاثة شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، عادوا من هذه المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس، بأن جنودا وصلوا أمس إلى مركز واسن الليبي الحدودي مع تونس، الذي كان عناصره العسكريون المكلفون بحمايته غادروه الأحد.
وأضاف أحد الشهود، طالبا عدم كشف هويته، «شاهدت نحو 20 عسكريا في واسن بينما لم يكن يوجد أي عسكري في هذا المركز أمس (أول من أمس). إنهم جنود من الجيش النظامي وبعضهم يضع المنديل الأخضر على رقبته وكانوا مسلحين برشاشات كلاشنيكوف ومن دون آليات عسكرية».
وتابع الشاهد نفسه: «لدى مغادرتي باتجاه الصحراء الليبية شاهدت آليتين تتجهان صوب واسن وعلى متنهما نحو 40 جنديا».
وأوضح هؤلاء الشهود أيضا أن أعلاما خضراء رفعت على المركز الحدودي، وهو العلم الذي يحمله عادة أنصار الزعيم الليبي.
إلى ذلك، أطلق حرس الحدود التونسي النار في الهواء أمس في محاولة للسيطرة على حشد يحاول اجتياز معبر حدودي فرارا من العنف في ليبيا.في الوقت الذي حذرت فيه مفوضية اللاجئين من أن الوضع الإنساني على الحدود التونسية مع ليبيا بلغ مرحلة الأزمة.
ويسمح حرس الحدود للقادمين وأغلبهم أجانب يعملون في ليبيا بالمرور من معبر رأس جدير لكنه لا يتمكن من إنهاء إجراءات العبور بالسرعة الكافية لمواكبة الأعداد المتوافدة.
وقام حرس الحدود بتجميع الحشد عند جدار إسمنتي يفصل بين المواقع الحدودية الليبية والتونسية ويفتح من حين لآخر بوابة معدنية زرقاء للسماح لمجموعة صغيرة بالمرور.
لكن البعض ألقى حقائبه من على الجدار وحاول تسلقه مما دفع حرس الحدود إلى ضربهم بالعصي ثم إطلاق النار بصورة متكررة في الهواء.
وشاهد مراسل «رويترز» فرقا طبية من الهلال الأحمر وهي تنقل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص من بين الحشد بعد أن أصيبوا بالإغماء بسبب التدافع وتطوع البعض بإلقاء زجاجات مياه عبر الجدار إلى جموع المحتشدين.
وقال أيمن غرايبة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: «الوضع سيزداد سوءا على ما يبدو. سيهدمون الجدار في النهاية».
وأضاف: «نحاول الحصول على مساعدة الجانب الآخر (الليبي) لتخفيف الضغط على الجدار».
وفر عشرات الآلاف وأغلبهم عمال أجانب من ليبيا منذ شنت قوات الأمن حملة عنيفة للقضاء على انتفاضة ضد حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود.
وشوهدت مظاهر الفوضى على الجانب التونسي من الحدود أيضا حيث تساءل آلاف المصريين الذين عبروا من ليبيا لماذا لم ترتب حكومتهم أمر إعادتهم؟
وقال مصري في مخيم على بعد خمسة كيلومترات من الحدود «متى سينقلوننا من هنا. لا يمكننا قبول هذا». وأضاف: «أعطوني جملا. سآخذ جملا. أريد فقط العودة لبلادي».
ولا يملك كثيرون ممن تقطعت بهم السبل عند الحدود المال اللازم لدفع تكاليف العودة إلى بلادهم. ويبيت بعضهم في العراء منذ أيام في أجواء باردة ورطبة.
ووسعت مفوضية اللاجئين مخيمها قرب الحدود الليلة قبل الماضية حيث نصبت خياما يمكنها أن تستوعب عشرة آلاف شخص. وتعمل المفوضية على نصب مزيد من الخيام لزيادة سعة المخيم إلى 20 ألفا.
وقال هوفيج اتيميزيان من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين: «التوتر يتزايد لكنها سلطات الحدود التونسية، لم تفقد السيطرة بعد».
وتابع اتيميزيان في المخيم حيث نصبت 500 خيمة بيضاء الليلة قبل الماضية، تسع كل منها عشرة أشخاص: «المياه والصرف الصحي مشكلة كبرى والمراحيض ستكون المشكلة الكبرى القادمة».
وقال عقيد بالجيش التونسي إن قواته تسيطر على تدفق القادمين عبر الحدود لكن على الحكومات الأجنبية فعل المزيد لنقل رعاياها إلى بلادهم.
وقال العقيد محمد السوسي إن الأمر يتطلب إجلاء الفارين بأسرع وقت ممكن، مضيفا أن نقطة الضعف الرئيسية تتمثل في النقل خاصة الجوي والبحري.
وفي الوقت الذي أكد فيه مسؤول مصري أمس أن إجمالي عدد المصريين الذين عادوا للبلاد عن طريق البر والبحر والجو بلغ 90 ألفا و500 مصري، وأن مصر تعد أكبر دولة قامت بعملية إجلاء لرعاياها في ليبيا، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة، إن تونس لم تغلق الحدود بينها وبين ليبيا أمام المواطنين المصريين الفارين من ليبيا، مشيرا إلى وجود ما يقرب من 20 ألف مواطن مصري على الحدود التونسية - الليبية راغبين في العودة إلى مصر.
وأشار إلى وجود ما بين 15 ألف مصري إلى 20 ألفا في مطار طرابلس يريدون العودة إلى مصر، موضحا أنه تم أمس تسيير 24 رحلة طيران تابعة لمصر للطيران إلى ليبيا، وكانت كالتالي: 17 طائرة إلى مطار طرابلس، واثنتان إلى سرت، وخمس رحلات إلى سبها.
وأضاف أن هناك جسرا جويا بين مطار القاهرة ومطار جربة في تونس لنقل المصريين الفارين من ليبيا إلى تونس وإعادتهم إلى مصر، مشيرا إلى أنه تم تسيير 39 رحلة جوية لهذا الغرض.
وأشار إلى أن إحدى السفن التابعة للقوات المسلحة قد أبحرت أمس من ميناء جرجيس التونسي وعلى متنها 110 مصريين كما كان منتظرا أن تبحر سفينة أخرى أمس، بالإضافة إلى أن سفينة أخرى تابعة للشركة الوطنية للسياحة في تونس على متنها 2200 مصري، وذلك مساعدة من منظمة الهجرة الدولية التي تكفلت بهذه السفينة.
ونفى ما تردد في بعض وسائل الإعلام حول استخدام بعض الأجانب في ليبيا لطائرات مصر للطيران المخصصة لإعادة المصريين الراغبين في العودة من ليبيا إلى أرض الوطن.
ونفى عبد الحكم أيضا وجود أي تقصير من جانب وزارة الخارجية في التعامل مع الوضع الحالي، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية تعمل بالتنسيق مع وزارات النقل والدفاع والطيران المدني والداخلية، وأنها مقيدة بالتصاريح التي تمنحها لها السلطات الليبية، وأن مصر قادرة على تسيير أكبر عدد من الرحلات الجوية إلى طرابلس ولكن السلطات الليبية لا تمنحها التصاريح التي تسمح بذلك.
وأشار إلى أن لمصر ما يقرب من مليون ونصف المليون مواطن في ليبيا، وهو عدد كبير للغاية، ويحتاج لعمل شاق وطويل لتلبية كل رغبات العودة من ليبيا.
إلى ذلك، وجه نحو 3500 مصري حلوا مؤخرا بمدينة قابس التونسية (400 كلم جنوب العاصمة)، هربا من الأحداث الأليمة التي تعيشها ليبيا، نداء استغاثة إلى سفير مصر لدى تونس، وإلى الحكومة المصرية، طالبوا من خلاله بالإسراع في إجلائهم إلى بلادهم في اقرب الآجال. وكان منتظرا أن تقلهم سفينة مصرية مساء أمس إلى بلادهم.
وعلى صعيد ذي صلة، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أنها مازالت عاجزة عن الوصول إلى مناطق واسعة من ليبيا بعد أسبوعين من بدء الأزمة.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة، آنا نيلسون: «حان الوقت لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان ويمكن للهيئات الإنسانية أن تدخل باقي مناطق البلاد، وتساعد هؤلاء المحتاجين» داعية الجانبين في ليبيا إلى «عدم مهاجمة المرضى والأطباء».
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكبر مصدر للقلق هو غرب ليبيا حيث من الصعب الوصول إليه أو الحصول على معلومات بشأن الوضع هناك. وفي بنغازي شرق ليبيا تردد أن الوضع هادئ ويجري الآن تسليم المعونات.

0 التعليقات :

إرسال تعليق