أنور يوسف عربي
arabianwar@yahoo.co.uk
لقد عرف الدبلوماسيون بأنهم رسل الحكمة والعقل ،فهم الذين يمثلون أوطانهم أمام المحافل الدولية ويحملون الدولة والنظام مغبة أي تصرف يصدر منهم ، فينبغي على الدبلوماسي أن
يكون حصيفا قادرا على إتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الصعبة ويجب أن يكون مجردا من الأهواء والنزعات الشخصية والتي قد تعصف به في المقام الأول والدولة التي أبتعثته لتولي تلك المهام في المقام الثاني ، إن مايدور الآن من أحداث على الساحة العربية لهي تداعيات للأزمة السياسية بين الدول وشعوبها ، وبما أن الدول قد تتداخل مصالحها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية عبر منظومات أيدولوجية أو فكرية أو تكيتيكية وهذا واقع لا يمكن أنكاره ، ومن ثم ان مثل هذه المصالح والإرتباطات قد تتأثر سلبا أو إيجابا،محليا أو إقليميا أو دولياوعليه تصبح للدبلوماسية دورا مفصليافي فك تلك الإختناقات وإظهار الوجه الناصع للدولة ، ولا ينبغي للدبلوماسي أن ينجرف مع تيار أهواءه وإسناد وقائع سالبة على الأوضاع وذلك بغية النيل من مجموعة ما سواء أكانت تلك المجموعة أيدولوجية أو فكرية أوسياسية موالية أو مناوئة ، وذلك لأن الغاية من الدبلوماسية هي تلطيف الأجواء وبعث روح الإنسانية لا غاية للتشفي والإنتقام والنيل من الخصم في ساعات الأزمات ، فينبغي على الدبلوماسي أن يضع نصب عينيه أن الدولة أو النظام الذي يعمل تحت خدمته لا محالة يوما إلي زوال وان للشعوب ذاكرة لا تطاله النسيان ، وأن أى قول أو فعل أوعمل سيكون في أرشيف الذاكرة ومن السهل إستدعائه في أية لحظة كما قلنا ينبغي على من يوكل إليه المهام الدبلوماسية أن يكون صادقا وأمينا ومجرداعن النزعات والأهواء ،وإن الأزمة المستحكمة الآن بالجماهيرية الليبية قد أفرزت واقعا جديدا على الأوضاع ينبغي التعاطي معه بحنكة وروية وبعد نظر ولا صب مزيدا من الزيت على النار المتأججة ، فلا أحد ينكر العلاقة الأزلية يبن الشعب الليبي والشعب السوداني من خلال الإرتباط الجغرافي والتاريخي فضلا عن العلاقات الإقتصادية التي كانت تربط بين الجماهيرية الليبية ودارفور عبر طريق مليط ومن ثم أن إنتشار العناصر الدارفورية بالجماهيرية الليبية يعد أمرا طبيعيا في إطار تبادل المصالح المشتركة، ولإن كانت هنالك مسألة سياسية دعت بعض القادة الثوريين إلي إتخاذ الجماهيرية الليبية مرتكزا لهم فهذا أمر بديهي في عرف القانون الدولي ولا يوجد بند يقضي بغير ذلك ، أما أن تقوم مجموعة سياسية بإستغلال مثل هذه مواقف لتأجيج نار الفتنة وإثارة النعرات وتأليب مجموعة ثائرة على مجموعة من المساكين الغبش قد ألقى بهم كف القدر في أتون الأزمة لأمر يأباه العرف والأخلاق والدين ولا تقره قواعد العدالة ، فينبغي على الدولة أن تسعى إلي حماية رعاياها المقيمين بالجماهيرية وخلق معابر آمنة بالتنسيق مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين بإعتبار أنها الجهة الدولية المحايدة ، وينبغي للدولة أن تحاسب كل مسئول أدلى بدلوه في إذكاء نار الفتنة بإطلاق التهم جزافا على الهواء الطلق مما قد خلق مفهوما مغلوطا للشعب الليبي عن أصحاب البشرة السمراء على أنهم مرتزقة أتو لمساندة النظام الليبي ومن ثم تقتيلهم وتروعيهم كفى فتنة ...كفى ....كفى فتنة .
==================
0 التعليقات :
إرسال تعليق