Featured Video

تحديات ســـودان ما بعــد الإنفصـــال


تحديات ســـودان ما بعــد الإنفصـــال





بات الانفصال فى استفتاء اليوم هو قرار أغلبية الجنوبيين التى قد تصل إلى ما يشبه الإجماع.. وبات السودان الوطن والتاريخ فى مهب الريح وفى دائرة الخطر شماله وجنوبه وبنفس الدرجة ...سيناريوهات ما بعد الانفصال تتمحور فى الشمال ربما حول مزيد من التشققات اذ تطل ازمة دارفور واستمرار بطء الحل لها والمشورة الشعبية المتوقعة فى جنوب كردفان وولاية النيل الازرق ومآلات ذلك
اما السيناريو فى الجنوب فربما يكون اكثر دموية وهو ما تتوقعه احدى الدراسات الأمريكية التى أعدها معهد كارنيجى للدراسات لصالح وزارة الخارجية الامريكية عنوان " الجنوب بعد الانفصال " والصادرة فى ابريل 2010 وتكرر هذا التوقع فى اكثر من دراسة وفى بعض الندوات التى نظمها مجلس الشيوخ الامريكى, وحددت توقيت اندلاع المذابح بعد مرور عام من انفصال الجنوب واستفاقة الجنوبيين من نشوة وهْم الاستقلال ويزيد لدى تحسن الأوضاع بعد الانفصال من فرص مخاطر اندلاع العنف الصراع التاريخى بين النوير والدينكا وسوف يغذى الصراع ان الدينكا تحتكر معظم مناصب الحركة وسوف تتعاظم بعد الانفصال مما يزيد من غضب النوير ثانى اكبر كتلة سكانية فى الجنوب والتى تقع معظم حقول النفط المنتجة فى أراضيها كما أن على رأس النوير زعيم متمرد بطبعه ويريد ان يكون الرجل الاول فى الجنوب بناء على نبوءة كاهن لرياك مشار الرجل الثانى فى الجنوب وقد يتحالف مع المنشق الاخر على الحركة الشعبية الدكتور لام اكول زعيم قبيلة الشلك وربما يعيد مشار واكول سيناريو تحالف عام 1991 ضد مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق
..
هذه السيناريوهات المرعبة لمرحلة ما بعد انفصال جنوب السودان مرشحة ان تمتد الى منطقة البحيرات العظمى والقرن الافريقى والى الجارة الشمالية مصر حيث سينعكس اى توتر بين الشمال والجنوب على أمنها القومى ومصالحها الاقليمية لان العداء بين شمال وجنوب السودان سيقود الى حالة من الاستقطاب الحاد فى دول حوض النيل ومنطقة القرن الافريقى وهذا لن يكون مصلحة الدول الساعية الى تعزيز التعاون والتكامل بين دول الحوض،كما سينعكس وبصورة مباشرة انفصال الجنوب على حصة مصر من المياه وسيتم اقتسام حصة مصر والسودان الحالي على الدول الثلاث وهى مصر والسودان الشمالي والسودان الجنوبى .
كافة الاحتمالات واردة
ويبدو أن مستقبل ما بعد الانفصال مفتوح على كل الاحتمالات وفى مقدمتها أن يعلن حزب المؤتمر الحاكم فى الشمال عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء لعدم إجرائها بحسب وجهة نظره فى مناخ من “النزاهة والشفافية” ويتعلل بوجود شبهات تزوير من قبل الحركة الشعبية او قيامها باستخدام قواتها الأمنية لترجيح للانفصال وهى تهمة جاهزة ويعاد إنتاجها مع كل عملية انتخابية تجرى فى دول العالم الثالث وهنا يبدأ الدور الدولى والجاهز اصلا للتدخل فى السودان كما هو حادث الآن فى ساحل العاج،وقد ترد الحركة الشعبية بإجراء مضاد وشديد القوة وتستغل التعاطف الدولى معها بإعلان الانفصال من جانب واحد!!.
الحسم العسكري ..والسيناريوهات الأسوأ
ولكن السيناريو الأسوأ أن يلجأ أي من الشريكين الى القوة العسكرية لحسم الأمر لصالحه ويعود الشمال والجنوب الى المربع الاول بعودة الحرب ، وربما تلجأ الحركة الشعبية الى اللعب فى الفناء الخلفى للخرطوم من خلال استغلال حركات دار فور المسلحة ودعم قيام انقلاب عسكرى تشارك فيه بعض الأحزاب الشمالية وربما الاستعانة بحزب المؤتمر الشعبى برئاسة الدكتور حسن الترابى والذى جرت العادة بوصفه مدبر الانقلابات فى السودان تأسيساً على دوره فى الانقلابات التى شهدتها السودان فى الربع الاخير من القرن الماضي وكان آخرها انقلاب الإنقاذ الذى جاء بالرئيس البشير الى السلطة .
ويتوافق مع ما سبق فى التقرير الخبير الاستراتيجي بجامعة الخرطوم الاستاذ الزائر بمعهد الاهرام والدراسات الاستراتيجية صلاح محمد أحمد والذى قال : إن المستقبل غامض للجنوب والشمال بنفس الدرجة وسيظل الشمال يراوح مكانه بالعودة الى الانقلابات الأمر الذى ظهر مبكرا فى تصريحات زعيم حزب المؤتمر الشعبى السوداني الدكتور حسن الترابى حيث دعا إلى اسقاط حكومة البشير !!
أما على مستوى الجنوب والتى تدور السيناريوهات ما بعد الانفصال حول عودة الحرب الأهلية بين الاثنيات المتصارعة خاصة الدينكا والنوير وبين عودة الحرب بين الخرطوم وجوبا على خلفية القضايا الخلافية التى لم يتم حسمها بعد وبين الوقوع فى براثن الأجندات الخارجية وتحوّل جوبا إلى نقطة انطلاق لكثير من القوى الخارجية لإسرائيل وأوغندا والولايات المتحدة الامريكية والتى تسعى لتنفيذ مشروعها الاستراتيجي الذى ظهر فى عصر الجمهوريين لاعادة تشكيل القيادات الافريقية وبما يحقق أهدافها للحصول على 20% من احتياجاتها النفطية من إفريقيا وان بترول افريقيا فى هذه الإستراتيجية هو الاحتياطي الاستراتيجي للحاجات النفطية للولايات المتحدة والبديل الآمن لنفط الخليج.
------------------------
قياديان معارضان: جنسية السودانى لا تزال بقرار سياسي
قال السيد نصر الدين الهادى القيادى بحزب الأمة المعارض بقيادة الصادق المهدى إن الروابط التاريخية بين الشماليين والجنوبيين لا يمكن أن تُزال بقرار سياسي. جاء ذلك تعليقًا على تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير أمس التى ذكر فيها ان الجنوبيين سوف يعاملون كأجانب اذا اختاروا الانفصال. وقال الهادى إن هناك أدلة كثيرة على التمازج العرقى فى السودان بين الشمال والجنوب من درافور غربًا فى الحدود مع إفريقيا الوسطى وحتى الكرمك التى تتاخم إثيوبيا، وظلت هذه التجمعات السكانية فى جوار، بل وتمت بينها مصاهرات. واضاف “وقناعتنا تقول إنه من الصعب اتخاذ قرار سياسى او ادارى بمنع او اعطاء الجنسية لاى سودانى، سواء كان شماليًّا او جنوبيًّا، وستثبت الأيام المقبلة مدى قدرة اى طرف سياسى فى حرمان اى مواطن من ذلك. وقال ان التوقعات تشير الى ان اى تصرف فى هذا الملف سيقود الى انبات نواة وحدة جديدة اقوى وامتن من تلاعب السياسيين بمصائر الشعوب. من جهته قال القيادى بالمؤتمر الشعبى المعار ض السيد عبد الله دينق نيال ان اعطاء الجنسية محكوم بدستور وقانون البلد المعين، وليس غريبًا ان يحمل الجنوبى او الشمالى الجنسية المزدوجة، شأنه شأن كثيرين فى العالم. وعن وضعه شخصيًّا بعد الاستفتاء قال دينق “لا أعتقد أننى سأكون لاجئًا فى الخرطوم التى عشت فيها كل حياتى”.
------------------------
لا تغيير في علم حكومة الجنوب.. والجنيه السوداني باقٍ حتى يوليو 2011
لم تتضح بعد ملامح الوجه الحقيقى لدولة جنوب السودان، ويصر قادة حكومة الجنوب على التزام الغموض، وحتى الآن لم يتحدد اسم الدولة الجديدة بصورة قاطعة، ويتراوح ما بين الأماتونج، أو النيل، أو دولة السودان الجديد، وهو الشعار الذى كان يحلم به مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق، ولكن من المؤكد أن كلمة جنوب السودان ستكون ضمن مفردات اسم الدولة الجديدة، والأغانى التى يتم بثها الآن فى الجنوب تشير الى الاسم الجديد مثل عبارات: دع الجنوب ينطلق.. دع الجنوب يمر .. دع الجنوب يحقق الحلم..
وطبقًا للمعطيات الموثوقة فإن حكومة الجنوب سوف تحتفظ بعملة السودان الموحد (الجنيه) حتى نهاية المرحلة الانتقالية فى 9 يوليو 2011، وهو الموعد المحدد لبدء تطبيق نتائج الاستفتاء، ولكن لها علم مختلف، وهو العلم الذى يتم رفعه على مقار حكومة الجنوب، ومن المرجح إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بمجرد بدء قيام الدولة الجديدة، وسوف تتقدم بطلب للجامعة العربية بهدف الانضمام إليها، واستمرار احتفاظها بمقعد المندوب فى حال رفض الجامعة قبولها، أو فى حالة اعتراض الخرطوم، أو أى دولة عربية أخرى. ويكفى التأكيد على هذه العلاقات القوية أن للجنوب مندوبًا دائمًا فى جامعة الدول العربية هو السفير فرمينا مكويت منار.
فرامينا مكويت منار المندوب الدائم لحكومة جنوب السودان بالجامعة العربية.
------------------------
البشير: إذا اختار الجنوبيون الانفصال سيعاملون كأجانب في الشمال
قال الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير أمس أن الجنوبيين الموجودين في الشمال سيعاملون كأجانب فى حال الانفصال عبر الاستفتاء الذى يجرى اليوم بمشاركة 4 ملايين فى الجنوب، و115 الف جنوبى فى الشمال، وأضاف البشير «تقرير مصير السودان حق أعطي حصريًّا للمواطن الجنوبي، وإذا قرروا تقسيم البلاد لدولتين وقيام دولة خاصة بهم ليس هناك موجب “لإقامتهم” في الشمال.
وأضاف «هم يتحدثون أن المواطن الجنوبي في الشمال مهمش ومن الدرجة الثانية، فلماذا تريد أخذ جنسية دولة تهمشك؟». ليتدارك بالقول «أمّا إن أرادوا الإقامة في الشمال والتمتع بكل الحقوق فليتوحد السودان، وليس هناك منطق يجعلهم يأخذون نفس الحقوق والامتيازات بالشمال»، مشددًا على أن «مسألة الجنسية المزدوجة غير واردة بالنسبة لنا».
وأوضح البشير أن «الوجود الجنوبي في الخدمة العامة والعسكرية والأجهزة الأمنية نسبته 20%، وهذه الحكومة هي حكومة شمال السودان فكيف يأخذون منها نسبة الـ20% وهي حق حصري لمواطن الشمال؟». وتابع «هناك وجود جنوبي في الشمال ولديهم حقوق وليس هناك مواطن جنوبي سيطرد إلاّ إذا خالف القوانين، أي مواطن جنوبي سيكون له حرية الإقامة والتحرك والتملك في الشمال، وأي مواطن شمالي في الجنوب ستكون له نفس الحقوق».
قبل ساعات من استفتاء تقرير المصير،وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس السبت، إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، على وقع تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير بأن سكان جنوب السودان «سيعاملون كأجانب» في الشمال في حال الانفصال.
الى ذلك وصلت كلينتون للمتابعة عن كثب إجراء الاستفتاء، فيما نصحت الولايات المتحدة رعاياها القاطنين في السودان بتوخي الحيطة والحذر، وعدم التنقل بين مناطق البلاد. وحثت فى بيان لخارجيتها الأمريكيين «بتقييم الأخطار بدقة قبل الانتقال» بين مناطق البلاد.
وأضاف البيان «حتى وإن كان الوضع نسبيًّا هادئًا، فإن الفترة التي ستلي الاستفتاء قد تشهد عدم استقرار سياسي، واضطرابات مدنية، وهجرة أشخاص بين الشمال والجنوب».
------------------------
الجنوب: سلفاكير يستبق الاستفتاء بإصدار 16 قانونا على علاقة بالوضع الدستوري
انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف أمس في جوبا عاصمة الجنوب عشية الاستفتاء حول مستقبل جنوب السودان وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية إلى التصويت إلى جانب الانفصال التي أقيمت أمس الاول توقفت كل هذه المظاهر بناء على تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت أي دعاية في اليوم الأخير ما قبل الاستفتاء. ولم يسجل في كامل الجنوب أي نشاط داعٍ إلى الوحدة طيلة الفترة المخصصة للحملة الانتخابية في الجنوب. وانتشر حوالى 5 آلاف عنصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان ومن الشرطة الجنوبية في شوارع جوبا استعدادا للحدث الكبير اليوم، وكان هؤلاء الجنود قد تلقوا تدريبات خاصة لحفظ الامن انتهت مطلع ديسمبر الماضي.
سلفاكير قام مساء الجمعة بالتوقيع في جوبا على 16 قانونًا لها علاقة بالوضع الدستوري للجنوب خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء، وكأنه بذلك يستبق نتيجة الاستفتاء. وتتناول هذه القوانين بشؤون دمج المسرّحين من الجيش الشعبي في المؤسسات المدنية والدفاع المدني والمؤسسات المدنية ومعاملة معاقي الحرب والسجون والمواصفات والمقاييس. وبعد التوقيع قال وزير الشؤون القانونية في حكومة جنوب السودان جون لوك جوك إن هذه الخطوة «تأتي ضمن ترتيبات الحكومة لمواجهة الأوضاع في فترة ما بعد الاستفتاء». وأضاف أن الجنوب الذي ما زال يرتبط بقوانين ودستور دولة السودان الموحدة سيحتاج إلى صياغة وسن قوانين خاصة به، لأن «القوانين الحالية ستصبح قوانين دولة أجنبية في حال اختيار الجنوبيين للانفصال، وهو ما سيخلق فراغا قانونيا نحاول ملأه بهذه القوانين». إلى ذلك أعلن مسؤول عسكري في الجيش الشعبي لتحرير السودان أن أربعة أشخاص على الاقل قتلوا في هجوم قام به مسلحون تابعون لفصيل جنوبي متمرد صباح امس على قوات هذا الجيش في ولاية الوحدة الجنوبية. وقال فيليب اغوير المتحدث باسم الجيش الشعبي «هاجم رجال مسلحون الجيش الشعبي لتحرير السودان وقد وقع 6 قتلى».
وأفادت مصادر متطابقة ان الهجوم وقع في ساعة مبكرة في إقليم مايوم في ولاية الوحدة، التي توجد فيها منشآت نفطية. واتهم الجيش الشعبي عناصر تابعة لزعيم ميليشيا مناهض للجيش الشعبي يدعى غاتلواك غاي بالوقوف وراء هذا الهجوم. وكان عناصر تابعون لغاتلواك غاي شنّوا الربيع الماضي سلسلة هجمات على مواقع للجيش الشعبي في ولاية الوحدة التي تقع بموازاة الحدود مع الشمال. واتهم الجيش الشعبي في حينه القوات الحكومية في الخرطوم بتقديم الدعم لهذه الميليشيا.
------------------------
خبير في الشؤون السودانية: أبيى “كشمير” جديدة بالسودان
انفصال جنوب السودان عن شماله بات أمرًا حتميًّا سيقرره استفتاء اليوم، وخبراء الإسترا تيجية، والمتخصصون فى الشأن السوداني يطرحون سيناريوهات عدة حول المآلات المختلفة بعد الاستفتاء لكل من الشمال والجنوب، وتأثير ذلك على أقاليم أخرى بالبلاد مثل: دارفور، وجنوب النيل الأزرق، وشرق السودان، ولاستجلاء ذلك طرحنا الأمر على الخبير الإستراتيجى ورئيس وحدة أبحاث السودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور هانى رسلان وبدأنا بالسؤال عن:
*
هل شمال السودان قابل للتقسيم بعد انفصال الجنوب؟
..
نعم الانفصال قابل للتكرار فى شمال السودان ما لم تقم حكومة لخرطوم بمعالجات جادة وسريعة، وأقول ان ازمة دارفور مازالت تبحث عن حل ولم ترواح مكانها منذ اندلاعها فى منتصف 2002، رغم عبورها خمس محطات فى محاولات البحث عن حل هى محطات: ابيشى2003، انجامينا 2004، اديس أبابا 2004، أبوجا 2006، الدوحة 2008 -2010، وهذا الاستعصاء على الحل يعود لاسباب مختلفة مثل تركيبة المجتمع الدارفورى، ومنها انشقاقات وتشظى الحركات المسلحة، كما يعود أيضًا الى اسباب اقليمية ودولية وتعارض هذه الاجندات للمتدخلين فى هذه الازمة مثل تشاد، ليبيا، فرنسا، اسرائيل، بريطانيا، اريتريا، الإعلام الغربى، منظمات المجتمع المدنى، المحكمة الجنائية الدولية، ومنظمات الاغاثة الدولية، وكل واحد من هؤلاء يمثل دورًا فاعلاً فى دارفور وله أجندة، قد تلتقى أو تتعارض مع الاجندات الاخرى، وهذا قد يقود الى ترسيخ الازمة ونقلها الى طور جديد بعد انفصال الجنوب بتجسيد المطالبة بحق تقرير المصير لاقليم دارفور مع استمرار الفشل فى الوصول الى حل للازمة، ولن يكون مستبعدًا ان نجد المطالبة بتقرير مصير دارفور يطرح بشكل جدى فى مرحلة ما بعد الانفصال، وهو كان يطرح فى السابق على استحياء وبغرض الضغط السياسى على حكومة الخرطوم، أيضًا الشمال يواجه احتقانات فى مناطق اخرى وبنسب متفاوتة، وخاصة ما يعرف بمشروع المشورة الشعبية فى منطقتى جنوب كردفان، والنيل الازرق، وهو ما تروج له بعض قيادات الحركة الشعبية بأنه تقرير مصير للمنطقتين، ناهيك عن مشكلة أبيي الغنية بالنفط والتى من المرحج ان تكون كشمير جديدة بين شمال السودان وجنوبه.
*
هل يتم إنتاج حرب اهلية فى جنوب السودان؟
بصفة عامة الجنوب دولة لا تتوفر لها مقومات الدولة بسبب غياب البنية والكوادر البشرية التى تقودها، ويزيد من فرص فشل دولة الجنوب الصراعات القبلية المتوارثة وهى صراعات بالغة التعقيد، حيث ان معظم القبائل الجنوبية تخشى من هيمنة الدينكا على السلطة والثروة فى الدولة الجديدة.
------------------------
كشيب.. شمالي يؤسس حزب الحركة الشعبية الجديد ويسعى لإعادة الوحدة
نصرالدين كشيب من شمال السودان آمن بأفكار الحركة الشعبية لتحرير السودان لتغيير السودان إلى الأفضل.. لكنه سودان موحد وديمقراطي وتسوده قيم المواطنة والمساواة والعدالة والقضاء على التهميش.. انضم نصر الدين الشمالي المسلم الى الحركة الشعبية لتحرير السودان وناضل من اجل مبادئها وتعرض من جراء ذلك للكثير من الصعوبات كشيب تدرج في المناصب القيادية للحركة حتى وصل الى منصب رئيس مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة ولعب دورا محوريا في تنشيط علاقاتها بالسلطات المصرية.. واليوم بات نصرالدين في مفترق طرق مثله مثل السودان الوطن والتاريخ والخريطة الجغرافية.. وعلىه أن يبدأ طريقه السياسى من البداية شأنه في ذلك دولتا الشمال والجنوب كشيب قال لـ “المدينة” إن دولة جنوب السودان القادمة بعد استفتاء اليوم تمتلك مقومات النجاح والعمل على انجاز ما فشلت فيه دولة السودان الموحد، وسوف تعتمد فى ذلك على علاقاتها بالدول الصديقة لتحقيق التنمية وخاصة الشقيقة الكبرى مصر التى سوف تسخر كل مواردها لتحقيق تنمية متوازنة فى كل اقاليم الجنوب وتحاول الاستفادة من الخبرات السابقة في تجنب التهميش الذي قاد إلى انفصال الجنوب.
وأضاف انه سوف يؤسس حزب الحركة الشعبية الجديد ويسعى لإعادة الوحدة بين شطري السودان. وعن احتمالات قيام حرب أهلية في دولة الجنوب على غرار مذابح الهوتو والتوتسي، قال ان هذا الاحتمال غير قابل للحدوث حيث إن الحركة الشعبية تستوعب غالبية مواطني الجنوب، كما استبعد قيام حرب بين الشمال والجنوب نظرا للاهتمام الدولي بالوضع السوداني واشار الى ما سماه “الارتال العسكرية” التى قال ان المؤتمر الوطني يحشدها في مناطق التماس بين الشمال والجنوب، وقيامه بتسليح بعض العناصر الجنوبية مثل الجنرال (اتور ) وعلى صعيد التحول السياسي في حياته وحياة القيادات الشمالية في الحركة الشعبية..قال: انه بعد الانفصال كنتيجة متوقعة للاستفتاء وقيام دولة “جنوب السودان”، سيتم الدعوة لعقد مؤتمر عام لقطاع الشمال بالحركة الشعبية وسوف نحتفظ بهذا الاسم وسنتقدم لتأسيس حزب سياسي بهذا الاسم وعليه سوف يتحدد استمرارى في القاهرة أو العودة للخرطوم.
------------------------
رياك “جنوبي” يحلم بالسفارة ودولة على النمط الخليجي
جوزيف رياك شاب من قبيلة الدينكا يدافع عن الحركة الشعبية ومبادئها بكل قوة.. سوف تشهد حياته تغييرًا مع انفصال الجنوب، وقيام دولة الجنوب المستقلة.. احلام جوزيف سوف تتحقق وتتمثل في حلم الدولة وتولى منصب سياسى جديد، وهو رئاسة مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان في القاهرة، وسوف يفتح له هذا الأبواب لمقابلة كبار المسؤولين فى مصر باعتباره سفير الدولة الوليدة، وسوف يكون فى معية أى مسؤول من دولة جنوب السودان يزور مصر.. أحلام تتحقق، ووطن يتمزق ليقوم آخران بقواعد جديدة، وآليات مستحدثة لمواجهة التحديات والصعوبات.
جوزيف رياك قال لنا: إن الجنوب يمتلك كل مقومات الدولة، وهي: الشعب، والإقليم، والكوادر البشرية والموارد، وقد انجزت حكومة الجنوب خلال السنوات الماضية الكثير، وهى تدير الاقليم بصورة شبه مستقلة، ولم تحدث خلال هذه السنوات الخمس حروب أهلية أو انشقاقات، أمّا عن عدم توافر القدرات البشرية المدربة فى الجنوب فيعتبرها حجة واهية، وسوف نطبق نموذج دول الخليج بعد استقلالها، ونستعين بالخبرات المصرية حتى ننهض. واضاف تربطنا علاقات مميزة مع مصر التى لن تدخر جهدًا فى دعم ومساندة الجنوب، واليوم يملك الجنوب حكومة منتخبة، ومجلس وزراء، وحكومات للولايات العشر، ومجالس ولائية، وقوات شرطة، وقوات عسكرية قادرة على حفظ الأمن للمواطن فى الجنوب.
أمّا على صعيد التنبؤات باندلاع حرب أهلية فى الجنوب على غرار مذابح الهوتو والتوتسى فأقول: واهم مَن يعتقد ويروج لذلك، وأقول إن الحركة الشعبية تستوعب اكثر من 70% من شعب الجنوب.
------------------------
رئيس مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة: هوية السودان الإسلامية ضمان وحدة الشمال بعد الانفصال
ماذا ينتظر دولة السودان الشمالية بعد الانفصال؟ مزيد من الاستقرار أم التشقق والانقسام؟ أم... أم مزيد من “الاصولية”، أم دولة متماسكة ترفض تهميش الأطراف وتجعل إعادة وحدة الشمال خيارًا جاذبًا، هذه السيناريوهات المقلقة دوليًّا وإقليميًّا طرحناها مع رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطنى السودانى فى القاهرة الدكتور وليد السيد الذى رفض ونفى أن يتحول السودان الى نموذج جديد للقاعدة انطلاقا من الخصائص التاريخية للاسلام السودانى، والذى يتسم بالبعد عن التطرف أو الأصولية المنغلقة وهوية السودان الإسلامية هى ضمان وحدة الشمال إذا ما حدث الانفصال. وشدد على ان هذه التكهنات لا تقوم على معطيات واقعية وهدفها تشويه صورة السودان. ونفى ان تكون الهوية الاسلامية فى الشمال هى السبب فى انفصال الجنوب حسب ما يردد دعاة الانفصال فى الجنوب السودان،
مشيرًا الى أن فصل الجنوب مخطط استعمارى، وأزمة الجنوب ارث استعمارى لم تنجح الحكومات السودانية المتعاقبة فى حل معضلته منذ استقلال السودان عام 1956. وعن احتمالات اندلاع الحرب بين الشمال والجنوب بسبب التنازع على تبعية منطقة ابيي..
قال الدكتور وليد ان ابيي بدأت بمعضلة وتحولت الى ازمة بسبب عناصر قيادية نافذة فى الحركة الشعبية وينتمون الى الدينكا نقوك فى ابيي ويصرون على تبعيتها للجنوب، وموقف المؤتمر الوطنى فى ابيى موقف حقوق وليس بسبب النفط، وهوما جسدته دعوة الرئيس عمر البشير بالتنازل عن حصة الشمال من نفط الجنوب كحافز لدعم خيار الوحدة، وهو ما رفضته الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى حريص على السلام وحريص أيضًا على علاقة حسن الجوار مع الجنوب اذا ما اختار سكانه الانفصال وملتزمون بالمرجعيات القانونية لحل القضايا الخلافية وقرار لاهاى فى 2 /7 / 2009 وبروتوكول مشاكوس الذى يتضمن حلولاً لمنطقة ابيي كما قدمنا مقترحات عن ادارة مشتركة للاقليم والحركة الشعبية تصر على التصعيد.
وحتى لا يلحق آخر بمن رحل.. قال الدكتور وليد إن المخططات الخارجية ضد السودان لن تتوقف عند فصل الجنوب، وتسعى الجهات الخارجية لتنفيذ مخططاتها ضد السودان، وعلى أبنائه إدراك هذه المخاطر وسد الذرائع أمام الأجندات الخارجية، وذلك بالجلوس وحل كل القضايا الخلافية بنفوس صادقة وعقول متفتحة لتفادى ما يحاك ضد السودان شعبًا وارضًا وثروات. وأضاف صحيح ان هناك مخططات خارجية لتفتيت بلادنا الى عدة دويلات او كانتونات، ولكن نجاح او فشل هذه المؤامرات فى ايدى ابناء السودان باختلاف توجهاتهم ومدعوون للدفاع عن الوطن والهوية والسيادة والكرامة، وهذه المخططات لن تتوقف عند السودان، ولكنها تسعى إلى تفتيت كل الدول العربية والاسلامية وكل العواصم العربية مستهدفة وليس الخرطوم، وكلنا فى نفس الخندق وينتظرنا نفس المصير ما لم نوحد جهودنا ونقطع الطريق على المتربصين.

منقول

0 التعليقات :

إرسال تعليق