بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الفريق أول عصمت عبد الرحمن زين العابدين، رئيس أركان القوات المسلحة
نصيحة مجردة (3)
أخي الكريم
أكتب إليك أخي، وأنا في غاية الإشفاق علي تماسك كيان الوطن الحبيب وقواته المسلحة في ظل الظروف الحرجة الفارقة التي يمر بها السودان، خصوصاً بعد فقده لجزء مقدر منه نتيجة لخيار الانفصال الذي قرره الإخوة الجنوبيون بنسبة مئوية لا يشوبها شك في أنهم يكادون يجمعون عليه.
ينبغي الآن قبل الغد تصور كافة السيناريوهات التي قد يتضمنها المشهد السوداني علي كافة المستويات السياسية والفئوية والمهنية والشعبية، ووضع خطط التعامل معها بالشكل الذي يحفظ أمن الوطن وكرامة أهله وسلامتهم. يجب علينا استصحاب تجارب هذه الأمة في تاريخها الحديث،
وأعني ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة مارس/أبريل 1985. لقد انحاز الجيش في كلتاهما لجانب الشعب، وهو أمر غير مستغرب، بل هو ما ينبغي أن يكون. أليس هو ذات الشعب الذي علم أحزابنا السياسية دروس الإباء والعزة والشمم؟؟!! بلي، وسيظل هو نفس الشعب الذي سيعلم كل الأنظمة أنه معلم الشعوب الذي يرفض الضيم والقهر.
لست في حاجة إلي تذكيركم بأن واجب القوات المسلحة هو الحفاظ علي أمن السودان الدولة وليس السودان النظام، وإن انحرفت القوات المسلحة عن هذا الواجب فإنها ترتكب بذلك خطأ فادحاً يمكن أن يجعلها تدخل في مواجهة مع أبناء وطنها، مواجهة الخاسر الأول والأخير فيها هو الوطن وليس نظام الحكم. لست بصدد الحديث عن ما تم من عبث بتركيبة القوات المسلحة، وهو أمر يعلمه القاصي والداني، وصار هنالك شك لدي كثيرين حول الموقف الذي يمكن أن تتخذه القوات المسلحة إن صار قدرها أن تواجه الجمهور. هل ستنحاز له كما هو عهدها طوال تاريخها، أم أن المشهد سيختلف وتصبح بحكم تركيبتها سوطاً من سياط النظام؟؟!! كل ما ذكرته وارد ويبقي الرجاء والأمل في صوت الضمير الذي يؤمن بأن مصير المسلم الذي يقتل أخيه النار، فهل نحن مسلمون؟؟!!
أخي الكريم
لا أستبعد إطلاقاً أن تحين الساعة التي يطلب فيها من القوات المسلحة النزول للشارع، وعندها ستكون أمام مسؤولية تاريخية جسيمة. كل ما أتمناه أن تحكم ضميرك، وأنا علي ثقة من ذلك لمعرفتي بك حق المعرفة، وأن لا توجه سلاح القوات المسلحة تجاه صدور أبناء الوطن، وليتذكر السيد القائد الأعلى للقوات المسلحة أيضاً انحياز تلك القوات لشعبها عندما كان برتبة العقيد في 1985.
هنالك أمر ينبغي التنبيه إليه، وأنت أدري به، وهو وجود العديد من القوات الموازية للقوات المسلحة، والتي أخشي ما أخشي أن تكرر سيناريو "موقعة الجمل" الذي وقع في مصر الشقيقة. أحذر من أمثال تلك القوات الموازية، والتي هي في واقع الأمر "ميليشيات" أو "حرس ثوري" أو ما شابه. أعتقد أن هذه الحقيقة هي واحدة من أخطر ما يهدد الأمن، فهي تنظيمات خارج إطار القوات المسلحة، ولا رقابة مباشرة عليها، والأكثر خطراً أنها تنظيمات مسلحة لحماية النظام وليس الدولة. هذا واقع خطير يتطلب منكم أخي الكريم التعامل بحصافة وتجرد حفاظاً علي تماسك القوات المسلحة التي أمامها الكثير للاستعداد لمداواة الجراح الناجمة عن انفصال جنوب السودان، والصراع في دارفور، وتطمين الشعب السوداني بأنها في صفه ومع مطالبه العادلة إن اضطر إلي التعبير عنها في الشارع.
أخي الكريم
إن كان الدين يأمرنا بإسداء النصح فقد فعلت علي قدر ما أستطيع، وأتوقع أن تولوا الأمر اهتمامكم في المقابل.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير أهل السودان، وحفظ الله وطننا، وأسأل المولي أن لا تنطبق علينا مقولة:
نصحت لقومي بمنعرج اللوي فلم يستبينوا النصح إلا ضحي الغد
أبو أيمن
ضابط قوات مسلحة متقاعد
السيد الفريق أول عصمت عبد الرحمن زين العابدين، رئيس أركان القوات المسلحة
نصيحة مجردة (3)
أخي الكريم
أكتب إليك أخي، وأنا في غاية الإشفاق علي تماسك كيان الوطن الحبيب وقواته المسلحة في ظل الظروف الحرجة الفارقة التي يمر بها السودان، خصوصاً بعد فقده لجزء مقدر منه نتيجة لخيار الانفصال الذي قرره الإخوة الجنوبيون بنسبة مئوية لا يشوبها شك في أنهم يكادون يجمعون عليه.
ينبغي الآن قبل الغد تصور كافة السيناريوهات التي قد يتضمنها المشهد السوداني علي كافة المستويات السياسية والفئوية والمهنية والشعبية، ووضع خطط التعامل معها بالشكل الذي يحفظ أمن الوطن وكرامة أهله وسلامتهم. يجب علينا استصحاب تجارب هذه الأمة في تاريخها الحديث،
وأعني ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة مارس/أبريل 1985. لقد انحاز الجيش في كلتاهما لجانب الشعب، وهو أمر غير مستغرب، بل هو ما ينبغي أن يكون. أليس هو ذات الشعب الذي علم أحزابنا السياسية دروس الإباء والعزة والشمم؟؟!! بلي، وسيظل هو نفس الشعب الذي سيعلم كل الأنظمة أنه معلم الشعوب الذي يرفض الضيم والقهر.
لست في حاجة إلي تذكيركم بأن واجب القوات المسلحة هو الحفاظ علي أمن السودان الدولة وليس السودان النظام، وإن انحرفت القوات المسلحة عن هذا الواجب فإنها ترتكب بذلك خطأ فادحاً يمكن أن يجعلها تدخل في مواجهة مع أبناء وطنها، مواجهة الخاسر الأول والأخير فيها هو الوطن وليس نظام الحكم. لست بصدد الحديث عن ما تم من عبث بتركيبة القوات المسلحة، وهو أمر يعلمه القاصي والداني، وصار هنالك شك لدي كثيرين حول الموقف الذي يمكن أن تتخذه القوات المسلحة إن صار قدرها أن تواجه الجمهور. هل ستنحاز له كما هو عهدها طوال تاريخها، أم أن المشهد سيختلف وتصبح بحكم تركيبتها سوطاً من سياط النظام؟؟!! كل ما ذكرته وارد ويبقي الرجاء والأمل في صوت الضمير الذي يؤمن بأن مصير المسلم الذي يقتل أخيه النار، فهل نحن مسلمون؟؟!!
أخي الكريم
لا أستبعد إطلاقاً أن تحين الساعة التي يطلب فيها من القوات المسلحة النزول للشارع، وعندها ستكون أمام مسؤولية تاريخية جسيمة. كل ما أتمناه أن تحكم ضميرك، وأنا علي ثقة من ذلك لمعرفتي بك حق المعرفة، وأن لا توجه سلاح القوات المسلحة تجاه صدور أبناء الوطن، وليتذكر السيد القائد الأعلى للقوات المسلحة أيضاً انحياز تلك القوات لشعبها عندما كان برتبة العقيد في 1985.
هنالك أمر ينبغي التنبيه إليه، وأنت أدري به، وهو وجود العديد من القوات الموازية للقوات المسلحة، والتي أخشي ما أخشي أن تكرر سيناريو "موقعة الجمل" الذي وقع في مصر الشقيقة. أحذر من أمثال تلك القوات الموازية، والتي هي في واقع الأمر "ميليشيات" أو "حرس ثوري" أو ما شابه. أعتقد أن هذه الحقيقة هي واحدة من أخطر ما يهدد الأمن، فهي تنظيمات خارج إطار القوات المسلحة، ولا رقابة مباشرة عليها، والأكثر خطراً أنها تنظيمات مسلحة لحماية النظام وليس الدولة. هذا واقع خطير يتطلب منكم أخي الكريم التعامل بحصافة وتجرد حفاظاً علي تماسك القوات المسلحة التي أمامها الكثير للاستعداد لمداواة الجراح الناجمة عن انفصال جنوب السودان، والصراع في دارفور، وتطمين الشعب السوداني بأنها في صفه ومع مطالبه العادلة إن اضطر إلي التعبير عنها في الشارع.
أخي الكريم
إن كان الدين يأمرنا بإسداء النصح فقد فعلت علي قدر ما أستطيع، وأتوقع أن تولوا الأمر اهتمامكم في المقابل.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير أهل السودان، وحفظ الله وطننا، وأسأل المولي أن لا تنطبق علينا مقولة:
نصحت لقومي بمنعرج اللوي فلم يستبينوا النصح إلا ضحي الغد
أبو أيمن
ضابط قوات مسلحة متقاعد
0 التعليقات :
إرسال تعليق