Featured Video

البحرين: الملك حمد يوجه بفتح حوار وطني برعاية ولي العهد


البحرين: الملك حمد يوجه بفتح حوار وطني برعاية ولي العهد 
البحرين: الملك حمد يوجه بفتح حوار وطني برعاية ولي العهد
سقوط عشرات الجرحى في تجدد المواجهات.. والمعارضة تؤجل تظاهراتها إلى الثلاثاء.. ومسيرات تؤيد الحكومة
المنامة - لندن: «الشرق الأوسط»
طلب عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة طلب من ولي العهد بدء حوار وطني مع جميع الاطراف والفئات لحل الازمة التي تضرب المملكة.
وأضاف البيان أن ملك البلاد أعطى ولي العهد الامير سلمان بن حمد آل خليفة «جميع الصلاحيات اللازمة لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو اليها المواطنون الكرام بكافة أطيافهم». وتزامنت الدعوة مع إصابة العشرات من المحتجين بجروح عندما أطلقت قوات الأمن النار لمنع متظاهرين كانوا موجودين بالقرب من مستشفى السلمانية في المنامة من التوجه إلى دوار اللؤلؤة وسط العاصمة، بينما تدفق مئات من المناصرين للعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة إلى الشوارع لإعلان تأييدهم له.
ودعا ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أمس، إلى «الهدوء فورا» في البلاد، مشيرا إلى أن حوارا وطنيا سيبدأ حالما يعم الهدوء. وقال ولي العهد في حوار تلفزيوني إنه يدعو جميع الأطراف إلى «الهدوء فورا»، مشددا على أنه «من دون هذه الخطوة لن يكون بالإمكان بحث أي مشكلة».
وتعهد ولي العهد ببحث «أي مشكلات ضمن حوار جماعي في البحرين تشارك فيه جميع الأطراف». وقال ولي العهد الذي دخل الاستوديو أثناء حوار كانت تجريه الإعلامية سوسن الشاعر مع عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي: «أنا لا أفرق بين أي مواطن، لكن ما يحدث الآن غير مقبول (...) البحرين لم تكن في يوم دولة بوليسية».
وعندما سُئل عن ضمانات الاستجابة لنداء الهدوء، قال: «أنا لم أكذب، هؤلاء أبناء شعبي جميعا، وإن المرحلة التي وصلنا إليها خطيرة وتستدعي منا جميعا الإحساس بالمسؤولية، لا بد أن نجري حوارنا في ظل الهدوء الشامل».
وقال الأمير سلمان: «إن البحرين أصبحت اليوم منقسمة، وهذا ما لا يمكن القبول به، إن الكثير من الدول شهدت أوضاعا مماثلة، لكن العقلاء جاءوا في النهاية وجلسوا وتحدثوا بهدوء وناقشوا كل شيء».
وسُئل ولي العهد عن سقف الموضوعات المطروحة للحوار، فقال: «السقف ما يتفق عليه الجميع». وأضاف مؤكدا أنها «رسالة من مواطن، نحن اليوم على مفترق طرق، (هناك) أبناء يخرجون ويعتقدون أن ليس لهم مستقبل في البلد، وآخرون يخرجون من محبة وحرص على مكتسبات الوطن، لكن هذا الوطن للجميع، ليس للسنة وليس للشيعة، وفي هذه اللحظات يجب على كل إنسان مخلص أن يقول: كفى». وأضاف: «لم أستطع أن أتوقع مثل هذا الوضع، يجب أن تسود الأخلاق وضبط النفس من جميع الأطراف، من القوات المسلحة ورجال الأمن إلى المواطنين.. توقفوا، أعاهدكم بالهدوء.. دول كثيرة دخلت حروبا أهلية لأن العقلاء لم يعلنوا موقفهم».
وسُئل ولي العهد عما إذا كان لديه كلمة للمحتجين فقال: «ليس لدي طائفة.. لدي إنسان بحريني مسلم فقط، لا أستطيع أن أفرق، لكن البحرين اليوم انقسمت، وهناك تصعيد نحن في غنى عنه، ونحن جزء من مجلس التعاون ولا أرضى حربا بين أبناء الوطن».
ميدانيا، أفاد سكان في محيط دوار اللؤلؤة بأنهم سمعوا دوي أعيرة نارية من منطقة الميدان، أمس، بعد يوم واحد من قيام الشرطة بإخلاء الساحة من المحتجين. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أصيب العشرات بجروح عندما أطلقت قوات الأمن البحرينية النار لتفريق متظاهرين قرب مستشفى السلمانية كانوا ينوون التوجه لميدان اللؤلؤة للتظاهر أو الاعتصام هناك.
كان عدة آلاف من الشيعة في البحرين قد شاركوا أمس في تشييع جنازة ثلاثة قتلوا خلال مواجهات مع القوات الأمنية عندما تدخلت قوات الأمن أول من أمس لفض اعتصام في دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة واعتقلت العشرات كما قتل 4 محتجين وأصيب 231 منهم خلال تلك المواجهات.
وردد المشيعون، الذين كانوا يسيرون خلف عربتين وضع عليهما جثمانا علي خضير (53 عاما) ومحمود مكي (23 عاما) وقد لفا بعلم البحرين، انطلقتا من قرية سترة الشيعية: «لا شيعية لا سنية.. وحدة وطنية».
من جهته، قال جلال فيروز، النائب السابق عن كتلة الوفاق التي استقالت من البرلمان الخميس، أمس: إن القوات البحرينية أطلقت النار صوب محتجين قرب ساحة اللؤلؤة وإن المتظاهرين خرجوا في مناطق أخرى بالمدينة بعد مقتل محتج في وقت سابق من الأسبوع الماضي عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين. وأضاف أن هناك مصابين كثيرين بعضهم في حالة حرجة.
وتضاربت حصيلة الجرحى الذين سقطوا أمس؛ فبينما أفاد النائب سيد هادي، عضو كتلة الوفاق التي استقالت من البرلمان الخميس، بأن قوات الأمن البحرينية أطلقت النار صوب محتجين قرب ساحة اللؤلؤة وأصابت 23 على الأقل، قالت مصادر طبية إن عدد المصابين 25، حسبما ذكرته وكالة «رويترز». إلا أن وكالة «أسوشييتد برس» تحدثت عن إصابة 50 بحسب مصادر طبية في مستشفى السلمانية.
من جانبها، قررت المعارضة أمس تأجيل تظاهرة كانت قد دعت إلى تنظيمها اليوم إلى الثلاثاء «بسبب الحداد على الشهداء». وكان من المفترض أن تتجه المظاهرة التي دعت إليها 7 جمعيات معارضة إلى دوار اللؤلؤة للاحتجاج هناك.
في غضون ذلك، أظهرت لقطات تلفزيونية أن مئات من مؤيدي الحكومة البحرينية تدفقوا على شوارع العاصمة المنامة أمس ملوحين بالأعلام وبصور الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وسارت عشرات السيارات التي ترفع علم البحرين باتجاه مسجد الفاتح وهو أكبر مسجد بالعاصمة. وكتب على أحد الأعلام اسم «حمد»، في إشارة إلى الملك.
إلى ذلك، قررت بريطانيا وفرنسا إجراء مراجعة عاجلة لمبيعات الأسلحة للبحرين، بسبب تعامل قوات الأمن «العنيف» مع المتظاهرين.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، أمس، أن بريطانيا أمرت بمراجعة عاجلة لمبيعات الأسلحة للبحرين، وبينها إمدادات من الغاز المسيل للدموع ومعدات لمكافحة الشغب. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أليستير بيرت: إن نحو 250 خرطوشة من الغاز المسيل للدموع ومعدات أخرى لمكافحة الشغب جرى الترخيص بتصديرها للبحرين على مدار الـ9 أشهر الماضية.
وتواجه هذه الخطوة وقرارات ترخيص أخرى الآن احتمال الإلغاء باعتبارها «باطلة للغاية» في حال تبين أنها تخرق معايير التصدير في بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
كانت فرنسا بدورها قد أعلنت، في وقت سابق أمس، أنها علقت، اعتبارا من الخميس، صادرات العتاد الأمني إلى كل من ليبيا والبحرين، بسبب حركات الاحتجاج الشعبية في كلا البلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: «تم أمس تعليق التراخيص لتصدير العتاد الأمني إلى البحرين وليبيا». وأضاف أن «الأحداث التي جرت خلال الأيام الأخيرة كانت مناسبة للإشارة إلى أننا ننتظر من سلطات البحرين أن تترجم عمليا التعهدات التي قطعتها».
وفي ألمانيا، ألغى الرئيس الألماني كريستيان فولف زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى البحرين نهاية الشهر الحالي.
كان فولف يخطط، منذ فترة، للقيام بجولة تشمل البحرين والكويت وقطر. وقال المتحدث باسم الرئيس أولاف جليسكر في برلين: إن إلغاء الجولة بالكامل يتوقف على تطورات الأوضاع في المنطقة في الفترة المقبلة.
ولم يعلن عن رحلة الرئيس الألماني بشكل رسمي، لكنها كانت في مرحلة التخطيط لتواكب احتفالات الكويت بيوم التحرير من الغزو العراقي، الذي تحقق قبل 20 عاما، وهي مناسبة يعتزم الكثير من القادة الأوروبيين والأفارقة حضورها.
من جانبها، أعربت تركيا عن قلقها من «قمع» الحركة الاحتجاجية في البحرين، داعية سلطات المملكة إلى احترام حقوق الإنسان.. ودعا بيان لوزارة الخارجية الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب استخدام القوة. وأضاف البيان أن «الطريق نحو الاستقرار الدائم يمر عبر احترام الحريات وحقوق الإنسان الأساسية».
وأشادت الوزارة بالإصلاحات التي بدأتها السلطات البحرينية، وأعربت عن الأمل في عودة الاستقرار في أسرع وقت إلى المملكة الصغيرة في الخليج؛ حيث يطالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية.
-----------------
الشرق الأوسط















0 التعليقات :

إرسال تعليق