Featured Video

ارتفاع الحرارة وخطورتها على الأرض

إن درجة حرارة الشمس آخذة في الارتفاع لعدة أسباب لم يحددها العلماء تحديد دقيق فمنهم من أرجعها إلى التغير في مناخ الأرض وهو تغير طبيعي ومنهم من أرجعها إلى سلوكيات الإنسان نفسه وتعديه على البيئة وتدميره لها لكن بصرف النظر عن الأسباب توجد نتائج خطيرة تكاد تدمر الكرة الأرضية بأكملها وتعجل بفنائه وهو شدة الحرارة من الشمس أو من الانبعاث الحراري الذي يؤثر على درجة حرارة الأرض وتأثيره على المناخ الذي يؤثر بدوره على الكائنات من إنسان وحيوان ونبات وكل شيء حي لذلك فنحن بصدد الحديث عن تغير المناخ بسبب الطبيعة
فقد نقلت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية عن مجموعة من العلماء انهم يتوقعون أن تستقبل الكرة الأرضية موجة ساخنة كنتيجة لانفجار شمسي هائل تم رصده. وذكرت الصحيفة أن عدة أقمار صناعية رصدت الانفجار الشمسي بما فيها قمر تابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا». ورصد علماء الفضاء حول العالم الانفجار الذي يماثل حجمه حجم الكرة الأرضية، وهو انفجار مرتبط بثورات أخرى شهدها سطح الشمس مؤخرا. وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجار الذي حدث في المنطقة المواجهة للأرض أرسل موجة أطلق عليها العلماء اسم «تسونامي شمسي» وامتد لمسافة 93 مليون ميل عبر الفضاء. ويقول العلماء إن موجة الحر التي صدرت عن الشمس ستصل إلى الأرض وأنها ستؤثر على المجال المغناطيسي للكرة الأرضية.
وقد أرجع بعض العلماء الآخرين التغير في المناخ إلى ظاهرة النينيو حيث قال جاي لوريمور رئيس قسم تحليل المناخ في المركز الاتحادي القومي للبيانات المناخية أن درجات الحرارة في الشهور الست الأولى من عام 2010 كانت أعلى من نظيراتها التي سجلت عام 2008 - الأعلى سابقا - بواقع 0.03درجة فهرنهايت. وتعتبر فترة ظاهرة النينيو هي المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم.


وقال لوريمور " لقد شهدنا ظاهرة النينيو خلال الجزء الأول من العام وقد انتهت الآن ولكنها أسهمت في ارتفاع درجات الحرارة ليس فقط في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية بل في الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة في العالم أيضا"ً. بحسب رويترز.
وقد سجلت ارتفاعات غير طبيعية في درجات الحرارة في مناطق واسعة في كندا وأفريقيا والمحيطات الاستوائية ومناطق في الشرق الأوسط.
معاناة الإنسان في الدول المختلفة من ارتفاع درجة الحرارة:
ويعاني شمال تايلاند من جفاف هو الأشد منذ 20 عاما فيما تعاني إسرائيل من أطول وأسوأ جفاف منذ العشرينات. وفي بريطانيا فان هذا العام كان الأكثر جفافا منذ عام 1929. حتى ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي سجل مستويات قياسية في شهر يونيو حزيران.
لكنه على آيه حال مع اعتدال درجات الحرارة في وقت لاحق من هذا العام فانه لا يزال يتعين الانتظار ليرى ما إذا كان عام 2010 سيتغلب على عام 2005 وهو أكثر الأعوام من حيث ارتفاع درجات الحرارة طوال العام.
"مع حقيقة انتهاء فترة ظاهرة النينيو هذا العام واحتمال حلول ظاهرة النينيا وهي تحدث تأثيرا عكسيا يؤدي إلى اعتدال متوسط درجات الحرارة عالميا فانه من المحتمل آلا ينتهي عام 2010 بتسجيله العام الأكثر حرارة على الإطلاق".
إن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة في العالم لم يترجم إلى نفس النتائج في الولايات المتحدة حيث قال لوريمور " بالنسبة للولايات المتحدة فان الفترة من يناير حتى يونيو كان الارتفاع في درجات الحرارة اكثر بدرجة طفيفة عن المتوسط ".
الحرارة تهدد الحياة :

 
وبعض العلماء أيضاً أرجعها إلى ظاهرة الاحتباس الحراري حيث لفتت دراسة نظرت في أسوأ سيناريو محتمل لظاهرة الاحتباس الحراري، إلى أن استمرار انبعاث غازات الدفيئة عند معدلاتها الراهنة، سيرفع درجات حرارة الكوكب، إلى مستويات قاتلة خلال القرون القادمة.
واعتمد الباحثون على قياس أعلى درجات الحرارة المحتملة لما يعرف بدرجة حرارة "المصباح الرطب" وهي تعادل درجة الحرارة المستشعرة عند تعريض جسم رطب لهواء متحرك - واكتشفوا احتمال تجاوز درجات الحرارة تلك، ولأول مرة في تاريخ البشرية، بحال استمرار انبعاث غازات الدفيئة بمعدلها الحالي، وهي معدلات حرارة عالية لا تطاق شهدتها الأرض قبل قرابة 50 مليون سنة مضت.
وتقول الدراسة التي نشرت نتيجتها في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" أن التعرض لأعلى من 95 درجة من درجات حرارة "المصباح الرطب" لمدة ست ساعات أو أكثر، ستخلق معدلات إجهاد قاتلة بين البشر والحيوانات على حد سواء. بحسب السي ان ان.
وشرح ستيفن شيروود، من "مركز أبحاث تغيرات المناخ" بجامعة "نيو ساوث ويلز" بأستراليا، والذي قاد البحث: "حد المصباح الرطب، هي النقطة التي يحس فيها الشخص بالحرارة الزائدة وحتى لو كان عارياً وهو مبتل تماماً ويقف في الظل في مواجهة مروحة."
وأضاف: "من المستبعد تماماً أن تصل درجات الحرارة إلى هذا المستوى هذا القرن، ولكن ربما القرن المقبل."
ويحذر خبراء من الأرض يهددها الاحتباس الحراري، وهي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها، وعن مسببات هذه الظاهرة ينقسم العلماء إلى من يقول إن هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية وأن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة وأخرى باردة، ويقول آخرون إن البشر هم من تسبب في هذه الظاهرة.
والعام الماضي حذر علماء من أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يمثل "أعظم تهديد صحي في القرن الواحد والعشرين."


عواقب ارتفاع درجة الحرارة على الأرض:

 
ومن العواقب الصحية الوخيمة للارتفاع درجات حرارة الأرض: تحرك الأمراض المستوطنة في أماكن دافئة، كحمى الضنك والملاريا، نحو الشمال واتساع رقعة تفشيها جراء ارتفاع درجات الحرارة.
إلى جانب فتك موجات الحر الشديد بالمزيد من البشر، بعدما أدت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا عام 2003 إلى مصرع أكثر من 70 ألف شخص، إلى جانب تراجع المحاصيل، مما سيخلق المزيد من الاضطرابات في أمن الغذاء، في عالم ينام فيه 800 مليون شخص جياع يومياً.
وتشير أرقام الإحصائيات الصحية الأمريكية إلى أن موجات الحر المتعاقبة خلال العقود الأربعة الماضية في الولايات المتحدة أدت إلى مقتل 20 ألف شخص، وفي موجة عام 1980 وحدها شهدت الولايات المتحدة 1250 حالة وفاة بسبب ظروف المناخ ومع ذلك لا يبدو أن البشر وحدهم فشلوا في التكيف مع موجة الحر اللاهب التي تجتاح أوروبا حالياً، إذ امتد تأثيرها إلى الحيوانات، بعد أن عزا اتحاد المزارعين في إيطاليا تراجع إنتاج الحليب في البلاد، إلى تأثر البقر بالحر.
وقال اتحاد المزارعين الإيطاليين إن "إنتاج الحليب بالبلاد قد تقلص بنسبة 15 عشرة بالمائة بسبب موجة الحر التي ضربت البلاد مؤخراً،" حيث تجاوزت درجات الحرارة الثلاثين درجة مئوية، وفق وكالة "آكي" الإيطالية.
وأرجع بيان للاتحاد السبب إلى أن "معاناة الأبقار من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة أدى إلى أفقدها الشهية، فأصبحت تأكل قليلا وتشرب كثيرا،" وبالتالي تنتج حليبا أقل."
وعبر البيان عن قلق الاتحاد من هذه الأوضاع، مشيرا إلى أنه "ولمواجهة الأزمة لجأت الكثير من المزارع لتركيب آلات رش الماء، والمراوح ومكيفات الهواء واستخدام المكملات الغذائية، مما أدى إلى تحمل تلك المزارع الكثير من الأعباء المالية" الكبيرة"، حسب ما أورد التقرير.
استمرار موجة القيظ
في السياق ذاته استمرت موجة قيظ في معظم انحاء اسبانيا حيث بلغت درجات الحرارة في الجنوب 39 مخلفة ثلاث ضحايا بحسب اجهزة الصحة في الاقاليم المعنية.
وتوفي رجل في الثمانين من شدة الحر في كاثيريس (شرق) كما أفادت أجهزة الصحة في إقليم اكستريمادورا. وتأتي هذه الوفاة غداة مصرع امرأة في الخامسة والخمسين في اشبيلية (جنوب) وشاب في الرابعة والعشرين قرب ماردة (جنوب شرق) الأربعاء بسبب شدة القيظ.
ولم تصدر بعد أي حصيلة وطنية عن وزارة الصحة السبت في سبع مناطق من وسط وجنوب البلاد حيث بلغت درجات الحرارة 39 في خاين (جنوب) كما أعلنت وكالة الأرصاد الجوية. كما دمرت موجة من الحر الآخذ في التزايد في مناطق شاسعة في أرجاء روسيا ما يقرب من عشرة ملايين هكتار من الحاصلات وأدت إلي إعلان حالة الطوارئ في 17 إقليما. وقال مكتب الأرصاد الجوية في منطقة موسكو انه توقع أن تستمر خلال الأسبوع القادم موجة الحر التي تجتاح البلاد منذ أواخر يونيو حزيران الماضي والتي ألحقت خسائر في القطاع الزراعي تقدر قيمتها بحوالي مليار دولار. وقد تصل درجة الحرارة في موسكو الى 37 درجة مئوية لتحطم رقما قياسيا سجلته موسكو في عام 1936 عندما بلغت درجة الحرارة 36 درجة مئوية. وأدت درجات الحرارة المرتفعة والأراضي الجافة إلى تفاقم مشكلة حرائق الغابات. ويحيط بموسكو أعمدة من الدخان والنيران البرتقالية اللون حيث تقاوم حرائق العشب الجاف والغابات جهود إطفائها. وأعلنت حالة طوارئ الآن في 17 إقليما روسيا بعدما كانت مفروضة في 16 إقليما فقط بسبب ما تقول جماعة ضغط خاصة بمزارعي الحبوب أنها أسوأ موجة جفاف في البلاد منذ 130 عاما. وقالت وزارة الزراعة الروسية في بيان ان المنطقة المتضررة تمتد من منطقة جنوب الاورال وروسيا الأوروبية إلى نهر الفولجا. ومن المحتمل إعلان حالة الطوارئ في إقليمين آخرين. ودمرت الحاصلات في منطقة يبلغ إجمالي مساحتها 9.6 مليون هكتار وتضم هذه حوالي 12 في المئة من الأراضي المزروعة بالحاصلات في روسيا والتي تعادل تقريبا مساحة المجر.
وقال محللون ان روسيا قد لا تتمكن من جديد من تحقيق الهدف الخاص بتقليص التضخم في عام 2010 حيث سترتفع أسعار الغذاء مع الاقتراب من نهاية العام ولكن أندريه كليباش نائب وزير الاقتصاد قال انه من المبكر جدا إعادة النظر في معدل التضخم المستهدف في عام 2010.
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان الحر يمثل مشكلة كبيرة للزراعة الروسية فيما يعكس قلق جمعية مزارعي الحبوب الروس التي قالت ان البلاد تمر بأسوأ جفاف في 130 عاما. وفرضت الحكومة حالة الطواريء في 16 اقليما حيث دمر الحر الحبوب في منطقة بحجم البرتغال.
على صعيد متصل قالت صحيفة سعودية إن باكستانياً توفي في المدينة المنورة، غرب المملكة، بسبب تعرضه لضربة شمس تسببت له بنزيف في الدماغ. وقالت صحيفة «عكاظ» إن مقيما باكستانيا توفي في المدينة المنورة بعد تعرضه لضربة شمس أثناء خروجه من صلاة الجمعة، إذ جرى نقله إلى مستشفى الملك فهد فاقداً الوعي، واتضح عبر التشخيص الطبي إصابته بنزيف في الدماغ. ونقلت الصحيفة عن شقيق المتوفى محمد عثمان قوله «خرجنا من المسجد النبوي بعد صلاة الجمعة متجهين إلى المنزل، وأثناء سيرنا في الشارع، توقف أخي عن المشي، وقال انه يشعر بصداع، وفجأة استلقى بكامل جسمه ممدداً على الأرض». بحسب موقع يو بي آي. وأضاف في حديثه أنه جرى نقل شقيقه للمستشفى وهو في حال إغماء تام، إذ أبلغه الأطباء إن السبب يعود لتعرضه لضربة شمس تسببت بنزيف في الدماغ، ولم ينجح الأطباء في إنقاذ حياته وهكذا نجد أن درجة الحرارة لها تأثيرها الشديد على الكرة الأرضية بأكملها.

-------------------------------------------------------------------------------
فاطمة محمد

0 التعليقات :

إرسال تعليق