مئات المصريين يحتفلون بذكرى أكتوبر في التحرير استجابة لدعوة المجلس العسكري
|
القاهرة: محمد عبد الرءوف ووليد عبد الرحمن الإسماعيلية: يسري محمد
شدد المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس، على أن مصر تمر حاليا بمرحلة دقيقة من تاريخها، تشهد تحولا شاملا في المسيرة الوطنية لا يمكن تجاهل ركائزه ومرجعياته، في ظل متغيرات وأزمات باتت تلوح في الأفق، وتتطلب من الشعب على اختلاف توجهاته السياسية وغير السياسية أن يدرك تداعياتها ومتطلبات عبورها والخروج من طريقها الصعب.
شدد المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس، على أن مصر تمر حاليا بمرحلة دقيقة من تاريخها، تشهد تحولا شاملا في المسيرة الوطنية لا يمكن تجاهل ركائزه ومرجعياته، في ظل متغيرات وأزمات باتت تلوح في الأفق، وتتطلب من الشعب على اختلاف توجهاته السياسية وغير السياسية أن يدرك تداعياتها ومتطلبات عبورها والخروج من طريقها الصعب.
وفي ذات الوقت لبى مئات المصريين دعوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي وجهها إليهم أول من أمس بالاحتفال في ميدان التحرير بذكرى انتصارات أكتوبر، واحتشدوا في الحديقة المستديرة التي تتوسط الميدان وحديقة مجمع التحرير رافعين الأعلام المصرية، مرددين هتافات مؤيدة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة (الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي الرئيس السابق مبارك عن السلطة)، ورفعوا صورا للرئيس الراحل أنور السادات، الذي اتخذ قرار الحرب.. بينما نفذت طائرات «إف 16» الحربية استعراضات جوية على ارتفاعات قريبة من الأرض لتحدث دويا ضخما.
وقال المشير طنطاوي في كلمته التي وجهها إلى المصريين في ذكرى نصر أكتوبر: «إنه كان واجبا علينا مواجهة هذه الأزمات والمخاطر حتى لا تعرقل مسيرتنا وأهدافنا القومية وتنزلق بالوطن والشعب إلى منزلق مجهول العواقب، يحول دون المضي نحو المستقبل الذي ننشده في أن تكون مصر دولة قوية آمنة بشعبها ووحدة وتماسك أبنائها والتفافهم حول راية الوطن».
وأكد المشير طنطاوي على وجود الوعي للتحديات التي تستهدف بذر الفرقة والشقاق والنيل من أمن مصر القومي، واستباحة جبهتنا الداخلية، وعلى كل من يحاول المساس بأمن واستقرار هذا الوطن أن يتقي غضبة شعب مصر الذي أكد على مر تاريخه قدرته على تخطي المحن والصعاب والخروج من الأزمات أقوى مما كان.
وشدد طنطاوي على أن شعب مصر العظيم، الذي رفض النكسة والهزيمة وحرر كل شبر من أرضه المقدسة، قادر على عبور هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من تاريخه الوطني بالتفافه حول أهدافه القومية، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسعيه لتحقيق قيام الدولة المدنية الحديثة، على أسس ديمقراطية سليمة تتيح لكل أبناء الوطن المشاركة في صنع القرار وتقيم العدل الاجتماعي.
وثمن المشير طنطاوي «دور الرئيس الراحل أنور السادات في حرب أكتوبر، واعتبره صاحب قرار الحرب والعبور»، مؤكدا «أن شباب هذا الوطن هم ركيزته الأساسية في بناء الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، بما يملكونه من طاقات فتية متجددة وولاء مطلق للوطن واستعداد كامل لبذل الجهد من أجل تقدمة وازدهاره». وقال: «إن شباب هذا الجيل هم امتداد لشباب جيل أكتوبر الذي كان على مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى يوم أسهم في تحقيق النصر بما قدمه من عظيم الضحية والفداء».
ومن نفس المكان الذي انطلقت منه ثورة 25 يناير احتفل المصريون في ميدان التحرير أمس بأول ذكرى لانتصارات حرب أكتوبر بعد رحيل نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وظهرت في ميدان التحرير فرقة الموسيقى العسكرية بملابسها الحمراء المميزة، حيث عزفت مجموعة من الأغاني الوطنية وتجاوب معها المحتفلون في الميدان بترديد تلك الأغاني.
كما قدمت فرقة عسكرية عرضا للسلاح الصامت (استعراض للحركة باستخدام السلاح) في ساحة مبنى مجمع التحرير، بينما وزع عدد من المتظاهرين الورود على ضباط الجيش والشرطة العسكرية الموجودين في الميدان، ورد ضباط الجيش بتوزيع هدايا تذكارية على المحتفلين وقادة السيارات المارة في التحرير، وكان لافتا وجود عناصر من الشرطة لتسيير حركة المرور التي لم تتأثر بالاحتفالات.
وعلى الجانب الآخر نصبت حركة صوت الميدان منصة إذاعية في المكان الذي تنصب فيه عادة المنصة الرئيسية في أيام المظاهرات المليونية أيام الجمع.
واعتبر المواطنون أن هذه الاحتفالات لها دلالة مختلفة هذا العام، وقال نور عبد الحميد، أحد المشاركين في احتفالية التحرير، إن مشاركته جاءت تلبية لدعوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إن مشاركة المصريين في احتفالية المجلس العسكري للتأكيد على حرص الشعب على القوات المسلحة، ومطالبة المجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة لمدنيين وتنفيذ مطالب ثورة 25 يناير».
وفي السياق نفسه تمنى 6 من مرشحي الرئاسة المحتملين أن يكون أمس يوم احتفاء بذكرى الشهداء وبتضحيات المصابين الأبطال خلال الثورة المصرية. وأكد المرشحون المحتملون في بيان لهم حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه اعتبار حالة الطوارئ منتهية اعتبارا من 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأعلنوا تمسكهم بسرعة إصدار قانون الغدر لمنع قوى الفساد السياسي من التسلل إلى مقاعد السلطة التشريعية. وضرورة إصدار تعديلات قانون السلطة القضائية التي تضمن للانتخابات حريتها ونزاهتها في ظل إدارتها من قضاة مستقلين تماما عن السلطة التنفيذية.
وفي السويس قام تكتل شباب السويس بزيارة لمقابر شهداء الجيش الثالث الميداني بطريق السويس - القاهرة ومقابر شهداء 25 يناير بالسويس. وقام أعضاء تكتل الشباب بوضع علم مصر على صورة مبارك الموجودة داخل المتحف العسكري للجيش الثالث الميداني أثناء زيارتهم لمقابر الشهداء.
وفي الإسماعيلية قام قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب محمد فريد حجازي، يرافقه اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية ومدير الأمن اللواء أبو الفتوح الورداني بوضع أكاليل الزهور على قبور شهداء حرب أكتوبر بحضور قادة الوحدات والأفرع الرئيسية، وتم عزف سلام الشهيد. وقامت الموسيقى العسكرية بعمل عرض أمام مبنى ديوان عام المحافظة.
وفي غضون ذلك تجمع العشرات من مؤيدي الرئيس السابق مبارك أمام مستشفى المركز الطبي العالمي بطريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي، حيث يقضي مبارك فترة حبسه الاحتياطي خلال محاكمته التي تجري حاليا بتهمة قتل المتظاهرين والفساد المالي، حاملين صوره ولافتات تشيد بدوره في حرب أكتوبر 1973. وحاول مؤيدو مبارك الدخول لتسليمه باقات زهور، إلا أن إدارة المستشفى منعتهم وتسلمت منهم تلك الباقات ووعدتهم بإرسالها إلى الجناح الذي يقيم به مبارك.
وكان مبارك يتولى منصب قائد القوات الجوية في الجيش المصري إبان حرب أكتوبر، قبل أن يعينه الرئيس الراحل السادات نائبا له، ليخلفه بعد وفاته ويستمر في حكم مصر 30 عاما.
وعادة ما كان مبارك يحتفل بذكرى أكتوبر بزيارة نصب الجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل السادات وتوجيه خطاب متلفز للشعب المصري في الصباح، وحضور حفل فني يحييه عدد من المطربين المصريين والعرب في المساء.
0 التعليقات :
إرسال تعليق