Featured Video

اليمنية توكل كرمان.. أول عربية تفوز بنوبل للسلام

ظهرت على الساحة 2005.. وتحملت كثيرا من الإساءة من الأجهزة الرسمية




















صنعاء: عرفات مدابش
الكاتبة والناشطة اليمنية في مجال حقوق الإنسان توكل عبد السلام كرمان، التي ولدت في محافظة تعز بجنوب غربي اليمن عام 1979، هي ابنة الوزير والقانوني والسياسي اليمني عبد السلام كرمان.. وتعد أول امرأة عربية تحظى بهذه الجائزة الدولية الرفيعة. قبل نحو ستة أعوام، لم تكن كرمان وجها معروفا على الساحة اليمنية.. غير أن نجمها بزغ بعد أن أسست في عام 2005، مع صديقتها أسوان شاهر سعد وعدد من الناشطات، منظمة «صحافيات بلا حدود»، قبل أن تصادر هذه المنظمة بطريقة أو أخرى.. فقامت بتأسيس منظمة أخرى هي «صحافيات بلا قيود»، وبرزت كإحدى أهم الناشطات على الساحة اليمنية.
بدأت كرمان، الحاصلة على البكالوريوس في التجارة والماجستير في السياسة، ككاتبة في الصحافة اليمنية، وكانت مواقفها المكتوبة والمعلنة قوية ومناهضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح. ثم برزت كإحدى أهم المدافعات عن حقوق الإنسان بصورة عامة، والمرأة بصورة خاصة، قبل أن تكون لها مواقف سياسية قوية ضد النظام. كانت توكل كرمان من أوائل من تصدر حركة الاحتجاجات، حتى قبل أن تندلع الثورات التي تعرف بـ«الربيع العربي»، حيث تبنت منذ بضع سنوات قضية من يعرفون بـ«مهجري الجعاشن»، وهم سكان منطقة الجعاشن في محافظة إب الذين ظلموا وهجروا على يد شيخ منطقتهم. وكانت كرمان ترفع مظالم هؤلاء الناس كل ثلاثاء أمام مجلس الوزراء أثناء انعقاد اجتماعه الأسبوعي، حيث تحملت كثيرا من الإساءة من قبل الأجهزة الرسمية. ومع اندلاع الاحتجاجات أو الثورة المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح في فبراير (شباط) الماضي، كانت الناشطة اليمنية توكل كرمان في مقدمة صفوف الشباب والشابات المتظاهرين والمتظاهرات، وعرف عنها قيادة المظاهرات ومطالبتها المستمرة بتصعيد الفعل الثوري وسرعة حسمه. وعقب اندلاع ما يعرف بالثورة اليمنية، اعتقلت الكاتبة والناشطة توكل كرمان ليلا أثناء عودتها إلى منزلها من قبل جهاز المخابرات اليمنية لعدة أيام، قبل أن يطلق سراحها تحت تأثير وضغط الشارع اليمني الذي لا يعهد منذ فترة طويلة أن تقوم أجهزة الأمن باعتقال الناشطات الحقوقيات والسياسيات. وبنظر كثير من المراقبين، فإن توكل كرمان كسرت قواعد عديدة في المجتمع اليمني على الرغم من أنها تنتمي إلى حزب سياسي إسلامي (التجمع اليمني للإصلاح)، فهي غير منقبة وتقود الاحتجاجات في الشارع، على الرغم من أنها عضو في مجلس شورى (اللجنة المركزية) لهذا الحزب الإسلامي الذي يحرص على تقاليد متشددة. وبلا شك، فإن فوز اليمنية الشابة توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام، على الرغم من إثارته جدلا في الساحة اليمنية، فإنه وبغض النظر عن مواقفها السياسية المناوئة للنظام، فإن الكثيرين يعتبرونه حدثا كبيرا ومشرفا لكل اليمنيين، خاصة لكونها أول امرأة عربية تحظى بهذا الشرف. ويعتقد المراقبون أن مثل هذه الجائزة وهذا الحدث، سيمثل دفعة قوية للشباب والشابات في ساحات التغيير والحرية لمواصلة احتجاجاتهم من أجل تغيير النظام كما يطمحون.

0 التعليقات :

إرسال تعليق