مقتل 17 عنصرا من الجيش السوري الحر في الرستن.. وحملة اعتقالات في القصير.. ومداهمات ببلدة في ريف حماه
|
شهدت سوريا يوما داميا آخر مع مقتل عدد من المدنيين بينهم طفل وإصابة آخرين أغلبهم في حمص، وجاء ذلك بعد ساعات من اشتباكات دامية بين قوات الجيش والأمن من جهة ومنشقين عنه في دير الزور من جهة ثانية، مما أسفر عن مقتل 10 عساكر على الأقل. وفي غضون ذلك قال ناشطون في مدينة الرستن أمس إن 17 جنديا في كتيبة خالد بن الوليد التابعة لـ«الجيش السوري الحر» لقوا حتفهم أول من أمس وهم «يدافعون عن أهالي الرستن» أثناء قصف قوات الجيش السوري بالمدافع والطائرات على منطقة التليلي في المدينة. ليبلغ مجمل القتلى الذين أعلن عنهم أمس أكثر من 32.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خمسة مدنيين بينهم طفل قتلوا برصاص الأمن أمس في حمص، وقال في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة عنه: «استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل في العاشرة من عمره إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية في حيي الخالدية ووادي إيران» في حمص (وسط).
وأضاف: «استشهد مواطن في حي باب السباع إثر إصابته برصاص قناصة من حاجز أمني قبل قليل» مشيرا إلى أن «ذوي مواطن تسلموا جثمان ولدهم في حي البياضة بعد شهر من اعتقاله كما سلم جثمان ناشط آخر إلى ذويه في حي باب السباع بعد أيام من اعتقاله».
وتصاعدت أمس الأحداث في حمص فترة بعد الظهر مع توارد أنباء غير مؤكدة عن مقتل رئيس فرع الأمن العسكري في المدينة عند المركز الثقافي. كما شهد حي بابا عمرو قصفا عشوائيا على المنازل بقذائف الهاون مما أدى إلى احتراق ثلاثة منازل على الأقل، كما شهدت أحياء الخالدية والفاخورة والقصور إطلاق نار كثيف من الحواجز.
وفي دير الزور (شرق)، ذكر المرصد السوري في بيان ثان أنه «استشهد مواطن في حي المطار بعد منتصف ليل الجمعة/ السبت إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الأمن خلال حملة مداهمات واعتقالات».
وأفاد المرصد بأن «حي المطار القديم يشهد انتشارا أمنيا وعسكريا منذ صباح السبت؛ حيث تتمركز ناقلات الجند المدرعة وتنفذ القوات الأمنية حملة مداهمات واعتقالات منذ فجر اليوم (أمس) أسفرت عن اعتقال 35 شخصا على الأقل».
وكان المرصد قال في بيان صباح أمس: «أسفرت الاشتباكات التي دارت مساء الجمعة في دير الزور بين القوات الأمنية والعسكرية ومنشقين عنها عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من عناصر الجيش والأمن وجرح العشرات وإصابة ثلاثة منشقين بجراح أحدهم بحالة حرجة».
من جهتها أعلنت لجان التنسيق المحلية المشرفة على أحداث الحركة الاحتجاجية، في بيان مساء أول من أمس أن «الجيش يحاصر منطقة غسان عبود وينشر القناصة على الأسطح، والأمن مع عناصر من الجيش يفتشون المنازل بحثا عن المنشقين»، وأكدت أن «إطلاقا كثيفا للنار جرى بالأسلحة الثقيلة والرشاشات» خلال العملية.
وفي وسط البلاد، ذكر المرصد: «نفذت قوات أمنية وعسكرية حملة مداهمات واعتقالات في قرية البويضة الشرقية التابعة لمدينة القصير (ريف حمص) ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجراح واعتقال نحو 16 مواطنا».
وأضاف المرصد: «اقتحمت قوات أمنية وعسكرية صباح السبت (أمس) بلدة قلعة المضيق في سهل الغاب (ريف حماه) وقامت بحملة مداهمات في البلدة».
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 16 مدنيا في حصيلة جديدة أوردها المرصد في بيان أمس. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 6 مدنيين في سوريا الجمعة.
وأوضح المرصد في البيان: «ارتفعت حصيلة قتلى الجمعة إلى 16 شخصا بينهم اثنان في دير الزور (شرق) كما توفي أيضا رجل متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام في مدينة حرستا (ريف دمشق)».
إلى ذلك، قال ناشطون في مدينة الرستن أمس إن 17 جنديا في كتيبة خالد بن الوليد التابعة للجيش السوري الحر «استشهدوا وهم يدافعون عن أهالي الرستن» أثناء قصف قوات الجيش السوري بالمدافع والطائرات على منطقة التليلي في مدينة الرستن أول من أمس.
من جانبها، قالت السلطات السورية إن «الجهات المختصة» نفذت «عملية نوعية» في مدينة الرستن أثناء «ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة» أول من أمس أسفرت عن «مقتل 16 إرهابيا واعتقال العشرات ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة بينها أسلحة إسرائيلية الصنع وألغام وقذائف هاون». ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر مسؤول قوله إن من بين الأسلحة المصادرة «قذائف هاون مع منصتي إطلاق وقواذف (آر بي جي) مع قذائفها وقناصات متطورة وبنادق حربية آلية وحشوات متفجرة من مادة (تي إن تي) وألغام وقنابل يدوية بعضها إسرائيلية الصنع بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والبذات العسكرية التي يستخدمها الإرهابيون للإساءة لسمعة الجيش الوطني». إلا أن الناشطين أكدوا أن الذين قتلوا كانوا من الجيش الحر وعددهم 17 عسكريا منشقا. وبحسب ناشطين فإن أعدادا من الناشطين الشباب المطلوبين لأجهزة الأمن السورية لنشاطهم في المظاهرات وأغلبهم من غير العسكريين راحوا ينضمون للجيش الحر، هربا من الاعتقال الذي يتعرض فيه الناشطون لأشد أنواع الانتهاك والتعذيب الإنساني.
0 التعليقات :
إرسال تعليق