Featured Video

مصادر ليبية لـ «الشرق الأوسط»: سنقدم كل الدعم اللازم للثوار السوريين للتخلص من نظام الأسد





القاهرة: خالد محمود لندن: 
قال مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس قرر المضي إلى «أبعد مدى في تقديم كل المساعدات الممكنة» إلى المدنيين السوريين الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، نكاية في النظام السوري الذي يتهمه الثوار بتقديم دعم لوجيستي وعسكري في السابق لنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وكشف مصدر مطلع في المجلس الانتقالي الليبي لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن هذا القرار غير المعلن يعني ضمنيا تقديم المال والعتاد العسكري بالإضافة إلى مقاتلين لدعم ما وصفه بـ«الثورة الشعبية» في سوريا للإطاحة بنظام الأسد. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية، طرابلس: «نعم.. لقد طلب منا ممثلو الثورة السورية تقديم الدعم لهم، ونحن وعدنا بالاستجابة لطلباتهم وفقا للظروف والإمكانيات المتاحة، ونعتقد أن نظام الأسد يجب عليه الرحيل، وسنساعد في سبيل تحقيق ذلك». ولفت المصدر إلى أن الدعم الذي يقدمه المجلس الانتقالي للثورة الشعبية في سوريا لا يقتصر فقط على الدعم العسكري، ولكن أيضا الدعم السياسي، مشيرا إلى أن ليبيا تساند قرارات فرض العقوبات على النظام السوري في كافة المحافل الإقليمية والدولية حتى ينصاع لإرادة شعبه، على حد قوله. وتزايدت التكهنات حول تقديم الثوار الليبيين دعما عسكريا لنظرائهم السوريين مع محادثات يفترض أن يجريها في العاصمة التركية، عبد الحكيم بلحاج، مسؤول المجلس العسكري لمدينة طرابلس، مع مسؤولين أتراك. وقالت مصادر ليبية، رفضت تعريفها، إن إعلان المجلس الوطني الليبي أن وجود بلحاج في تركيا بهدف تفقد أحوال الجرحى الليبيين هناك ربما يكون غطاء إعلاميا لمهمته بشأن إجراء محادثات سرية مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري ومسؤولين في الحكومة التركية بهدف بحث كيفية تقديم المساعدات إلى الثورة الشعبية في سوريا. وأجرى مسؤولون في المجلس الوطني السوري في زيارة شبه سرية إلى ليبيا، نهاية الشهر الماضي ومطلع الشهر الحالي، محادثات مع مختلف القوى الوطنية والمجلس الانتقالي الليبي بهدف الحصول على مساعدات عسكرية ولوجيستية تمكن المتظاهرين في سوريا من مواجهة القمع الدموي لنظام الأسد. وشملت هذه اللقاءات عددا كبيرا من قادة الثوار والكتائب الأمنية بالإضافة إلى مسؤولين في المجلس الوطني.
واعتبر المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» الشهر الماضي، أنه يجب على الأسد الرحيل عن السلطة فورا، بينما أبلغ عبد الله ناكر، رئيس مجلس ثوار طرابلس، الذي التقى وفد المجلس الوطني السوري في وقت سابق، «الشرق الأوسط»، أن الوفد السوري طلب الحصول على مساعدات عسكرية ومادية ونصائح بشأن كيفية مواجهة القمع الذي تمارسه السلطات السورية ضد المتظاهرين العزل في مختلف المدن السورية. وأضاف: «طبعا طلبوا كل أنواع المساعدات التي يمكن الحصول عليها، من سلاح ومال ومقاتلين. نعتقد أنه يجب على الجميع دعم مساعي هؤلاء الرامية إلى الخلاص من نظام الأسد».
وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قد أكدت، أمس، المعلومات التي انفردت بنشرها «الشرق الأوسط» في وقت سابق ولفتت إلى أن ثوار سوريا أجروا محادثات سرية مع السلطات الليبية الجديدة تهدف إلى تأمين الأسلحة والأموال للتمرد ضد نظام الأسد. وأضافت أنه في الاجتماع الذي عقد أول من أمس في إسطنبول «طلب السوريون المساعدة من الممثلين الليبيين، الذين عرضوا عليهم الأسلحة، وربما متطوعين محتملين». ونقلت الصحيفة عن مصدر ليبي قوله: «يجري التخطيط لإرسال الأسلحة وربما مقاتلين من ليبيا إلى سوريا.. هناك تدخل عسكري في الطريق.. وفي غضون أسابيع قليلة سوف نرى ذلك». وقالت الصحيفة إنها «علمت أن هناك مناقشات أولية بشأن إمدادات الأسلحة، تمت عندما زار أفراد من المجلس الوطني السوري ليبيا في وقت سابق من هذا الشهر».
وأفاد ناشطون سوريون بأن ليبيا لم ترسل بعد شحنات كبيرة من الأسلحة بسبب مشاكل لوجيستية بالدرجة الأولى، لكن إقامة «منطقة عازلة» داخل سوريا، كما تدعو الجامعة العربية، أو ظهور منطقة تخضع تماما لسيطرة الثوار السوريين، قد يحل هذه الإشكالات. لكن مصادر في مدينة مصراتة الليبية لم تستبعد أن تكون شحنات من الأسلحة قد أرسلت بالفعل. وأفاد رجل نقل أسلحة إلى الثوار الليبيين سابقا باعتقال مهربين في مصراتة كانوا يبيعون قطع سلاح صغيرة إلى مشترين سوريين. ويقول حميدة الماجري، عضو المجلس العسكري في طرابلس، إن الليبيين متضامنون مع القضية السورية. وأضاف: «بشار أرسل أسلحة إلى القذافي عندما كان يقاتلنا. هناك المئات ممن يريدون الذهاب إلى سوريا للقتال أو تقديم ما يستطيعون من مساعدة».
واتهم مسؤولون من الثوار نظام الأسد بدعم نظام القذافي عسكريا عبر تزويده بأسلحة ومقاتلين مرتزقة، بالإضافة إلى توفير بعض المعلومات الاستخباراتية ضد المعارضين الليبيين في الخارج. وبعدما فقد القذافي أذرعه الإعلامية تحت وطأة العمليات العسكرية للثوار المدعومين بقصف جوي عنيف من مقاتلات حلف الناتو، أخذت قناة «الرأي» التي تبث من العاصمة السورية، دمشق، على عاتقها مهمة أن تكون صوت القذافي للعالم. وقبل مقتل القذافي وإسقاط نظامه السياسي، رفضت السلطات السورية أكثر من طلب من الثوار الليبيين لإغلاق هذه القناة، التي يمتلكها المعارض العراقي مشعان الجبوري، واعتبروها معادية لهم وتحرض على قتلهم وتروج لداعيات القذافي السوداء.
--------------------------------
«الشرق الأوسط»

0 التعليقات :

إرسال تعليق