اعتقال مراسل «سانا» في دير الزور بعد تقديم استقالته اعتراضا على العنف ضد المدنيين
|
تستمر السلطات السورية بمواجهة المتظاهرين المدنيين بالرصاص والقنابل، وقد قتل أمس برصاص الأمن 18 شخصا على الأقل، بحسب لجان التنسيق المحلية، في جمعة «طرد السفراء»، وذلك قبل يوم من انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية للنظام السوري كي يوقع على بروتوكول لإرسال 500 مراقب إلى سوريا.
وخرجت مظاهرات في عموم البلاد وطالب المتظاهرون بتعليق الرئيس الأسد بعد تعليق مشاركة النظام في اجتماعات الجامعة العربية، في الوقت الذي حاول فيه النظام تسيير مسيرات تأييد تنطلق من المساجد التي درج المتظاهرون على الخروج منها كل يوم جمعة كجامع الحسن في دمشق، إلا أنها محاولة باءت بالفشل، حيث اكتفى المؤيدون يرافقهم الشبيحة بمسيرات سيارة جابت غالبية شوارع العاصمة ومسيرات أخرى سريعة في الساحات العامة بسبب الأمطار وضعف المشاركة في يوم العطلة، حيث لم يتمكن النظام من تحشيد الموظفين والطلاب كما جرت العادة في المسيرات التي كان ينظمها وسط الأسبوع.
وأعلن التلفزيون السوري عن سقوط ثلاثة من رجال الأمن لدى تفكيكهم عبوة ناسفة، في حي القصور بحماة الذي يشهد كثافة مرورية، وإصابة اثنين من عناصر حفظ النظام بالقرب من الجامع العمري في درعا. وقالت «سانا» إن «الجهات المختصة ألقت القبض على 10 إرهابيين مطلوبين داخل قبو مهجور في معرة النعمان». ونفت «سانا» ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن خروج مظاهرات في أحياء القابون والقدم عسالي في مدينة دمشق كما نفت الأنباء حول إطلاق نار على المواطنين. وأيضا نفت ما يقال حول اقتحام جامع الغزي في مدينة جبلة.
وفي محافظة دير الزور، أعلن ناشطون أمس أن السلطات السورية قامت باعتقال مدير مكتب وكالة الأنباء الرسمية (سانا) في دير الزور بعد استقالته احتجاجا على ممارسات النظام بحق المدنيين.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة عنه أنه «تم اعتقال مدير وكالة (سانا) في دير الزور علاء الخضر بعد استقالته من منصبه احتجاجا على ممارسات النظام بحق المدنيين».
وأضافت اللجان أن الخضر «قام بوضع لاصق على فمه وتعليق لافتة على صدره كتب عليها: أنا صحافي سوري».
من جهتها، سارعت «سانا» إلى التعليق على نبأ الاعتقال وذكرت أنها «تنفي اعتقال مدير مكتبها بدير الزور» مؤكدة أن «مدير مكتبها بدير الزور هي الصحافية لمياء الرداوي وليس علاء الخضر».
ولفتت الوكالة النظر إلى أن «الخضر انتقل من الوكالة منذ خمسة أشهر للعمل في جامعة الفرات في دير الزور وليس له أي علاقة بمكتبها في دير الزور».
من جانب آخر بث ناشطون مقاطع فيديو لمظاهرات عمت البلاد في جمعة «طرد السفراء»، كما سجلت نقاط تظاهر جديدة في ريف حمص القريبة من منطقة القلمون في الشهر التاسع من انتفاضة السوريين، كمنطقة حسياء الواقعة بين دمشق وحمص، ومدينة يبرود في محافظة ريف دمشق والتي شهدت أحداثا عنيفة ليل الخميس على خلفية قمع قوات الأمن لمظاهرات خرجت هناك، وجرت بعدها حملة اعتقالات واسعة. وكذلك عادت المظاهرات لمنطقة الدار الكبيرة وقرية جندر القريبة من حسياء والتي خرجت فيها مظاهرة كبيرة يوم أمس، وفي منطقة تل الشور التي تعد من أهم مناطق التظاهر في محيط حمص وتعرض لقمع شديد وحملات أمنية وعسكرية عنيفة لقربها من منطقة بابا عمرو التي تعرضت للقصف والرصاص والحصار والوجود الكثيف لقوات الأمن. وعلى الرغم من ذلك خرجت فيها يوم أمس مظاهرة كبيرة.
كما شهدت مدينة تدمر وسط البداية السورية مظاهرة كبيرة، والقرى القريبة منها كالسخنة والقريتين وغيرها من القرى التي خرجت يوم أمس لتشكر الجامعة العربية وتطالب بطرد السفراء، وهتفوا أنهم يريدون بعد تعليق العضوية تعليق بشار الأسد، في إشارة إلى مطالبتهم بإعدام الرئيس.
وفي مدينة حمص المنكوبة بحسب وصف سكانها، خرجت المظاهرات في غالبية الأحياء في الشوارع الفرعية إلا أن قوات الأمن والجيش أطلقوا النار على الأحياء والمنازل مما أسفر عن إصابة العديد بجراح وقتل طفل في حي الخالدية. وسمعت عدة انفجارات في باب السباع وباب الدريب والمناطق المحيطة.
وفي مدينة القصير جرح شخص على الأقل في إطلاق نار لتفريق المتظاهرين. وفي مدينة الرستن الرازحة تحت حصار عسكري وأمني شديد حذرت قوات الأمن الأهالي من الخروج من المنازل عبر مكبرات الصوت وهددت بإطلاق النار عليهم في حال المخالفة. وقال ناشطون إن قناصة تمركزوا على الأبنية الحكومية والأبنية المرتفعة، بينما راحت الآليات العسكرية تجوب الشوارع ولا يزال الحظر مستمرا.
وفي دمشق، خرجت عدة مظاهرات في حي كفر سوسه والقدم والحجر الأسود والميدان وبرزة والقابون، وذلك في ظل حملة اعتقالات واسعة تشنها قوات الأمن في تلك المناطق منذ عدة أيام. وقال ناشطون إن قناصة جرى نشرهم في حي كفرسوسة على الأبنية المحيطة بفرع أمن الدولة. كما لوحظ يوم أمس وجود أمني كثيف جدا في دوار كفرسوسة وفي محيط مسجد عبد الكريم الرفاعي حيث لوحظ وجود 6 سيارات نجدة حمراء اللون بالإضافة إلى عشرات من الشبيحة وقوات حفظ النظام المنتشرة على أطراف مسجد الرفاعي وفي الأزقة المؤدية إلى المسجد.
وجرت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في الغواص قرب حارة قويق بعد هجوم الأمن على المظاهرة، كما خرج المتظاهرون من جامع زين العابدين وفوجئوا بالعدد الكبير للأمن والشبيحة في الخارج فمكثوا صامتين وساروا باتجاه حي الزاهرة، وجرت محاصرتهم من قبل الشبيحة والأمن وجرى اعتقال عدد من الشباب، رغم أن المتظاهرين حافظوا على صمتهم.
وفي منطقة الشاغور خرجت مظاهرة من جامع المصطفى في المنطقة الصناعية قرب كراج السيدة زينب بعد صلاة الجمعة وهتفت لحمص ودرعا ونادت بإسقاط السفاح قبل وصول قوات الأمن والقيام بحملة اعتقالات. وقال مصلون في الجامع إن خطبة إمام الجامع كانت طويلة جدا ومؤيدة للنظام حيث تحدثت عن المؤامرة ووصف الخطيب المتظاهرين بالخوارج، وما إن انتهى حتى انطلق التكبير وانطلقت المظاهرة ضد النظام وضد كل ما قاله إمام الجامع الذي لجأ إلى الميكروفون للتشويش على صوت المتظاهرين الذين واجهوا قوات الأمن وقد احتلت محيط الجامع وجرى اعتقال نحو خمسة شباب في صفوف المتظاهرين الذين نثروا منشورات كثيرة.
وفي ريف دمشق قال ناشطون إن حالة حصار فرضت على مدينة الكسوة مع منع الدخول والخروج، وانتشرت قوات الأمن في الشوارع وحول المساجد كما كانت هناك سيارات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة تتجول في المدينة وانتشر بعض القناصة على أسطح المباني العالية المطلة على المساجد.
وفي حوران انتفضت غالبية القرى يوم أمس، ففي مدينة درعا خرجت مظاهرة بجانب الجامع العمري، خلال تشييع أحد القتلى وتم إطلاق النار لتفريق المتظاهرين بشكل عشوائي، أسفر عن عدد من القتلى.
وفي اللاذقية على الساحل السوري، قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة باللباس المدني ومدججين بالعتاد الكامل قبل خروج المصلين قامت بمحاصرة الجوامع. كما وجدت كاميرا «الدنيا» بحماية الشبيحة من الخلف لتصوير الحياة الطبيعية في حي الطابيات. ولوحظ وجود عسكريين برتب عالية مثل عقيد ورائد عند بعض الحواجز الأمنية في المدينة، كما راحت سيارات الأمن والسيارات المدنية للشبيحة تجوب الأحياء المنتفضة مع إشهار الأسلحة.
وفي محافظة ادلب خرجت مظاهرات في غالبية مدن وبلدات المحافظة، وفي مدينتي معرة النعمان وكفر نبل تم فرض حصار أمني مشدد وجرى قطع الاتصالات بالكامل بعد يوم شهد مظاهرات مميزة في شعاراتها كما جرت العادة.
وفي حلب خرجت مظاهرات في المناطق التي اعتادت على التظاهر كل يوم جمعة مثل تل رفعت وعندان وصلاح الدين وعين عرب. وقال ناشطون إن المتظاهرين في تل رفعت قبضوا على عشرة عناصر من الأمن بينهم رائد وثلاثة أشخاص من لبنان - يُعتقد أنهم من عناصر حزب الله - وأن التفاوض جار مع الأهالي لإطلاق سراحهم.
0 التعليقات :
إرسال تعليق