العدد لم يتجاوز بضعة آلاف.. والقرضاوي غاب لـ«ظروف صحية»
خلافا لملايين المصريين الذين احتشدوا أمس في ميادين التحرير بجميع المحافظات في «جمعة الفرصة الأخيرة» التي تطالب برحيل المجلس العسكري، فشلت الدعوة التي وجهتها جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في مليونية «دعم المسجد الأقصى» في ساحة مسجد الأزهر الشريف، التي تعد أول مظاهرة مليونية موجهة لقضية خارجية، حيث انتهت بمظاهرة محدودة لم يحضرها سوى بضعة آلاف. ويقول مراقبون إن جماعة الإخوان المسلمين حاولت لفت الأنظار عن مليونية التحرير التي غابت عن المشاركة فيها بسبب موقفها الحالي المعارض لميدان التحرير، وهو ما نفاه الدكتور محمود غزلان، القيادي في الجماعة.
وعبر 6 أيام هي عمر مواجهات التحرير أدت إلى مقتل 36 شابا، رفضت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في المظاهرات بالتحرير، مبررة ذلك بأن العنف الدائر في التحرير مؤامرة لإلغاء الانتخابات البرلمانية المقررة بعد غد، الاثنين.
وقال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، إن «مشاركة (الإخوان) في مليونية الأزهر شيء مثير للضحك»، مضيفا أن «(الإخوان) أخطأوا في حساباتهم تماما». وقال تليمة لـ«الشرق الأوسط»: «يجب على جماعة الإخوان المسلمين أن تفهم أن أي موقف صحيح بالنسبة للقضية الفلسطينية من القاهرة يبدأ عبر وصول سلطة حاكمة في مصر تعبر عن توجهات الشعب المصري».
وأوضح تليمة أن نصرة القدس تأتي من الوقوف في التحرير لاستكمال الثورة وليس من الوقوف في الأزهر، مستشهدا بكلام الكثير من الناشطين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين دعوا «الإخوان» إلى عدم اتخاذ القضية الفلسطينية ذريعة للتهرب من مسؤولياتهم الوطنية.
لكن الدكتور محمود غزلان، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، نفى أن تكون «مليونية دعم المسجد الأقصى» في الأزهر ردا على «مليونية الفرصة الأخيرة» في ميدان التحرير، معتبرا الأمر «فبركة» إعلامية. وبرر غزلان، في تصريحات صحافية، أمس، دعوة «الإخوان» للمليونية من منطلق إعلان الحكومة الإسرائيلية اعتزامها هدم جسر باب المغاربة في القدس الشريف، وهو ما اعتبره يستحق الرد، داعيا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجميع المسلمين في كافة بقاع الأرض إلى القيام بفعاليات في هذا اليوم احتجاجا على هذا العدوان.
وكانت الحملة الشعبية لمقاومة تهويد القدس، قد دعت قبل 10 أيام لعقد مليونية يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) رفضا لمخططات تهويد القدس بمشاركة مجموعة من علماء الأزهر، ورابطة علماء السنة، والهيئة الشرعية للإصلاح والدعوة السلفية، وجماعة الإخوان المسلمين، وعدد من الأحزاب المصرية.
ورغم إعلان منظمي المليونية عن قيام الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بإلقاء خطبة الجمعة، فإن القرضاوي اعتذر عن الحضور لما قيل إنه «ظروف صحية».
وحول عدم مشاركة «الإخوان» في مليونية التحرير أوضح غزلان أن الجماعة شعرت باحتمالية وقوع خسائر وضحايا في صفوف المتظاهرين خلال أحداث التحرير، معتقدا أن ذلك يمكن أن يتخذه البعض ذريعة لتأجيل إجراء الانتخابات، مما دفعها لاتخاذ قرار بعدم المشاركة من أجل الصالح العام.
ويقول مراقبون إن جماعة الإخوان المسلمين حاولت حشد أنصارها لمليونية الأزهر لتعويض غيابها عن المشهد السياسي في مليونية التحرير التي شهدت حضورا حاشدا من المصريين.
0 التعليقات :
إرسال تعليق