Featured Video

مصر تطمئن إسرائيل: متمسكون باتفاقية السلام

نائب وزير الخارجية الإسرائيلي يحذر الغرب من تأثيرات إيرانية
تل أبيب: نظير مجلي
في الوقت الذي عبر فيه وزراء الحكومة الإسرائيلية في اجتماعهم، أمس، عن قلقهم من التطورات في مصر وطرح الشعارات التي تهدد إسرائيل مباشرة، توجه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون، بتحذير إلى دول الغرب يقول فيه: «إن لإيران يدا طويلة في التطورات المصرية من خلال تشجيع (النشاط المتطرف)، من دون أن يكون لها رقيب أو حسيب».
وأضاف أيلون، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية أمس، أنه على الرغم من «الصور القبيحة التي تصل من القاهرة لا تنبغي المبالغة في تقدير الموقف، فأي قيادة مصرية من واجبها أن تعمل من أجل مستقبل مصر». وتوقع أن «يدوم اتفاق السلام مع مصر، وأن تواصل السفارة الإسرائيلية العمل في القاهرة». لكنه توقع أن تواصل إيران السعي للتأثير على النظام في مصر، بغية ضرب مصالح الغرب كله تحت حجة العداء لإسرائيل.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس: إن التصعيد في أجواء التحريض على إسرائيل في مصر يعتبر بداية خطيرة لتطورات متطرفة قد تؤذي إسرائيل؛ لذلك دعا إلى الاستعداد كما يجب لمواجهة كل الاحتمالات.
من جهة ثانية، انضم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، شاؤول موفاز، إلى المحذرين من خطر تراجع مصر عن اتفاقية السلام مع إسرائيل. وموفاز الذي شغل، في الماضي، منصبي رئيس أركان الجيش وكذلك وزير الدفاع، قام، أمس، بزيارة لمقر استقبال الجنود الجدد في الجنوب برفقة عدد من النواب والقادة العسكريين، وقال إن على الجيش الإسرائيلي أن يستعد لسيناريو انهيار معاهدة السلام مع مصر، مشيرا إلى أن الهدف الإسرائيلي يجب أن يكون «قد بذل جميع الجهود للحفاظ على معاهدة السلام مع مصر». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن موفاز قوله إنه يتعين على إسرائيل أن تكون مستعدة لليوم الذي يلي الانتخابات المصرية؛ فالشارع هو الذي يفرض وقع الأحداث هناك، بينما يواجه المجلس العسكري صعوبات في فرض سيطرته». وأضاف موفاز: «يبدو أن الجهات الراديكالية قد عززت قوتها في مصر، لكن ينبغي أن ننتظر ونرى نتائج الانتخابات، وفي الوقت ذاته نبذل جميع الجهود للحفاظ على معاهدة السلام مع مصر».
جدير بالذكر أن الإذاعة الإسرائيلية الرسمية كشفت، أول من أمس، عن أن القاهرة أرسلت، الأسبوع الماضي، رسالة طمأنة لإسرائيل، أكدت فيها التزام مصر بمعاهدة السلام، مشيرة إلى أن الرسالة نقلها مسؤولون مصريون كبار، وجاء فيها: «إن السلام مع إسرائيل ينطوي على أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر».
المعروف أن موضوع مصر والتغيرات فيها يثير اهتماما بالغا في إسرائيل هذه الأيام، والكثيرون فيها يعبرون عن القلق. وقد توجه مسؤولان أمنيان سابقان في إسرائيل، هما وزير الدفاع الأسبق، بنيامين بن أليعازر، ونائب رئيس المخابرات العامة الأسبق، يسرائيل حسون، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يطالبانه باستئناف المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين «قبل أن يلحق بها الضرر من زلزال الربيع العربي بشكل عام والأحداث في مصر بشكل خاص».
وقال بن أليعازر وحسون، اللذان يقيمان علاقات مع مصر حتى الآن: «إن إسرائيل مكروهة في الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، وتعتبر رافضة للسلام. وهذه الكراهية تتجلى في الشارع العربي بشعارات مناهضة لإسرائيل ومنادية بإلغاء اتفاقيات السلام مع مصر ومع الأردن ومع السلطة الفلسطينية. والسبيل الوحيد لمنع توجيه سهام الثورات العربية لإسرائيل هو استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والسعي لإنجاز اتفاقية سلام دائم مقنعة، على أساس مبادرة السلام العربية وخريطة الطريق».
والمعروف أن حسون كان قد زار مصر عدة مرات في الشهر الأخير؛ لأن نتنياهو عينه وسيطا لإخلاء سبيل إيتان غرابيل، المواطن الإسرائيلي - الأميركي الذي اعتقل في مصر 4 شهور للاشتباه بأنه جاسوس لإسرائيل. وقد أطلق سراحه بصفقة قبل نحو الشهر. وقد أعطى حسون، أمس، تقديرا لما يحدث في مصر هذه الأيام، فقال: «في مصر تسود فوضى منظمة اليوم، وتنظيم الإخوان المسلمين يستغلها للفوز بالحكم. ولا ضمان لأن تتوقف الفوضى في المستقبل المنظور، وهذا يفتح الباب أمام تقديرات سوداء بالنسبة لإسرائيل؛ فهناك من يطالب بتجميد أو إلغاء اتفاقيات السلام في مظاهرات ميدان التحرير في القاهرة وغيرها من المدن المصرية، والمطلب نفسه يرتفع في مظاهرات الأردن».
وأعرب حسون وبن أليعازر عن تقديرهما أن يفوز الإخوان المسلمون بثلث وربما نصف الأصوات في الانتخابات المصرية (التي تجرى اليوم).

0 التعليقات :

إرسال تعليق