فى حالة نادرة جدا ، اعترف النائب الاول لرئيس الجمهورية ، ومهندس اتفاقية نيفاشا للسلام علي عثمان محمد طه ان السودان ما كان يجب له منح الجنوب حق تقرير المصير الذى بسببه انقسمت البلاد الى شطرين. ودعا دول العالم الافريقية والاسيوية خلال مخاطبته يوم امس الاول اعمال منتدى السلام والتنمية المكون من احزاب افريقية واسيوية الى عدم تكرار تجربة السودان ، واعتبرها نموذجا يحتذى به. وقال: «نأمل ان تتوصل البلاد الاخرى التى تعيش تجارب مماثلة الى حلول افضل ، لأننا وبالرغم من قبولنا لمبدأ تقرير المصير الا اننا نرى انه لاينبغ? ان يكون الخيار الاول الذى تبنى عليه العلاقات بين المجموعات فى البلد الواحد ، وانما علينا ان نبحث عن البدائل الاخرى». وربما تتقاطع هذه التصريحات والموقف او قد تصل حد التعارض من الرجل الثانى فى الدولة مع تصريحات ومواقف اخرى لقيادات فى حزب المؤتمر الوطنى الذى منح الجنوبيين حق تقرير المصير. ففى خطابه الشهير بجوبا ، وقبيل تصويت الجنوبيين للانفصال فى يناير الماضى ، اكد رئيس الجمهورية ، رئيس حزب المؤتمر الوطنى ان حزبه هو الحزب الوحيد الذى منح الجنوبيين حق تقرير المصير ، وانه فخور بذلك ، وتبعه نائبه فى الحزب ال?كتور نافع علي نافع بتصريح ساخن ومثير للجدل بعد الاعلان الرسمى للدولة فى جنوب السودان عندما قال «ان السودان سيكون افضل حالا بعد انفصال الجنوب «. اما وزير الخارجية ، وأحد ابرز صقور الانقاذ فلم يتوان فى قول ان انفصال الجنوب هو مكسب للشمال.كما ان تصريحات طه الاخيرة التى قوبلت بهجوم لفترة من بعض غلاة الإسلاميين بسبب اتفاقية نيفاشا ، لاتنسجم مع الفرحة المرسومة على ملامح وزير الاعلام الدكتور كمال عبيد عند تدشين خريطة السودان الجديدة بعد انفصال الجنوب ووصفه للخريطة المبتورة بانها جميلة!
وينظر كثير من الإسلاميين خاصة المتشددين منهم الى ان اتفاقية نيفاشا التى تفرغ لها طه لمدة تسعة اشهر متواصلة ، منحت الجنوب اكثر مما يستحق خاصة فى ملفى السلطة والثروة وذهبوا - تلميحا او تصريحا - الى ان هذه واحدة من اكبر الاخطاء التى وقعت فيها الحركة الإسلامية ، وتوقع الكثير منهم ان يتم تحجيم نفوذه داخل الحزب والدولة ، الا انه تم تعيينه فى منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية وعاد قويا اكثر مما مضى.
وفى اول ردة فعل له لتصريحات طه ، استغرب اتيم قرنق القيادى فى الحركة الشعبية لتحرير السودان - الحزب الحاكم فى جنوب السودان هذه التصريحات وقال انها ربما تعبر عن حالة الاحباط التى اصابت الإسلاميين بعد الانفصال. وقال «للصحافة» عبر اتصال هاتفى «اعتقد ان الشمال لم يجد مايريده بعد انفصال الجنوب،واكتشف انه كان من الافضل له ان يعمل بشكل جاد من اجل اقناع الجنوبيين للتصويت لصالح الوحدة من خلال منحهم الاحساس بانهم فى بلدهم وانهم مواطنون من الدرجة الاولى.. وانهم يستحقون كل مايستحقه الشماليون فى نفس الوقت ، ولكن لاينف? الندم بعد الان». اما رئيس منبر السلام العادل الذى قاد عملية فصل الجنوب عن الشمال الطيب مصطفى فقد وصف تصريحات النائب الاول للرئيس «بغير الموفقة» وقال انها تتعارض تماما مع مبدأ الحريات التى يدعو لها الدين الحنيف. وقال خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس «على النائب الاول ان يكون فخورا بما انجز واعطاءه للجنوبيين حق تقريرهم بدلا من منح الاحساس بالندم..بل اننى اقول ان هذا الامر تأخر كثيرا وكان يجب منح الجنوبيين حق تقرير المصير منذ الاستقلال عندما شعرت الدولة ان الجنوب يريد ان ينفصل.. ونحن نحمد الله ان هذا ا?امر قد تم وادعو الشعوب الى الاقتداء بهذه التجربة ومنح كل من يريد تقرير مصيره ، بدلا من فرض الوصاية عليهم». وعندما قلت له ان النائب الاول ربما كان يقصد ان التجربة بها كثير من الاخطاء فاجابنى منفعلا «نعم هنالك اخطاء كثيرة صاحبت تطبيق الانفصال منها عدم طرد قوات الجيش الشعبى من جنوب كردفان والنيل الازرق ، ولكن هذه الاخطاء ليست لها علاقة بتقرير المصير، وانما الخطأ في ترك الحركة الشعبية تحاول التكويش على السودان بعدما نالت كل جنوب السودان» .
واتسمت العلاقة بين السودان وجنوب السودان بالعداء الشديد بعد ان انفصل الجنوب بنسبة تصويت وصلت الى اكثر من 98% بسبب اتهام كل طرف للاخر بالسعى الى زعزعة الاستقرار واثارة النعرات القبلية ، فجوبا اتهمت الخرطوم بالوقوف وراء قادة التمرد فى مناطق جونقلى واعالى النيل بالاضافة الى محاولة تجويع الجنوب من خلال قفل الحدود وايقاف الحركة التجارية.اما الخرطوم فتقول ان جوبا هى التى ساندت ومولت قادة الحركة الشعبية والجيش الشعبى الذين فجروا الاوضاع بمنطقتى النيل الازرق وجنوب كردفان بالاضافة الى ايواء قادة المتمردين من دارف?ر فى اراضيها. كما ان مفاوضات البلدين حول القضايا العالقة بينهما مثل النفط والحدود وابيى مازالت تراوح مكانها بالرغم من انقضاء نحو 5 أشهر للانفصال. وثار جدل كثيف بين القوى السياسية قبل الانفصال حول جدوى الانفصال و انه ليس الخيار المناسب للحالة السودانية ، وتم تقديم العديد من البدائل للجنوبيين مثل الكونفدرالية او الاتحاد بين الدولتين ، ولكن كل هذه المقترحات تم رفضها بشدة. وفى هذا الصدد يعتقد المحلل السياسى الدكتور عبد الرحيم محمد علي ان تصريحات طه ربما تعبر عن حالة الاحباط التى يعيشها السودان جراء المشكلات ال?ى تواجهه. وقال خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس ان النائب الاول لرئيس الجمهورية ربما يريد ان يؤسس لعلاقة جديدة مع الجنوب. واضاف قائلا: «من المعروف عن طه انه لايترك الحديث على عواهنه وانه يحسب حسابات شديدة قبل ان يصرح ، وماقاله لقادة الاحزاب الافريقية والاسيوية ربما يريد به التأكيد على ان تمزق الشعوب ليس امرا جيدا وانما من الافضل ان نكون متحدين». ويضع محمد علي تفسيرا اخر لحديث طه بقوله: « علي عثمان عندما كان يقود المفاوضات مع مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق كان حريصا على الوحدة وكان يراهن على قرنق من اجل ?ذا .. وما كان يتوقع ان تصل نهايات الاتفاقية الى الانفصال وقيام دولة عدائية للخرطوم ستشكل تهديدا وصداعا مزمنا لها».
--------------
صحافة
وينظر كثير من الإسلاميين خاصة المتشددين منهم الى ان اتفاقية نيفاشا التى تفرغ لها طه لمدة تسعة اشهر متواصلة ، منحت الجنوب اكثر مما يستحق خاصة فى ملفى السلطة والثروة وذهبوا - تلميحا او تصريحا - الى ان هذه واحدة من اكبر الاخطاء التى وقعت فيها الحركة الإسلامية ، وتوقع الكثير منهم ان يتم تحجيم نفوذه داخل الحزب والدولة ، الا انه تم تعيينه فى منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية وعاد قويا اكثر مما مضى.
وفى اول ردة فعل له لتصريحات طه ، استغرب اتيم قرنق القيادى فى الحركة الشعبية لتحرير السودان - الحزب الحاكم فى جنوب السودان هذه التصريحات وقال انها ربما تعبر عن حالة الاحباط التى اصابت الإسلاميين بعد الانفصال. وقال «للصحافة» عبر اتصال هاتفى «اعتقد ان الشمال لم يجد مايريده بعد انفصال الجنوب،واكتشف انه كان من الافضل له ان يعمل بشكل جاد من اجل اقناع الجنوبيين للتصويت لصالح الوحدة من خلال منحهم الاحساس بانهم فى بلدهم وانهم مواطنون من الدرجة الاولى.. وانهم يستحقون كل مايستحقه الشماليون فى نفس الوقت ، ولكن لاينف? الندم بعد الان». اما رئيس منبر السلام العادل الذى قاد عملية فصل الجنوب عن الشمال الطيب مصطفى فقد وصف تصريحات النائب الاول للرئيس «بغير الموفقة» وقال انها تتعارض تماما مع مبدأ الحريات التى يدعو لها الدين الحنيف. وقال خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس «على النائب الاول ان يكون فخورا بما انجز واعطاءه للجنوبيين حق تقريرهم بدلا من منح الاحساس بالندم..بل اننى اقول ان هذا الامر تأخر كثيرا وكان يجب منح الجنوبيين حق تقرير المصير منذ الاستقلال عندما شعرت الدولة ان الجنوب يريد ان ينفصل.. ونحن نحمد الله ان هذا ا?امر قد تم وادعو الشعوب الى الاقتداء بهذه التجربة ومنح كل من يريد تقرير مصيره ، بدلا من فرض الوصاية عليهم». وعندما قلت له ان النائب الاول ربما كان يقصد ان التجربة بها كثير من الاخطاء فاجابنى منفعلا «نعم هنالك اخطاء كثيرة صاحبت تطبيق الانفصال منها عدم طرد قوات الجيش الشعبى من جنوب كردفان والنيل الازرق ، ولكن هذه الاخطاء ليست لها علاقة بتقرير المصير، وانما الخطأ في ترك الحركة الشعبية تحاول التكويش على السودان بعدما نالت كل جنوب السودان» .
واتسمت العلاقة بين السودان وجنوب السودان بالعداء الشديد بعد ان انفصل الجنوب بنسبة تصويت وصلت الى اكثر من 98% بسبب اتهام كل طرف للاخر بالسعى الى زعزعة الاستقرار واثارة النعرات القبلية ، فجوبا اتهمت الخرطوم بالوقوف وراء قادة التمرد فى مناطق جونقلى واعالى النيل بالاضافة الى محاولة تجويع الجنوب من خلال قفل الحدود وايقاف الحركة التجارية.اما الخرطوم فتقول ان جوبا هى التى ساندت ومولت قادة الحركة الشعبية والجيش الشعبى الذين فجروا الاوضاع بمنطقتى النيل الازرق وجنوب كردفان بالاضافة الى ايواء قادة المتمردين من دارف?ر فى اراضيها. كما ان مفاوضات البلدين حول القضايا العالقة بينهما مثل النفط والحدود وابيى مازالت تراوح مكانها بالرغم من انقضاء نحو 5 أشهر للانفصال. وثار جدل كثيف بين القوى السياسية قبل الانفصال حول جدوى الانفصال و انه ليس الخيار المناسب للحالة السودانية ، وتم تقديم العديد من البدائل للجنوبيين مثل الكونفدرالية او الاتحاد بين الدولتين ، ولكن كل هذه المقترحات تم رفضها بشدة. وفى هذا الصدد يعتقد المحلل السياسى الدكتور عبد الرحيم محمد علي ان تصريحات طه ربما تعبر عن حالة الاحباط التى يعيشها السودان جراء المشكلات ال?ى تواجهه. وقال خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس ان النائب الاول لرئيس الجمهورية ربما يريد ان يؤسس لعلاقة جديدة مع الجنوب. واضاف قائلا: «من المعروف عن طه انه لايترك الحديث على عواهنه وانه يحسب حسابات شديدة قبل ان يصرح ، وماقاله لقادة الاحزاب الافريقية والاسيوية ربما يريد به التأكيد على ان تمزق الشعوب ليس امرا جيدا وانما من الافضل ان نكون متحدين». ويضع محمد علي تفسيرا اخر لحديث طه بقوله: « علي عثمان عندما كان يقود المفاوضات مع مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق كان حريصا على الوحدة وكان يراهن على قرنق من اجل ?ذا .. وما كان يتوقع ان تصل نهايات الاتفاقية الى الانفصال وقيام دولة عدائية للخرطوم ستشكل تهديدا وصداعا مزمنا لها».
--------------
صحافة
0 التعليقات :
إرسال تعليق