اشتبك مئات من المنشقين عن الجيش السوري في جنوب سوريا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات، أمس، في إحدى أكبر المواجهات في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
واقتحمت قوات متمركزة في بلدة ازرع، على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف سكان ونشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه وهي منطقة تلال شمالي البلدة يختبئ فيها منشقون ويهاجمون خطوط إمداد الجيش.
وذكر أحد النشطاء قال إن اسمه أبو عمر من بلدة ازرع «لجاه هي أكثر المناطق أمانا لاختباء المنشقين بها، لأنه من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها. المنطقة بها كهوف وممرات سرية وتمتد إلى ريف دمشق».
وقال ناشطون ميدانيون سوريون لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش السوري النظامي اقتحم أمس مدينة بصرى الحرير في جنوب البلاد بعد اشتباكات مع منشقين من «الجيش السوري الحر» المعارض للنظام، في تطور لافت يؤشر إلى انتقال المواجهات العسكرية إلى الجنوب بعد أن كانت تتركز في الوسط والشمال.
وقال ضابط في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن وحدات من «الجيش» نفذت انسحابات تكتيكيا من المدينة التي تبعد عن الحدود الأردنية نحو 40 كيلومترا، والتي تعرضت لحصار شبه محكم من قوات بشار الأسد، مؤكدا أن مجموعة من الضباط المنشقين والجيش الحر واجهت بشراسة الجنود المدعومين بالدبابات والآليات، وأوقعت خسائر فادحة في صفوف ميليشيات الأسد، وتم إحراق 3 دبابات، وإيقاع خسائر فادحة في صفوفهم.
واعترف الضابط بأنه تم احتلال المدينة بالكامل من قبل «الجيش الأسدي وكتائب الأسد المرتزقة»، مشيرا إلى أنباء عن سقوط بعض الجرحى فقط في صفوف الجيش الحر.
إلى ذلك، قتل عدد من السوريين برصاص قوات الأمن في مدن متفرقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيين اثنين قتلا برصاص رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم بمحافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، حيث خاض «منشقون» معارك عنيفة مع القوات الحكومية، وتحدث المرصد عن «إحراق ناقلتي جند مدرعتين» في المنطقة نفسها.
وفي لبنان، قالت مصادر طبية إن شخصا يدعى حسين عمار، 27 عاما، توفي في مستشفى في شمال لبنان متأثرا بطلقة رصاص في رأسه، بعد نقله عبر الحدود لإسعافه.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المخاوف من «اجتياح» ينفذه النظام لمدينة حمص، التي تشهد احتجاجات متوالية وتحاصرها قوات الأمن. وحذر المجلس الوطني السوري المعارض، فضلا عن نشطاء آخرين من هجوم دام قد تشهده المدينة.
ففي حمص التي تحاصرها القوات الحكومية، تتحدث مصادر على الأرض عن حشد للقوات وعناصر «الشبيحة» الموالية للنظام، فضلا عن آليات، ونصب أكثر من 60 نقطة تفتيش، حسبما قال المجلس السوري.
كما حذر المرصد السوري من مخاوف «السكان من اجتياح واسع للمدينة» في بيان أصدره، أول من أمس. وتحدث المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، في بيان أصدره باللغة الإنجليزية، عن «وصول مئات الآليات إلى مدينة حمص خلال الأسبوعين الأخيرين، وهي (بحسب شهود) أكثر من مائتي آلية».
وحذرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دمشق من أي هجوم دام على حمص. وبدورها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مجموعة إرهابية مسلحة اليوم (أمس) باغتيال المهندس ماهر غدير، رئيس محطة أبو رباح للغاز بحمص، أثناء توجهه إلى المحطة على طريق حمص الفرقلس».
ونقلت عن مصدر مسؤول في الشركة السورية للغاز أن «المجموعة الإرهابية أطلقت الرصاص على السيارة التي كان يستقلها المهندس غدير، وهي حكومية تابعة للمحطة من نوع (نيسان دبل كبين) قرب مفرق المحطة على الطريق المذكور، مما أدى إلى وفاته مباشرة»، مبينة أن الإرهابيين قاموا بسرقة السيارة واقتيادها إلى جهة مجهولة.
---------------------
« الشرق الأوسط »
0 التعليقات :
إرسال تعليق