وصوت 153 من الذين شاركوا في عملية التصويت لصالح المرزوقي وثلاثة ضده، فيما وضع 44 من ممثلي أحزاب المعارضة أوراقا بيضاء في صندوق الاقتراع، وتحفظ اثنان عن التصويت، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية أمس.
وترشح 9 أشخاص آخرين، غير معروفين على الساحة السياسية في تونس، لمنصب رئيس الجمهورية، إلا أن المجلس الوطني التأسيسي رفض قبول ترشحاتهم بسبب عدم مطابقتها لشروط الترشح القانونية.
وأوضح متحدث باسم المجلس أن المترشحين التسعة لم يقدموا ضمن ملفات ترشحهم، مثلما ينص عليه القانون المعمول به، وثيقة ممهورة من 15 من نواب المجلس يزكون فيها ترشح كل واحد منهم إلى رئاسة الجمهورية. وقال إن أحد المترشحين لم يبلغ السن القانونية للترشح والمحددة بـ35 عاما على الأقل.
وقال مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي، إن المرزوقي سيتسلم مهام رئاسة الجمهورية بعد أن يؤدي اليوم اليمين الدستورية.
وأضاف أن الفصل التاسع من «القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية» الذي صدق عليه المجلس الوطني التأسيسي يوم السبت الماضي، يلزم المرزوقي بالتخلي، قبل تولي رئاسة الجمهورية، عن مهامه الحزبية.
ويرأس المرزوقي حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» (يساري عروبي).
وأصبح المرزوقي خامس رئيس في تاريخ تونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 20 مارس (آذار) 1956. وسيخلف المرزوقي الرئيس التونسي «المؤقت» فؤاد المبزع (78 عاما) الذي تسلم الرئاسة يوم 15 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وكان محمد الغنوشي، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، شغل منصب رئيس مؤقت في تونس ليوم واحد في 14 يناير 2011، وهو نفس اليوم الذي هرب فيه بن علي إلى السعودية.
وشغل بن علي رئاسة تونس من السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1987 إلى 14 يناير 2011. ووصل بن علي إلى الحكم إثر انقلاب سلمي نفذه على الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس المستقلة.
وينص الفصل 16 من القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية على أن يكلف رئيس الجمهورية بعد إجراء ما يراه من مشاورات مرشح الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي بتشكيل الحكومة.
وحصلت حركة النهضة الإسلامية على أكبر عدد من المقاعد (89 مقعدا) خلال الانتخابات التي أجريت يوم 23 أكتوبر الماضي، يليها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (29 مقعدا).
ورشحت الحركة أمينها العام حمادي الجبالي لرئاسة الوزراء.
يذكر أن منصف المرزوقي الذي زاول تعليمه العالي في فرنسا، يحمل درجة الدكتوراه في 3 تخصصات طبية، هي الأعصاب والطب الباطني والطب العام، وله عدة مؤلفات طبية باللغتين العربية والفرنسية. وكان المرزوقي من أبرز معارضي الرئيس التونسي المخلوع.
ترشح المرزوقي إلى انتخابات الرئاسة لسنة 1994 إلا أنه لم يتمكن من المشاركة فيها بسبب عدم تمكنه من جمع العدد المطلوب من التوقيعات التي يتعين الحصول عليها.
تم اعتقال المرزوقي خلال نفس العام (1994) على خلفية نشاطه السياسي ليقضي 4 أشهر سجنا في زنزانة انفرادية ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد أن تدخل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا.
تولى المرزوقي رئاسة «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان» (1989-1992). وأسس سنة 1993 «الهيئة الوطنية للدفاع عن مساجين الرأي» في تونس.
وأسس سنة 1997، مع مجموعة من الحقوقيين التونسيين، «المجلس الوطني للحريات»، وقد تم اختياره خلال نفس العام أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان (1997-2000).
أسس في أبريل (نيسان) 2001 حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي لم يتم الاعتراف به إلا بعد الإطاحة بابن علي.
دفعته التضييقات الأمنية إلى مغادرة البلاد نهاية 2001 نحو فرنسا، حيث عمل أستاذا محاضرا في الطب بجامعة باريس.
يعتبر مراقبون أن المرزوقي كان خلال السنوات العشر الأخيرة أنشط معارض لابن علي خارج تونس.
ورغم بعده عن البلاد، فقد استعمل شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية العربية والفرنسية لتأليب الرأي العام التونسي ضد نظام بن علي الذي كان (المرزوقي) يعتبره «قوة احتلال داخلي» يجب تخليص البلاد منها.
---------------
« الشرق الأوسط »
0 التعليقات :
إرسال تعليق