أكدت مصادر أمنية لبنانية سقوط جريحين لبنانيين من آل الأطرش في بلدة القاع البقاعية، وبالتحديد في منطقة المشاريع الزراعية على الحدود مع سوريا، بنيران الجيش السوري ليلة الأحد/ الاثنين، وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجريح عمر أحمد الأطرش الذي أصابته النيران الآتية من الداخل السوري، هو من بلدة عرسال ومطلوب بمذكرتي توقيف لبنانية وسورية بتهمة تهريب أسلحة»، لافتة إلى أن «منطقة المشاريع، حيث حصل إطلاق النار، هي منطقة حدودية واسعة لم يتمكن الجيشان اللبناني والسوري من ضبطها بشكل كامل لكبر مساحتها، وبالتالي تتم من خلالها عمليات تهريب أسلحة بين الجانبين».
بالمقابل، أكد رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، أن «الجيش السوري أطلق النار على منزل الجريحين من آل الأطرش الواقع في منطقة المشاريع، ما أدى لإصابتهما إصابات غير قاتلة في الأرجل والأيدي، نقلوا على أثرها إلى مستشفيات المنطقة». الحجيري، الذي يلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم لبحث الوضع الأمني، والاحتجاج على اتهامات وزير الدفاع، فايز غصن، لبلدة عرسال بتهريب عناصر من «القاعدة» إلى سوريا كل من يتهم بلدتنا بأنها تؤوي عناصر من (القاعدة)، يكون هو وعائلته عناصر في (القاعدة)»، داعيا وزير الدفاع «لزيارة المنطقة ونشر الجيش اللبناني على الحدود لتفادي ما يتحدث عنه»، وأضاف: «يحاولون أن يتهربوا من مسؤولياتهم فيظنون أنهم بإلقاء التهم جزافا قد ينجحون بذلك».
واعتبر أنه «بعد فشل النظام في سوريا في وضع حد للثورة والثوار، بدأ حلفاؤه في لبنان التعويض عن الخسارة باستهدافنا واستهداف عرسال».
وإذ استغرب وزير الدفاع اللبناني، فايز غصن، الحملة التي تعرض لها، جدد التأكيد على «أن ما أعلناه (لجهة إشارته إلى تسلل عناصر من «القاعدة» إلى سوريا عبر الأراضي اللبنانية) لم يكن من قبيل التكهن والتحليل والاستنتاج، إنما نتيجة معلومات توافرت لدينا وارتأينا أنه من المفيد إطلاع الرأي العام عليها، في محاولة للتنبيه إلى خطورتها على لبنان وأمنه واستقراره، ولوضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية».
وأسف غصن «للردود التي صوبت على موقفه وأعطت كلامه بعدا طائفيا، وصورته كأنه موجه إلى طائفة معينة، أو أنه يهدف إلى النيل من كرامة بلدة لبنانية (عرسال)، والتشكيك بوطنيتها من خلال زجها في موضوع الإرهاب». وقال: «كلنا يعلم أن اللبنانيين، على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، يرفضون الإرهاب ويحاربونه، إذ ليس للإرهاب طائفة ولا دين، ومن المستحيل أن يجد له مأوى في أي منطقة أو بلدة لبنانية». ودعا وزير الدفاع منتقديه إلى «التوقف عن محاولاتهم الهادفة إلى زعزعة الثقة مع الأهالي في منطقة عرسال أو أي منطقة لبنانية أخرى لأغراض سياسية معروفة الأهداف والغايات، وهي ليست خافية على أحد».
وانضم رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، لمنتقدي تصريحات الوزير غصن وقال: «حبذا لو تتمتع بعض الجهات الرسمية بشيء من الحكمة والعقلانية والتروي في معالجة مسائل أمنية حساسة، كما حصل فيما أشيع عن اسم مطاط هو تنظيم القاعدة، وهو تحول إلى عنوان قابل للاستخدام في أي لحظة من أي كان. فهذه الأمور لا تعالج من خلال التصريحات السياسية والإعلامية، إنما من خلال رفع مستوى التنسيق الأمني بين الأجهزة الرسمية اللبنانية، وتحديدا مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات أسوة بما حدث في مرحلة كشف الشبكات التجسسية الإسرائيلية وملف فتح الإسلام».
وأشار جنبلاط إلى أن «البعثرة الأمنية اللبنانية غير مفيدة، لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة ولبنان، ما يحتم بناء مقاربات جديدة لعمل الأجهزة المختلفة بما يضمن الاستقرار اللبناني والسلم الأهلي، ويحول دون انزلاق لبنان إلى متاهات في الأمن. فالتشفي ليس هو المدخل المناسب لحلحلة هموم المواطنين، بل المواقف المتوازنة التي تتلاءم مع واقع البلد ومعطياته».
في هذا الوقت، تصاعدت حدة تصريحات قوى المعارضة اللبنانية، التي اتهمت حزب الله وحلفاء دمشق في لبنان بالتورط في الأحداث السورية. وفي هذا الإطار، لم يستبعد عضو كتلة المستقبل، النائب معين المرعبي، «تورط طرف لبناني يفهم بالمتفجرات في التفجيرين اللذين استهدفا دمشق يوم الجمعة الماضي»، مطالبا بوجوب أن «يوجه وزير الدفاع السؤال إلى السوريين لمن أعطوا السلاح في لبنان إذا كانوا يشكون بدخول المسلحين منه إلى سوريا»، مضيفا «أن تتهم عرسال الآمنة فهذه مسألة خطيرة ونحن نسأل: من لديه صواريخ ومتفجرات؟ هو بالطبع فريق معين وليس أي شخص في عرسال».
وبالتزامن، قال عضو تكتل «لبنان أولا»، النائب خالد الضاهر، إن حزب الله سلم أسلحة إلى أفرقاء في طرابلس، وإن هناك أسلحة إيرانية دخلت إلى سوريا، مؤكدا أن الذي يملك السلاح هو حزب الله، وذكر أن «نجل رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، الشيخ محمد يزبك، ألقي القبض عليه على الحدود وهو يهرب شاحنة أسلحة إلى سوريا». وكشف الضاهر عن «مقتل مسؤول من الحزب القومي السوري في حماه، وعن مقتل شاب من حزب الله من بلدة الكرك في سوريا»، متسائلا: «ماذا يفعل هؤلاء في سوريا؟».
-----------------
صحف
0 التعليقات :
إرسال تعليق