قيادي في الحركة: لن يكون هناك فراغ بعد تصفية إبراهيم.. وحالة تأهب في الخرطوم
وقال القيادي في الحركة أحمد حسين آدم إن حركته ستعلن في وقت لاحق تفاصيل عملية تصفية زعيمها الدكتور خليل إبراهيم التي تمت يوم الخميس الماضي، حسب قوله، في غارة جوية استهدفته في ولاية شمال كردفان، وقد أعلن عن مقتله، أمس، وأضاف أن تفاصيل تصفية إبراهيم ستكشف الأطراف التي شاركت فيها، في إشارة إلى بيان الحركة، أمس، بأن أطرافا إقليمية ودولية كانت وراء عملية اغتياله، وردا على سؤال حول من سيخلف زعيم الحركة المقتول وما إذا كان ذا خلفية سياسية أم عسكرية، قال إن من السابق لأوانه الحديث عمن سيخلف زعيم الحركة، وأضاف: «ما نقوله لن يكون هناك فراغ في الحركة لأنها منضبطة، وليس هناك فرق بين السياسيين والعسكريين»، وقال: «في وقت قريب سنعلن اختيار رئيس جديد إلى جانب الترتيبات الإدارية والتنظيمية، وستتم عملية انتقال سلسة ودقيقة».
وقال إن عملية تصفية رئيس الحركة جعلت توحيد قوى المعارضة وفئات الشباب والطلاب والمرأة أكثر من أي وقت مضى لإحداث التغيير الديمقراطي في وقت قريب. وشدد آدم على أن حركته ليست بالضعف حتى يتم إلحاقها بوثيقة اتفاق الدوحة لسلام دارفور التي وصفها بالظالمة، وقال إن دليله على ذلك التحوطات الأمنية المشددة التي اتخذتها الخرطوم فور إعلان تصفية خليل إبراهيم خوفا من رد فعل الحركة. وأضاف: «إذا كنا بمثل هذا الضعف فلماذا تهتز فرائض النظام وتعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد؟!». وقال إن الحركة لا تأكل من فتات الموائد وإنها متماسكة وتعمل وفق مؤسسية في حياة خليل إبراهيم أو في غيابه، وتابع (الحركة ليست خليل إبراهيم وأن تصفيته فرضت تحديات وفي الوقت ذاته عزيمة قوية وسط قيادات وقواعد الحركة على مواصلة مشوار الدكتور خليل)، وقال إن الحركة تسير باستراتيجية مدروسة متفق عليها من قبل، على عكس ما كان النظام يتوهم، ساخرا من تصريحات مسؤول ملف دارفور مستشار الرئيس السوداني، غازي صلاح الدين، التي أعلن فيها أن الحكومة يمكن أن تتفاوض مع من تبقى من حركة العدل والمساواة. وقال: «النظام راهن على انفراط الحركة لكنها أكدت على قوتها بشكل جلي»، مشيرا إلى أن قيادات الحركة على اتصال مع أصدقائها في الإقليم والدوائر الدولية، وقال: «أجرينا اتصالات مع حركات المقاومة المختلفة، لا سيما الجبهة الثورية السودانية كذلك مع المحيطين الإقليمي والدولي وجميعهم رحبوا واطمأنوا على سير الترتيبات الحكيمة التي تلت عملية تصفية الدكتور خليل».
من جهة أخرى قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض، الزعيم الإسلامي حسن الترابي، إن زعيم حركة العدل والمساواة المقتول خليل إبراهيم، لم يكن جبانا، وإنه لم يتوارَ في الصفوف الخلفية أثناء المعارك، واعتبره من الذين كانوا يؤمنون بالعدالة لكل السودانيين، وإن الحركة قوية وستثبت على مبادئها. وكشف الترابي في تصريحات لصحيفة الصحافة السودانية أمس، عن أن خليل كان يعد لخلافته وفقا لما أخبره به خليل نفسه. وكان الترابي قد زار مساء أول من أمس منزل أسرة خليل إبراهيم، في ضاحية عد حسين جنوب الخرطوم، معزيا، والتقى أبناء وزوجة وأقارب خليل، وطالبهم بالصبر.
وقامت الشرطة السودانية، أمس، بتفريق المعزين من أمام سرادق العزاء الذي نصب أمام منزل أسرة خليل إبراهيم، وقالت أسرته إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع. من جانبه قال مسؤول ملف دارفور مستشار الرئيس السوداني الدكتور غازي صلاح الدين في تصريحات صحافية إن حكومته ستلجأ إلى التفاوض مع من تبقى من حركة العدل والمساواة لإقناعهم بالانضمام إلى وثيقة الدوحة لسلام دارفور، في أعقاب إعلان مقتل رئيسها خليل إبراهيم، وأضاف أن «وثيقة الدوحة» لحل أزمة دارفور ستبرز كحل أكثر من السابق، معتبرا اتجاه الحكومة للتفاوض مع حركة العدل والمساواة بعد مقتل خليل استنتاجا بديهيا ومحتملا، مشيرا إلى أن العبرة في الالتزام الكامل بتنفيذ وثيقة الدوحة، وقال إن أزمة دارفور ستظل متعلقة بالمواطنين أكثر من كونها تتعلق بأشخاص.
إلى ذلك، أعلن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر رفع حالة التأهب القصوى من الدرجة الخضراء إلى الصفراء، وكشف تكثيف الشرطة والأجهزة الأمنية استعداداتها عقب إعلان مقتل خليل إبراهيم تحسبا لأي طارئ، مشيرا إلى أن لجنة أمن الولاية مع الأجهزة المختصة بالدولة كانت تتابع وترصد تحركات حركة العدل والمساواة منذ تسلل زعيمها خليل إبراهيم إلى الأراضي السودانية بعد خروجه من ليبيا عقب سقوط نظام القذافي، وقال إن هذه الحالة استمرت لمدة أسبوعين دون أن يشعر بها المواطن، وأضاف: «عند إعلان نبأ مقتل خليل كثفت الأجهزة الأمنية استعداداتها تحسبا لأي طارئ».
وقال خضر إن جميع الأجهزة الأمنية بما فيها المجموعات الـ32 التي تم نشرها من قبل في 32 موقعا في الولاية جاهزة للتصدي لأي محاولات تهدد الأمن وسلامة المواطن سواء من حركة العدل والمساواة أو أي مجموعات أخرى. وأضاف أن حركة العدل والمساواة عاجزة في الوقت الراهن من القيام بأي محاولة انتحارية أخرى بعد الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته ودفعت ثمنه بفقدان قائدها.
---------------------
وكالات
0 التعليقات :
إرسال تعليق