Featured Video

الرئيس التشادي في الخرطوم: العلاقات مع السودان أزلية واستراتيجية


جنوب السودان يطلب من الولايات المتحدة فرض حظر جوي على الحدود المشتركة لوقف الاعتداءات عليه
لندن: إمام محمد إمام ومصطفى سري
بحث الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس التشادي إدريس ديبي خلال لقائهما أمس في الخرطوم العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها، وذلك حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
من جهته، أكد الرئيس التشادي ديبي أمس في الخرطوم أن العلاقات بين بلاده والسودان أزلية واستراتيجية. وقال الرئيس السوداني البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع ديبي عقب المباحثات، إن العلاقات السودانية - التشادية «عادت إلى وضعها الطبيعي، وهي تمر بأفضل حالاتها». وأضاف أن هناك الكثير من الروابط العرقية والتاريخية والدينية والثقافية والأمنية والاقتصادية بين الدولتين، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وتابع البشير: «أكدنا على مسار هذه العلاقات في محاورها المختلفة سواء العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية أو مجال التجارة أو التعليم أو النقل». وشدد الرئيس السوداني في حديثه على أن المباحثات أقرت على ربط البلدين عن طريق سكة حديدية من بورتسودان وحتى أنجمينا والطريق البري، مرحبا بزيارة الرئيس ديبي والوفد المرافق، مبينا أنها «تأتي في إطار التشاور المستمر بين البلدين».
من جانبه، أكد ديبي في المؤتمر الصحافي المشترك أن علاقات التعاون بين البلدين استراتيجية في شتى المجالات، وقال إنها علاقات أزلية وبمستوى رفيع.
وأوضح أن المباحثات جاءت في إطار التشاور بين المسؤولين في البلدين في نواح متعددة اقتصادية وأمنية، مشيرا إلى أن السودان وتشاد يعملان على ربط بلديهما بريا عبر السكك الحديدية. وفيما يتعلق بإقليم دارفور، قال الرئيس التشادي إن أوضاع الإقليم تشهد تطورا وتحسنا، وإن اللاجئين بدأوا في العودة إلى مناطقهم، «وهذا يدل على استقرار الإقليم والحدود واستتباب الأمن».
وكان الرئيس التشادي قد وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم ظهر أمس.
وقال علي كرتي وزير الخارجية السوداني في تصريحات صحافية بمطار الخرطوم عقب مراسم استقبال الرئيس ديبي، إن زيارة الرئيس ديبي تأتي لمواصلة لتعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية، وذلك بعد تجاوز مرحلة تأمين الحدود المشتركة.
وفي تطور لافت في العلاقة المتوترة بين السودان ودولة جنوب السودان، طلبت الأخيرة من الولايات المتحدة الأميركية فرض حظر جوي على السودان على طول الحدود المشتركة بينهما لتفادي ما سمته بالانتهاكات على مجالها الجوي وسيادة أراضيها، فيما دعا المتحدث باسم الجيش الشعبي، القوات المسلحة السودانية بالانسحاب الفوري من بلدة جاو الواقعة في ولاية الوحدة بجنوب السودان التي دخلتها أول من أمس، محذرا بأن المنطقة بأسرها يمكن أن تدخل في أتون الحرب مجددا، فيما هدد والي جنوب كردفان أحمد هارون جوبا بدخول القوات المسلحة داخل أراضي الجنوب إذا حاولت تأهيل قوات الحركة الشعبية في الشمال، في وقت أرسلت فيه بكين مبعوثا منها إلى عاصمتي الدولتين لحل النزاع بينهما.
وقال نيال دينق نيال وزير الخارجية في جنوب السودان - بحسب موقع «أفريكا ريفيو» الكيني - إن رئيس الدولة حديثة الاستقلال سلفا كير ميارديت بعث برسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية تناولت العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن كير شدد في رسالته على أن حكومة السودان تقوم بانتهاكات ضد دولته بالقصف الجوي الذي تم تنفيذه في الأيام القليلة الماضية، وأضاف أن الرسالة أبرزت أيضا جميع الانتهاكات التي قام بها السودان في محاولته تقويض استقرار الدولة الجديدة بما في ذلك دعم الميليشيات بالهجوم على حقول النفط في ولايتي أعالي النيل والوحدة على طول الحدود بغرض الاستيلاء على حقول النفط. وتابع «رئيس الجمهورية سلفا كير دعا في رسالته حكومة الولايات المتحدة والدول الشريكة لتكثيف الجهود لضمان سلامة واحترام أراضي جنوب السودان».
من جانبه، دعا المتحدث الرسمي باسم جيش الجنوب فيليب أقوير، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، القوات المسلحة السودانية بالانسحاب الفوري من بلدة جاو الواقعة في ولاية الوحدة بجنوب السودان التي دخلتها أول من أمس بحجة مطاردة ثوار الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في الشمال. وقال «على الجيش السوداني سحب قواته فورا من بلدة جاو، وهي جنوبية وتقع في ولاية الوحدة، وأن يطلق سراح جنود الجيش الشعبي الذين اعتقلهم»، مطالبا دول «الإيقاد» والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالقيام بدورهم في الخرطوم بالكف عن اعتداءاتها على أراضي بلاده والالتزام بحدود الدولتين المتفق عليها وإخراج قوات الشمال من مناطق عديدة في الجنوب، مشيرا إلى أن بلدات جنوبية ما زالت تحت سيطرة الحكومة السودانية.

0 التعليقات :

إرسال تعليق