مبادرة جديدة من قيادي في الحزب الحاكم للخروج من الأزمة
|
يواصل آلاف من الشباب والمحتجين المطالبين بإسقاط النظام اعتصامهم المفتوح في «ساحة التغيير» بالعاصمة صنعاء، بينما انتشرت عناصر الجيش والوحدات العسكرية في عدة مدن، في محاولة لفض الاعتصامات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه.
وأفادت الأنباء بأن عددا من مشايخ قبيلة بكيل، كبرى القبائل اليمنية، أعلنوا انضمامهم للمعتصمين في «ساحة التغيير» وسط صنعاء. بعد أن قدم الآلاف من أفراد القبيلة، بقيادة الشيخ أمين العكيمي، إلى العاصمة صباح أمس، وتمكنوا من تجاوز الحزام الأمني المفروض على مداخل الساحة. واندلعت اشتباكات متفرقة في أنحاء اليمن، أمس، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود في الشمال، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات عسكرية لكبح جماح الاحتجاجات التي شهدتها أجزاء مختلفة من اليمن للمطالبة باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح. وذكرت وكالة «سبأ» اليمنية للأنباء أن جنديين وضابطا قتلوا مع اندلاع الاشتباكات في محافظة الجوف بشمال البلاد، المتاخمة للسعودية. وقال مسؤول محلي إن حدة القتال زادت، بعد أن اقتحم محتجون مبنى المحافظة. وأطلقت القوات الأمنية النار عليهم، مما أسفر عن إصابة عشرة لكنها لم تتمكن من منعهم من السيطرة على المبنى.
وفي محافظة مأرب في وسط البلاد، حيث يوجد عدد من حقول النفط والغاز، التي تديرها شركات دولية، طعن رجل المحافظ ناجي الزيدي، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة، عندما حاول، ومعه أفراد من الشرطة، فض اعتصام شارك فيه الآلاف. وذكر مسؤول محلي أن أعضاء من المعارضة طعنوا المحافظ، وأصابوا 3 آخرين، عندما حاولت قوات الأمن منع المحتجين من التحريض على الفوضى. وذكرت مصادر محلية أن محافظ مأرب أصيب في هذه المواجهات بطعنة في وجهه. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية لموقع وزارة الدفاع، أن المحافظ، ناجي الزايدي، كان يحاول «إقناع المتظاهرين بعدم اقتحام المجمع»، عندما «قامت مجموعة منهم بالاعتداء بالطعن بالخناجر على المحافظ ومرافقيه، مما أدى إلى إصابة المحافظ بإصابات في الرقبة، كما أصيب أربعة من مرافقيه». لكن متظاهرا أكد لوكالة «فرانس برس» أن المحافظ جُرح خلال شجار بين الأمن وحراسه الشخصيين. وأفادت مصادر لوكالة «فرانس برس» بإصابة نحو 40 شخصا بجروح، بينهم محافظ مأرب، في مواجهات في شمال وشرق البلاد بين متظاهرين مطالبين بإسقاط النظام من جهة، وقوات الأمن وموالين للنظام من جهة أخرى. وأصيب 20 متظاهرا مناوئا للنظام بجروح في محافظة الجوف بشمال البلاد، عندما حاول المحتجون اقتحام مبنى المحافظة، فتصدت لهم القوات الحكومية وموالون للنظام. وأصيب في هذه المواجهات أيضا شخصان من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام، بحسب المصادر المحلية وشهود عيان. وحذر مصدر يمني مسؤول «أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) وقيادتها من التمادي في الأعمال غير المشروعة ضد المواطنين، وأمنهم واستقرارهم، والإضرار بممتلكاتهم الخاصة والعامة، وقطع الطرق، وتخريب الخدمات العامة، وإشاعة العنف والفوضى». وفي موضوع ذي علاقة، أكد القيادي في الحزب الحاكم، محمد علي أبو لحوم، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من لندن، أنه تقدم بمبادرة للخروج من الأزمة السياسية في البلاد، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها شخصية معارضة يتم الاتفاق عليها، وتتولى هذه الحكومة الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية ضمن فترة لا تتجاوز العام، وإعداد دستور جديد للبلاد يعتمد النظام البرلماني عبر لجنة وطنية، في مدة لا تزيد عن 40 يوما، وإقالة المسؤولين الحكوميين الفاسدين من المواقع القيادية التي يحتلونها، مع إعطاء ضمانات للمعتصمين في كل المحافظات بعدم مغادرة الشارع إلا بعد تحقيق بنود هذه المبادرة، وأن تقوم السلطة والمعارضة بالتوقيع على هذه المبادرة بإشراف دولي. وقد أكد أبو لحوم أنه تلقى اتصالات من أطراف مختلفة تبعث على التفاؤل.
0 التعليقات :
إرسال تعليق