ما الأسباب المرجحة والسيناريوهات الممكنة؟ وما العواقب المحتملة؟
تسبب الزلزال والتسونامي الذي تلاه وأغرق دورات تبريد المفاعلات النووية، في انفجار في المفاعل الأول في محطة فوكوشيما (250 كلم شمال شرقي طوكيو) يوم السبت، وانفجارين أمس في المفاعل الثالث من المحطة، مما يثير مخاوف من وقوع أزمة نووية. فما الأســـــــــــــــــــــــــباب المرجحة لهذين الحادثين والسيناريوهــــــــــــــــــات الممكنة؟ وما العواقب المحتملة؟
تلك الأسئلة أجاب عنها الخبراء الذين اتصلت بهم وكالة الصحافة الفرنسية: جان ماتيو رامباك مهندس خبير في الهندسة المدنية، جيروم جولي مدير الدراسات النووية في معهد الحماية الإشعاعية والسلامة النووية، أوليفييه غوبتا المدير العام لهيئة السلامة النووية، برتران باري مستشار علمي لدى مجموعة أريفا.
* كيف تتم حماية المفاعل في محطة نووية؟
- يتم عزل المادة المشعة عن محيطها بواسطة ثلاثة حواجز: «قلم» الوقود الذي يغلف اليورانيوم (على شكل أقراص)، وعاء المفاعل وأخيرا مبنى الاحتواء. وفي اليابان، يتم العزل بواسطة «غلاف معدني» مثبت في وعاء إسمنتي مغلق بإحكام. وهذا الغلاف مجهز بأجهزة لاقطة.
* ما الذي يحصل في حال وقوع زلزال كما في اليابان؟
- ما إن يتم رصد هزة حتى تشغل اللواقط قضبانا مؤلفة من مواد ماصة للنيترونات فتنزلق تلقائيا في المفاعل وتمنع انتشار التفاعل النووي. ويكون المحرك عندها حكما في حال التوقف. وخط الدفاع الأول هذا أتى بنتيجة ممتازة في اليابان. لكن التفاعل النووي يستمر على مستوى أدنى بكثيــــــــــــــــــر وينبغي عندهــــــــــــــا تبريد المفاعل. غير أن نظـــــــــــــــــــــام التبريد الرئيسي ونظام الدعــــــــــــــــــــــــم تضررا على ما يبدو من جراء الزلـــــــــــــــــــــــــــزال.
* لماذا يتم ضخ مياه البحر؟
- التسونامي الذي ضرب المنطقة ألحق أضرارا في أنظمة التبريد الرئيسية والأنظمة المساندة (ديزل). واستمرت حرارة المفاعلات في الارتفاع لتصل إلى مستوى ألف درجة. وعندها أصبحت قضبان الوقود ظاهرة جزئيا خارج الماء (لم يكن الماء يغمر سوى ربعها ليل الأحد في المفاعل الثالث) وبدأت بالتحلل. وقام مشغلو المفاعل اليابانيون عندها بضخ مياه البحر المشبعة بالبورون، المادة الكيميائية التي تمتص النيترونات وتكبح التفاعل النووي.
* ما الذي تسبب في انفجار المفاعلين؟
- أدى التـــــــــــــــــــفاعل النووي الناتج عن تحلل قضبان الوقود وتراجع مستوى المياه إلى إنتاج الهيـــــــــــــــــــدروجين، وهو الذي أثار على ما يبدو الانفجار حين انتشر في محيــــــــــــــــــــــــــط الاحتواء. وقام مشغلو المفاعل عندها بتنفيس جزء من الغازات المتراكمة في محيط الاحتواء والمؤلفـــــــــــــــــــــــة من مزيج من بخار المياه وعناصر مشعة – السيزيوم واليود المشــــــــــــــــــــــع والكريبتون - والهيدروجين.
* ما الانصهار داخل مفاعل نووي؟
- الانصهار هو ارتفاع حرارة الوقود الذي يبدأ بالذوبان والسيلان مثل شمعة. وعندها يصبح من الصعب تبريده وتتحلل الأغلفة التي تحتوي على المواد المشعة بدورها. وعندها قد تنتشر المواد المشعة في المياه التي تجري نظريا في دورة مغلقة.
* هل ثمة حاليا عملية انصهار في المفاعل الياباني؟
- هذا مرجح جدا في المفاعل الأول على ضوء المعلومات المتوافرة. وإن كان هذا صحيحا! فسوف تؤدي العملية إلى وجود صهارة تعرف بالكوريوم، وهي ناتجة عن انصهار المعادن الموجودة مع اليورانيوم نفسه.
ومن المحتمل عندها أن يثقب الكوريوم الوعاء من خلال تسخينه فيخرج مباشرة من مبنى الاحتواء، مما سيؤدي إلى انبعاث كثيف لعناصر مشعة في البيئة.
* أليس هذا الوضع مماثلا للوضع في تشرنوبيل عام 1986؟
- كلا، لأن محطة تشرنوبيل لم تكن مجهزة بمحيط احتواء بل مجرد غطاء إســــــــــــــــــــــــمنتي. كما أن العملية في تشرنوبيل اقتصرت على تغليف التفاعل النووي، بينما كان المفاعل يسجل مستويات سخونة بالغة الارتفاع، في حين أن المفاعلات في اليابان أوقفت 24 ساعة قبل الانفجار.
* هل أن الوضع الراهن يشبه وضع مفاعل ثري مايل آيلند في الولايات المتحدة عام 1979؟ - إلى حد ما، لأنه حصـــــــــــل انصهار وقد عثر على كمية من الكوريون في قعر الوعاء. وقد قــــــــــــــــــــــاوم مبنى الاحتواء آنذاك. لكننا في اليابان تجاوزنا مســـــــــــــــــــتوى كارثة ثري مايل آيلند، لأن المفاعل هناك لم يسجل ارتفاعا في الضغط في مبنى الاحتواء، أو أنه كان ضعيــــــــــــفا.
* هل حصل انبعاث عناصر مشعة؟
- نعم، مع عمليات تنفيس البخار التي أجريت لتجنب تصدع المبنى، ومع بخار الميـــــــــــــــــــــاه الملوثة الذي انبعث من المحطة بعد انفجار مبنى المفاعل. ولن يكون من الممــــــــــــــــــكن الامتناع عن القيام بعمليات تنفيس للبخار الملوث لتجنب وقوع حادث كبير ما دام أن نظام التبـــــــــــــــــــــريد لم يعاود العمل.
0 التعليقات :
إرسال تعليق