ياسر السري: انتهت مبررات وجود التنظيمات السرية في مصر.. والعالم العربي
القاهرة: محمد عبد الرءوف لندن: نادية التركي
على الرغم من اتفاق خبراء مصريين على أن تنظيم القاعدة انتهى فعليا ولم يعد له وجود بعد مرور عشرة أعوام على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بالولايات المتحدة، التي تعد أشهر العمليات الإرهابية التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها، فإنهم أجمعوا على أنه لا تزال هناك مجموعات مسلحة صغيرة تتبنى فكر «القاعدة» في عدد من الدول الإسلامية والعربية والغربية، موضحين أن هذه المجموعات تأثيرها محدود، وفي طريقه للزوال بسبب زيادة الوعي لدى الشباب من جهة، وقيام ثورات الربيع العربي من جهة أخرى. ويدعم موقف مدير المرصد الإسلامي ياسر السري في حوار عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط» هذا الرأي، وقال «قلت وأكرر أنه بعد الثورة في مصر انتهت مبررات وجود التنظيمات السرية في مصر الحبيبة. وعلى كل مصري القيام بواجب الجهاد التنموي والجهاد الدعوي بالحكمة والموعظة الحسنة، فمصر تحتاج إلى تضافر جهود الجميع من أجل إعمارها والنهوض بها وتوفير سبل العيش الكريم لكل أبناء الشعب المصري، حتى تعود إلى مصر مكانتها وريادتها للأمة. يجب على أبناء الشعب كافة، أفرادا وجماعات، أن يتحدوا من أجل العمل على النهوض بمصر والعمل على إعادة المجتمع إلى الطريق القويم ومكافحة الجهل والفقر والمرض، فلقد حان وقت العمل، ولا مجال للعمل السري أو المسلح... وهذا ينطبق على كل بلاد العالم العربي بلا شك وكلها أوطاني».
وعند سؤاله عن تنظيم القاعدة وهل انتهى مع نهاية بن لادن وظهور «الربيع العربي»، بين السري أن «المشكلة تكمن في الولايات المتحدة الأميركية والغرب فهم، حسب رأيه، من يسعون لوأد الربيع العربي، وبأنه يجب على الولايات المتحدة والغرب تغيير سياستهم تجاه العرب والمسلمين ليعيش الجميع في رخاء وحب وسلام، غير ذلك سيستمر العرب في مقاومة الاحتلال والهيمنة».
وعند سؤال مدير المرصد الإسلامي عن «القاعدة» في 2001، و«القاعدة» الآن 2011، خاصة بعد الثورات، أجاب السري بأن «(القاعدة) أشبه بكلية فلقد كانت تقوم بعملية تدريس وتدريب على الفكر من خلال معسكرات التدريب في أفغانستان، وفي نهاية الدورة التدريبية يتم اختيار المتفوقين وضمهم للتنظيم مثل المعيدين في الكلية ليصبحوا أعضاء في التنظيم، أما الباقي فيعودون لبلدانهم وليسوا أعضاء تنظيميين في (القاعدة) ولكنهم يحملون الفكر.. إذن، الواقع أن (القاعدة) كانت أشبه بكلية تقوم بتخريج دفعات هائلة في كل فصل دراسي منها، الدفعات تعرف أهدافها المرسومة وتعد نفسها تلقائيا لتحقيقها بدقة. هذه الدفعات تلتقي وتتصل بالتنظيم الأم اتصالا روحيا أكثر من كونه تنظيميا، بل ربما لا تكون هناك أي علاقة تنظيمية، ومع هذا تجد أن أي عملية من هذا النوع تحقق أهداف (القاعدة).. فإن (القاعدة) تتبناها، بل ربما يقوم منفذو العملية بإهدائها لـ(القاعدة) مثلما حدث في عملية جزيرة فيلكا بالكويت وعملية جربة بتونس. إذن، (القاعدة) أصبحت انتماء فكريا أكثر منه انتماء عضويا تنظيميا.. ولقد أخطأت أميركا والغرب بشدة حين اعتقدت أن تنظيم القاعدة هو تنظيم هرمي، وأن حاله كحال باقي التنظيمات المناظرة التي يمكن استئصالها باستئصال قياداته أو محاصرتهم».
وعن أسلوب الغرب في التعامل مع «الإرهابيين» بعد 11 - 09 - 2001 وتعامله الآن بعد ثورات 2011، قال السري «إن الغرب خان مبادئه وقيمه التي يتغنى بها، ويتعامل عموما بطريقة عنصرية مع العرب والمسلمين وخاصة بعد 11 سبتمبر، فعلى سبيل المثال تم سن قوانين جديدة وتغيير قوانين قديمة لتصبح أكثر عنصرية وتستهدف العرب والمسلمين. والمشكلة تكمن في أن أميركا والغرب لا يعرفون غير لغة القوة والإملاءات للعرب والهيمنة والسيطرة، وأصبحت ثلاثة قوانين فقط تحكم العلاقات القوة والمعرفة والمصالح، وهكذا كانت العلاقات منذ بدء نشوء الأمم وهكذا ستبقى.. إذن، فالنزعة العنصرية ليست جديدة على تاريخ الغرب ويجب على الغرب مراجعة هذه السياسة العنصرية ووقف موجة العداء للعرب والمسلمين حتى يسود السلم والأمن».
من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور عادل سليمان، مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، أن تنظيم القاعدة في طريقه للزوال، وقال «بعد عشرة أعوام على أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، تحولت (القاعدة) إلى مجرد علامة تجارية أو رمز».
وأضاف اللواء سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «تنظيم القاعدة في طريقه للأفول، خاصة بعد مقتل زعيمه التاريخي أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية قبل بضعة أشهر».
وبرر اللواء سليمان أفول نجم تنظيم القاعدة قائلا: «الزمن اختلف، وفكر الشباب - الذين يشكلون العمود الفقري لتلك التنظيمات - اختلف»، موضحا أن «القاعدة» كانت تستغل فكرة محاربة اليهود والصليبيين لتجنيد الشباب في التسعينات، وهو ما لم يعد مقنعا بالنسبة للكثير من شباب هذه الأيام. وقال «الأجيال اختلفت ومعتقداتها تغيرت، ولم يعد هناك مجال للتذرع بمبررات واهية لقتل الأبرياء». واعتبر اللواء سليمان أن الثورات الشعبية ستفقد تلك التنظيمات المتناثرة الكثير من مبررات وجودها، وقال «كانت تلك التنظيمات تلجأ أحيانا لفكرة الخروج على الحاكم الكافر في الأنظمة الفاسدة.. أما وقد سقطت تلك الأنظمة وتغير الحكام، بل وسجن بعضهم، فلم يعد هذا المبرر موجودا على أرض الواقع، الأمر الذي سيفقد تلك التنظيمات الكثير من الأنصار». وأضاف «التنظيمات المتطرفة جربت العنف لتغيير أنظمة الحكم الفاسدة، وفشلت فشلا ذريعا، وأدى فشلها إلى تشديد القبضة الأمنية على الشعوب. في حين نجح الاتجاه السلمي للشباب في ما فشل فيه السلاح، وبالتالي لا أتوقع نموا لتلك التنظيمات في الفترة الزمنية القريبة». الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، قال لـ«الشرق الأوسط» «لا يوجد تنظيم للقاعدة منذ عام 2001 وحتى الآن، ومن يردد هذا الكلام ينفذ مخططا أميركيا لتثبيت مفاهيم خاطئة تماما. فـ(القاعدة) كتنظيم تم تدميرها تماما عام 2001، وقياداته مختبئة في أماكن مجهولة ومتفرقة وغير قادرة على القيام بأي شيء».
وأبدى علام اعتقاده أن الثورات العربية لن تؤدي إلى تراجع نشاط تلك التنظيمات المتفرقة، وقال «هذه التنظيمات المتفرقة لها أفكار ومبادئ شاردة بعض الشيء، وستشكل خطورة غير محسوبة على بعض الدول العربية».
وأضاف «رأينا قبل ثورة 25 يناير في مصر بعض الأفكار المتطرفة التي أدت إلى تفجيرات وعمليات إرهابية طالت أهدافا متنوعة في سيناء والقاهرة والإسكندرية، وهذا يدل على أنه ما زالت هناك بعض الأفكار الخاطئة التي يعتقد فيها بعض الشباب وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه العالم كله».
على الرغم من اتفاق خبراء مصريين على أن تنظيم القاعدة انتهى فعليا ولم يعد له وجود بعد مرور عشرة أعوام على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بالولايات المتحدة، التي تعد أشهر العمليات الإرهابية التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها، فإنهم أجمعوا على أنه لا تزال هناك مجموعات مسلحة صغيرة تتبنى فكر «القاعدة» في عدد من الدول الإسلامية والعربية والغربية، موضحين أن هذه المجموعات تأثيرها محدود، وفي طريقه للزوال بسبب زيادة الوعي لدى الشباب من جهة، وقيام ثورات الربيع العربي من جهة أخرى. ويدعم موقف مدير المرصد الإسلامي ياسر السري في حوار عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط» هذا الرأي، وقال «قلت وأكرر أنه بعد الثورة في مصر انتهت مبررات وجود التنظيمات السرية في مصر الحبيبة. وعلى كل مصري القيام بواجب الجهاد التنموي والجهاد الدعوي بالحكمة والموعظة الحسنة، فمصر تحتاج إلى تضافر جهود الجميع من أجل إعمارها والنهوض بها وتوفير سبل العيش الكريم لكل أبناء الشعب المصري، حتى تعود إلى مصر مكانتها وريادتها للأمة. يجب على أبناء الشعب كافة، أفرادا وجماعات، أن يتحدوا من أجل العمل على النهوض بمصر والعمل على إعادة المجتمع إلى الطريق القويم ومكافحة الجهل والفقر والمرض، فلقد حان وقت العمل، ولا مجال للعمل السري أو المسلح... وهذا ينطبق على كل بلاد العالم العربي بلا شك وكلها أوطاني».
وعند سؤاله عن تنظيم القاعدة وهل انتهى مع نهاية بن لادن وظهور «الربيع العربي»، بين السري أن «المشكلة تكمن في الولايات المتحدة الأميركية والغرب فهم، حسب رأيه، من يسعون لوأد الربيع العربي، وبأنه يجب على الولايات المتحدة والغرب تغيير سياستهم تجاه العرب والمسلمين ليعيش الجميع في رخاء وحب وسلام، غير ذلك سيستمر العرب في مقاومة الاحتلال والهيمنة».
وعند سؤال مدير المرصد الإسلامي عن «القاعدة» في 2001، و«القاعدة» الآن 2011، خاصة بعد الثورات، أجاب السري بأن «(القاعدة) أشبه بكلية فلقد كانت تقوم بعملية تدريس وتدريب على الفكر من خلال معسكرات التدريب في أفغانستان، وفي نهاية الدورة التدريبية يتم اختيار المتفوقين وضمهم للتنظيم مثل المعيدين في الكلية ليصبحوا أعضاء في التنظيم، أما الباقي فيعودون لبلدانهم وليسوا أعضاء تنظيميين في (القاعدة) ولكنهم يحملون الفكر.. إذن، الواقع أن (القاعدة) كانت أشبه بكلية تقوم بتخريج دفعات هائلة في كل فصل دراسي منها، الدفعات تعرف أهدافها المرسومة وتعد نفسها تلقائيا لتحقيقها بدقة. هذه الدفعات تلتقي وتتصل بالتنظيم الأم اتصالا روحيا أكثر من كونه تنظيميا، بل ربما لا تكون هناك أي علاقة تنظيمية، ومع هذا تجد أن أي عملية من هذا النوع تحقق أهداف (القاعدة).. فإن (القاعدة) تتبناها، بل ربما يقوم منفذو العملية بإهدائها لـ(القاعدة) مثلما حدث في عملية جزيرة فيلكا بالكويت وعملية جربة بتونس. إذن، (القاعدة) أصبحت انتماء فكريا أكثر منه انتماء عضويا تنظيميا.. ولقد أخطأت أميركا والغرب بشدة حين اعتقدت أن تنظيم القاعدة هو تنظيم هرمي، وأن حاله كحال باقي التنظيمات المناظرة التي يمكن استئصالها باستئصال قياداته أو محاصرتهم».
وعن أسلوب الغرب في التعامل مع «الإرهابيين» بعد 11 - 09 - 2001 وتعامله الآن بعد ثورات 2011، قال السري «إن الغرب خان مبادئه وقيمه التي يتغنى بها، ويتعامل عموما بطريقة عنصرية مع العرب والمسلمين وخاصة بعد 11 سبتمبر، فعلى سبيل المثال تم سن قوانين جديدة وتغيير قوانين قديمة لتصبح أكثر عنصرية وتستهدف العرب والمسلمين. والمشكلة تكمن في أن أميركا والغرب لا يعرفون غير لغة القوة والإملاءات للعرب والهيمنة والسيطرة، وأصبحت ثلاثة قوانين فقط تحكم العلاقات القوة والمعرفة والمصالح، وهكذا كانت العلاقات منذ بدء نشوء الأمم وهكذا ستبقى.. إذن، فالنزعة العنصرية ليست جديدة على تاريخ الغرب ويجب على الغرب مراجعة هذه السياسة العنصرية ووقف موجة العداء للعرب والمسلمين حتى يسود السلم والأمن».
من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور عادل سليمان، مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، أن تنظيم القاعدة في طريقه للزوال، وقال «بعد عشرة أعوام على أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، تحولت (القاعدة) إلى مجرد علامة تجارية أو رمز».
وأضاف اللواء سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «تنظيم القاعدة في طريقه للأفول، خاصة بعد مقتل زعيمه التاريخي أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية قبل بضعة أشهر».
وبرر اللواء سليمان أفول نجم تنظيم القاعدة قائلا: «الزمن اختلف، وفكر الشباب - الذين يشكلون العمود الفقري لتلك التنظيمات - اختلف»، موضحا أن «القاعدة» كانت تستغل فكرة محاربة اليهود والصليبيين لتجنيد الشباب في التسعينات، وهو ما لم يعد مقنعا بالنسبة للكثير من شباب هذه الأيام. وقال «الأجيال اختلفت ومعتقداتها تغيرت، ولم يعد هناك مجال للتذرع بمبررات واهية لقتل الأبرياء». واعتبر اللواء سليمان أن الثورات الشعبية ستفقد تلك التنظيمات المتناثرة الكثير من مبررات وجودها، وقال «كانت تلك التنظيمات تلجأ أحيانا لفكرة الخروج على الحاكم الكافر في الأنظمة الفاسدة.. أما وقد سقطت تلك الأنظمة وتغير الحكام، بل وسجن بعضهم، فلم يعد هذا المبرر موجودا على أرض الواقع، الأمر الذي سيفقد تلك التنظيمات الكثير من الأنصار». وأضاف «التنظيمات المتطرفة جربت العنف لتغيير أنظمة الحكم الفاسدة، وفشلت فشلا ذريعا، وأدى فشلها إلى تشديد القبضة الأمنية على الشعوب. في حين نجح الاتجاه السلمي للشباب في ما فشل فيه السلاح، وبالتالي لا أتوقع نموا لتلك التنظيمات في الفترة الزمنية القريبة». الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، قال لـ«الشرق الأوسط» «لا يوجد تنظيم للقاعدة منذ عام 2001 وحتى الآن، ومن يردد هذا الكلام ينفذ مخططا أميركيا لتثبيت مفاهيم خاطئة تماما. فـ(القاعدة) كتنظيم تم تدميرها تماما عام 2001، وقياداته مختبئة في أماكن مجهولة ومتفرقة وغير قادرة على القيام بأي شيء».
وأبدى علام اعتقاده أن الثورات العربية لن تؤدي إلى تراجع نشاط تلك التنظيمات المتفرقة، وقال «هذه التنظيمات المتفرقة لها أفكار ومبادئ شاردة بعض الشيء، وستشكل خطورة غير محسوبة على بعض الدول العربية».
وأضاف «رأينا قبل ثورة 25 يناير في مصر بعض الأفكار المتطرفة التي أدت إلى تفجيرات وعمليات إرهابية طالت أهدافا متنوعة في سيناء والقاهرة والإسكندرية، وهذا يدل على أنه ما زالت هناك بعض الأفكار الخاطئة التي يعتقد فيها بعض الشباب وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه العالم كله».
0 التعليقات :
إرسال تعليق