Featured Video

تفاصيل الصراع الدائر في القوات المسلحة


 

تدور طيلة الأشهر الماضية أزمة عميقة الجذور داخل القوات المسلحة .
وقال مصدر موثوق ان هذه الأزمة أخطر الأزمات التي تواجه الانقاذ منذ صعودها لسدة الحكم .
وأضاف ان الأزمة تدور بين مجموعتين ، مجموعة عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح ، ومجموعة اخرى كبيرة من الضباط الاسلاميين ( أهل الجلد والرأس في القوات المسلحة) بقيادة اللواء صديق فضل قائد سلاح المرعات واللواء حسن صالح قائد سلاح المهندسين وتعرف بأولاد ابراهيم شمس الدين.
وساهمت عدة عوامل في تشكيل مواقف المجموعة الاخيرة كالتربية العسكرية ، والحروب الطويلة التي خاضتها في مختلف جبهات القتال ، وانقسام الحركة الاسلامية الى منشية وقصر ، وعدم قدرة أجهزة المؤتمر الوطني معرفة ولاء الضباط لاتفاق طرفي الصراع حينها على عدم فتح مناقشة واسعة في القوات المسلحة ، وفشل مشروع الانقاذ الذي انتهى بتمزيق البلاد وانفصال الجنوب .
وتطالب هذه المجموعة بابعاد عبد الرحيم محمد حسين من وزارة الدفاع لأسباب عديدة متعلقة بكفاءته وأدائه ، وبفساده داخل وخارج القوات المسلحة ، لا سيما فساد صفقة الاسلحة الصينية ، حيث استورد عبد الرحيم دبابات دون المواصفات فارسلت الى دولة مجاورة للسودان لصيانتها ! مباشرة بعد شرائها !
كما تطالب بوضع جميع القوات خارج الجيش تحت سيطرة القوات المسلحة وعلى الأخص الدفاع الشعبي ، وانهاء سيطرة المؤتمر الوطني على القوات المسلحة

وتنتقد المجموعة دور اللواء عبد الله حسن البشير شقيق عمر البشير والذي يجمع ما بين القوات المسلحة والسمسرة والتجارة والرياضة والنشاط الدبلوماسي !
وأثارت المجموعة كل هذه القضايا وغيرها في اجتماع شهير مع عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين مما أدى الى فصل (12) لواء بالقوات المسلحة في فبراير الماضي ، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر ، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع ، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية .
وأصدر عبد الرحيم قراراً بنقل اللواء صديق فضل النافذ في المجموعة الى شرق السودان ولكن بدعم من ضباطه في المدرعات رفض تنفيذ القرار فدخلت وساطات كثيرة لتسوية الامر باعتباره سابقة خطيرة في تاريخ القوات المسلحة .
وتسعى مجموعة عمر البشير للقضاء على مجموعة الضباط الاسلاميين الناقدين بالاستجابة التاكتيكية لبعض مطالبها وفي ذات الوقت تصفية جميع قياداتها من القوات المسلحة ، فصار من شبه المؤكد أن تسند حقيبة وزارة الدفاع الى بكري حسن صالح بدلاً عن عبد الرحيم الذي يحظى بدعم البشير وبغضب واسع في القوات المسلحة ، وبدأ عمر البشير وعبد الرحيم وبكري في تنظيم نافذين في الاستخبارات العسكرية والمظلات للتخلص من المجموعة الناقدة .
وفي المقابل تشعر المجموعة بالتحركات الحثيثة للتخلص منها وبدأت تنظر الى عمر البشير كعبء على القوات المسلحة ، وتطمح الى دور مستقل في الحياة السياسية تحت عباءة قومية للقوات المسلحة بعد فشل المؤتمر الوطني ، وأصبح ذلك أمراً حيوياً بعد تجربة المشير طنطاوي في مصر . كما تسعى لدور أكثر محورية للقوات المسلحة في حل أزمة الحكم الراهنة . ولكنها لا تزال تفكر بحل الأزمة في ذات اطار مشروع (التمكين) . وتشير أنباء الى ان المجموعة شرعت في اتصالات مع بعض قادة المؤتمر الوطني الآخرين من غير مجموعة البشير .
هذا واعتقلت مجموعة البشير مؤخراً (25) ضابطاً من القوات المسلحة وأودعتهم سجن دبك ، بادعاء التدبير لانقلاب ، ولكن يلاحظ ان اللواء حسن صالح قائد سلاح المهندسين والقيادي الآخر في المجموعة الناقدة – أحد منفذي انقلاب 30 يونيو وملحق عسكري سابق بنيروبي ونافذ في تنظيم الاسلاميين بالقوات المسلحة – لا يزال في منصبه وظهر مؤخراً في أجهزة الاعلام ، ولكن تؤكد توقعات مصدرنا الى ان عمر البشير غالباً ما يتخلص من المجموعة اما باتهامها بتدبير انقلاب للتخلص منهم بضربة واحدة ، أو بالتدريج باحالة ضابط رئيسي كل فترة للمعاش ، ولكنه في الحالتين يخشى من اتساع السخط في القوات المسلحة والانكشاف الأمني الناجم عن الانقسام في صف الولاء المنظم للاسلاميين ، خصوصاً في ظل الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق .

0 التعليقات :

إرسال تعليق