اليمن: عشرات القتلى والجرحى في صفوف متظاهرين طالبوا بـ«الحسم الثوري»
قيادي في الحزب الحاكم: ندين ما جرى ونطالب بتحقيق فوري.. و«المجلس الوطني» يناشد المجتمع الدولي التحرك
|
سقط عشرات اليمنيين، أمس، قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن التي فرقت مظاهرة كبيرة في صنعاء، في حين تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومسلحي زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، في الوقت الذي خرجت فيه كبريات المظاهرات في صنعاء ومعظم المدن في سياق «التصعيد الثوري». وخرجت مظاهرات كبرى في صنعاء في سياق التصعيد للاحتجاجات للوصول إلى «الحسم الثوري»، وانطلقت المظاهرات من ساحة التغيير، بجوار جامعة صنعاء، وحاولت الوصول إلى شوارع أخرى تحت سيطرة القوات الموالية لصالح، التي أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين بغزارة، الأمر الذي أدى إلى سقوط 22 قتيلا ومئات الجرحى مع احتمال تصاعد العدد، وبعض المصابين إصاباتهم بليغة. وحسب مصادر طبية في المستشفى الميداني لـ«الشرق الأوسط»، فإن بعض القتلى وصلوا إلى المستشفى ووجوههم مشوهة، جرَّاء تعرضهم لطلقات مضادات طيران. وتجاوز المتظاهرون الحواجز الأمنية المنصوبة قرب الجامعة القديمة و«جولة كنتاكي» وحاولوا الوصول إلى الشوارع الأخرى، غير أن قوات الأمن منعتهم بمساعدة المجاميع التي تسمى البلطجية، وفي أقل من نصف ساعة من بدء عملية قمع المتظاهرين، قالت المصادر الطبية إن المستشفى الميداني بساحة التغيير، استقبل أكثر من 150 شخصا بين قتيل وجريح، وضمن الجرحى الذين سقطوا في قمع المظاهرة، الدكتور محمد الظاهري، عضو «المجلس الوطني للقوى الثورية»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، وأحمد القميري، عضو الهيئة العليا (المكتب السياسي) لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، أكبر أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك».
وفي هذا السياق، قال طارق الشامي، القيادي في الحزب الحاكم ورئيس وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «هذا ما سبق أن حذرنا منه من قبل؛ حيث قلنا: إن هناك عناصر في اللقاء المشترك تريد أن تسقط الدماء؛ لأنهم يعتقدون أنهم بمثل هذا العمل سيروجون لمخططاتهم إعلاميا على حساب الدم اليمني». وأضاف الشامي: «إن قيادات (المشترك) كانت قد تحدثت في أكثر من مناسبة عما تسميه عملية (التصعيد الثوري) الذي رأينا نتائجه اليوم». وقال: «نحن ندين ما جرى ونحمل المسؤولية الكاملة للتجمع اليمني للإصلاح والفرقة وأولاد الأحمر، ونطالب بإجراء تحقيق فوري للكشف عن ملابسات ما جرى». وقد أدان المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية السلمية في اليمن، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بشدة ما سماه «الجريمة البشعة التي أودت بحياة العشرات من الشباب اليمنيين التواقين للحرية الذين خرجوا بصدورهم العارية في مواجهة آلة القمع والقتل والدمار التي تمتلكها عصابة تمردت على شرعية الشعب وإرادته ورفضت الرضوخ لمطالبه وتنصلت عن كل الالتزامات الدولية». وأضاف البيان: «يناشد المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل أحرار العالم، سرعة التحرك واتخاذ قرارات عملية وإنهاء حالة الصمت المطبق لإيقاف جرائم هذه العصابة من بقايا نظام صالح العائلي، وحماية حق الملايين من أبناء الشعب اليمني في الحياة الحرة والكريمة والآمنة». ومنذ فترة توقفت المواجهات المماثلة بين المتظاهرين وقوات الأمن، وذلك بعد أن توقف المحتجون عن التظاهر خارج الساحات المخصصة، غير أن خطة «التصعيد الثوري»، التي أقرتها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية، قضت بالخروج في مظاهرات خارج الساحة للتسريع بالحسم الثوري، كانت أجهزة الأمن قد حذرت المتظاهرين من محاولة السيطرة على مبانٍ حكومية. تأتي هذه التطورات الدامية في اليمن، أمس، في وقت تسود مؤشرات إيجابية تشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية برعاية غربية وفي ضوء المبادرة الخليجية، يتم بموجبها تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم، غير أن مجريات الأحداث الأخيرة قد تؤدي إلى إعاقة وعرقلة الجهود التي تسعى إلى تلك التسوية.
في السياق ذاته، أكد شهود عيان لــ«الشرق الأوسط» وقوع انفجارات واشتباكات في حي الحصبة الذي يعد المعقل الرئيسي لزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، وبحسب مصادر محلية فقد سقط 4 قتلى وعدد من الجرحى، يعتقد أن معظمهم من المدنيين. واتهم مكتب الأحمر القوات الحكومية بإطلاق قذائف الهاون على منزله وبعض المنازل في الحي، بينها منزل الشيخ أحمد حسين الحديجي، أحد المؤيدين للثورة، وقال المكتب إن الأحمر وجه بعدم الرد على مصدر النيران، غير أن مصدرا أمنيا اتهم من سماها «عصابات أولاد الأحمر» بالاعتداء على وزارة الداخلية ومعسكر قوات النجدة في الحي ذاته، وقال المصدر إن الهجوم تم بواسطة «أسلحة مختلفة في استفزاز متكرر وشبه يومي على الرغم من التزام الأجهزة الأمنية بالهدنة التي تم التوصل إليها قبل عدة أشهر» وإن «عصابة أولاد الأحمر قامت بخرق الهدنة أكثر من 40 مرة منذ بدء سريانها»، نافيا في الوقت ذاته «استهداف منزل أولاد الأحمر بحي الحصبة من قبل الأجهزة الأمنية»، داعيا إلى احترام الهدنة، وحمَّل «أولاد الأحمر مسؤولية أي نتائج تترتب على الممارسات التي تقوم بها العصابات التابعة لهم». وفي سياق حوادث العنف التي يشهدها اليمن، قتل الشيخ فيصل دحوة، أحد مؤيدي الثورة في محافظة تعز، وذلك عندما أطلق عليه مسلحون مجهولون النار في منطقة مفرق ماوية، قرب مدينة تعز.
من ناحية ثانية، استمرت أعمال الفوضى في جامعة صنعاء لليوم الثاني على التوالي، وقال شهود عيان إن اشتباكات بالأيدي جرت في حرم الجامعة بين طلاب معارضين وآخرين مؤيدين بسبب إصرار الطلاب الموالين للنظام على الدراسة، في حين قام الطلاب المعارضون بإغلاق كليات الجامعة، أول من أمس.
0 التعليقات :
إرسال تعليق