مصادر مقربة من العقيد الهارب تزعم أنه على قيد الحياة ويشارك في المعارك
|
قالت قناة «الرأي» التلفزيونية التي تتخذ من سوريا مقرا لها، وتدعم العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، أمس، إن خميس نجل القذافي قتل في معارك جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس في 29 أغسطس (آب) الماضي، وهذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها مصادر قريبة من العقيد الليبي الهارب أن خميس قتل بالفعل، بعد أن أعلن الثوار منذ أكثر من شهر ونصف الشهر عن مقتل الرجل الذي كان قائدا للواء 32 المعزز، قرب ترهونة، في كمين نصبوه لموكبه.
ومنذ الأسبوع الماضي بدأت شائعات تتسرب على نطاق ضيق بشأن تأكيد مقتل خميس، واجهها أنصار للقذافي في بني وليد وسرت بالتكذيب والاستنكار. ويرفض أنصار وأقارب للقذافي، أبرزهم سيف الإسلام القذافي شقيق خميس، الإقرار بمقتله، ويقولون إنه ما زال على قيد الحياة، وإنه يقود قوات موالية لوالده في مواجهة قوات الثوار. ونفس هذه المزاعم سبق أن أشار إليها مركز «دبكا» المتخصص في الأبحاث الأمنية قبل نحو شهر، حين قال إنه على خلاف كل ما يتردد عن مقتل خميس في وسائل الإعلام الغربية نقلا عن الثوار في ذلك الوقت، إلا إن مصادر المركز الاستخباراتية ذكرت عكس ذلك.
ولم تظهر جثة خميس أبدا، إذ قال الثوار عند إعلان النبأ في السابق إن جثته تفحمت بسبب كثافة النيران في الهجوم على قافلته، ولا يعرف موقع قبر خميس. وظل الأمر غامضا منذ ذلك الوقت، مع ترجيح بأن يكون خميس بالفعل قد قتل. وعلق سالم مفتاح الرفادي، وهو آمر استطلاع في قوات الثوار، قائلا لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «خميس تم قتله في معارك جنوب غربي بني وليد»، منذ أواخر أغسطس و«لا شك في ذلك».
وقال مصدر ليبي مطلع مقيم في القاهرة، إنه لوحظ منذ مطلع الأسبوع أن خلافات تطفو على السطح بين فريقين من أنصار العقيد الهارب، الأول يتكون من اثنين أو ثلاثة من كبار المسؤولين السابقين من قبيلة القذافي في سرت، ويدعم بعض مواقفهم في هذا الجانب قناة «الرأي» (صاحبها مشعان الجبوري، وهو عراقي مقيم في سوريا)، والفريق الآخر يقوده سيف الإسلام القذافي، وأشارت المصادر إلى أن هذا الخلاف برز بشكل واضح أثناء دعوة القذافي الليبيين للتظاهر ضد المجلس الانتقالي يوم الجمعة الماضي، حيث يرى الفريق الأول تأجيل ظهور الموالين للقذافي علانية في الشوارع للحفاظ على حياتهم، بينما يرى الفريق الآخر أن التأجيل يؤدي إلى «زحف النسيان على قضية القذافي». وأعلنت قناة «الرأي» موت خميس بالإضافة إلى ابن خالته محمد عبد الله السنوسي، نجل رئيس جهاز مخابرات القذافي، وأوضحت أنهما قتلا خلال معركة مع مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي في مدينة ترهونة الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس، ونشرت القناة صورة لخميس وبثت آيات من القرآن الكريم.
وكان قد أعلن مرتين من قبل، مقتل خميس خلال المواجهات الجارية بين الثوار وقوات القذافي، ولكنه عاد للظهور بعد ذلك، وقالت وكالة «رويترز» إن مسؤولا أميركيا، لم تذكر اسمه، أبلغها أن الولايات المتحدة لا تستطيع التأكد بشكل مستقل من مقتل خميس، ولكنه قال إنه تم تلقي معلومات مماثلة في واشنطن من «مصادر موثوق بها».
وقال الجبوري في رسالة لليبيين على صفحته على «فيس بوك»: «دعوني أصارحكم أنه إذا بقيت ردود أفعال من يزعمون تأييدهم للشرعية ومعاداتهم للناتو وعملائه (يقصد الثوار) كما هي الآن، وطريقة تعاملهم مع الوقائع بالطريقة التي شاهدناها في الأيام الماضية (يقصد ظهور موالين للقذافي في أبو سليم يوم الجمعة الماضي)، فإنني أقلق على مستقبل ليبيا وشعبها»، معربا عن دهشته «من ردود الأفعال على إعلاننا (في قناة «الرأي») نبأ استشهاد خميس القذافي، الذي كان يجب أن يكون مدعاة فخر المؤيدين للشرعية، وليس تكذيب الخبر أو رفضه».
وعن سبب إعلان القناة تأكيد نبأ مقتل خميس، أوضح الجبوري: «لم نعد نستطيع التزام الصمت بعد أن أخذوا يقولون إن معتصم القذافي أسر، فقررنا الرد عليهم بأن أبناء القذافي يستشهدون ولا يأسرون. نحن كشفنا عن نبأ الاستشهاد لأن لخميس الحق علينا أخلاقيا بأن نعطيه حقه من كلمات الرثاء والتمجيد».
وفي رد سريع على قناة «الرأي» بث موقع إلكتروني مناصر للقذافي (فريق سيف الإسلام) يعتقد أن مقره في الجزائر، ما قال إنه تعليق من جانب مقربين من خميس القذافي بأنه سبق تدبير جنازة وهمية تعبر عن مقتله، لكن هذا غير صحيح؛ لأن الهدف كان تفكيك الحصار الذي كان يتعرض له لأهميته كقائد عسكري له دور فعال في المعارك الجارية في البلاد، وزعمت هذه المصادر أن فكرة الجنازة الوهمية أسفرت حينها عن تمكن خميس من «الخروج من بني وليد إلى المكان الجديد الذي أوكلت له مهام الوجود فيه لقيادة المعركة».
ومن جانبه، تحدث سيف الإسلام إلى إذاعة بني وليد، وقالت المصادر إنه أكد في رسالة إذاعية أن «القائد الميداني خميس معمر يقود إحدى تشكيلات ورفلة في المدينة». وكانت وكالة «سفن ديز»، الموالية للقذافي، نقلت عن مصادر، يوم السبت الماضي، أن «السرية الكبيرة التي يعتمدها خميس معمر القذافي في تحركاته وعملياته هي التي دفعت بعض الجهات إلى إطلاق إشاعة استشهاده».
0 التعليقات :
إرسال تعليق