إطلاق سراح المعارض وليد البني بكفالة مالية
|
في وقت سمحت فيه السلطات السورية لمظاهرة مؤيدة للنظام السوري بالخروج في دمشق، من دون التعرض لإطلاق نار من قبل القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين، كان الجيش يقصف مناطق في ريف دمشق وحمص تردد أن تجمعات مناهضة للنظام بدأت تخرج منها ردا على مظاهرة التأييد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه «سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة أمن الدولة في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية، ترافق مع انتشار أمني كثيف في شوارع المدينة، وفرض حظر للتجوال»، من دون أن يذكر أي تفاصيل عن الانفجار ولا عن أي خسائر بشرية أو مادية قد تكون نجمت عنه.
وفي حمص، أضاف المرصد «سمعت أصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة» ظهر أمس، ترافقت مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة. وأشار المرصد إلى أن «حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الأمنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات إليه». وأضاف «استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث على التوالي، كما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات في حي القصور».
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش والأمن حاصرا أمس حي دير بعلبة في حمص، وسمع إطلاق نار من أسلحة ثقيلة. كما ذكرت اللجان أن قوات أمنية تنتشر بكثافة على الطريق المؤدي إلى معبر جوسية الحدودي على الحدود اللبنانية السورية قرب مدينة القصير.
كذلك أكد المرصد أن قوات الأمن نفذت صباح أمس «حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب (شمال) أسفرت عن اعتقال 23 شخصا». وأكدت لجان التنسيق اعتقال العشرات اليوم في حملة مداهمات واعتقالات شملت العديد من الأهالي في حي مارع بريف حماه.
وفي اللاذقية، قالت لجان التنسيق، إن مظاهرة طلابية بالمئات خرجت في حي الأشرفية للمطالبة بمدير المدرسة الذي اعتقلته قوات الأمن بعد أن استقال اعتراضا على اقتحام الشبيحة للمدرسة واعتدائهم على الطلاب داخلها. وفي بانياس، خرجت مظاهرة طلابية في حي ابن خلدون بعد انتهاء الدوام المدرسي تهتف لإسقاط النظام والحرية.
في المقابل، تجمع مئات الآلاف من الأشخاص في إحدى الساحات الكبرى في دمشق للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، بينما أعلن محام عن إطلاق سراح المعارض البارز وليد البني المحتجز منذ السادس من أغسطس (آب) بكفالة. وتجمع مئات آلاف الأشخاص في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة السورية تلبية لدعوة وجهها موالون للرئيس السوري بشار الأسد عبر صفحة «وطني سوريا» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وقال المنظمون على صفحتهم إن هذه المسيرة تهدف إلى «دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع أهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سوريا». واستخدمت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، في 4 أكتوبر (تشرين الأول) حقهما في النقض لوقف مشروع قرار قدمته الدول الغربية لإدانة النظام السوري وفرض «إجراءات محددة الأهداف» عليه كي يوقف قمعه الدامي للاحتجاجات الشعبية ضده.
وتأتي هذه الدعوة بعد أن تزايدت الضغوط الغربية على سوريا، حيث دعا البيت الأبيض، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي فورا، محذرا من أنه يتجه بالبلاد نحو «منحى خطير جدا». كما أكد الأوروبيون ضرورة مبادرة الأسد إلى «التنحي عن الحكم للسماح بانتقال السلطة»، وتصميمهم «على المضي قدما وبشكل فعال» في سياستهم تجاه دمشق «بما في ذلك» تعزيز العقوبات. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها «الشعب والجيش معك يا قائد الوطن»، و«سوريا بلدنا والأسد قائدنا»، كما رفعوا إلى جانب العلم السوري أعلام الصين وروسيا، وصورا للرئيس السوري.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أصوات الموسيقى والأغاني الوطنية علت في المظاهرة، وسمعت هتافات المشاركين مرددين «يا للعار يا للعار.. باعوا ليبيا بالدولار»، و«يللا يللا (هيا) يا بشار.. بدنا نكمل المشوار»، و«نازلين بالملايين لعيون روسيا والصين». وكتب مشاركون على علم صيني عملاق باللغتين العربية والصينية «الحياة مبدأ وموقف، وأنت أهل الوفاء في المواقف، شكرا للصين الصديقة».
ورغم أن مشهد المسيرة طغت عليه الأعلام السورية وصور الرئيس السوري بالزي المدني والعسكري، فإن بعض المشاركين رفعوا لافتات كتب عليها بالإنجليزية «ساركوزي فاقد للشرعية»، و«أوباما فاقد للشرعية». ورددت الحشود التي رفعت صورا للأسد وأعلام سوريا «أميركا اطلعي بره.. وسوريا راح تبقى حرة». كما ردد المتظاهرون شعارات تحذر الاتحاد الأوروبي من التدخل في شؤون بلادهم، كما هتفوا «الله.. سوريا.. بشار.. وبس». ووصف التلفزيون السوري المظاهرة الحكومية بأنها «مسيرة مليونية دعما لاستقلالية القرار الوطني ورفضا للتدخل الخارجي».
وتعد هذه أكبر مظاهرة منذ شهور في وسط العاصمة السورية التي كانت نسبيا بمنأى عن الاحتجاجات التي هزت ضواحي دمشق ومناطق أخرى في البلاد. وبالتزامن مع ذلك، أعلن المحامي ميشال شماس لوكالة الصحافة الفرنسية أن القضاء السوري قرر الإفراج بكفالة عن المعارض البارز وليد البني المتهم بالتحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية.
وذكر شماس للوكالة أن «محكمة استئناف الجنح في ريف دمشق قررت إخلاء سبيل المعارض وليد البني بكفالة مالية قدرها 1150 ليرة سورية (23 دولارا)، ومحاكمته طليقا بتهمة «التحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية».
واعتقلت السلطات الأمنية السورية المعارض البارز والسجين السياسي السابق البني ونجليه مؤيد وإياد من منزله في مدينة التل (ريف دمشق) في السادس من أغسطس، قبل أن تطلق في وقت لاحق سراح نجليه.
0 التعليقات :
إرسال تعليق