Featured Video

رئيس الوزراء الإيطالي الجديد يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة التكنوقراط في غضون 48 ساعة

الصحف الإيطالية: ماريو يعكس «تغيير حقبة» في البلاد.. بعد 17 عاما من «البرلوسكونية»
ماريو مونتي رئيس الحكومة الإيطالية الجديدة (واشنطن بوست)
روما - لندن: «الشرق الأوسط»
بدأ رئيس الوزراء الإيطالي المكلف ماريو مونتي الاقتصادي الذي يحظى باحترام جامع مشاوراته مع الأحزاب السياسية الرئيسية والشركاء الاجتماعيين التي ستتواصل اليوم لتخلص إلى طرح لائحة من 12 وزيرا.
وفي غضون 48 ساعة يشكل رئيس الوزراء المكلف المشهود له حذره فريق حكومته التي تتألف بأكثريتها من التكنوقراط لكنها قد تشمل نحو 30 وزير دولة (سياسيا) لضمان دعم واسع في البرلمان. وتشاور أمس مع التشكيلات السياسية الصغيرة ثم اليوم مع الأحزاب الأكبر وبعد الظهر مع نقابات العمال وأرباب العمل.
وحتى الآن بدا أن الأسواق المالية ردت بإيجابية على تكليف مونتي وهو مفوض أوروبي سابق بتشكيل الحكومة الإيطالية أملا في إنهاء أسبوع كارثي بالنسبة لاقتصاد إيطاليا وهو ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، حسب «رويترز».
وبعد نشاط سياسي مكثف في بداية الأسبوع أجاز البرلمان الإيطالي مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها مع زعماء أوروبيين واستقال سلفيو برلسكوني من رئاسة الوزراء وكلف الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو مونتي وهو شخصية دولية تحظى بالاحترام بتشكيل الحكومة بهدف تهدئة الأسواق التي دفعت الأسبوع الماضي بتكاليف الاقتراض في إيطاليا إلى المستويات التي جعلت البرتغال واليونان وآيرلندا تطلب الإنقاذ المالي.
ومن جهتها اعتبرت الصحف الإيطالية أن حكومة التكنوقراط التي يستعد مونتي لتشكيلها هي «تغيير في الحقبة»، بعد 17 عاما من «البرلوسكونية»، حيث يمثل «البروفسور» «تحديا جديا» ويرسم صورة «إيطاليا أخرى».
وقالت صحيفة «لا ريبوبليكا» إن «نبرة وشكل» تعيين مونتي لقيادة إيطاليا يشكل «تغييرا في الحقبة وليس تغييرا حكوميا فحسب، حيث غابت الابتسامات وساد القلق العارم وكذلك القناعة بقدرة إيطاليا على النجاة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
أما صحيفة «إيل سولي 24 أوري» الاقتصادية فاعتبرت أن وصول ماريو مونتي إلى السلطة «يرمز إلى عملية انتقال تمت في أيام قليلة ومؤخرا في ساعات قليلة. إنها صورة تحيل إلى إيطاليا الأخرى، فمنذ النهضة (التي أدت إلى التوحيد) لطالما وجدت إيطاليا معناها التاريخي وهويتها في أفضل الأشكال عندما تتمكن من التمدد نحو أوروبا».
أما صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الصادرة في ميلانو فأعربت عن الأمل في «أن يشكل إنصاف الإصلاحات المزمعة الميزة الخاصة التي تطبع برنامج التحالف الكبير الذي نأمل في نشوئه في البرلمان». وتابعت «كلما كان هذا الإنصاف أوسع نطاقا ازداد تقبل المواطنين للإصلاحات وكلما زادت الإصلاحات إنصافا ستتضاعف الأكثرية التي تؤيد الحكومة».
وأشارت صحيفة «لا ستامبا» إلى «المسؤولية الجماعية» للإيطاليين في أزمة الثقة الحالية! مشيرة إلى «الحديث عن التحرير الوطني كما لو أن ديكتاتورا سقط من السماء وخرب البلاد بمفرده».
ولفتت إلى أن «المسؤولية ليست شخصية فحسب بل جماعية أيضا بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي الحالي». لكن صحيفة عائلة برلسكوني «إيل جورنالي» فأكدت أن «الأمر لم ينته» بالنسبة إلى رئيس الوزراء المستقيل، حيث وصف كاتب افتتاحياتها فيتوريو فيلتري رئيس مجلس الوزراء الجديد بأنه مجرد «محاسب».
وفي مقابلة مع صحيفة «إيل سولي» اعتبر رئيس الجمهورية الأسبق كارلوس أزيليو تشامبي الذي قاد بنفسه في 1993 و1994 أول حكومة تكنوقراط بعد الحرب العالمية الثانية، أن تعيين مونتي هو «محاولة إنقاذ لبلاد لا تستحق المستوى المتدني والتبعية التي باتت فيها بعد تجربة سياسية محكومة بالفشل». لكنه أشار إلى أن «المهل محدودة والحالة طارئة».

0 التعليقات :

إرسال تعليق