Featured Video

إسرائيليون يحتفلون على ضفاف النيل بانفصال السودان

إسرائيليون يحتفلون على ضفاف النيل بانفصال السودان



 

   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
2011/1/23 الساعة 14:15 بتوقيت مكّة المكرّمة
  



أبرزت صحيفة الأهرام اليوم السودانية تقرير منشور على صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، لمحررة الشئون العربية بالصحيفة كتبته من جوبا، أوضحت فيه احتفال الإسرائيليين بانفصال السودان على ضفاف النيل، وعرضت حواراً مع

أحد هؤلاء وهو الملياردير الأيرلندى "دان إيبو" خلال الحفل الذى حضرته.

وأكد "إيبو" لها أنه يأمل فى أن يجد الكثير من الاستثمارات المفيدة له مع الانفصال المقبل للجنوب السودانى، خاصة فى ظل الإمكانات المتميزة التى يتمتع بها الجنوب السودانى من موارد بترول ومياه وموارد طاقة.


وأنهت هيرمان ما سمته رسالتها الأولى من الجنوب بتأكيد أن الإعلان عن دولة الجنوب لا يعنى بأى حال من الأحوال الاستغناء عن دولة الشمال، موضحةً أن الإمكانات السياسية أو الاقتصادية أو حتى العسكرية للجنوب لا تؤهله للاعتماد ذاتياً على نفسه، ولا بديل عن الاعتماد على الشمال.

النيل الأزرق تطالب بحكم ذاتي..مسؤول رفيع يحذر من تفتيت السودان إلى دويلات.

النيل الأزرق تطالب بحكم ذاتي..مسؤول رفيع يحذر من تفتيت السودان إلى دويلات.. نائب الوالي : لدينا  21 ألف مقاتل من أبناء النيل الأزرق في الجيش الشعبي ويجب الوصول لاتفاق ترتيبات أمنية جديدةطالب آلاف السكان من ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان بالحكم الذاتي خلال عملية مشورة شعبية انطلقت هذا الأسبوع، وتتبع الولاية في السابق لمتمردي الجيش الشعبي الجنوبي، وتحدد المشورة الشعبية رأي السكان هناك في اتفاق السلام؛ إن كان مرضيا لهم بعد التأكد من تحقيق مطالبهم في التنمية ومشاركتهم في الحكم والانتخابات، لكن المشورة الشعبية لا تصل إلى حد استفتاء تقرير المصير، والمطالبة بالانفصال، أو الانضمام إلى جنوب السودان مثلما هو الوضع في منطقة أبيي الغنية بالنفط، لكن المشورة الشعبية منحت السكان حق التعبير عن رأيهم ورفع ذلك للمجلس التشريعي والسلطة التنفيذية للتفاوض مع الخرطوم، وفي حال الاتفاق على رأي سيدخل قادة المنطقة في مفاوضات مع الحكومة السودانية للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى تعديلات جديدة أو إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، وعلمت «الشرق الأوسط» أن والي الولاية ونائب رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، دعا إلى منح ولايته الحكم الذاتي خلال تعبئته استمارته الخاصة بالمشورة الشعبية، وطالب بالمزيد من السلطة والثروة، وترتيبات أمنية مطمئنة، وقال المستشار الإعلامي في الولاية، عبد المنعم رحمة، لـ«الشرق الأوسط»: «يتطلع الناس هنا إلى المساواة والمشاركة الفاعلة في حكم الدولة وحكم ذاتي للإقليم»، وحذر من عدم إشراك أبناء الولاية في السلطة المركزية، لتفادي تفتيت السودان إلى دويلات، بينما أكد نائب والي الولاية، مأمون حماد، وجود 21 ألف مقاتل من أبناء النيل الأزرق في الجيش الشعبي، داعيا إلى الوصول لاتفاق ترتيبات أمنية جديدة.

الخرطوم: فايز الشيخ

الشرق الاوسط

بعد الحرائق الأخيرة..سكر سنار .. ماذا وراء الأكمة ؟

بعد الحرائق الأخيرة..سكر سنار .. ماذا وراء الأكمة ؟ ماذا يحدث في مصنع سكر سنار ؟سؤال تبادر الى أذهان مواطني سنار عقب الحريق الذي تعرضت له مساحات مقدرة من محصول قصب السكر ..الاحاديث انطلقت هنا وهناك مشيرة الى ان المزارعين الذين دخلوا في شراكة مع المصنع ناغمين على بنود الشراكة التي وصفوها بالمجحفة ،في وقت لا يخفي فيه العاملون غضبهم بسبب الاجراءات المالية لإدارة المصنع ،كما لم تنل القرى المحيطة بالمشروع حظها من التنمية في إطار مايسمى بمال الخدمات .
وفقا لمدير مصنع سنار المهندس محمد محمود عبادي فان الأراضى التى تمت إضافتها للمزرعة مؤخرا والتي تقدر بحوالى (5100) فدان جاءت كشراكة بين المزارع والإدارة تحكمها لائحة علاقة الإنتاج وهى صورة من شراكة مزارعى مصنع سكر الجنيد و سوف تطبق بكل التفاصيل على هذه الشراكة وتحت قانون الشراكة للعام 2005م وقد تمت استزراع المساحة لتدخل موسم إنتاج العام 2011م -2012م مع الإستمرار فى إضافة دورة للمزارعين لتكون إضافة للمساحة السابقة وتدخل موسم 2012م- 2013م
الحريق الذي تعرضت له مزرعة قصب سكر سنار يتوقع له ان يؤثر على العملية الانتاجية على الربط المقرر في الانتاج لتاتي زيارة وزير الصناعة الاخيرة للمصنع لرفع الروح المعنوية وتفقد خطوط الإنتاج وتشجيع العاملين لتحقيق الربط وقد رفعت الزيارة من روح العاملين ودفعت بعجـلة الإستمرار فى العمل .
الأسباب التي كانت وراء الحريق لا تزال مجهولة ولا تتهم ادارة المصنع شخص بعينه علي حد مدير شركة سكر سنار الذي ذهب الي ان التحقيق مازال مستمراً إلى أن يتم القبض على من تسبب فى الحريق ليجد حظه من العقاب ، أما المزرعة فهى تقدر بحوالى 485 فدان والإنتاج ب 20 الف طن من السكر الحريق ليس الاول من نوعه غير انه يبدو منظما وقد تكون وراءه دوافع ، اما الجبهة الثورية لإبناء الإقليم الأوسط التي اعلنت مسئوليتها عن الحدث فينفي مدير سكر سنار معرفتهم بهذا الجسم ولاندرى من أين هو اذ انها المرة الاولى التي يسمعون به .
وحول الإضراب الذي تم وسط العاملين من بعض الجهات فترى ادارة سكر سنار انها هى ذات السياسات المالية السابقة التي تنتهجها الشركة السودانية للسكر .
وحول الغبن الذي اصاب أهل المنطقة بسبب التعيينات الاخيرة للعمالة تشير الادارة الى انها قامت بإكمال النقص حسب الخانات الشاغرة ولقد تم تعيين عدد كبير من أبناء المنطقة الذين يشكلون غالبية الذين تم تعيينهم ..
لجنة أمن الولاية برئاسة والى سنار إجتمعت بإدارة المصنع و تتضافر الجهود الرسمية والشعبية والرسمية لوقف الظاهرة الدخيلة على المصنع .
والي سنار أدان وإستنكر الحريق وأكد سلامة الأحوال الأمنية فى الولايه كما أدانت الشركة الاحداث
ادارة سكر سنار تنفي الاتهام بشأن عدم دعم قرى المنطقة اذ اكدت على لسان مدير المصنع ان الشركة قدمت في العام 2009م و2010م دعما سخيا في مجالات التعليم والصحة والمياه والكهرباء كما تم ربط القرى داخل المشروع بشوارع ترابية وقد بلغت المساهمات للعام 2009 (772,751,95).جنيه وبلغت في العام 2010م (263.270.0) جنيه ..

سنار :مبارك عبد القادر محمد أحمد:

الصحافة

سننقل القتال ضد الحكومة إلي المدن الكبرى..العدل والمساواة :

سننقل القتال ضد الحكومة إلي المدن الكبرى..العدل والمساواة : لم نشارك في معركة طريق نيالا الفاشر.. ولم نقتل للحكومة أحدا.. على الحكومة أن تبحث جيدا عن الذي قام بهذه العملية ضدها. صباح موسى

نفت حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور مشاركتها في المعركة التي دارت بين القوات المسلحة السودانية وقوات " مني أركو مناوي" أول أمس والتي راح ضحيتها 21 قتيلا حسب ما أعلنته القوات المسلحة السودانية.

وأكد " جبريل آدم بلال" الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة أن حركته لم يكن لديها قوة مشتركة في الكمين الذي حدث للقوات الحكومية على طريق نيالا الفاشر,وأنها لم تدخل في معركة مع القوات الحكومية منذ 3 أيام. وقال بلال في اتصال هاتفي من الدوحة لـ " أفريقيا اليوم" لم نقتل للحكومة أحدا, ولا نعرف من الذين قتلوا في هذه المعركة, مضيفا أنه على الحكومة أن تبحث جيدا عن الذي قام بهذه العملية ضدها.

من ناحية أخري أدانت العدل والمساواة قيام القوات الحكومية باستخدام القوة ضد المظاهرة التي قام بها طلاب من المدارس الثانوية بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور أول أمس. وقال " بلال" إن ضباط الاحتياطي المركزي أطلقوا النار على المظاهرة, مما أدى إلى مقتل اثنين وجرح عدد من الطلاب, , مؤكدا أن ثورة شعب دارفور ستكون محمية بالسلاح, متهما الحكومة بقتل المدنيين والطلاب, وقال أن هذا الأمر سيضطرنا في العدل والمساواة إلى الدخول إلى المدن الكبرى دفاعا عن المواطنين, وتوعد " بلال" الحكومة بأنها سوف تدفع الثمن غاليا في الأيام القليلة القادمة سواء في الأراضي المحررة أو في عقر دارها, مؤكدا أن العدل والمساواة لم تقاتل الحكومة في الأطراف بعد ذلك, وأنها ستنقل المعارك داخل المدن الكبرى.

وكانت القوات المسلحة السودانية قد أعلنت أول أمس في بيان لها أنها كبدت قوات العدل والمساواة ومني أركو مناوي خسائر فادحة في معركة منواشي وكدينر على طريق نيالا الفاشر, وقلت إن المعركة أسفرت عن 21 قتيلا.

وبشأن ما نشره المركز السوداني للخدمات الصحفية من أن هناك خلافات بين القيادات السياسية والعسكرية للعدل والمساواة في الميدان, الأمر الذي أدى إلى ضعف الروح المعنوية وتسرب الجنود ، رد الأمين السياسي للحركة نافيا صحة هذا الحديث ، وقال أن هذا الكلام عار من الصحة, مضيفا أن الحكومة تريد أن تضلل الرأي العام بأن هناك خلافات داخل الحركة, لأنها لديها معلومات مؤكدة أن العدل والمساواة تخطط هذا الأيام لضربة قاسية للحكومة, مبينا أنه في هذا الصدد قابلت الحركة ناظر عموم قبيلة الرزيقات بالخرطوم, وعددا كبيرا من الرزيقات, وقبيلة المعاليا, والمسيرية, ومن القبائل العربية عموما, ومن أبناء جبال النوبة, وشرق السودان, كما انضمت للحركة في الأيام القليلة الماضية حركة الإقليم الأوسط, معتبرا أن ما تفعله الحكومة ينم عن حالة إحباط بداخلها.

وأوضح أن وصف " علي وافي" بأنه نائب القائد العام للحركة ليس صحيحا مشيرا إلي أن الجنرال " وافي" هو قائد قطاع في العدل والمساواة, وهو قائد ركن في هيئة أركان القيادة العسكرية بالحركة, ويمثل الناطق الرسمي باسم قوات الحركة, ونائب أمين الإعلام بها, مؤكدا أن وافي ومحموعة القائد العام بالحركة يعملون جنبا إلى جنب في تنسيق تام, مضيفا أن كل منهم في قيادات متحركة, وينفذون تعليمات " د. خليل إبراهيم" وليس هناك أي خلاف بينهم.

افريقيا اليوم

حل الحكومة فور إعلان الانفصال ..البشير يبدأ مشاورات لتشكيل حكومة موسعة..حزب البشير يعرض للاتحادي المشاركة بمستشار رئاسي وثلاثة وزراء

حل الحكومة فور إعلان الانفصال ..البشير يبدأ مشاورات لتشكيل حكومة موسعة..حزب البشير يعرض للاتحادي المشاركة بمستشار رئاسي وثلاثة وزراء  علمت «الصحافة،» أن الرئيس عمر البشير سيحل حكومته فور إعلان نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان التي يتجه للانفصال بغالبية كبيرة، وبدأ البشير في إجراء مشاورات لتشكيل حكومة موسعة «ذات قاعدة عريضة»،بينما أقرت لجنة كلفتها قيادة الدولة بإعادة هيكلة الدولة تقليص الجهاز التنفيذي ومراجعة الهيئات والمؤسسات وإجراء تغييرات جذرية فيها.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الصحافة» إن اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة الدولة أوصت بتقليص عدد الوزارات الاتحادية من 34 وزارة إلى 18-20 وزارة، بدمج بعض الوزارات وإلغاء أخرى، وتقليص عدد وزراء الدولة من نحو أربعين إلى عدد محدود،ويتجه قادة الحكم إلى تغييرات واسعة في مجلس الوزراء ومراجعة شاملة في المؤسسات والهيئات العامة.


وذكرت أن حزب المؤتمر الوطني شرع في اتصالات مع الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» برئاسة محمد عثمان الميرغني،وعرض عليه الاتفاق على برنامج وطني والمشاركة في حكومة موسعة بمستشار رئاسي وثلاثة وزراء ،لكن مسؤولا كبيرا في الحزب نفى أن يكون الحزب الحاكم عرض عليهم وزارات،وقال لـ «الصحافة» إن الأولوية لديهم ستكون البرنامج الوطني قبل المناصب الدستورية.

إلى ذلك بحث الرئيس عمر البشير مساء أمس، مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي وعدد من قيادات الحزب، القضايا السياسية الراهنة خاصة الأجندة التي رفعها الحزب وكيفية إدارة الحوارالسياسي حولها.
وقال رئيس حزب الأمة القومي إن اللقاء ركز على أهمية وحدة الصف وتعزيز فرص السلام والاستقرار ،مشيراً إلى أن حزب الأمة تقدم بطرح رؤيته حول الأجندة الوطنية على المؤتمر الوطني والقضايا المهمة التي تشهدها الساحة السياسية السودانية ،وتوقع المهدي ان يوافق الرئيس البشير على الاجندة الوطنية التي طرحها،مشيداً بالروح الايجابية التي سادت اللقاء،واكد ان البشير وعد بدراسة الطرح والرد عليه،ودعا المهدي الى حوار لايستثني احداً.
من ناحيته، كشف مساعد رئيس الجمهورية،نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع ،عن تشكيل لجنة مشتركة بين المؤتمر الوطني وحزب الامة لدراسة مقترحات حزب الامة، وقال ان الطرفين اتفقا على مواصلة الحوار بين الحزبين،مؤكداً ان حزبه سيبادل حزب الامة الجدية التي طرح بها مقترحاته، مشيراً الى ان الطرفين سيعملان على تكوين آلية مشتركة للتنفيذ، وقال ان اللجنة المشتركة سترفع نتائج لقاءاتها الى قيادة الحزبين عقب الفراغ من دراسة المسائل المطروحة.

الصحافة

خبراء قانون ينصحون البشير بإقالة نائبه الأول سلفاكير ووزراء الجنوب في مجلس الوزراء وأعضاء البرلمان وحل المحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات..

خبراء قانون ينصحون البشير بإقالة نائبه الأول سلفاكير ووزراء الجنوب في مجلس الوزراء وأعضاء البرلمان وحل المحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات.. الخرطوم - النور أحمد النور

اقترب اكتمال فرز أصوات الناخبين في الاستفتاء على تقرير مصير إقليم الجنوب، وأظهرت النتائج الأولية أن إقليم الجنوب أوشك أن يصبح دولة مستقلة، وشرعت القيادة الجنوبية في مشاورات لتشكيل حكومة انتقالية تستمر حتى إعلان الدولة الوليدة رسمياً في تموز (يوليو) المقبل، كما شرع الرئيس عمر البشير في اتصالات لتشكيل حكومة موسعة في الشمال عقب إعلان نتيجة الاستفتاء مباشرة.


وأظهرت النتائج الأولية لعمليات الفرز الخاصة بالاستفتاء على مصير جنوب السودان تأييد 98.6 في المئة من المقترعين الانفصال وتشكيل دولة مستقلة عن الخرطوم، بينما اقتصرت نسبة التأييد للوحدة على 1.4 في المئة، وذلك بعد فرز غالبية الأصوات، وفق مفوضية استفتاء جنوب السودان المشرفة على العملية.


وقال وزير العدل محمد بشارة دوسة إن عضوية الجنوبيين في البرلمان الاتحادي ستسقط عقب إعلان انفصال جنوب السودان، مشيراً إلى أن مشاركة الجنوبيين ستستمر في مؤسسات الدولة الأخرى.


وذكر أن الحكومة العريضة التي طرحها البشير أخيراً لا تشمل استيعاب المعارضة في مقاعد البرلمان التي سيخليها النواب الجنوبيون حال الانفصال، ولمح إلى إمكان تقليص مقاعد البرلمان عبر تعديل مادة دستورية متعلقة بعدد عضويته، أو تكملة النقص بإجراء انتخابات تشرف عليها مفوضية الانتخابات في الدوائر الشمالية التي كان يمثلها نواب جنوبيون.


وأشار إلى حتمية تعديل الدستور عقب انقضاء الفترة الانتقالية المنتهية في التاسع من تموز (يوليو) المقبل مباشرة، أو بعد شهر، بمشاركة القوى السياسية. وقال: «ليس هناك نص دستوري واضح في شأن الوزراء الجنوبيين كما هو بالنسبة للبرلمانيين، لذلك فإن الأمر شأن سياسي متروك للرئيس البشير، لأن الوزارات تنشأ بمرسوم رئاسي وليس بنص دستوري»، لافتاً إلى أن وضع النائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت متروك إلى تقدير البشير، مؤكداً أن ليس ثمة نص دستوري يحتكم إليه في شأن سلفاكير.


وعلم أن خبراء قانون نصحوا البشير بإقالة نائبه الأول سلفاكير ووزراء الجنوب في مجلس الوزراء وأعضاء البرلمان وحل المحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات فور إعلان نتيجة الاستفتاء باعتبار أن استمرار سلفاكير في منصبه يقيّد سلطات الرئيس في اتخاذ قرارات مهمة يقتضي الدستور الانتقالي مشاورته فيها مثل إعلان حال الطوارئ.


وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن حزب «المؤتمر الوطني» بزعامة البشير بدأ في إجراء اتصالات مع قوى سياسية لتشكيل حكومة موسعة عقب إعلان نتائج الاستفتاء تستوعب قوى سياسية أخرى. ويركّز الحزب الحاكم على الحزب الاتحادي الديموقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني. وكانت قوى المعارضة الشمالية طالبت بحكومة انتقالية عقب انفصال الجنوب لإعادة هيكلة الدولة وصوغ دستور جديد للبلاد.


في غضون ذلك، حذّر عدد من قادة الأحزاب السياسية في الجنوب من انفراد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بالسلطة في الإقليم، في حال انفصاله عن الشمال.


وقال الأمين العام لحزب «جبهة الإنقاذ الديموقراطية»، ديفيد بيل، إن أي نكوص عن مقررات مؤتمر الحوار الجنوبي - الجنوبي الأخير في جوبا سيكون عاملاً أساسياً لعدم الاستقرار السياسي في الجنوب.


وأعرب رئيس حزب «الجبهة الديموقراطية المتحدة»، بيتر عبدالرحمن سولي، عن تفاؤله بتشكيل حكومة انتقالية ذات قاعدة عريضة في الجنوب في حال انفصاله عن الشمال، مشيراً إلى أنه يتوقع من «الحركة الشعبية» الوفاء بوعدها بحكم المسؤولية التاريخية.


وكان مؤتمر الحوار الجنوبي - الجنوبي الذي عقد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في مدينة جوبا أوصى بحكومة انتقالية تضم كل الأحزاب في الجنوب تمهد لإجراء انتخابات ومراجعة الوضع الدستوري للإقليم إذا جاءت نتيجة الاستفتاء لمصلحة الانفصال عن الشمال.


وأفيد بأن سلفاكير لا يرغب في تشكيل حكومة انتقالية عقب اعلان نتائج الاستفتاء الشهر المقبل ويسعى إلى حكومة موسعة عقب ولادة الدولة الجديدة، الأمر الذي ترفضه قوى جنوبية.


ودعا مستشار رئيس حكومة جنوب السودان جوزيف لاغو إلى تسمية الدولة الجديدة المحتملة باسم «جنوب السودان»، مطالباً باعتماد ما وصفها بـ «سياسة توازن القوى» بين طرفي السودان.


وقال لاغو في مؤتمر صحافي في جوبا إن تسمية الدولة الجديدة بالجنوب ستجعل الباب موارباً لأي وحدة محتملة مع الشمال مستقبلاً، مشيراً إلى أن سياسة توازن القوى تساهم في الاستقرار والسلام، مشدداً على ضرورة منح شعور الانتماء لكل مواطن.


دار الحياة

نافع وخدود الحكومة ...ما لا يعلمه نافع ومايدور هنا في واشنطن

نافع وخدود الحكومة ...ما لا يعلمه نافع ومايدور هنا في واشنطن حذر السيد نافع على نافع من أن السلطات " لن تدير خدها الأيمن إذا ما صفعت على خدها الأيسر"،وأضاف "البادي اظلم والبشاكل مابقول عورتني"
وذلك في إشارة لما أعلنت عنه المعارضة عزمها إسقاط الحكومة عبر نضال شعبي وسياسي يتمثل في التظاهرات والندوات والبيانات الخ وهي الوسائل الديمقراطية المشروعة التي يفترض أنها لا تشكل استفزازا للحكومة إذا كانت مقتنعة فعلا بقضية الديمقراطية ،والتي تعتبر في نفس الوقت اختبارا لمدى جديتها في التزامها المتكرر باحترام الحريات خوفا من عيون الخارج المفتوحة.

ورغم أن خدود الحكومة عزيزة جدا على السيد نافع لدرجة أنه يعتبر ان مطالبة المواطنين بحقوقهم في تعديل الدستور أو كفالة الحريات العامة وإدانة الاعتقالات وخفض الأسعار إساءة للحكومة يقتضي منها رد الصاع صاعين ،فإن خدود المواطنين أيضا عزيزة عليهم ، رغم أنها ليست ندية أو ممتلئة أو وردية كخدود الحكومة .


ولكن كيف ينكر السيد نافع على المعارضة حقها الذي وصفه بالصفعة على خد الحكومة ويقبل في نفس الوقت ما تتعرض له خدود ها الندية من صفعات خارجية و " جضيم " باستمرار من قبل الإدارة الأميركية دون أدنى اعتراض وهو الاستهداف الأولى بعنتريات المواجهة ونظرية الضراع ، بدلا من لغة التهديد والوعيد لمعارضين عزل .


وأي صفعات وانتهاك أكثر من صولات وجولات المبعوثين الدوليين والأميركيين وتدخلهم حتى في الوجبات التي يتناولها قادة الحزب الحاكم ومن بينهم صاحب نظرية " الضراع " وأي عنتريات بعد اقتطاع ثلث تراب الوطن في وضح النهار بحماية أميركية وغربية في ظل حكومة كل همها أن ترضى عنها واشنطن بعد إكمال عملية الانفصال بأقل ثمن .


ولوكانت أجهزة الأمن وأدوات القمع التي ينذر ويتوعد بها صقور الحزب الحاكم خصومهم السياسيين تنفع أو تحمي حاكما لا يقيم وزنا لشعبه ولا يرى غير نفسه لكانت الأقدر على حماية " بن علي " الذي لم يسعفه الزمن حتى للملمة حاجاته الخاصة.

خاطب السيد نافع المعارضة قائلا " الداير يقلع الحكومة لابد يكون عنده ضراع قوي" - فليجربوا ضراعنا. وهي دعوة صريحة للفوضى والعنف لا ينبغي ان تصدر من مسؤول .

لكن استفزاز المعارضة العزلاء المتواصل وإدعاء القدرات القمعية لترهيب المواطنين والتلويح بسياسات العضلات والضراع ولحس الكوع وكل مفردات ثقافة العنف لا ينسجم في الواقع مع الإذعان المستمر من قبل الحكومة لإرادة الإدارة الأميركية لنيل رضاء واشنطن ،رغم الشروط التي تفرضها واشنطن في كل يوم وآخرها ماكشف عنه كبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية في المفاوضات ما بين الشمال والجنوب، السفير برنستون ليمان حول ما جاء في الخطاب الذي أرسله الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لحكومة الخرطوم عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، السيناتور جون كيري،,والذي اشترط فيه أوباما تسهيل الحكومة لمهمة الانفصال والاعتراف به لتنال الرضا بالقول: "أرسل الرئيس أوباما رسالة مكتوبة للحكومة السودانية عبر السيناتور جون كيري عبارة عن خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع الشمال، تبدأ باعتراف حكومته باستقلال الجنوب في حالة تصويت الجنوبيين للاستقلال".


وليمان قال أيضا في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس حين أوضح للكونغرس خارطة تطبيع العلاقات مع الخرطوم ً: "أحب أن اطمئن أعضاء الكونغرس بأنّ خارطة الطريق لتطبيع العلاقات تعتمد على "أفعال" الخرطوم وليس أقوالها". واستطرد: "بعد اعتراف الحكومة في الشمال بنتيجة الاستفتاء سنتحرك لرفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب لكن هذا الأمر لن يتم قبل حل القضايا العالقة مثل البترول، الحدود، الجنسية، المياه، قضية أبيي وحل الأزمة في دارفور، بعد حل هذه القضايا سنعود لكم في الكونغرس لإطلاعكم على هذه القضايا ".


لكن ما لا يعلمه نافع ومايدور هنا في واشنطن أنه بعد تنفيذ الحكومة لكل هذه الشروط بما يضمن مصالح الجنوب المستقبلية ستأتي قضية الديمقراطية مجددا واحترام حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية كشرط أساسي للتطبيع ونيل الرضا بحجة تحقيق الاستقرار في بلد متعدد خاصة وأن الإدارة الأميركية تقاضت في السابق عن الممارسات التي صحبت عملية الانتخابات " بمزاجها " لحرصها على بقاء الحكومة لتنفيذ متطلبات تقرير المصير ونتائجه المطلوبة ، وحينها سيراجع صقور المؤتمر الوطني عباراتهم وقد تبدو أكثر عقلانية ورومانسية تجاه معارضيهم لفاعلية الدواء الأميركي حيث لا ضراع إلا ضراع واشنطن .


إن ما نرغب فيه فقط من الحكام ذوي العضلات والأضرعة ودعاة القهر أن يتأملوا فقط في نهايات من سبقوهم في هذا المجال وأن لا تأخذهم العزة بالإثم وأن يستذكر كل من لهم أضرعة ممتلئة وألسة حداد ، قول الرسول الكريم "ليس منا من لم يحترم صغيرنا ويوقر كبيرنا " وقوله "ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء" وهي بالطبع أحاديث صحيحة ليست من إدعاءات المعارضة أولى بالمسلمين إتباعها .


وآخر القول "قد يتحمل السودانيون الجوع لكنهم قد لا يتحملوا الإساءة والاهانة فهل نأمل في حياة سياسية محترمة وحكام متواضعين أمام شعوبهم .



حسن احمد الحسن /واشنطن

elhassanmedia@yahoo.com

بيان من حزب الأمة القومي بخصوص اللقاء الأخير مع حزب البشير

بيان من حزب الأمة القومي بخصوص اللقاء الأخير مع حزب البشير بسم الله الرحمن الرحيم.

بيان من الأمة القومي بخصوص اللقاء الأخير بالوطني

حزب الأمة القومي

الأمانة العامة
بيان توضيحي

في إطار التعبئة العامة وتوسيع دائرة الإحاطة والعلم بالأجندة الوطنية وتمكيناً للقيادة من تحديد موقف سياسي يؤسس لبلوغ الإجماع الوطني والذي يهدف لجميع القوى السياسية السودانية على موقف وطني واحد لا يعزل ولا يستثني أحداً وذلك بهدف الوصول إلى جبهة داخلية متحدة ومتراضية لمواجهة المخاطر والمهددات التي تحدق بالوطن.
بناءً على دعوة من السيد رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني إلتقى وفد من حزب الأمة القومي بقيادة الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب والبروفيسور الشيخ محجوب جعفر رئيس المؤتمر العام والحبيب الأستاذ على قيلوب رئيس الهيئة المركزية والأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي والحبيب صديق محمد إسماعيل الأمين العام بوفد من المؤتمر الوطني ضم إلى جانب السيد رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني كل من الدكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب والبروفيسور إبراهيم أحمد عمر الأمين العام الأسبق للمؤتمر الوطني وعضو المكتب القيادي والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني.
وقد استعرض الحبيب الإمام الأجندات الوطنية المعلقة من قبل حزب الأمة القومي والتي أمنت عليها القوى السياسية في المعارضة وقد أبدى المؤتمر الوطني قبوله واستعداده للتفاكر حولها مع حزب الأمة القومي لخلق أرضية مشتركة تؤسس لتوسعة دائرة الحوار حولها من قبل كل القوى السياسية السودنية لتهيئة المناخ المناسب والمطلوب لذلك وقد اتفق الطرفان على تكوين آلية لرفع ما يتم الإتفاق عليه للرئاستين في لقاء مشترك لاعتمادها والإتفاق على آلية التنفيذ المطلوبة.
يؤكد حزب الأمة القومي مواصلته للتعبئة الجماهيرية لمناصرة الأجندة الوطنية وطرقه لكل الأبواب لإيجاد ومعالجة جماعية وجادة للأزمة الوطنية وإزالة المخاطر والمهددات التي تحدق به وسيتوج ذلك بلقاء جماهيري حاشد بساحة مسجد خليفة المهدي أمسية الأربعاء الموافق 26 يناير الجاري.
الله أكبر ولله الحمد
الأمانة العامة

أم درمان في 23 يناير 2011م


لقاء قيادة حزب الأمة وحزب البشير بقصر الضيافة

لقاء قيادة حزب الأمة وحزب البشير بقصر الضيافة..نافع على نافع : كوّنا لجنة مشتركة للتحاور بصورة جادة وعميقة وسيكون الحوار ثنائياً.. طالع بيان من حزب الأمة - وشاهد الصور -الخرطوم (سونا) - بحث المشير عمر البشير رئيس الجمهورية مساء امس بقصر ببيت الضياقة مع السيد الصادق المهدى رئيس  حزب الامة ورقة الاجندة الوطنية التى سبق ان تقدم بها حزب الامة و ذلك بحضور الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية والدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية

وفى تصريحات صحفية عقب اللقاء اكد الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية ان اللقاء تم بدعوة من رئيس الجمهورية مبيناً ان حزب الامة سبق له ان تقدم بورقة عن الاجندة الوطنية فكانت الدعوة من رئيس الجمهورية لقيادات حزب الامة للتباحث حول محتوي الورقة


واضاف نافع ان الاجتماع اكد على تكوين لجنة مشتركة بين المؤتمر الوطنى وحزب الامة القومى للتحاور بصورة جادة وعميقة وفى مدى زمنى لايتطاول موضحاً انه سيتم بعد ذلك رفع ماتم الاتفاق عليه لقيادة الحزبين ليتم تكوين الية لتنفيذ الاتفاق


واكد د.نافع على نافع ان حزب المؤتمر الوطنى يبادل جدية حزب الامة بجدية اكبر مبيناً انه فى هذه المرحلة من الحوار سيكون حواراً ثنائياً بين الحزبين


ومن جانبه اكد السيد الصادق المهدى رئيس حزب الامة القومى ان اللقاء هدف للتعرف على رؤى المؤتمر الوطنى حول ورقة الاجندة الوطنية التى تقدم بها حزب الامة موضحاً ان السودان بحاجة لاتفاق لايجاد مخرج سلمى للقضايا التى تمر بها البلاد


واضاف الصادق المهدى ان البلاد بحاجة لدستور جديد وعلاقات جديدة مع دولة الجنوب المرتقبة وحل اساس لقضية دارفور والحريات والتعامل مع الاسرة الدولية مع ايجاد الية قومية لتنفيذ ذلك


واكد الصادق المهدى ان لقائه برئيس الجمهورية اتسم بروح طيبة و ودية معرباً عن امله ان تشهد المرحلة القادمة توافق حول هذه القضايا بعد دراستها بالمستوى المطلوب داعياً لعلاقات ايجابية مع دولة الجنوب المرتقبة

كاريكاتير - سودانايل


حامد عطا حامد فضل الله
hamedata@emirates.net.ae

كاريكاتير
سودانايل

الولايات السودانية الفيدرالية: دولة واحدة بنُظُم متعددة -3- .. بقلم: مهدي إسماعيل مهدي/بريتوريا

(من أجل: الخروج من أزمة المناطق الثلاث وشرنقة الجهوية والعنصرية)


توصلنا في المقالين السابقين إلى:
mahdica2001@yahoo.com
-    أن جذور النزاعات في السودان تعود أساساً إلى التخلف الإقتصادي نتيجة جمود وسائل وعلاقات الإنتاج (والتي دائماً ما تتفاعل مع عوامل تعدد الهويات فيصعب التمييز بين السبب والنتيجة).
-    إن "حزام الخير والموارد" الممتد من أم دافوق غرباً إلى الفشقة شرقًا والذي تحول إلى "قوس أزمات مشدود"، يُمثل سُرة وحدة السودان (مُسمار النص) وفي ذات الوقت قد يكون مسرح حروبه القادمة (إعتماداً على الطريقة التي يُدار بها النزاع ونهج ومفهوم التنمية).
-    أدى سقوط "المشروع الحضاري" وتقهقر الحركة الشعبية عن نقيضه "مشروع السودان الجديد"، إلى فراغ فكري وبلبال على مستوى القيادة مما قاد بدوره إلى الإحباط على مستوى القاعدة.
-    أن مشروع السودان الجديد لا يزال صالحأ كمشروع وطني لبناء الدولة السودانية، ولكن بشرط تطويره وسد ثغراته (دون مُكابرة) التي اتضحت بجلاء خلال فترة التطبيق؛
-    كذلك زعُمنا بأن الجبهة الوطنية العريضة هي الوعاء التنظيمي الأمثل للقوى الوطنية المُستنيرة، وأن الولايات السودانية الفيدرالية (المتحدة) هي النظام الديمقراطي الأقدر على الحفاظ على وحدة السودان وفي ذات الوقت إحترام تنوع منابته وثقافاته والتعبير عنها.
-    كما خلُصنا إلى أن حصاد حقل إتفاقية نيفاشا لا يشابه حساب بندرها، واستعرضنا بعض المحاور الأساسية (المداميك) التي قامت عليها الإتفاقية (دولة واحدة بنظامين، قسمة السُلطة، والمشاركة في الثروة) ونستكمل في هذه الحلقة إستعراض بقية المحاور:
  

 ماهي المشورة الشعبية؟.
إن المشورة الشعبية، وبإختصار شديد، تعني سؤال أعضاء البرلمان المحلي المُنتخب لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق (وليس عامة الشعب) عن رأيهم في إتفاقية السلام الشامل وهل لبت تطلعات شعوب الولايتين أم لا؟، فإذا كانت إجابة النواب البرمانيين بـ نعم، يعتبر الموضوع مُنتهياً، أما إذا كانت الإجابة بـ لا، فُيرفع الأمر لرئاسة الجمهورية لإجراء المُعالجات اللازمة. فبالله عليكم هل يوجد في الدُنيا إتفاق أكثر هُلامية وضبابية من هذا؟؟.
والغريب والمُدهش في الأمر، أن كُل الأطراف المعنية (أي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والقوى الخارجية الفاعلة) مُتفقة على عدم وضوح وفاعلية المشورة الشعبية، كما يرى معظم أبناء وبنات الولايتين أنها لا تُلبي طموحاتهم وتطلعاتهم (ولجهره بهذا الرفض، يقبع تلفون كوكو بسجن جوبا!!)، وحتى في حال تطبيق المشورة كما وردت في متن الإتفاقية، فإن الأغلبية في برلمان ولاية النيل الأزرق تتبع حالياً للمؤتمر الوطني ولذلك فإن النتيجة معروفة سلفاً، وللأسف لن يختلف الحال كثيراً في ولاية جنوب كُردفان (التي لم تُجر فيها الإنتخابات، بل ولم تُعلن نتائج الإحصاء المُعاد. إن الذي زور الإنتخابات والإحصاء السُكاني في عموم السودان ليس عسيراً عليه تزوير إنتخابات ولائية، ومن تلاعب بإتفاقية نيفاشا التي يحرسها المجتمع الدولي بقضه وقضيضه والجيش الشعبي بمدافعه وراجماته ودباباته وطائراته، وعبث بالتحول الديمقراطي وحوله إلى كنكشة ومُلك عضود، غير عسير عليه التلاعب بالمشورة الشعبية التي لا توليها الحركة الشعبية أهمية تُذكر، ولعلنا نلاحظ أن الحركة رفضت رفضاً باتاً تأجيل إستفتاء جنوب السودان ولو لساعة واحدة ولكنها صمتت صمتاً مُريباً عن التلكؤ والمماطلة في أمر المشورة الشعبية (وذلك بالرغم من حشفها وسوء كيلها)، ولسنا هنا بصدد الحديث عن البيع وإتهامات التخوين ولكن واقع الحال يغني عن أي شرح أو تفسير، وما يهمنا في الأمر، أن شعبي جبال النوبة والأنقسنا لم ينالا ما ظلا يُحاربان من أجله، ولهذا طال الزمن أم قصُر سوف تتفجر الثورة والتمرد والعصيان في هذين الإقليمين الللذان لم يُحاربا من أجل مُصطلح هُلامي لن يُغير من واقع الحال شيئاً، ولم تُضح شعوبهما من أجل أن يصبح السيد/ مالك عقار، نصف والي على جنوب النيل الأزرق أو أن يصبح السيد/ عبد العزيز الحلو، ثُلث والي في جنوب كُردفان، ولئن رضي الحلو وعقار بما نالاه من مناصب وجاه، فإن الثورة قادمة لا محالة بهما أو بدونهما، وفي هذا يقول دكتور/ جمعة كونده كومي كالو (جامعة جوبا) في ورقة طرحها خلال مؤتمر مُستقبل السودان الذي نظمته جامعة جنوب إفريقيا في نوفمبر 2009، ونُشرت في:
1)    المشورة الشعبية أو كعب أخيل إتفاقية نيفاشا:
(International Journal of African Renaissance Studies, Volume 5-1. June 2010)
“However, for the Nuba and other marginalized people, the outcome of the CPA and its implementation performance are below political expectations. The CPA failed to address effectively the root causes of their political and armed struggle- particularly the key questions pertaining to their identity, territory and political destiny. (There are new dynamics, strategic positions, and practices emerging in the three areas after and in response to the CPA”.

وفي تقديرنا أنه لا يوجد حل لهذه المُعضلة إلا بتبني خيار الولايات السودانية الفيدرالية-المتحدة (ومن ضمنها ولايتي جبال النوبة وولاية النيل الأزرق وولاية أبيي- أي المناطق الثلاث) وقيام دولة واحدة بنُظُم متعددة.



من عيوب إتفاقية نيفاشا التي لا تخفى على الأعمى، غياب الجماهير ومنظماتها المدنية والسياسية والنقابية عن مفاوضاتها وبالتالي عجز هذه الجماهير عن حماية الإتفاقية، ومن المُلاحظ أن الحركة الشعبية لم تستعن ولم تُشرك ولم تستخدم جماهيرها (عبر المسيرات أو الإعتصامات) في كُل الخلافات التي حدثت بينها وبين شربكها في الحُكم، وإنما تلجأ دائماً إلى الإجتماعات المُغلقة و"الحردان" والصفقات الثُنائية المُريبة (على شاكلة خارطة الطريق والمصفوفة وصفقة ليلة الإنسحاب)، والمرة الوحيدة التي حاولت فيها تسيير مظاهرة شعبية (إحتجاجاً على التلكؤ في إصدار قانون الإستفتاء- 07 ديسمبر 2009) كانت النتيجة كارثة أقرب إلى الفضيحة ولم تسأل الحركة الشعبية نفسها، أين تبخرت الملايين التي إستقبلت جون قرنق بالساحة الخضراء – 08 يوليو 2005!!!، وما السبب في عزوفها؟ وفشل الحركة في المحافظة عليها؟. لا يوجد سبيل لتصحيح هذا خلل غياب البُعد الشعبي، إلا من خلال الجبهة الوطنية الشعبية العريضة التي تضُم كافة فئات ومنظمات الشعب، وبالتالي تكون هذه الجبهة هي الضامن الحقيقي لأي إتفاق أو تعاقد إجتماعي أو تواثق سياسي يتيح الحفاظ على وحدة البلاد وإحترام تنوعها من خلال النظام الفيدرالي والتحول الديمقراطي الحقيقي، فمن شأن توحيد قوى الهامش في جبهة عريضة عزل قوى المركز ومحاصرتها في شريطها أو مثلثها الضيق، وإجبارها على التخلي عن هيمنتها وسيطرتها التي لم تتحقق إلا نتيجة لنجاح حكومة الإنقاذ في شق صفوف وتشتيت قوى الهامش. وينبغي أن يكون واضحاً في الأذهان ودون أدنى لبس أو تشويش أن أُطُر الأحزاب التقليدية لم تعُد تصلح لأن تكون مظلةً لتوحيد المُهمشين والمُستضعفين لتناقض وتضارب المصالح بين القيادة والقاعدة، إذ أن الأولى (قيادات الأحزاب) همها السُلطة بمفهومها النخبوي المتخلف، بينما  الثانية (الجماهير) تتوق إلى العدالة والمساواة والإنعتاق من ثالوث الفقر والجهل والمرض.

ظلت كافة التنظيمات السياسية والعسكرية في دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق- منذ بروز جبهة سوني وجبهة نهضة دارفور ومؤتمر البجا وإتحاد عام جبال النوبة في الستينيات من القرن الماضي وحتى قيام الحزب الفيدرالي (دريج) والحزب القومي السوداني (فيليب غبوش) وجبهة الشرق وتنظيم الأسود الحُرة، وتجمع كُردفان للتنمية وحركة التحرير والعدالة (التي تشكلت حديثاً)، مروراً بحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان وغيرها من التنظيمات العسكرية والمدنية، تدعي وتزعم بأنها تنظيمات قومية تسعى إلى علاج أزمة الحُكم في السودان قاطبة، ولكن يظل هذا الزعم مجرد إدعاء لفظي (Lip Service) لا تسنده معطيات الواقع المُعاش، الذي يقول بأن كافة هذه الحركات "بما فيها الحركة الشعبية وحركات دارفور على إطلاقها"، لا تستطيع ومهما صكت في برامجها وأطروحاتها النظرية من تغني بالقومية والشمولية، بعيدة عن شُبهة الجهوية والعُنصرية (التي قد تتقزم لتصبح محض تنظيمات قبلية أو حتى عشائرية) ولا مخرج لهذه التنظيمات والحركات من هذه الورطة (أو الشُبهة) إلا بالإنخراط في جبهة وطنية عريضة تتبنى خيار الفيدرالية (الولايات السودانية المُتحدة)، وبالتالي تتمكن من الخروج من شرنقة الجهوية والعنصرية، وفي ذلك إصطياد عصفورين (أو عدة عصافير) بحجر واحد، أي تحقيق وحدة قوى الهامش (وفي الوحدة قوة) والتعبير في ذات الوقت عن الخصوصية الجهوية/الإثنية التي لا ضير في الإعتراف بها.
ختاماً، نعتقد كذلك أن في تبني فكرة الولايات السودانية الفيدرالية المُتحدة (أي الوحدة مع التنوع) علاجاً لأزمة أبيي المُعقدة واتي تُنذر بشرٍ مُستطير وفي هذا الصدد على الدينكا والمسيرية عدم الإنجرار إلى ما يُساقان إليه من دمار، فعليهما التريث وسؤال نفسيهما لمصلحة من يتحاربان؟؟ وماذا إستفادت المنطقة والقبيلتان من إنتاج البترول طيلة عشر سنوات كاملة؟؟، فالأجدر بهما تكوين تحالف ثُنائي والمطالبة بإنشاء ولاية ضمن الولايات السودانية المتحدة تضم عناصر القبيلتين وتُدافع عن حقوقهما المهضومة (وعلى مثل هذا الحلف منع إنتاج وتصدير النفط لإجبار الشريكين (الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني) على النظر بجدية في تنمية المنطقة والكف عن العبث بمصالحها لصالح أجندتيهما)،  فكلاً من المسيرية والدينكا مُهمش ومُستغل حتى النُخاع.
كما أن الخيار الفيدرالي الحقيقي يُتيح بارقة أمل لإستعادة جنوب السودان الذي أصبح أمر إنفصاله في حُكم القدر المحتوم، وإن كان هُنالك بصيص رجاء في عودة الجنوب إلى السودان الحدادي مدادي (سودان المليون ميل مُربع) فلن يحدث ذلك إلا عبر ترتيبات جديدة تماماً ووحدة لا تنظر إلى النفط فقط، وإنما تهتم بالإنسان أولاً وأخيراً.
وأخيراً فإن الدولة الواحدة بنُظُم متعددة تعني إعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية على أُسس جديدة، وهو عين العرض الدستوري الجديد الذي يُنادي به السيد/ ياسر عرمان، ولهذا تتملكني الدهشة والحيرة من الموقف الغامض/المُتردد لقطاع الشمال من الجبهة الوطنية العريضة، وقد كان الأمل أن يكون رأس رُمحها وأول المُبشرين بها.
 ثمة مزايا إقتصادية كُبرى في تقليص ولايات السودان (الـ 26) إلى ما بين 9-12 ولاية فقط (أي إلى النصف أو أقل قليلاً)، إذ أن في ذلك تقليلاً وترشيداً للإنفاق الحكومي البذخي على 26 حكومة ولائية وبرلمان ولائي وجيوش جرارة من الدستوريين والمُستشارين (لا يفقهون ولا يقعلون شيئاً)، ومن شأن هذا التقليص توفير مليارات الجنيهات التي تُضيع هدراً في حكومات إقليمية لا سُلطة ولا إمكانيات لها (لا تهش ولا تنش)، ومجالس تشريعية لا تحل ولا تربط، ومن الأجدى الإستفادة من هذه الموارد الضائعة هدراً، في مشاريع تنموية مُستدامة وإستغلالها في إصحاح البيئة وبناء شبكة للمجاري والصرف الصحي، أو حتى بناء مراحيض عامة.
لتحقيق الرؤية الفيدرالية الآنفة، لا بُد أولاً وقبل كُل شئ إزالة النظام الحاكم بإستخدام كافة السُبُل والوسائل، دون مُهادنة أو مسك للعصا من المنتصف، وقد حان الأوان لحدوث تغيير نوعي في آليات وأهداف النضال، فقد أثبتت التجارب السابقة وكافة الإتفاقيات التي تستعصي على الحصر، أن هذا النظام غير قابل للإصلاح وكما قال الراحل/ د. جون قرنق:
 (This regime is too deformed to be reformed).
في الحلقة القادمة والختامية نستعرض التحديات الجسام التي تواجه الجبهة الوطنية العريضة (وأهمها طرح بدائل مُقنعة وبرامج تفصيلية للإصلاح، وإختيار قيادات ذات مصداقية- عبر آليات ديمقراطية شفافة)، كما سوف نتناول علاقة الجبهة العريضة  بالقوى السياسية داخل السودان.
وقاحـة العناطج:
تلقيت دعوة كريمة (أعتز بها) من اللجنة التحضيرية للجبهة العريضة للمشاركة في مؤتمرها التأسيسي المُزمع في لندن (22-24 أكتوبر 2010)، فتقدمت بطلب للسفارة البريطانية في بريتوري للحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا التي سبق وأن زُرتها أكثر من أربعة مرات، بل ودرست في جامعاتها، ولكن وللمفاجأة رفضت السفارة منحي تأشيرة دخول (رغم إستيفائي لكُل الشروط)، ومع كُل هذا العنت نقرأ تصريحاً للعنيطج الصغير (سوار) "بأن الجبهة صنيعة لقوى أجنبية وتتخابر مع بريطانيا وأمريكا"، ومن بعده يُصرح د. قُطبي مُردداً ذات التُرهات والإتهامات الغليظة التي تدُل على فلتان أعصابهم وخشيتهم من مارد الجبهة العريضة. ولهما نقول (إن العُملاء تُرسل لهم الطائرات الخاصة لنقلهم إلى رئاسة المخابرات الأمريكية والبنتاجون، لا أولئك الذين يدفعون ثمن بطاقات سفر مٌشاركاتهم، ويُحرمون تأشيرات الدخول ُويمنعون من السفر).
بالله عليكم؛ ما تصنيفكم لهذه التصريحات " وقاحة أم قلة أدب؟؟ ". 3)    الجبهة الوطنية مخرج لحركات الهامش من شرنقة الجهوية والعنصرية:
2)    غياب البُعد الشعبي ومنظمات المجتمع المدني عن إتفاقية نيفاشا:

عذراً سلفا كير..انهم احفاد الزبير باشا!

عذراً سلفا كير..انهم احفاد الزبير باشا!

رشا عوض


في السادس عشر من يناير الجاري أي غداة انتهاء التصويت على الاستفتاء على حق تقرير مصير السودانيين الجنوبيين، خاطب النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير مياردت المصلين في كاتدرائية القديسة تريزا للكاثوليك في جوبا عقب قداس الأحد، وفي خطابه دعا الجنوبيين إلى مسامحة الشماليين على الحروب التي خاضوها ضدهم وأضاف "من اجل اشقائنا وشقيقاتنا الذين فقدناهم، وخصوصا الذين رحلوا عنا خلال المعارك، ليباركهم الله وليعطهم الراحة الابدية، اما نحن فعلينا مثلما فعل السيد المسيح على الصليب ان نغفر للذين تسببوا في قتلهم".عندما نقلت وسائل الإعلام هذا الخبر أقامت الأقلام الموالية للمؤتمر الوطني الدنيا ولم تقعدها!! واعتبرت أن تصريحات السيد سلفا كير استفزازية للشماليين وهاجمته على هذا الأساس!!


في اليوم التالي لهذه التصريحات طالعتنا صحيفة الرأي العام بعمودين للأستاذين راشد عبد الرحيم ومحمد عبد القادر، راشد عبد الرحيم روى رواية مفجعة عن جدته التي رزئت بفقدان ابنها البكر الذي كان (ركازة البيت) وكانت تجهز لعرسه فقتله الجنوبيون في أحداث توريت مطعونا محروقا، ومحمد عبد القادر روى رواية أخرى عن خالته التي نزع جندي جنوبي ابنها ذي العشرة أشهر حتى فارق الحياة في ذات الأحداث، وذلك في سياق استنكارهما لدعوة السيد سلفاكير الجنوبيين لمسامحة الشماليين، وكأن السيد سلفا كير أو أي واحد من أبناء شعب الجنوب ليست لديه قصص وروايات مماثلة بل أكثر بشاعة وقسوة عن أقارب قتلوا أوأحرقوا أحياء أو تشتت شملهم بعد أن أحرقت قراهم وهذا على مدى سنوات الحرب التي استغرقت أكثر من عشرين عاما وليس يوما أو بعض يوم كأحداث توريت! الجنوب كان هو مسرح القتال وبداهة كانت المعاناة فيه أطول عمرا وأفتك أثرا وعدد ضحاياه لا يقارن بعدد الشماليين، فليس هناك أساس للمقارنة أصلا، ولكن العنصرية المستوطنة في نفوس البعض تفقدهم الإحساس بعذابات الآخرين،


الكاتبان جعلا تاريخ العلاقة بين الشمال والجنوب يبدأ في أحداث توريت عام 1955 ، وهي الأحداث التي تعرض فيها عدد من المدنيين الشماليين الأبرياء للقتل والتنكيل، وقتل الأبرياء والتنكيل بهم أمر لا يمكن تبريره أو اللجلجة في إدانته واستنكاره، ولكن الفاجعة أن الكاتبين استدعيا تلك الأحداث وجعلا عقارب الساعة تتوقف عندها بحيث تكون هي الحدث الضخم الكبير الذي حدث دون مقدمات تاريخية قادت إليه، وبقي هو الحدث الوحيد فلم تعقبه أحداث أخرى أكثر ضخامة ومأساوية منه، في عملية تجهيل وتضليل وتزييف مكتملة الأركان هدفها تحويل الشمال بصورة دراماتيكية إلى ضحية مظلومة ومجني عليها وتبرئته من كل خطأ طيلة تاريخ العلاقة بين الشمال والجنوب،هل يليق بمن منحوا أنفسهم الحق في ممارسة التأثير في الرأي العام وبالتالي المساهمة في صياغة الوعي السياسي والاجتماعي أن يفسروا أحداث توريت بأنها مجرد حقد جنوبي هبط من السماء وليست له جذور تاريخية ومسببات اجتماعية! هل يستقيم عقلا وعلما وخلقا ودينا الحديث عن هذا الحقد دونما إشارة ولو عابرة إلى مؤسسة الرق التي عرفها المجتمع السوداني وهي السبب المسكوت عنه في تسميم العلاقة بين الشمال النيلي والوسط المستعرب وبقية شعوب السودان ذات الأصول الزنجية؟!

لا سيما أن هذه المؤسسة(مؤسسة الرق) ذات ثقافة متكاملة في تحقير الآخر القادم من الجنوب أو الغرب أو جبال النوبة، ثقافة لها مفرداتها القبيحة وأمثالها السقيمة الحية حتى الآن، ووعي أهل الشمال والوسط لم يتحرر من أسر مفاهيم هذه المؤسسة، بل إن منهم من يمجد الزبير باشا وهو نخاس كبير، ويرى فيه بطلا قوميا! وفي عاصمتنا شارع باسمه فهو الشجاع المقدام الذي حضر (العبيد) وجيشهم للدفاع عن بيضة الإسلام! الدكتور منصور خالد في سفره الرائع (جنوب السودان في المخيلة العربية: الصورة الزائفة والقمع التاريخي) علق على هذا الموقف من الزبير باشا بقوله:"هي نظرة ظلت تتملك فكر أهلنا في الشمال، بمن في ذلك الثقاة العارفين منهم، من أولئك الأستاذ العالم عبدالله الطيب الذي لم يجد له طللا يتوسل به في بكائيته على ضحايا أحداث الجنوب في الخمسينات غير قبر الزبير: ألا هل درى قبر الزبير بأننا/ نذبح وسط الزنج ذبح البهائم) هذا البيت من الشعر هو الفصل الأخير في رواية أحداث توريت وهو فصل مهم بدونه لا يمكن فهم الفصول الأخرى !

وإمعانا في الاستعلاء(الإنقاذي) الأجوف كتب الأستاذ راشد عبد الرحيم في ذات عموده البائس (لقد كان الشمال متسامحاً معكم سيد سلفا كير للحد الذي وضعكم فيه على أعتاب دولة جديدة، واقتسم معكم (الملح والملاح) وصنع لكم التشريفات وصولجان الرؤساء و(أبهة) الحاكمين، ولكنه للأسف لم يجد منك إلاّ الجحود ونكران الجميل)!!


الذي وضع السيد سلفاكير وشعبه على أعتاب الدولة الجديدة هو كفاحهم المسلح لأكثر من عشرين عاما، والذي ضمن لهم قسمة(الملح والملاح) وصولجان الرؤساء وأبهة الحاكمين هو جيشهم الذي عضوا عليه بالنواجذ! ورحم الله الشهيد جون قرنق الذي وقف( ألف أحمر) أثناء المفاوضات في قضية الاحتفاظ بجيشه! ولو لم يفعل ذلك لذهبت (نيفاشا) في طريق (أديس أبابا) أو (اتفاقية الخرطوم للسلام)، ولاحتل حق تقرير المصير موقعه في سلسلة نقض العهود والمواثيق! ولا أظن أن راشد عبد الرحيم غافل عن حقيقة حزبه الذي(يخاف ولا يستحي) ولا يعرف معنى التسامح وقسمة(الملح والملاح الوطني) إلا تحت ضغط السلاح والعصا الأمريكية الغليظة!! ولكنه كإنقاذي لا بد أن يبخس الناس أشياءهم!


وبذات منهج راشد عبد الرحيم ومحمد عبد القادر كتب الأستاذ عبد المحمود نور الدايم الكرنكي بصحيفة ألوان عدد الخميس 20 /يناير الجاري ساخرا ومستنكرا تحت عنوان (غرائب دولة الجنوب الانفصالية: سلفاكير كتر خيرك وبارك الله فيك)، في مقالته هذه كسرعنق الحقيقة ونفى تماما أن تكون هناك عنصرية في الشمال ضد الجنوب، وذكر قائمة طويلة تضم أسماء لجنوبيين تخرجوا من الجامعات السودانية واستفادوا من منح دراسية وردد مزاعم جوفاء عن تنمية الشمال للجنوب وعلى هذا الأساس طالب الجنوبيين بتقديم الشكر الجزيل لحكومات الشمال على التنمية والتعليم!! شكر على ماذا؟ هل الجنوبي في السودان لاجئ أجنبي عليه أن يشكر الدولة المضيفة على خدماتها؟ وأية تنمية هذه التي لا ترى بالعين المجردة في الجنوب الذي يبدأ الآن من تحت الصفر بسبب الإهمال المتطاول له؟ ولماذا لم يشكر الكرنكي واخوته الإسلاميون الشعب السوداني الذي علمهم مجانا فكان ردهم للجميل بعد أن حكموا هو إلغاء مجانية التعليم، والعجب العجاب في مقالة الكرنكي هو قوله ان(تصريحات سلفاكير عن (المسامحة) تبني سور الصين العظيم من الكراهية ليفصل بين الجنوبيين والشماليين إلى الأبد)!!! كيف تبني دعوة مسامحة سور كراهية؟


بأي منطق إنساني وأخلاقي دعوة السيد سلفا كير لشعبه إلى التسامح ونسيان الماضي هي دعوة نبيلة وكريمة إذ ان شعبه هو الخاسر الأكبر من الحرب الأهلية، ولا يمكن أن يتناطح كبشان حول ان شعب الجنوب هو من دفع القسط الأكبر من فاتورة الحرب اللعينة أرواحا تحسب بمئات الآلاف ومجتمعات دمرت بالكامل ونزوحا مرا وتشردا قاسيا، ولا يمكن لأي منصف أن يقارن خسائر الشمال بخسائر الجنوب لا كما ولا كيفا! وبالتالي فإن المنطق الإنساني والأخلاقي يقتضي أن يتقدم الشمال بالاعتذار ويطلب الصفح والسماح، وهذا الواجب من المفترض أن يبادر بتأديته المستنيرون من أهل الشمال ولا سيما الذين يعملون في الفضاء الإعلامي بحكم مسئوليتهم المباشرة عن الارتقاء بوعي عامة الناس والمساهمة في علاجهم من داء العنصرية والتعصب، وهو دور لا نتوقع من الأقلام الموالية للمؤتمر الوطني القيام به بحكم أن هذا الحزب هو النموذج الذي يجسد ثقافة الاستعلاء العنصري في الشمال في أكثر صورها سفورا ووقاحة، ولهذا السبب لم يكن مفاجئا أن تتناول تلك الأقلام دعوة السيد سلفاكير بصورة سلبية، ولكن المفاجيء حقا كان درجة العدوانية والعنف اللفظي الذي قابلت به تلك الأقلام دعوة التسامح التي وجهها السيد سلفا كير لشعبه ولم يوجهها للشمال ولم تتضمن أي سرد لمآسي أواجترار لمرارات!! لقد كنا نظن أن العنصرية المتأصلة في الشمال والتي تمثلها تلك الأقلام تقف عند حد رفض الاعتذار للجنوب ولكن لأن أهل المؤتمر الوطني دائما ما يفوقون سوء الظن العريض فقد فجعتنا أقلامه بأن عنصريته لا تقف عند حد رفض الاعتذار بل تتجاوز ذلك إلى مطالبة الضحايا بالاعتذار لجلاديهم الذين استرقوهم واضطهدوهم وقتلوا منهم مئات الآلاف وأحرقوا قراهم وجعلوا من قتلهم سببا لدخول الجنة! ليس هذا فقط بل إن أحد أسباب انفجار تلك الأقلام بهذه الصورة الهستيرية أمام دعوة السيد سلفاكير هو استنكار أصحابها (لا شعوريا) لأن يمارس الجنوبيون إنسانيتهم! يتذكرون الأرواح التي فقدوها ويحزنون ثم يقررون بمحض إرادتهم بحكمة ووعي يتطلع للمستقبل مسامحة القتلة في تفوق أخلاقي حاسم على هؤلاء القتلة الذين ظلوا يكابرون ويمتنعون عن مجرد الاعتراف بأخطائهم في حق الآخرين ناهيك عن السعي لتصحيحها، فهؤلاء لا يحتملون رؤية الجنوبي يقرر شيئا ما حتى لو كان هذا الشيء مسامحة جلاده!! لذلك يكثرون من عبارة(من يسامح من؟) و(من يعتذر لمن؟) لأن الشمال في نظر هؤلاء العنصريين مبرأ من كل عيب ومن كل خطيئة، وتهميشه للآخرين وممارسته للاستعلاء عليهم وازدرائهم على أسس عرقية هو ناموس طبيعي وبداهة يجب أن يتقبلها هؤلاء الآخرون ليس من حق أحد مجرد الاعتراض عليها ناهيك عن ان يحمل سلاحه ضدها متمرادا! أما مطالبة الشمال بالاعتذار فهي جريمة! وإذا بادر الجنوب وفكر في أن يسامح فهذه جريمة أكبر لأن مجرد الحديث عن المسامحة يتضمن اتهاما للشمال بأنه أخطأ في حق الآخرين وتعالى الشمال عن ذلك علوا كبيرا!! فالشمال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!! هذه هي الذهنية العنصرية وهذه هي طريقة تفكيرها، ولن يغير من حقيقتها مزاعم الأستاذ / محمد عبد القادر حول محبته لاخوته الجنوبيين فهو لا يحبهم كاخوة أنداد بل يحبهم كما يحب الرجل (أشياءه) التي ليس من حقها أن تفكر أو تغضب أو(تسامح)!! هنيئا للزبير باشا بأحفاده الذين؛ ليس من صلبه، لكنهم يستحضرون روح تجارته البائدة من حين لآخر في أعمدتهم الصحفية التي تخاطب أهل القرن الحادي والعشرين!