إرشادات طبية حديثة لتفادي الحالة المصاحبة لعجز القلب
كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
إن واحدا من أكثر المضاعفات المتعبة لمرض عجز القلب المتقدم هو الشعور بعدم القدرة على استنشاق ما يكفي من الهواء. وقد وضع الأطباء تعريفا جيدا لضيق التنفس (dyspnea) هو: «التجربة الذاتية للشعور بعدم ارتياح أثناء التنفس»، وكذلك «الإحساس غير المريح بالتنفس أو الشعور به». ويوصف الأشخاص المصابون بحالة مزمنة من ضيق التنفس بأنه حالة اختناق، أو خنق، مع نزوع شديد لاستنشاق الهواء. * ضيق التنفس
* وتؤثر حالة ضيق التنفس المزمن على ملايين الأشخاص. كما تصاحب بشكل شائع أمراضا مثل مرض الانسداد الوعائي الرئوي المزمن (COPD)، سرطان الرئة، السكتة الدماغية، الضمور العضلي، وغيرها. إلا أن ضيق التنفس لم يلق سوى اهتمام قليل. وتقول فيرجينيا كاريري – كولمان، البروفسورة في التمريض بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، التي عكفت على دراسة ضيق التنفس منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي: «لم يعترف بمضاعفات ضيق التنفس إلا خلال السنوات العشر الماضية». وفي الواقع فإن مجال دراسة ضيق التنفس كان نفس مجال دراسة الآلام في الثمانينات، وذلك قبل أن يشرع الأطباء والباحثون في دراسة الآلام الناجمة عنه ومحاولة تحسين علاجه وإنهاء المعاناة منه.
ومثله مثل الألم، فإن ضيق التنفس هو عبارة عن إشارة داخلية من الجسم تحذر الإنسان باقتراب الخطر. وتظهر مسوح الدماغ أنه يقود إلى تنشيط اللوزة (amygdale) وهي جزء الدماغ الذي يمثل مركز الخوف. وهذا يعني أن ضيق التنفس يتألف من عناصر جسدية وأخرى عاطفية.
* الإدراك الحسي
* يبدو التنفس الطبيعي وكأنه عملية بسيطة، إذ يدخل الهواء إلى الرئتين، ثم يخرج منهما. إلا أنها عملية معقدة في الواقع.
وتشمل عملية التنفس الرئتين، الحجاب الحاجز، عضلات جدران الصدر، مركز التنفس في الدماغ، شبكة من الخلايا العصبية، جزئيات ناقلة للإشارة، إضافة إلى جملة من المستقبلات الكيميائية والكيميائية في الدماغ، الرئتين، والشرايين.
وينشأ ضيق التنفس جزئيا عندما يقوم الجسم بجهد إضافي من أجل تنفيذ عملية التنفس. ويكون المساهم الأكبر هنا الإدراك الحسي لهذا الجهد الإضافي والإحساس والشعور الناجم عن وجود «جوع للهواء».
ويقول الدكتور روبرت بي. بانزت، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد الذي يعمل على دراسة العناصر العاطفية والنفسية المرتبطة بضيق التنفس: «لدى شخصين يعانيان من نفس درجة شدة المرض، يحدث أن يعاني أحدهما من شكل سيئ جدا من ضيق التنفس بينما لا يلاحظه الثاني إلا بالكاد».
* إرشادات حديثة
* وفي خطوة إلى الأمام لزيادة التوعية بضيق التنفس، كتبت البروفسورة كاريري - كولمان سوية مع 15 طبيبا إرشادات جديدة للتعرف على الحالة ومعالجتها. وبذلت لجنة الأطباء هذه ونيابة عن الكلية الأميركية لأطباء الصدر كل جهودها لوضع الإرشادات انطلاقا من دلائل قوية مستخلصة من تجارب المراقبة العشوائية الإكلينيكية. إلا أن تحقيق ذلك كان صعبا في ميدان لا توجد فيه دلائل كثيرة، خصوصا ما يسمى بالعلاج البديل. وأوصت الإرشادات بما يلي:
* المحادثة: على الأطباء سؤال مرضاهم المصابين بعجز القلب أو الانسداد الوعائي الرئوي المزمن دوما، إن كانوا يعانون من ضيق التنفس، كما أن عليهم تقييم مدى الألم من الحالة وتأثيرها على حياتهم. ومن هذه المحادثة تستخلص أسس خطة العلاج التي يتفق عليها الطرفان.
* الأكسجين: لا يكون استنشاق الأكسجين من أنبوبة توضع تحت الأنف، جيدا لحالة ضيق التنفس إلا إذا كانت مستوياته في الدم قليلة. وإن لم تكن قليلة فإن استنشاق الأكسجين لا يقود إلا إلى تأثير ضئيل على الأعراض.
* التنفس بزم الشفاة: التنفس من الأنف، والزفير من الفم المدور (عند زم الشفاة) يمكن أن يساعد على تخفيف ضيق التنفس. ويقوم بعض الناس بهذا أوتوماتيكيا، إلا أن تنفيذه بوعي قد يكون مفيدا.
* الاسترخاء: الاستماع إلى تسجيل صوتي حول الاسترخاء أو العمل لتنفيذ سلسلة من عمليات إرخاء العضلات (العمل على إرخاء وانقباض مجموعات من العضلات من الرأس إلى القدمين) أظهرت أنها تساعد على مكافحة ضيق التنفس. ويمكن لعملية الاسترخاء أن تنفذ مهمتها على عدة مستويات - فهي تشجع على التنفس العميق والبطيء، وتخفف الإجهاد والتوتر، كما تشتت تركيز الانتباه على مجهود التنفس.
* المروحة: أظهرت دراسة إكلينيكية في بريطانيا أن استخدام مروحة يدوية توجه الهواء البارد إلى الوجنتين قد قلل من الشعور بضيق التنفس.
* الأدوية: المورفين (morphine)، فنتانيل (fentanyl)، أوكسيكودون (oxycodone)، والعقاقير الأخرى من صنف الأدوية الأفيونية ظلت تستخدم طويلا لعلاج ضيق التنفس. وهي تؤمن الراحة بتسهيلها لعملية التنفس رغم أنها قد لا تحسن مستوى الأكسجين في الدم. وبتردد الأطباء أحيانا في استخدام هذه العقاقير لعلاج ضيق التنفس تخوفا من الإدمان عليها. إلا أن التعامل مع آلام السرطان أظهر أن هذه العقاقير آمنة وسليمة من الناحية الأخلاقية، وتزداد الدلائل الداعمة لاستخدامها في علاج ضيق التنفس.
وسوف تفتح الأبحاث على الجوانب العاطفية والنفسية لضيق التنفس بالتأكيد أبوابا جديدة للعلاج. وإضافة إلى الاسترخاء يختبر الأطباء وسائل أخرى لتخفيف ضيق التنفس، مثل «التمارين المهيكلة» structured exercise الوخز بالإبر الصينية، العلاج بالموسيقى، التأمل، اليوغا، والوسائل الأخرى المسماة بالوسائل البديلة.
* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»
إن واحدا من أكثر المضاعفات المتعبة لمرض عجز القلب المتقدم هو الشعور بعدم القدرة على استنشاق ما يكفي من الهواء. وقد وضع الأطباء تعريفا جيدا لضيق التنفس (dyspnea) هو: «التجربة الذاتية للشعور بعدم ارتياح أثناء التنفس»، وكذلك «الإحساس غير المريح بالتنفس أو الشعور به». ويوصف الأشخاص المصابون بحالة مزمنة من ضيق التنفس بأنه حالة اختناق، أو خنق، مع نزوع شديد لاستنشاق الهواء. * ضيق التنفس
* وتؤثر حالة ضيق التنفس المزمن على ملايين الأشخاص. كما تصاحب بشكل شائع أمراضا مثل مرض الانسداد الوعائي الرئوي المزمن (COPD)، سرطان الرئة، السكتة الدماغية، الضمور العضلي، وغيرها. إلا أن ضيق التنفس لم يلق سوى اهتمام قليل. وتقول فيرجينيا كاريري – كولمان، البروفسورة في التمريض بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، التي عكفت على دراسة ضيق التنفس منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي: «لم يعترف بمضاعفات ضيق التنفس إلا خلال السنوات العشر الماضية». وفي الواقع فإن مجال دراسة ضيق التنفس كان نفس مجال دراسة الآلام في الثمانينات، وذلك قبل أن يشرع الأطباء والباحثون في دراسة الآلام الناجمة عنه ومحاولة تحسين علاجه وإنهاء المعاناة منه.
ومثله مثل الألم، فإن ضيق التنفس هو عبارة عن إشارة داخلية من الجسم تحذر الإنسان باقتراب الخطر. وتظهر مسوح الدماغ أنه يقود إلى تنشيط اللوزة (amygdale) وهي جزء الدماغ الذي يمثل مركز الخوف. وهذا يعني أن ضيق التنفس يتألف من عناصر جسدية وأخرى عاطفية.
* الإدراك الحسي
* يبدو التنفس الطبيعي وكأنه عملية بسيطة، إذ يدخل الهواء إلى الرئتين، ثم يخرج منهما. إلا أنها عملية معقدة في الواقع.
وتشمل عملية التنفس الرئتين، الحجاب الحاجز، عضلات جدران الصدر، مركز التنفس في الدماغ، شبكة من الخلايا العصبية، جزئيات ناقلة للإشارة، إضافة إلى جملة من المستقبلات الكيميائية والكيميائية في الدماغ، الرئتين، والشرايين.
وينشأ ضيق التنفس جزئيا عندما يقوم الجسم بجهد إضافي من أجل تنفيذ عملية التنفس. ويكون المساهم الأكبر هنا الإدراك الحسي لهذا الجهد الإضافي والإحساس والشعور الناجم عن وجود «جوع للهواء».
ويقول الدكتور روبرت بي. بانزت، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد الذي يعمل على دراسة العناصر العاطفية والنفسية المرتبطة بضيق التنفس: «لدى شخصين يعانيان من نفس درجة شدة المرض، يحدث أن يعاني أحدهما من شكل سيئ جدا من ضيق التنفس بينما لا يلاحظه الثاني إلا بالكاد».
* إرشادات حديثة
* وفي خطوة إلى الأمام لزيادة التوعية بضيق التنفس، كتبت البروفسورة كاريري - كولمان سوية مع 15 طبيبا إرشادات جديدة للتعرف على الحالة ومعالجتها. وبذلت لجنة الأطباء هذه ونيابة عن الكلية الأميركية لأطباء الصدر كل جهودها لوضع الإرشادات انطلاقا من دلائل قوية مستخلصة من تجارب المراقبة العشوائية الإكلينيكية. إلا أن تحقيق ذلك كان صعبا في ميدان لا توجد فيه دلائل كثيرة، خصوصا ما يسمى بالعلاج البديل. وأوصت الإرشادات بما يلي:
* المحادثة: على الأطباء سؤال مرضاهم المصابين بعجز القلب أو الانسداد الوعائي الرئوي المزمن دوما، إن كانوا يعانون من ضيق التنفس، كما أن عليهم تقييم مدى الألم من الحالة وتأثيرها على حياتهم. ومن هذه المحادثة تستخلص أسس خطة العلاج التي يتفق عليها الطرفان.
* الأكسجين: لا يكون استنشاق الأكسجين من أنبوبة توضع تحت الأنف، جيدا لحالة ضيق التنفس إلا إذا كانت مستوياته في الدم قليلة. وإن لم تكن قليلة فإن استنشاق الأكسجين لا يقود إلا إلى تأثير ضئيل على الأعراض.
* التنفس بزم الشفاة: التنفس من الأنف، والزفير من الفم المدور (عند زم الشفاة) يمكن أن يساعد على تخفيف ضيق التنفس. ويقوم بعض الناس بهذا أوتوماتيكيا، إلا أن تنفيذه بوعي قد يكون مفيدا.
* الاسترخاء: الاستماع إلى تسجيل صوتي حول الاسترخاء أو العمل لتنفيذ سلسلة من عمليات إرخاء العضلات (العمل على إرخاء وانقباض مجموعات من العضلات من الرأس إلى القدمين) أظهرت أنها تساعد على مكافحة ضيق التنفس. ويمكن لعملية الاسترخاء أن تنفذ مهمتها على عدة مستويات - فهي تشجع على التنفس العميق والبطيء، وتخفف الإجهاد والتوتر، كما تشتت تركيز الانتباه على مجهود التنفس.
* المروحة: أظهرت دراسة إكلينيكية في بريطانيا أن استخدام مروحة يدوية توجه الهواء البارد إلى الوجنتين قد قلل من الشعور بضيق التنفس.
* الأدوية: المورفين (morphine)، فنتانيل (fentanyl)، أوكسيكودون (oxycodone)، والعقاقير الأخرى من صنف الأدوية الأفيونية ظلت تستخدم طويلا لعلاج ضيق التنفس. وهي تؤمن الراحة بتسهيلها لعملية التنفس رغم أنها قد لا تحسن مستوى الأكسجين في الدم. وبتردد الأطباء أحيانا في استخدام هذه العقاقير لعلاج ضيق التنفس تخوفا من الإدمان عليها. إلا أن التعامل مع آلام السرطان أظهر أن هذه العقاقير آمنة وسليمة من الناحية الأخلاقية، وتزداد الدلائل الداعمة لاستخدامها في علاج ضيق التنفس.
وسوف تفتح الأبحاث على الجوانب العاطفية والنفسية لضيق التنفس بالتأكيد أبوابا جديدة للعلاج. وإضافة إلى الاسترخاء يختبر الأطباء وسائل أخرى لتخفيف ضيق التنفس، مثل «التمارين المهيكلة» structured exercise الوخز بالإبر الصينية، العلاج بالموسيقى، التأمل، اليوغا، والوسائل الأخرى المسماة بالوسائل البديلة.
* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»
0 التعليقات :
إرسال تعليق