دعوا لـ«مليونية الوحدة الوطنية والدولة المدنية» للرد على «جمعة الهوية»
في محاولة لتجاوز مشهد «جمعة الهوية والشريعة» التي هيمنت عليها تيارات الإسلام السياسي في مصر، يستعد مشايخ الطرق الصوفية و10 أحزاب وقوى سياسية قبطية وليبرالية وعلمانية لتنظيم مظاهرة حاشدة بميدان التحرير يوم الجمعة المقبل، للرد على مليونية «الإخوان» والسلفيين.
ونظم مشايخ 8 طرق صوفية حفل إفطار بمقر مشيخة الطريقة العزمية بحي السيدة زينب مساء أول من أمس تقرر خلاله تشكيل لجنة تنسيقية للحشد والإعداد للمليونية الصوفية التي تقام تحت شعار «مليونية صوفية في حب مصر»، وأكد الشيخ علاء أبو العزائم أن الهدف من المليونية إرساء دعائم الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، والتصدي للفكر السلفي الدخيل على المجتمع المصري والتأكيد على مدنية الدولة المصرية.
وتقول قيادات بالتيار الليبرالي إن التحالف مع الحركة الصوفية يمكن أن يعزز وجودها في الشارع السياسي، ويعكس الروح السمحة للإسلام المصري، وقال الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ممثل الجمعية باللجنة التنسيقية للمليونية إن الهدف من هذا الحشد هو تشكيل تكتلات سياسية استعدادا للانتخابات المقبلة.
وقرر مشايخ الطرق الصوفية من أعضاء جبهة الإصلاح الصوفي وممثلو 10 قوى وأحزاب سياسية من أبرزها الجمعية الوطنية للتغيير، وحركة شباب 6 أبريل، واتحاد شباب ماسبيرو، وحزب الغد الليبرالي، وحزب الشعب الديمقراطي، واتحاد الأدباء والفنانين، تشكيل لجنة تنسيقية للإعداد للمليونية الصوفية التي تبدأ بصلاة الجمعة 12 أغسطس (آب) الحالي وتستمر حتى صلاتي المغرب والعشاء، وتختتم بإقامة حفل إنشاد ديني للشيخ ياسين التهامي حتى موعد صلاة الفجر.
وكانت التيارات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين قد دعوا لمليونية 29 يوليو (تموز) الماضي، تحت اسم «جمعة الهوية والشريعة»، وسط اتهامات من القوى السياسية الليبرالية واليسارية بمخالفة التوافق ورفع شعارات خاصة على رأسها إقامة دولة إسلامية في مصر. وأثار نجاح مليونية السلفيين مخاوف القوى الليبرالية واليسارية بعد أن احتشد نحو مليونين من أبناء الحركات السلفية التي برزت على سطح المشهد السياسي في مصر عقب الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي تخلى عن السلطة في البلاد في 11 فبراير (شباط) الماضي.
وانسحب 26 حزبا وحركة سياسية من مليونية السلفيين، قائلين إن التيارات السلفية و«الإخوان» لم يحترموا الاتفاقات التي حاولت تخفيف حدة التوتر والاحتقان بين الاتجاهين المتنافسين، واصفين الجمعة بأنها أتت في إطار استعراض القوة.
وكانت قوى ليبرالية قد تحالفت مع قوى إسلامية في إطار ما سمي «التحالف الديمقراطي من أجل مصر» وضم حزب الوفد الليبرالي العريق وحزب الغد الليبرالي وحزب جماعة الإخوان المسلمين وحزب «النور» السلفي، لكن خلافات حول وضع مبادئ فوق دستورية ملزمة للجنة وضع الدستور حالت دون استمرار التحالف الذي وصف بالهش.
وبرز الخلاف بين القوى المصرية في أعقاب الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى في 19 مارس (آذار) الماضي، وانتقدت التيارات الليبرالية تمثيل عضو بجماعة «الإخوان» في لجنة صياغة التعديلات. ويقول مراقبون إن الاستقطاب الذي حدث بين القوى الإسلامية السلفية والقوى الليبرالية لا يسمح بالمضي قدما باتجاه تحالفات خلال الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجري خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكان المجلس العسكري الحاكم في مصر قد وضع خارطة طريق لتسليم السلطة للمدنيين، حدد فيها شهر سبتمبر (أيلول) للبدء في إجراء الانتخابات البرلمانية (مجلسا الشعب والشورى)، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية بعد تشكيل لجنة لوضع دستور جديد للبلاد.
ويخشى التيار الليبرالي من استئثار القوى الإسلامية السلفية بالبرلمان المنوط به وضع دستور جديد للبلاد، وقد ينجح التيار الليبرالي في استثمار شعبية التيار الصوفي في مصر الذي توترت علاقاته بالسلفيين على خلفية هدم متشددين عددا من الأضرحة التي تحظى بمكانة خاصة لدى الصوفيين عقب نجاح الثورة المصرية.
وكان الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل للرئاسة، قد أدى صلاة التراويح في مسجد الرفاعي بمنطقة القلعة بالقاهرة في ثاني أيام شهر رمضان، والتقى بعدد من مشايخ الطرق الصوفية على رأسهم الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة الرفاعية، لكنه نفى انضمامه لأي تحالف على حساب قوى أخرى، قائلا إن تحالفه الوحيد مع الشعب.
وشدد البرادعي على دور الأزهر الشريف خلال المرحلة المقبلة، وأنه من الأهمية أن يستعيد الأزهر دوره كممثل للإسلام الوسطي، مطالبا بإعادة الانتخاب لمنصب شيخ الأزهر واستقلاليته وإعادة الأوقاف للأزهر.
يذكر أن عدد الطرق الصوفية في مصر يصل لنحو 77 طريقة مسجلة في المجلس الأعلى للطرق الصوفية؛ أهمها الحركة العزمية والأحمدية والشاذلية. ويقول قيادات الصوفيين إن عدد أتباعهم يصل لنحو 10 ملايين متصوف. ولعبت الحركات الصوفية في التاريخ المصري دورا وطنيا، وقادت مقاومة الاحتلال الفرنسي مطلع القرن التاسع عشر.
0 التعليقات :
إرسال تعليق