Featured Video

الدبابات تحاصر حماه.. والعمليات العسكرية مستمرة في حمص.. والأمم المتحدة تعلن مقتل أكثر من 3500 مدني

النظام يروج لرواية أمنية عن قرب انتهاء عملية «تطهير حمص».. ونهب وسرقة وإهانات في حي بابا عمرو

مظاهرة في حي القبلي بحماه أمس

















لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي كانت تتجه فيه الأنظار إلى مدينة حمص «المنكوبة» وحي بابا عمرو المحاصر، الذي يتعرض للقصف، دخلت يوم أمس دبابات الجيش إلى مدينة حماه من مداخلها الأربعة، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار في وسط المدينة وفي قرب المجمع الطبي وفي منطق الحاضر وفي شارع الدباغة، وتم وضع حواجز عسكرية ونشر للقناصة في محيط ساحة العاصي.
وجاء ذلك في وقت قالت فيه الأمم المتحدة أمس إن أكثر من 3500 شخص قتلوا في سوريا في الحملة الأمنية على المحتجين. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للصحافيين في جنيف: «الحملة الحكومية الوحشية على المنشقين في سوريا أودت حتى الآن بحياة أكثر من 3500 سوري». وأضافت: «منذ أن وقعت سوريا على خطة السلام التي رعتها جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي وردت أنباء عن مقتل أكثر من 60 شخصا على أيدي الجيش وقوات الأمن، منهم 19 على الأقل قتلوا يوم الأحد أول أيام عيد الأضحى».
وعدد القتلى الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة يتضمن زيادة قدرها 500 منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) عندما قالت المنظمة الدولية إن أكثر من 3000 شخص قتلوا. لكن شامداساني قالت إن تقديرات الأمم المتحدة محافظة نسبيا وأقل من التقديرات الأخرى. وقال نشطون سوريون إن عدد المدنيين الذين قتلوا في الحملة بلغ 4200 شخص.
وقالت شامداساني إن سوريا لم تلتزم بوعدها الالتزام بالخطة العربية، وأضافت: «بينما أعلنت الحكومة السورية الإفراج عن 553 معتقلا يوم السبت بمناسبة العيد، ما زال عشرات الآلاف رهن الاعتقال ويجري اعتقال العشرات يوميا بطريقة تعسفية». وقالت إن الحكومة تستخدم الدبابات والأسلحة الثقيلة في شن هجمات على المناطق السكنية في حمص، وإن الموقف في حي بابا عمرو «مروع على نحو خاص». وأضافت شامداساني: «وفقا للمعلومات التي تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فإن الحي ما زال تحت الحصار على مدى سبعة أيام، والسكان محرومون من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية».
وأضافت أن الحكومة السورية لم تسمح لمحققي الأمم المتحدة بدخول البلاد، لذلك فإن الإحصائيات تستند إلى معلومات من «مصادر موثوق بها على الأرض» يمكن تأييدها. وقالت: «رغم الطلبات المتكررة فإن الحكومة السورية لم تكن راغبة في التعاون».
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال اندلع في مدينة حماه التي تبعد 45 كيلومترا إلى الشمال من حمص بين قوات موالية ومنشقين على الجيش، وإن ثمة جنودا من الجيش وقوات الأمن قتلوا في كمين قرب معرة النعمان التي تقع إلى الشمال من حماه.
وقالت مصادر محلية في مدينة حماه إن المتظاهرين حاولوا الوصول ليلا إلى ساحة العاصي، وتم إطلاق نار عليهم من قبل قوات الأمن والجيش المتمركزين في الساحة، واستمر إطلاق النار حتى ساعة متأخرة من الليل.
وقال ناشطون إن خمسة على الأقل قتلوا يوم أمس في سوريا برصاص قوات الأمن بينهم طفلة، وأربعة منهم في حمص، وقتيل في إدلب التي شهدت مظاهرات كبيرة في المدينة والريف.
وفي حمص قال سكان لوكالة «رويترز» إن القوات السورية دخلت منطقة سكنية أول من أمس وإنها تعزز قبضتها. وقال أحد السكان عبر الهاتف، وذكر أن اسمه سامي: «تسللت كي أرى والدي اليوم الذي أصيب بشظية. عدد الجنود والشبيحة في بابا عمرو الآن بالآلاف، والنهب مُتفشٍّ». وأضاف أنه شاهد أفراد ميليشيا وجنودا في إحدى الضواحي يحملون مبردات وأجهزة تلفزيون وشاشات كومبيوتر ويضعونها في سيارات جيب وشاحنات صغيرة. وقال إنه تم تحويل مدرسة إلى مركز اعتقال، حيث وضع عشرات الشبان في الفناء وأياديهم موثقة خلف ظهورهم.
وأكدت مصادر محلية في حمص أن عناصر من قوات الأمن والشبيحة قاموا بتكسير وتخريب بيوت الأسر التي نزحت من حي بابا عمرو، وقال شهود عيان إنهم رأوا جنودا من الجيش يقفون عند دوار النخلة لتأمين حركة المسروقات من حي بابا عمرو إلى الأفرع الأمنية. والمسروقات تضمنت تلفزيونات وبرادات وغسالات وغيرها من الأدوات المنزلية والبضائع من المحلات المنهوبة إلى الأفرع الأمنية، واستمر ذلك لأكثر من ثلاث ساعات.
كما تحدث ناشطون في حمص عن ممارسات انتقامية بحق الأهالي في حي بابا عمرو، حيث جرى اعتقال أعداد كبيرة منهم وإلقاؤهم مقيدين على الأرض في الشوارع والدوس على ظهورهم وضربهم بكعاب البنادق.
وفي ريف حمص أعلنت «كتيبة الفاروق» من الجنود المنشقين عن تنفيذ عمليات في منطقة القصير، وجرى اشتباك مع قوات الأمن والجيش عند «جامع الرحمن»، وتم استهداف سيارتي نقل للأمن وحافلة 24 راكبا بقذائف آر بي جي، أسفرت عن إصابات بليغة في صفوف قوات الأمن والشبيحة لم يعرف عددها، في حين أعلنت كتيبة الفاروق عن ثلاث إصابات في صفوفها. وسبق هذا الاشتباك الذي حصل ليل أول من أمس استهداف عدة حواجز للأمن والجيش في القصير أسفر عن تدمير آليتين مجنزرتين وإصابات بليغة في صفوف الأمن، بينما تحدثت مصادر محلية أخرى عن حصول انشقاقات في قوات الجيش هناك، مشيرة إلى تجدد الاشتباكات في منطقة تلكلخ وعن إطلاق نار استمر طيلة ليلة أول من أمس.
وتوقعت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري الإعلان خلال ساعات قليلة عن انتهاء العملية الأمنية المسماة «تحطيم الأوهام» والكشف عن مراحل ما سمته عملية «تطهير حمص». وقالت المصادر الإعلامية التي تستقي معلوماتها من الأجهزة الأمنية في سوريا أنه «مع انتهاء العمليات في جبل الزاوية تمت بعض العمليات الأمنية السريعة في الرستن والحولة وتلكلخ والقصير». وقالت تلك المصادر إن نتيجة المتابعات الأمنية تبين لهم أن «مركز البث للإعلام والإشراف على التنسيقيات هو منطقة الحولة بجانب قرية مريمين ومركز العمليات المالية وتأمين السلاح هو منطقة الرستن وتلبيسة ومركز القيادة العسكرية وتأمين الإرهابيين هو بابا عمر والقصير، وهناك كانت تتم كل عمليات التجهيز والإعداد لصراع وقتال طويل». وأضافت أن «الأجهزة السورية استقدمت أجهزة تنصت متطورة وتبين أن الأمور تتجه باتجاه خطير كمقدمة لتدخل غربي يكون ذريعة لتدخل أكبر، وتم وضع خطة لتطهير الرستن والحولة بعمليات بطيئة ما أمكن، وبعد الانتهاء من تنظيف الرستن وتلبيسة وبعد هروب قسم من الملاحقين المسلحين باتجاه بابا عمر».
وقال ناشطون إن هذه الرواية هي إحدى روايات الدعاية السياسية التي تبثها الأجهزة الأمنية السورية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعية، وجيش المحللين السياسيين من السوريين واللبنانيين الموالين للنظام، للتأكيد على وجود مؤامرة دولية لتقويض الاستقرار والأمن في سوريا، وإسقاط نظام الممانعة، وإن أجزاء من هذه الرواية تسمع في الرواية الرسمية التي يتبناها الإعلام الرسمي في حين يتبناها بالكامل الإعلام شبه الرسمي، لتبرير وحشية العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري في أكثر من منطقة في البلاد.
وفي دمشق عبّر الناشطون، على طريقتهم الخاصة، عن الاحتجاج السلمي والدعوة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، عبر زرع سبيكرات تصدح بصوت بلبل الثورة السورية إبراهيم القاشوش الذي قتل في حماه ورميت جثته في نهر العاصي، وأغنيته الشهير «ويالله ارحل يا بشار»، مع توزيع منشورات تتضمن شعارات مناهضة للرئيس الأسد ونظامه.
وقال ناشطون في حي كفرسوسة حيث يوجد أكبر تجمع لمقرات أهم أفرع الأجهزة الأمنية، وحيث يوجد تجمع مباني الحكومة ومنازل المسؤولين وطبقة المنتفعين من النظام، إنه ضمن ما سمي بفعاليات «عيد الحرية في كفرسوسة الأبية». وتم في اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى «إلصاق نعي للمجرم بشار في أرجاء كفرسوسة وخصوصا في الأماكن الحساسة رغم الوجود الأمني، كما تم وضع سبيكرات قاشوشية صدحت أمام مبنى مول الشام سيتي سنتر مما سبب الذعر في المنطقة».

0 التعليقات :

إرسال تعليق